المحرر موضوع: الحقيقة في التسمية القومية بين الكلدان والاثورية، للأستاذ ابلحد افرام ساوا،الجزء الأول/ بعد التعديل  (زيارة 1794 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل M.T.Yako

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 133
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في ظل ندرة المصادر الموثقة ، وخاصة المدونة منها باللغة العربية ، يعاني الكثير من المهتمين بقضايا التاريخ وبحقائق الأمور من شحة المعلومات المتوفرة عن معظم الخفايا والأمور التي رافقت الكثير من القضايا والتحولات المهمة التي شهدها شعب وادي الرافدين وخاصة ما يشغل الواقع الذي يعيشه اليوم معظم ابناء امتنا الكلدانية وخاصة المتأشورين والمتأثورين منهم ، حيث كانوا هؤلاء اكثر الناس تعرضآ للتحريف عن اصولهم الكلدانية من خلال تشويش افكارهم واعتقاداتهم بمفاهيم مغلوطة ومقصودة وشحنهم بأحلام وردية كانت تتكسر وتتحطم في كل مرة تلامس الواقع .
وعندما وقع هذا الكتيب بين يدي ، وبعدما قرأته لأول مرة ، وقع في نفسي موقف وشعور دفعاني ان اضعه بين يدي الباحثين والدارسين والمهتمين بالولوج الى عمق التاريخ عبر ممرات موثقة وآمنة ومعتمدة عالميآ، لما فيه من ثراء وعطاء تاريخي ومعرفي المبنيين  على كثرة المصادر الموثقة والمراجع التاريخية التي اعتمدها المؤلف في عرض الكثير من الحقائق التي كانت ولا زالت غائبة عن الكثيرين و التي خلص اليها اجيال من الباحثين والمؤرخين الوطنيين والآجانب ،
وللأمانة والصدق مع الذات ومع الآخرين ،  فإنني لجأت الى طباعة كل ما جاء في الكتيب ونشره في موقع عنكاوا دوت كوم بقرار خاص مني وصادر عني ،  لذلك فإنني اتحمل المسؤولية لوحدي امام الجميع وخاصة أمام المؤلف عن أي سهو أو خطأ يخالف النص الأصلي او عن أي تقصير يترتب عليه ضياع حق من حقوق المؤلف المشهود له في الدفاع عن قضايا امتنا الكلدانية وفي الجهود الكبيرة التي يشكر عليها والتي يبذلها من اجل اقرار الحق ومباديء العدالة لكافة اطياف شعبنا .
اسم الكتيب : الحقيقة في التسمية القومية بين الكلدان والاثورية
تعقيب حول كراس ( الكلدان من الوثنية الى الاسلام )
المؤلف : عبدالاحد افرام ساوا
من منشورات المركز الكلداني للثقافة والفنون / دهوك ۱۹۹۹

منصور توما ياقو
سدني / استراليا
9 /  oct / 2005/
 ملاحظة (( بحكم طول الموضوع ،لذلك اضطررت ان اجزء الموضوع الى ثلاثة اجزاء ، وايضآ كنت اود ان اطرح الجزء الثاني والثالث عن طريق الرد ، أي في صفحة الجزء الأول ولكن خاصية الردود قد اوقفت حاليآ ، فأضطررت ان اطرحهما ( الجزء الثاني  والثالث) كموضوعين مستقلين ويليا الجزء الأول مباشرة ).  اما الان اليكم الجزء الأول.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

الحقيقة في التسمية القومية بين
الكلدان والآثورية

تعقيب حول كراس ( الكلدان من الوثنية الى الإسلام )
عبدالاحد افرام
من منشورات المركز الكلداني للثقافة والفنون  / دهوك / ۱۹۹۹
- من منشورات المركز الكلداني للثقافة والفنون
- الحقيقة في التسمية القومية بين الكلدان والآثورية
تعقيب حول كراس ( الكلدان من الوثنية الى الإسلام )
- عبدالأحد افرام
- دهوك ١۹۹۹
- مركز أبل للكومبيوتر / دهوك
- مطبعة هاوار / دهوك
۲
المقدمة
لقد وصلتني نسخة من كراس يحمل عنوانآ غريبآ ومضحكآ في آن واحد وهو ( الكلدان من الوثنية الى الإسلام ) فعلا ان من يتمعن في هذا العنوان من الذين لديهم الوجيز من المعلومات التاريخية فقط ، ينفجر في ضحكة ساخرة وكأنه يقرأ طرفة ، غير ان المختص بالتاريخ وحتى الذي لديه معلومات عامة عن المواضيع المطروحة في هذا الكراس يمتعض قليلآ عند اطلاعه على عنوان ومحتوى الكراس ، لأنه يلاحظ التحوير والتحريف في الحقائق التاريخية واضحآ .
لقد وزع هذا الكراس في الأقليم وخارجه من قبل الذين لا هم لهم سوى انكار الوجود القومي الكلداني وممن هم اصلآ من صلب الكلدان سواء أقروا بذلك أم نفوا وكأنهم من خلال هذه الأعمال التافهة والأفكار الساذجة الرخيصة وبهذا النوع من الأقلام المأجورة التي لا تنطق إلا بالهذيان يحققون مبتغاهم .
ان هؤلاء ومن خلال انكارهم الوجود القومي الكلداني ينكرون ذاتهم ايضآ من غير ان يعرفوا ، واقولها بكل صراحة انني لم اكن انوي التعقيب على ما جاء في هذا الكراس من اباطيل وتفاهات ومعلومات محرفة ، لولا قيام كاتبه بكيل التهم اليّ وباسمي الصريح مكملآ بذلك رغبة أسياده ومن ثم قيام مرتزقة الجهة المعنية بتوزيع هذا الكراس في الوطن وفي بلدان المهجر على حد علمي ولغاية في انفسهم هذا من ناحية ومن ناحية ثانية لدحض وتفنيد ما جاء فيه من اباطيل يتحدى كاتبها
۳
تفنيدها ، لذا قررت الرد انطلاقأ من الأمانة العلمية والواجب القومي ومن اجل حماية البسطاء والسطحيين من القراء معلوماتيآ لكي لا يقعوا في الفخاخ والمكايد التي تنصب وتدبر لهم ولكي ابين لا بل لأنصح هؤلاء واعني هنا ( الناشر والجهة الموزعة ) بأن هذا الأسلوب الذي يتبعونه لا يخدمنا وليس في صالحنا جميعآ ويزيد الفجوة ويساهم في بتر الوشائح التي ما زالت باقية بيننا ، لأن هناك اسلوب حضاري وعلمي أكثر نفعآ من الذي يتبعونه وان نشر كراريس كهذا ومقالات رخيصة والقاء محاضرات هنا وهناك بغية تحريف الحقائق من قبل الذين يخونون ذواتهم وضمائرهم قبل خيانة التاريخ لا تجدي نفعآ ولا تغير من الحقائق المعروفة لدينا شيئآ كما ولا تهز ولو شعرة واحدة من المشاعر القومية لدى الكلدان وبغية تحقيق الهدف من اخراج هذا الكتيب وجدت من الأفضل ان اتطرق الى الفقرات الواردة في كراس المالح بالتسلسل لكي يستطيع من لم يحصل على هذا الكراس معرفة فحواه ويقارن بين ما ورد فيه وما اطرحه انا بين ايدي القراء الكرام .
أ.أ. ساوا
٤
مقدمة الكراس
أبدأ من مقدمة الكراس التي يحاول كاتبها ومن خلالها ان يبين بأنه مقتنع باسلوب المناقشة والكتابة والبحث عن الحقائق باسلوب علمي ، وللأسف هذا ما لا نلاحظه فيه لأننا نشك في مصداقية المالح من هذه الناحية ، ولأن الأسلوب الذي اعتمده في كراسه يثبت خلاف ادعائه ، فهو من خلال كراسه يحاول فقط كسب رضى من كلفه بالمهمة ببذله الجهود من اجل نفي الوجود القومي الكلداني وفي الوقت ذاته فرض التسمية الآشورية على جميع المسيحيين في بلادنا والبلدان المجاورة والمهجر هذه التسمية التي لو كان المالح على قدر من الدراية بتاريخها ونشأتها وظهورها في العصر الحديث ولو كان له القليل من الثقافة التاريخية في هذا المجال ولو اتصف بقليل من النزاهة لرفض ما املوه عليه من منطلق معرفته بحقيقة المدعين بالآشورية اليوم ، ولكنه وكما يبدو ليس كذلك وهو لا يعرف عن تاريخ التسمية الآشورية شيئآ ولا عن تاريخ الكلدان فكان الأولى به وبهؤلاء الذين يدعون بالآشورية اثبات انتسابهم الى الآشوريين القدماء قبل قيامهم بمحاولة فرض هذه التسمية على الآخرين ، وهذا ما اتحداهم به ، لأن هذه التسمية أي الآشورية ظهرت قبل عقود من الزمن ومن ثم ان التسمية ( اثور ) ظهرت في اواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين واطلقت على هؤلاء الكلدان النساطرة الذين كانوا يسكنون منطقة هكاري ومن قبل المخابرات البريطانية ومبعوثي كنيسة كنتر بري البريطانية حينذاك المتمثلة بالبعثة البروتستانتية وهذا ما سنأتي الى ذكره لاحقآ .
وما يلاحظه القاريء في مقدمة الكراس من انفعال وشتم وتشنج واتهام وافتراء
٥
يجرد المالح ككاتب من الثقافة والنزاهة والأسلوب العقلاني الذي ادعى به فهو لم يتبع الاسلوب العلمي والحضاري والمنطقي بل اتبع اسلوب اسياده ذاته في التهجم على الشخص المعني. هؤلاء الاسياد الذين يمولونه لقاء بيع الضمير والمغالاة في التحريف والتزييف ومن ثم يقومون بنشر وتوزيع نتاجاته المحرفة في داخل الوطن وخارجه كما حدث لدى قيامهم بطبع واستنساخ مقاله الذي نشره في مجلة الوسط العدد ۲۹١ الصادر في ۱٥ / آب / ١۹۹٧ ومجلة حويوذو ومن ثم الكراس الذي بين ايدينا  الان ولو لم تكن الجهة الموزعة لهذه المناشير والكراريس هي ذاتها التي استضافت المالح في عينكاوة سنة ١۹۹۳ ودعت الجمهور الى المحاضرة التي كان من المقرر ان يلقيها حول موضوع ( القصة القصيرة ) وبعد حضور الجمهور تفاجأ بكون عنوان المحاضرة مجرد غطاء واما الموضوع الحقيقي كان صبغ اهالي عينكاوة بصبغة اشورية اما كلدانيتهم فما هي الا تسمية مغلوطة على رأي المالح ومستضيفيه .
اجل لو لم تكن هذه الجهة ذاتها التي ارسلت معلومات مشوهة عن ندوة عينكاوة والمنظمة من قبل مركزنا الكلداني مع شريط كاسيت لا نعلم ماهية حشوته لتحثه على اخراج كراسه الذي موضوع تعقيبنا الان وهي الجهة نفسها التي تدفع المالح لخيانة اهله ومدينته وقومه وخيانة الحق والتاريخ وكأنها تتصور ان هذيانها وهذيان المالح اوامر ما على الكلدان الا تنفيذها .
اليس للقاريء الحق في ادخال المالح ضمن دائرة تلك الجهة وبيده هذه الأدلة الدامغة ؟ ولا سيما ان تلك الجهة تبذل جهودآ لا بل اموالآ من اجل ايصال افكار المالح وتحريفاته وتحريفات غيره الى ابناء شعبنا حتى في القرى النائية .
ام هل هناك عقد بين المالح وبينها بهذا الخصوص ؟ بالرغم من ان السيد المالح ينكر ذلك غير انه اثبت صحة هذه العلاقة والمغازلة على نفسه دون ان يعلم حيث قال في مقدمة كراسه بأنه وصله كاسيت عن الندوة التي اقامها المركز الكلداني للثقافة والفنون بتاريخ ١۹/٤/١۹۹٧ في عنكاوا والمعلومات عن موقع اقامتها والقائم بادارتها وتقرير حتى باسماء بعض الحضور ايضآ كما يستنتج من كلام المالح علمآ بأن وقائع الندوة سجلت من قبل ممثلي الاعلام في الحركة الاشورية والحزب الشيوعي الكوردستاني فقط اضافة الى تسجيلها من قبل المركز الكلداني صورة وصوتآ ونحن
٦
على يقين بأن المالح استلم الكاسيت عن طريق الحركة الاشورية لان الطرف الاخر لا يفعل ذلك قطعآ ولا مصلحة له في الموضوع .
يبدو ان هذا الكاسيت الذي استلمه المالح والذي لا نعلم ما فيه اثار ثائرة الكاتب المثقف ليتهم المتحدث في الندوة بالاساءة الى اصول المناقشة والشتم والتهجم على شخصه ( شخص المالح) اضافة الى الاراء الخاطئة والمضحكة على حد تعبيره التي نطق بها المتحدث وينعته ايضآ بالجهل وطرح اراء لا صحة لها ويستمر المالح قائلآ بانه يترفع عن الرد على الشتائم والطعن الشخصي والموجهة اليه واما المغالطات التاريخية والعلمية سأتناولها بالتفصيل لكي يعرف الجمهور الخطأ الفادح الذي اقترفه المحاضر في طروحاته الثقافية والتاريخية .
وقبل الاجابة على هذيان المالح اود ان اقول له باننا نحتفظ بكاسيت فيديو سجلت عليه وقائع الندوة وقد يختلف عن مضمون الكاسيت المرسل اليه من قبل الجهة التي اشترت قلمه ان كان يتضمن هذا الكاسيت الشتم والطعن الشخصي لعدم وجود شيء من هذا القبيل ومن ثم انني لم يسبق لي رؤية شخص المالح فعلى اي اساس اتهجم عليه اضافة الى كوني ارفع من هذا المستوى ولا ابدأ بالتهجم على أحد أو على أية جهة الا اذا كانت المبادرة منها ، فالندوة كانت عن المركز الكلداني والهدف من تأسيسه ليس الا ، وأما الاسئلة التي طرحت عليّ من خلال قصاصات ورقية فكانت تتعلق بالمركز عدا بعض الاسئلة التي وجهت الينا وكان لا بد لنا من الاجابة عليها .
وكان العديد من هذه الاستفسارات حساسآ ومقصودآ وجاءت الردود في منتهى الصراحة والموضوعية والعلمية وخالية من الاساءة والشتم وانا شخصيآ ارفع  عن أن اشتم أو اتهجم على شخص حتى اذا كان قد عاداني الا اذا كان هو المتبادر ، وانني اعتبر اسلوب الاساءة والتهجم اسلوب الضعفاء والذين لا علم ولا ثقافة لهم ولكن من يقرأ كراس المالح سيلاحظ من يشتم ويسيء الى الاخرين ، فالاسلوب الذي انتهجه المالح يعكس شخصيته في الماضي والحاضر وهو الذي يحتاج الى دروس في الادب والاخلاق فكيف يستطيع تعليم غيره الادب والاخلاق والقيم وهو بمنىء عنها ، لقد قام السيد المالح بالدور المطلوب منه على اكمل وجه وخدم الجهة التي التي كلفته وجندته باخلاص وهو يستحق منها المكافأة .
٧
ندوة عنكاوا ۱۹/٤/١۹۹٧
لكي يكون للقاريء المزيد من المعلومات عما يدور في هذا الكتيب وكراس المالح يجب ان اتطرق بشيء من الايجاز عن ندوة عنكاوا :
١- لقد زار عنكاوا بتاريخ ۱۹/٤/۱۹۹٧ وفد من مركزنا مكون من ثلاثة اعضاء وفي مقدمتهم أنا باعتباري رئيس المركز والمتكلم باسم المركز في الندوة التي كنا سابقآ قد اتفقنا على اقامتها أو تنظيمها مع لجنة الارتباط بين مركزنا وابناء شعبنا في عنكاوا وكان موضوعها التعريف بالمركز من جميع جوانبه .
ولدى جلوسنا حول الطاولة المخصصة لنا ولمدير الندوة وضع جهازي تسجيل صغيرين عليها كان احد الجهازين يخص الحزب الشيوعي الكوردستاني والاخر كان للحركة الآشورية وبعد الانتهاء من طرح الموضوع انهالت علينا اسئلة واستفسارات متشعبة المضامين وكانت هناك العشرات من الاسئلة قد وردتنا من المدسوسين في
٨
الندوة والتي كانت خارج الموضوع ومنها ما كانت مكتوبة على اوراق مختلفة لتلك التي قمنا بتوزيعها وبخط واحد وقلم واحد وعلى نفس النوعية من الورق ومن بينها عدة اسئلة تخص السيد سعدي المالح وكراسه السابق ( عنكاوا بين الاصل والفصل ) الذي يرد فيه ومن نفس منطلق كراسه الاخير على الاستاذ حنا عبدالأحد روفو مؤلف كتاب يخص تاريخ عنكاوا في ماضيها وحاضرها ولمجرد قيام الاستاذ الجليل حنا روفو بتنسيب اهالي عنكاوا الى الكلدان كانت قد ثارت ثائرة الجهة المعنية فارسلت نسخة من الكتاب الى سعدي المالح كما ارسلت كاسيت ندوتنا هذه للرد عليه .
وفي ردي على الأسئلة المتعلقة بالسيد سعدي المالح ( قلت بانني لا اعرف المالح ولم يسبق لي الالتقاء به ولقد سمعت به من خلال محاضرة القاها في عنكاوا والتي سبق التطرق اليها والى اختلاف عنوانها عن الموضوع المطروح للمناقشة على حد قول من حضر هذه المحاضرة وكانت قد نظمت من قبل الحركة الآشورية ولهدف معلوم وهو حسب اتفاقها مع المالح لكي يدعي فيها بان عنكاوا هي اشورية وليست كلدانية وقلت في ردي ايضآ بان اهل عنكاوا يعرفون المالح اكثر مني وبأن المالح رد على كتاب الاستاذ حنا روفو بايعاز من تلك الجهة التي قامت وتقوم بتوزيع منشوراته بهمة ونشاط وكان الرد خاليآ من أي كلمة جارحة أو مسيئة للمالح كما يدعي هو ، اللهم الا اذا كانت قد اضيفت كلمات الى الشريط خلاف ما نطقت به ! وانا شخصيآ لا اتفوه بكلمة او جملة مهما كانت في حالات كهذه دون الاعتماد على مصدر او سند تاريخي يعزز اقوالي كي ابتعد عن الاجتهادات الشخصية والاخطاء كالتي اوقع المالح نفسه بها في كراسه وكانت هناك اسئلة عديدة تتعلق بالكلدان والاشوريين لم يقرأها مدير الندوة اثناء قيامي بالاجابة بحجة كونها اسئلة مكررة ولكن بعد جمعها والاطلاع عليها ظهر لنا خلاف ذلك وكانت حجة الاخ القائم بادارة الندوة عدم  رغبته في اثارة مثل هذه المواضيع .
۲- ان الاسلوب الذي اتبعته واتبعه في المحاضرات والندوات يتسم بالهدوء والعلمية والاستناد على مصادر تاريخية او علمية تتعلق بالموضوع المطروح ويخلو من
۹

الطعن والجرح فاذا كان ردي لبعض الأسئلة لم ينسجم مع توجهات وأفكار المالح والجهة التي تحركه قد إعتبره شتمآ أو طعنآ فهذه مشكلته وهذا ما يعنيه ولا يعنيني لأن طروحات وأفكار المالح واصدقائه ايضآ قد لا تتماشى أو تنسجم مع افكار الآخرين . وهذا أمر بديهي والأسلوب المثير للضحك والسخرية والجرح والشتم لم المسه الا في كراس المالح وكتاباته وكتابات من يدورون في الفلك ذاته ، فكراس المالح اعتبارآ من عنوانه ومقدمته والى خاتمته يثير السخرية والضحك لا بل الاشمئزاز ايضآ .
۳- ان الحقائق والمعلومات والمصادر التي تتوفر لدينا أو التي بحوزتنا قد يجهلها أو يتجاهلها المالح والا لما قام بنشر هذا الكراس نزولآ عند رغبة الجهات المستفيدة منه والمعادية للكلدان هذا الكراس الذي قام المالح بتفريغ سموم افكاره فيه وحشاه بالتلفيق والمعلومات المغلوطة والبعيدة عن الصحة والتي تدل دلالة قاطعة اما على عدم درايته بتاريخ الكلدان والآشوريين واما على اخفائه الحقائق وتحريفها لبلوغ هدفه ، وليثبت لأسياده بكونه الخادم الآمين ومع كل ذلك يتهمني بعدم المامي بتاريخ امتي ، وهنا اريد ان اطمئن السيد المالح بأنني على دراية وافية بتاريخ الآمة التي انتمي اليها والتي ينتمي اليها بحق هو الآخر وكذلك مسيروه الذين ينكرون ذلك ، فلو كان للأمة التي يحاول المالح وتلك الجهات تنسيبنا اليها من وجود بحق وحقيقة لكنت انا اول ابنائها وليس المالح من منطلق اسس ومباديء عديدة .
٤- ان الجمهور الذي حضر الندوة كان على مستوى ثقافي جيد وعلى اطلاع تام بمجريات الآمور وبالحقائق التاريخية التي لا تتماشى مع طروحات المالح فاعتبرها اخطاء ومغالطات فادحة وأنا على يقين بأن هذا الجمهور وأعني به اهالي عنكاوا يعرفون المالح جيدآ أكثر مما اعرفه انا وهو نفسه يعرف مشاعر بني بلدته تلك المشاعر الكلدانية الجياشة التي لا تكترث للدعايات ولا تتأثر بأقاويله وأباطيله .
٥- ينكر المالح في مقدمة كراسه ان يكون له علاقة بأية جهة سياسية مناوئة للكلدان ويقول بأنه لا علم له بتوزيع أو استنساخ مقالاته ونشرها في داخل الوطن وخارجه وهذا ادعاء باطل لآنه لولا هذه العلاقة المصلحية ، لما قامت تلك الجهة بتسجيل
١۰
 كاسيت وارساله الى المالح بالذات للرد عليه كما فَعلت سابقآ بإرسالها نسخة من كتاب ( لمحة عن عنكاوا ماضيها وحاضرها ) للأستاذ حنا عبدالأحد روفو ولولا هذا الارتباط الذي ينكره المالح لما قامت الجهة ذاتها باستنساخ مئات النسخ من مقاله الذي نشر في مجلة الوسط العدد ۲۹۱ الصادر في ١٥ / آب / ١۹۹٧ولتوزعه على قرى وقصبات الأقليم الخاصة بأبناء شعبنا كما وزعت كراريس المالح ( عنكاوا في الآصل والفصل ) وهو رد على كتاب ( لمحة عن عنكاوا ) الآنف الذكر وكراسه الآخير ( الكلدان من الوثنية الى الاسلام ) وهو تعقيب على ندوتي في عنكاوا بتاريخ  ١۹/٤ /١۹۹٧ فأنا هنا لا اقول للمالح بأنه على ارتباط بتلك الجهة بل اقول له بأنه يؤدي د وره بأمانة فهو يستحق من تلك الجهة أكثر مما تدفعه له ، ومن ابناء شعبنا وأمتنا الكلدانية الازدراء والإستصغار ونحن ككلدان لنا الإيمان الراسخ بإنتمائنا القومي ولا تنال من مشاعرنا آراء هؤلاء الذين آلو على انفسهم أن يكونوا أداة بيد غيرهم ، هؤلاء الذين ينكرون أصلهم ويجعلون من انفسهم مرتزقة ، وامثال هؤلاء النفر الضال كثيرون لدى كل الشعوب وفي كل البلدان ودومآ يكون مصيرهم الخذلان ويلحقهم الذل والعار ، وان الوجود القومي الكلداني المبني على مقومات قومية راسخة وحجج دامغة لا يتأثر بمحاولات المالح وغيره المتمادين في التحريف والتزوير ، هؤلاء الذين انسلخوا عن اصلهم ودخلوا تحت مظلة تسمية لصقها بهم الأجنبي من اجل مصالحهم الخاصة دون ان يعوا ، والغريب المثير في الأمر استمرارهم على هذا النهج رغم معرفتهم بالحقائق التي قد لا يتجرأون البوح بها لأنهم هكذا أعدوا فراح البعض من المتطفلين ايضآ يقتاتون على حواشي الموائد المعدة فيطبلون ويزمرون بما يضمن لهم جزاء تطفلهم هذا محاولين اخفاء الحقائق وابراز الآباطيل وكأنهم بذلك يحققون مآربهم ومآرب مموليهم .
ولكي يتوصل القراء الكرام الى الحقائق التاريخية والدقة المعلوماتية لما ورد في ذلك الكراس وما يرد في هذا الكتيب ارى من الآفضل التطرق الى ما جاء فيه من فقرات وبالتسلسل لتسهل على من يطلع عليهما عملية المقارنة وليقف على الحقائق التي يحاول المالح تشويهها وتحريفها جاهدآ لنيل رضى مسيرته .
١۱
دليل الراغبين في لغة الآراميين
من يقرأ الأسطر الأولى من هذه الفقرة في كراس المالح يلاحظ بأن المالح يتهمني بإرتكاب القبائح ولا استغرب انا شخصيآ من اسلوب المالح هذالأآنه خريج مدرسة ليس لها ما تقدمه لتلاميذها غير هذا الأسلوب ففي الوقت الذي يكيل بالشتم والطعن لغيره يدعي بأنني طعنت به أو أسأت اليه ، ومع ذلك فأنا لا اكترث لأسلوبه لأنه يدل على شخصيته ويعكسها ويعكس ضحالة ثقافته لأن أهالي عنكاوا ومن يعرف المالح تمامآ والذين عرفوني ايضآ يعرفون من يرتكب القبائح والذي اريده من المالح وزملائه هو ان يطمئنوا لأنني لست منافسآ لهم في مجال ارتكاب القبح قطعآ ، والكاتب والمثقف عندما يقرأ هذه العبارات يشمئز منها وأنا شخصيآ وجدت نفسي أرفع من أن أرد على خرافات المالح وأكاذيبه وهذا كان سبب التأخر في الرد على ذلك الكراس غير ان واجبي القومي وحرصي على تفنيد الأباطيل والتحريفات التي ترتكب بحق التاريخ أجبراني على اخراج هذا الكتيب ليس من أجل الرد بل من أجل التصحيح خوفآ على البعض ممن
۱۲
لا دراية لهم بهذه الحقائق من الإيمان بأباطيل المالح .
وأعود لأقول للمالح بأنني على اطلاع بكل ما جاء به المطران يعقوب اوجين منا في قاموسه اعلاه ، واوجين منا كان كلدانيآ من قرية باقوفة الكلدانية والتي لا زال أبناؤها يفتخرون بنسبهم وقوميتهم وتسميتهم ، وأعرف ان المطران اوجين منا شأنه شأن العديد من رجال الدين الذين تعتبر دعوتهم دعوة آرامية وهذا ما يلاحظ جليآ في مقدمة قاموسه ربما انطلاقآ من عامل اللغة أولآ ومن تنسيب جميع مسيحيي بلادنا الى الاراميين وفق بعض المصادر الدينية ثانيآ ، وهذا ما اعتبره خطأ كبيرآ لأن جميع المسيحيين في بلادنا ليسوا من الجنس الارامي ، وبلادنا لم تكن بلاد الاراميين وان نزوح بعض الاراميين اليها من بلاد الشام لا يعني حملها هذه التسمية والاصطباغ بها والقبائل الارامية التي هاجرت الى بابل في مطلع الألف الأول قبل الميلاد انما كانت قبائل معدودة وذات تعداد جعلها تنصهر في بودقة الكلدان(١) كما ان الكلدان الذين اعتبرهم البعض قبائل ارامية ليسوا كذلك حيث يختلفون عن الاراميين في جوانب اساسية عديدة (۲)  ومنها :
۱- الوطن : كان موطن الاراميين بلاد الشام في حين كان موطن الكلدانيين ضفاف الخليج والبحر المسمى حاليآ بالبحر العربي والى كلدية أو ( كلواذي ) شمال بابل وبيت طيب شرقآ والبادية الغربية غربآ وهذا ما سنذكره لاحقآ (۳) .
۲- اللغة : كانت لغة الكلدان هي اللغة المسماة بالأكدية والتي كانت تكتب بالخط المسماري في حين كان للاراميين لغتهم التي تحمل اسمهم وتكتب بالأبجدية ، والارامية هذه اللغة التي تبناها الكلدانيون لاحقآ ونشروها في الشرق الأوسط والشرق الأدنى بعد تنصرهم .
۳- الدين : كان الاراميون يعبدون الإله ( سن ) إله القمر والإله ادد في حين كان الإله الذي أكثر شأنآ لدى الكلدان هو الإله ( مردوخ ) مع آلهة أخرى أدنى مرتبة .
ولنعد الى المالح الذي يشير الى اسم أو عنوان القاموس باللغة العربية بهدف تفنيد التسمية التي أطلقها عليه بيداويد ( غبطة البطريرك الكلداني الحالي ) وهي ( قاموس
۱۳
كلداني -  عربي ) ويأتي باللوم على غبطته ويتهمه بتحريف عنوان القاموس المذكور بجعل عنوانه ( قاموس كلداني – عربي ) بدلآ من ( دليل الراغبين في لغة الاراميين ) وهنا اريد أن اوضح للمالح بعض الأمور التي قد تغيب عن باله وعن بال جماعته او يتجاهلونها معآ :
ان معظم الكتاب والمؤلفين الكلدان والسريان والعرب وبعض الأعاجم ايضآ واعتبارآ من العصر العباسي على حد تقديري والذين وضعوا مؤلفاتهم بالعربية والى ما قبل عقود من الزمن كانوا قد اتبعوا تقليدآ سجعيآ في اختيار عناوين كتبهم ومن هذه العناوين على سبيل المثال :-
( كتاب فنون المعارف وما جرى في الدهور السوالف ) و ( كتاب الاسذكار لما جرى في سالف الاعصار ) و ( كتاب نظم الاعلام في اصول الاحكام ) و ( كتاب نظم الادلة في اصول الملة ) و ( كتاب المقالات في اصول الديانات ) والكتب السالفة كانت للمسعودي فقط وهناك كتب أخرى كثيرة ومنها :-
( نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق ) ليوسف رزق الله غنيمة وكتاب ( اطيب المجاني في حياة القس يوسف الكلداني ) للقس ميخائيل اخرس وكتاب ( الدرة النفيسة في فقيد الوطن والكنيسة ) تأليف عبدالأحد متي الرئيس وكتاب ( الأصول الجلية في نحو اللغة الارامية ) وهو للمطران يعقوب اوجين منا مؤلف القاموس السالف الذكر وكتاب ( المروج النزهية في اداب اللغة الارامية ) وهو من مطبوعات مجمع اللغة السريانية وايضآ من مختارات جمعها المطران يعقوب اوجين منا ذاته ، مما سبق يتبين لنا ان الكتّاب والمؤلفين المسيحيين ايضآ سلكوا المسلك ذاته في اختيار عناوين كتبهم ومنهم المطران اوجين منا الذي كان قد اختار هذا العنوان باللغة العربية لقاموسه في حين ان عنوانه الحقيقي باللغة الفرنسية هو ( قاموس كلداني – عربي ) وهو العنوان الذي اختاره غبطة البطريرك بيداويد لدى اعادته طبع هذا القاموس ، إذن فأن غبطة بيداويد لم يحرف عنوان القاموس ولم يجتهد فيه كما يدعي المالح والذي يقول ايضآ ( لا أدري ما السبب في اختيار المؤلف أو الناشر في حينه هذا العنوان الثانوي على الغلاف الآخير
١٤
من القاموس بالفرنسية ) ويعني بذلك عنوان القاموس ( كلداني – عربي ) وأعود لأقول للمالح بأن هذا العنوان الذي اعتبرته ثانويآ ( قاموس كلداني – عربي ) باللغة الفرنسية كان عنوانآ أساسيآ للقاموس وجعله المؤلف على هيئة عنوان سجعي بالعربية وفق ما اوردناه اعلاه ليس الا . ولم يكن المطران العلاّمة أوجين منا قد اخطأ عندما سمى لغة الكلدان ( من الكاثوليك والنساطرة ) بالآرامية الشرقية وانما كان قوله ذلك عين الصواب (٤) .
ولم ينج المطران سليمان الصائغ من تهم المالح حيث اتهمه هو الآخر بأنه حّور أو غير عنوان كتاب ( تاريخ الكنيسة النسطورية ) الى ( خلاصة تاريخية للكنيسة الكلدانية ) لدى ترجمته للكتاب الذي من تأليف الكردينال اوجين تسران سكرتير المجمع الشرقي المقدس ، يبدو أن الكردينال اعلاه كان قد كتب بحثآ مسهبآ وربما كان على شكل ايواب حول تاريخ كنيستنا منذ دخول المسيحية الى بلادنا وتأسيس أول كنيسة فيها الى اواخر القرن الماضي وأوائل القرن الحالي وعندما اختار المطران سليمان الصائغ ( والذي كان حينذاك قسآ ) فصولآ من بحث الكردينال تحت عنوان ( خلاصة تاريخية للكنيسة الكلدانية ) (٥ ) انما فعل ذلك من منطلق اعطاء الكتاب الذي ترجمه نوعآ من الشمولية لأن :-
۱- النسطورية لم يكن لها وجود في بلادنا لدى انتشار المسيحية وبحث الكردينال يتناول المسيحية منذ انتشارها .
۲- ان المطران سليمان الصائغ لم يطلع على هذه الخلاصة التاريخية التسمية الكلدانية كمذهب وانما ككنيسة تابعة لشعب وبلاد تحمل هذا الأسم أي الكلدان لذا لم يكن هدفه تحوير أو تحريف التسمية انما اعطائها الشمولية لأن كنيسة النسطورية كانت وليدة الكنيسة الكلدانية أو جزءآ منها ( ٦ ) ومع ذلك فأنا شخصيآ لا اتفق مع أي مترجم يعطي الحق لنفسه في التصرف بالنص الأصلي للكتاب أو البحث الذي يترجمه وهذا ما حدث ويحدث في الآونة الأخيرة من قبل كتّاب أو جهات بغية تحقيق أهداف من خلال التحوير والتحريف لإعطاء الأمر ابعادآ مطابقة لأهدافهم السياسية . كما حدث لدى
١٥
ترجمة كتاب ( الآشوريون والمسألة الآشورية ) .
وأما فيما يتعلق بطرح المطران الشهيد أدي شير بخصوص التسمية المركبة ( كلدو واثور ) فأنا لا اتفق مع طرحه الذي ينطلق فيه من منطلق ديني معتقدآ ان جميع مسيحيي بلادنا هم احفاد الكلدان والآثوريين وفق استنتاجه المبني على واقع الحال الذي لامسه خلال أو بعد الحرب العالمية الأولى وبغية جعل المسيحيين شعبآ واحدآ لتقريبهم من بعضهم ، في حين من يقرأ الجزئين المطبوعين من كتابه تاريخ كلدوواثور ومن الأحداث التي سردها والأدلة التي جاء بها والمصادر التي اعتمد عليها يفتهم عكس ما جاء على الغلاف تمامآ حيث معظم أدلته وما سرده يثبت ويبرهن على كون الكلدان قومية مستقلة بحد ذاتها ، وأنا هنا لست بصدد نقد الكتب والكتّاب كما فعل المالح الذي ينتقد المطرانين اوجين منا وادي شير الشهيد رحمهما الله ويتهم حتى غبطة البطريرك الكلداني الكاثوليكي الحالي مار روفائيل الأول بيداويد ، بتحريف الحقائق في حين يسمح لنفسه التمادي الى حد المغالاة في هذا المجال بعيدآ عن أي سند علمي كما فعل في اختياره عنوان كراسه الذي مدار بحثنا ( الكلدان من الوثنية الى الاسلام ) حيث من خلاله جعل جميع الكلدان مسلمين وكأن الاسلام لم يأت كدين إلا للكلدان وان الكلدان انتظروا مئات السنين لا بل الاف السنين وثنيين ليأتي الدين الاسلامي فيدخلوا تحت مظلته .
۱٦
البابا اوجيانوس ( اجينوس) الرابع والكلدان
ارتقى البابا اوجيانوس الرابع الكرسي الرسولي خلال الفترة ( ١٤۳١- ۱٤٤٧ ) م وشاهد عهده كعهود سابقيه محاولات لتوحيد الكنيسة وابدى بعض البطاركة والجثالقة استعدادهم لهذه الوحدة ولا سيما جثالقة الكنيسة المشرقية بعد انشقاقها عن الكنيسة الأم باتباعها المذهب النسطوري ولكن هذه المحاولات لم يكن يكتب لها النجاح بسبب الظروف المحيطة بالكنيسة وكانت هناك اتصالات وزيارات بين كنيستنا النسطورية والكرسي الرسولي من اجل الإتحاد مع كنيسة بطرس الرسول في روما ، ولكي ندخل في مناقشة ما جاء في هذه الفقرة من كراس المالح علينا ان نذكر شيئآ عن تاريخ الكلدان لكي نسلط الضوء على الأسس التاريخية التي نعتمد عليها في تفنيد الآراء المضادة ومن اجل اجهاض المحاولات الشوفينية التي دأبت على طمس التسمية القومية للكلدان وتاريخهم وحضارتهم ولكي يطلع القاريء ولا سيما الكلداني على موجز من تاريخ أمته .
لا شك ان ذكر الكلدان كشعب ورد قبل الاف السنين ولقد ارجع بعض الكتّاب والمؤرخين أول ذكر للشعب الكلداني الى القرن الخامس والأربعين قبل الميلاد ( ٧ ) وقال آخرون : كان الكلدانيون في سابق عهدهم أمة عظيمة بلغت شأن الحضارة مبلغآ بعيدآ وكانت تسكن بلاد الرافدين من شمالها الى جنوبها وكانت لهم شهرة طبقت الخافقين ، ولقد ورد ذكرهم في كتب الأقدمين على اختلاف اجيالهم ولغاتهم جاء بنوع أخص في أسفار الكتب المحدثين لكثرة تتبعهم الحقائق (٨ ) ويذكر ايضآ بأن الأخبار عن بدء العالم
١٧
والخلق وتفرقهم على الأرض والممالك والبر والبحر في القرون البائدة والأمم الخالية الدائرة الاكابر كالهند والصين والكلدان ( ۹ ) . وفي ذكر الأمم السبعة التي تفرع منها البشر حسب رأي الأولين هم ( الفرس ، الكلدان  ،اليونان والروم والأفرنج ، العرب، اجناس الترك ، الهند ، الصين ) ( ۱۰ ) ويقول بهذا الخصوص مصدر آخر ( وقال من عنى بأخبار الأمم وبحث سير الأجيال ان أصول الأمم من سالف الدهر سبعة : الفرس ، الكلدان ، اليونانيون ، والقبط والترك ، والهند والصين ومنهم تفرعت الشعوب والملل الأخرى وهم على كثرتهم طبقتان طبقة عنيت بالعلوم كالكلدانيين والفرس وغيرهم وطبقة لم تعتني بالعلم كالترك والصين ( ١١) . وجاءت تسميتهم بأشكال مختلفة مثل كسدي وكشديم وتعني كثير الكسب وكان الكلدانيون مشهورين بكثرة كسبهم وحبهم لعيالهم ( ۱۲ ) وقال  بعض المحققين بأن الأصل هو كرديم وليس كسديم او كشديم ، كما وردت التسمية في نسخ التوراة العربية ( خلديين ) والسبب ان حرفي الكاف والخاء في الآرامية متشابهان (١۳ ) وأوردهم ابن خلدون باسم قنطارية والقنطارية اصحاب قنطار بن ارفكشاد بن سام بن نوح ومنهم الصابئيين وجاءت اللفظة هذه على اشكال شتى مثل كنتاريون ، كتباريون ، كنترانيون و قنترانيون وسبب هذا الإختلاف هو الكتابة غير المنقوطة ( ۱٤ ) في حين يذكر المسعودي في كتابه ( مروج الذهب الباب العشرين ) ما مفاده – ذكر ملوك بابل وهم من النبط وغيرهم المعروفين بالكلدانيين ، وفيما يتعلق بأصل الكلدان تقول بعض المصادر بأن الأمر موضع جدل للصعوبات التي تكتنفه وندرة المصادر ولا نعرف متى دخلوا بلاد الرافدين الى أن هيمنوا على الخليج العربي ( حاليآ )  حتى سمي بالخليج الكلدي (١٥) .
كما تقول مصادر اخرى بأن الكلدان هم السريان ( الحاليون ) وذكروا في التوراة بقوله عز وجل لبراهيم – أنا الرب الذي انجيتك من نار الكلدانيين لأجعل لك هذه الأرض ميراثآ –
وذكرهم ارسطوطاليس في كتابه ( بوليطيا ) الذي يذكر فيه سياسة أمم ومدن كثيرة وعدد المدن التي ذكرها ( مائة وسبعون ) وفي غيره من كتبه ، وكتب بطليموس بهذا الأسم
۱٨
أي ( الكلدان ) وكانت دار مملكتهم العظمى ( كلواذي ) من ارض العراق ( بلاد ما بين النهرين ) واليها اضيفوا وكانوا شعوبآ وقبائل ومنهم النينويون ، الآثوريون ، الارمان والاردوان والجرامقة ونبط العراق وأهل السواد وقيل انما سموا نبطآ لأنهم من ولد نبيط بن باسور بن سام بن نوح وقيل ايضآ لاستنباطهم الأرض والمياه وكانت بلاد الكلدانيين ( العراق ، ديار ربيعة ، ديار مضر ، الشام بلاد العرب اليوم وبرها واليمن والتهامة والحجاز واليمامة والعروض والبحرين ، الشحر ، حضرموت ، عمان وهذه جزيرة العرب كانت كلها مملكة واحدة يملكها ملك واحد ولسانها واحد سرياني وهو اللسان الأول لسان آدم ونوح وابراهيم عليهم السلام ( ١٦ ) .
وتقول مصادر اخرى بأن اول دولة نشأت بعد الطوفان هي الدولة الكلدانية وملك عليها نمرود الجبار وبنوه وأكثرهم شهرة أورخامس وسقطت هذه الدولة نحو سنة ۲٤٤۹ ق . م واستولت عليها دولة  دولة ايرانية وحكمتها زهاء ۲۲٤ سنة وعقبتها دولة عيلامية نحو ۲۲٥ سنة ثم عاد الكلدان الأصليون فسيطروا على البلاد ثانية وحكموها نحو سنة ۲٠٠٠ ق . م ولمدة ۲٤٥ سنة ( ١٧ ) .
واشتهرت خلال هذه الفترة دولة أو امارة القطر البحري الكلدانية وسميت بسلالة الأمراء ايضآ وكذلك سلالة بابل الثانية وذكرت في عهد ( شمس اوشمسو – ايلونا ) خليفة حمورابي والذي بدأ حكمه سنة ١٧٤۲ ق . م ( ١۸ ) .
ويؤيد ذلك مصدر آخر فيقول : في السنة الثامنة والعشرين من حكم شمس ايلونا ابن حمورابي حدثت ثورة في جنوب البلاد في منطقة الأهوار المعروفة ببلاد البحر والتي لم يتمكن من اخضاعها وهكذا ظهرت سلالة القطر البحري واستمرت لمدة تزيد عن ( ۲۰۰ ) سنة وسيطرت على بلاد سومر ( ١۹) .
واستمرت سيطرة الكلدان على بلادهم بين المد والجزر بسبب انقسامهم على قبائل كثيرة وقيام كل قبيلة بتشكيل امارة خاصة بها بين الحين والآخر ومن الملوك الذين اشتهروا في التاريخ وعرفوا بمقاومة الغزاة ومعاداتهم وسيطرتهم على الحكم في بابل مرات عديدة كان الملك ( مردوخ – ابلا – ادان ) أو ( مردوخ – بلادان ) من قبيلة بيث
١۹
ياكين وقاوم الغزاة للفترة من ( ۷۳۱ ولغاية ۷۰۰ ) ق . م (۲۰) . وخاصة الآشوريين والى ان تمكن الكلدان من توحيد قوتهم تحت لواء أحد احفاد ( مردوخ بلادان ) وهو الملك القدير نبوبيلاصر الذي تمكن من طرد الغزاة الآشوريين وتحرير بلاد بابل ومن ثم تشكيل الدولة الكلدانية سنة ٦۲٦ ق . م ليعلن نفسه ملكآ عليها وغدت بعد ذلك امبراطورية عظيمة على انقاض الدولة الآشورية بعد اسقاطهم نينوى بالتحالف مع الماديين وذلك سنة ٦۱۲ ق . م وكان ابنه نبوخذنصر أشهر ملوك الكلدان لا بل ( لبلاد ما بين النهرين ) على مر التاريخ وبعد سقوط الدولة الكلدانية سنة ۵۳۹ ق . م على يد كورش العيلامي ، قام الكلدان بعدة انتفاضات ضد الحكم العيلامي في السنوات ( ۵۲۲ ، ۵۲۱ ، ٤٨۲ ) ق . م استطاع الثوار من خلالها تحرير بابل عدة مرات وحكموها لفترات قصيرة ، غير ان ضعف قوتهم وقلة عدد الجيش مقابل الجيش العيلامي ادى الى فشل تلك الثورات ودمرت بابل بكاملها ولا سيما في عهد دارا الأول ( ۵۲۸ – ٤٨٦ ) وابنه احشويرش الأول ( ٤٨٦ – ٤٦٥ ) ق . م ( ۲۱ ) .
وبعد ذلك قام الغزاة العيلاميون بأعمال تعسفية تجاه الكلدان وبابل وهياكل آلهتها فأسكنوا في بلاد بابل الكثير من الفرس واستولوا على اراضي وممتلكات الهياكل والمعابد وفرضوا ضرائب طائلة عليها الى ان جاء الاسكندر المقدوني وفتح هذه البلاد وسيطر على بابل جاعلآ منها عاصمته وذلك سنة ۳۳۱ ق . م وبذلك دخلت البلاد تحت حكم المقدونيين فالسلوقيين بعد موت الاسكندر ولغاية ۱٤۰ / ۱۳۹ ق . م حين عاد الفرس ( الفرثيون ) وسيطروا عليها من جديد ( ۲۲ ) .
ونتيجة الأعمال التعسفية التي قام بها الفرس خلال فترة حكمهم لبابل هاجر الكثير من البابليين الى الشام ولبنان وشمال بلاد ما بين النهرين حتى بلغ بعضهم جزيرة قبرص مع بقاء نسبة كبيرة منهم في بلادهم ومن بينهم من كان من نسل ملوكهم لذا نجدهم يتتبعون النجم الى بيت لحم في فلسطين لدى ميلاد المسيح ليقدموا له خضوعهم ويجزلون عليه بالهدايا وسموا بملوك العجم او المجوس ولما عادوا الى بلادهم وتكلموا عما رأوه ، هيئوا بذلك الأرضية المنبسطة لأنتشار المسيحية في بلادنا ( ۲۳ ) .
۲٠

وفي هذا المجال يقول مصدر آخر ان الطائفة الكلدانية الكاثوليكية * الباقية الى يومنا هذا هي احدى الطوائف المسيحية الشرقية العريقة في القِدم لا بل الأقدم منها في الشرق المسيحي كله إذ تفتخر هذه الطائفة بالمجوس الذين وافوا من الشرق الى اورشليم وسألوا عن الطفل الإلهي الذي رأوا نجمه واتبعوه ليسجدوا له ( ۲٤ ) .
وبعد سقوط الدولة الكلدانية  ولاسيما بعد احتلال البلاد من قبل الاسكندر الكبير قام الكلدانيون بتأسيس امارات وممالك لهم خلال الفترة من اواخر القرن الرابع قبل الميلاد ودام بعضها الى القرن الثاني بعد الميلاد أو بعده .
غير ان الكتاب العرب وللأسف الشديد قاموا على خلاف الحق بتعريب هذه الامارات أو الممالك وجعلها عربية علمآ بأنها لم تكن كذلك لا جنسآ ولا لغة وجاء بعضهم بآراء ينسب سكان هذه الممالك الى اصول متباينة فبخصوص اهل الحيرة يقول البعض منهم بأنهم من عشائر قضاعة والازد ويقول آخرون بأنهم من مجموعة القبائل المتحالفة والكلدية التي استوطنت هناك بعد سقوط بابل ويقسم الكتّاب العرب أهل الحيرة الى ثلاثة اقسام من حيث اصولهم وهي ( ٢٥) :
۱- النازحون من الجزيرة ( تنوخ ) .
۲- العباد وهم السكان الأصليون من القبائل الكلدية .
۳- الاحلاف وهم عرب نزلوا هناك وتحالفوا مع العباد وتنوخ .
وكانت قد سميت هذه الممالك في عهد الاسكندر بممالك الطوائف بضمنها الممالك التي تأسست في ايران والمواقع الآخرى الخاضعة للسيطرة المقدونية والسلوقية ومن تلك الممالك نخص بالذكر مملكة بيت أديني الكلدانية والتي اشتهرت باسم امارة اوزورينة وكان اسم حاكمها ابجر وذلك سنة ۱۳۰ ق . م (۲٦) .
ويؤيد العلاّمة المطران الشهيد ادي شير بكون جميع هذه الممالك كلدانية (۲۷) .
وتقول المصادر ايضآ بأن سكان حدياب وكرخ سلوخ كانوا معظمهم من النبط
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* سوف آتي الى ذكر الطائفة وتعريفها لاحقآ .
۲۱
والجرامقة واختلف الكتّاب في اصولهم فمنهم من قال بأنهم فرس ومنهم من قال بأنهم عرب غير ان العديد من الكتّاب والمؤرخين القدماء يتفقون على انهم من الكلدانيين وهذا ما أيده ابن خلدون والقلقشندي وأكده ابن المسعود ( ۲٨ ) .
كتب المستشرق العلاّمة لايور ( انه ليس من أمة على الأرض بارت أمة الكلدان النصارى في تأسيس المدارس ، فاتسعت صناعة التأليف عندهم اتساعآ عجيبآ حتى ان عدد المؤلفين منذ الجيل الرابع وحتى الجيل الثالث عشر الذي فيه انطفأت العلوم لديهم فاق الأربعمائة  وتأليف بعضهم تجاوزت الأربعين وتصانيف مار أفرام لا تقدر و ميامر نرساي عدا الكتب التي ألفها تجاوزت ( ٣٦۰ ) و ميامر يعقوب السروجي بلغت ( ۷۰۰ ) و ميامر أسقف هرمز اردا شير بلغت ( ٣۰۰ ) ويوسف حزايا ( ۱۹۰۰ ) ( ۲۹) .
ان ما ذكرته اعلاه ليس سوى مقتطفات تاريخية وأدلة لا تقبل الشك بأن الكلدان كأمة كان لها وجودها منذ القرن الخامس والأربعين قبل الميلاد وبعد الميلاد وفي عصر انتشار المسيحية ومن ثم في عهد صدر الاسلام وفي عهد الخلفاء الراشدين وفي عصر الدولة الاموية فالعباسية وفي فترة حكم المغول والتتر الذين ارتكبوا الفضائح وأبشع الجرائم بحق المسيحيين واستمر تاريخهم واستمرت أخبارهم دون انقطاع عكس الشعوب الآخرى التي انصهرت في بوتقة الشعوب الغازية والغالبة فاندثرت باندثار انظمة حكمها وان المجلدات الثلاثة التي ألفها العلاّمة أدي شير والتي وصلنا منها اثنان لم تكن تضم معلومات خاظئة كما ادعى المالح ، فأدي شير اعتمد في تاريخه على مصادر كثيرة ولم يبتدع في تأليفه وان كانت هذه التآليف او فحواها لا يروق للمالح ولغيره وخاصة تلك التي تتضمن الحقائق التاريخية عن الأمة الكلدانية ، هذه الأمة التي يحاولون بما اوتوا من قوة وهمة انكار وجودها وذلك عن جهل وسذاجة وربما عن قصد أو دافع مجهول .
وذكر أدي شير العشرات من المصادر والمؤلفين المستشرقين منهم والعرب والمسيحيين وغير المسيحيين فأن كان المالح ينكر علمية مؤلفات أدي شير من منطلق عدم مطابقتها لأفكاره وطروحاته وأفكار مستأجريه فهذا شأنه وشأنهم وليس العلاّمة أدي شير وحده
۲۲
يذكر الكلدان قبل وبعد المسيحية وفي العصر الحديث ايضآ بل هناك العشرات من الكتّاب والمؤرخين يذكرون هذه الحقائق بخصوص الأمة الكلدانية ممن لا يهمهم أمر الكلدان بشيء .
اجل لقد ذكروا الأمة الكلدانية قديمآ وحديثآ وفضلها في نشر العلم والمعرفة وفي نشر وايصال البشرى الى اقاصي الأرض فيقول ادولف دافريل بمقالته في كلدو المسيحية ( ان الكنيسة النسطورية ابرزت مدة اجيال عديدة امتدادآ عجيبآ خارق العادة فان الفتوحات الدينية والميل اليها كانا علامتان فارقتان اتصفت بها النسطرة دون غيرها فهذه الفتوحات كانت مجردة عن السياسة والآلة الحربية ويضيف ادولف ، ان انتشار المسيحية في سيلان والهند وسومطرة والصين وبلاد التتر وقبرص ادى الى ارتفاع شأن الكلدان ( ۳۰ ) ويقول ادي شير نقلآ عن الأب العلاّمة لاب دور ان النصارى الكلدان نالوا من المناصب في الدولة العباسية ما كان رفيعآ وعلّموا سادات الدولة الفلسفة اليونانية وعلم الفلك والطبيعيات وألفوا ونقلوا الى العربية تأليف ارسطو و بطليموس وابقراط وجالينوس ويضيف لابور بأن العرب تعلموا عن الكلدان الأرقام الهندية وآلة الأسطرلاب ويقول قاموس اللاهوت الكاثوليكي الذي من تأليف نخبة من علماء المانيا الترجمة الفرنسية منه لكوشليران العلوم الشرقية في ومن فتوحات العرب المسلمين كانت محصورة عند الكلدان فكانوا يعلّمون في مدارس اورها ونصيبين وساليق وماحوز وديرقني اللغات ، الكلدانية والسريانية واليونانية والنحو والمنطق والهندسة والموسيقى والفلك والطب ، ويقول هادي رشيد الچاوشلي بأن اربيل والموصل أصبحتا ضمن مطرانية الكلدان ومنعت عبادة عشتار وذلك سنة (٥۰۰ ) ميلادية ( ۳۱ ) . 
ويذكر مصدر آخر بأن حدياب التي تقع بين الزابين ومركزها اربيل والواردة في المصادر العربية بأسم ( حزة ) كانت من اكبر المطرانيات الكلدانية وكانت تارة تحمل اسمها وأخرى تقترن مع الموصل الا ان هذه الكنيسة الزاهرة خربت على يد نوروز لدى حكم المغول سنة  ۱۲٧٥ م وثانية عام ۱٤۰۱ م على يد تيمورله نگ ( ٣٢ ) وتشهد اعمال مجمع اسحق الأول عام ٤١٠ م ان يزد جرد الأول أوعز الى ولاة مملكته كي يسهلوا سفر
٢٣
الأساقفة من نصيبين وتخومها وبيت كرماي وبيت هوزايي وميشان وكشكر لحضور هذا المجمع من اجل وضع النظام في الكنيسة الشرقية الكلدانية ( ٣٣ ) .
وفي تسلسل ابرشيات الكنيسة الكلدانية قديمآ يذكر بأن ابرشية البصرة التي اصبحت مطرانية عام ٣١٠ م كانت قد احتلت المرتبة الثالثة بين الأبرشيات وجاءت ابرشية اربيل في المرتبة التي بعدها ليصبح تسلسلها كما يلي ( مطرانية بيت هوزايي -  الأهواز – مطرانية نصيبين- مطرانية فرات ميشان – البصرة – ثم مطرانية حدياب ،اربيل ) (۳٤) .

ويقول المطران بطرس عزيز بأنه كان في مصر سنة ۱۰۹٥ م جمع كبير من الكلدانيين النساطرة وكان لهم مطرانآ اسمه دانيال وتحت يده ثلاثة أساقفة وهم ( شمعون الجزري ومشيحا من الموصل ويوسف من طهران ومن القسس ( ٤٧ ) قسآ و ( ۳۰٦ )  من الشمامسة وكان لهم ( ٤ ) كنائس وكان تعدادهم ( ٧۳۰۰ ) عائلة أو بيت أي ما يناهز (