الدستور بين نعم ولا
تيري بطرس
نشرت عنكاوا دوت كوم نقلا عن اذاعة العراق الحر من مراسلها في دهوك، عن مقابلة مع مسؤول زوعاوي، ان الحركة الديمقراطية الاشورية تدعوا الى رفض الدستور، وطبعا وكالعادة يروجون لما قالوه وقلناه قبلهم ومعهم وبعدهم، من ان الدستور يغبن شعبنا في امور كثيرة ومنها عدم ذكر دوره التأسيسي للعراق وحضارته، علمان ان العراق لا يملك الا هذا العمق التاريخي الوطني الحقيقي، ولا يذكر دور العراقيين في الفترة المسيحية وهي فترة تطور ثقافي وعلمي وحضاري لا يستهان بها بل هي التي هيئت للمسلمين للبروز، وبمجرد ضمور دور شعبنا في الحضارة التي سميت الاسلامية ضمر دور هذه الحضارة، وانني شخصيا ذكرت مرارا ان هنالك الف سنةمن التاريخ العراقي يتم نسيانها.
كما يستند الزوعاويين في رفضهم للدستور بسبب تقسيم شعبنا الى شعبين في المادة (121) حينما تذكر الكلدان والاشوريين اي منفصلين بواو العطف، والان لهم رنة جديدة تقول لتجاهل الدستور ذكر التسمية السريانية من بين اسماء شعبنا، ولكنهم لم يوضحوا هل كانوا يفضلونها بواو ام من دون واو.
لنقر بحق كل شخص في ان يقول رأيه في الدستور، وانا من القائلين ان الدستور بحلته الحالية هو دستور رجعي وغير مهياء ليواجه اعباء المستقبل، كما ان فيه تناقضات كثيرة خصوصا في حقل الحريات التي تتناقض مع الشريعة الاسلامية اوثوابتها على الاقل، ولقد حاول الحزب الوطني معالجتها في رسالته الى لجنة صياغة الدستور، ولكن لم يكن لنداءنا اذان صاغية، وكان من ضمن المعالجات تأكيدنا على اننا شعب واحد.
كان لدينا في لجنة صياغة الدستور كل من السيد نوري بطرس عطو و السيد يونادم يوسف كنا، كان من المفترض بهما ان يطلعا الشعب واحزابه على التوجهات الجارية في لجنة صياغة الدستور، فهل فعلا، هل ايدانا عندما قلنا لا وعيب للعرائض التي انهالت على لجنة صياغة الدستور، ام ان لاحدهم دورا في استفحالها، هل يمكن لزوعا ان يقول لنا ما هي الصيغة او الاراء التي قدمها الى لجنة صياغة الدستور، ولماذا لم يتم نشرها لكي يطلع عليها ابناء شعبنا ليتأكد من مصداقيتهم، لماذا لم يدعو السيد كنا او السيد عطو الى اجتماع للاحزاب والمنظمات الفاعلة عندما رأيا الخلل الذي يراد تمريره في الدستور ولماذا سكتا لحين وقوع الفأس في الرأس، وهل يعتقد الزوعا وقائده الهمام ان الشعب هم قطيع ابقار، لا تفكر الا بما يريدوه، نقول اننا لسنا من فاقدي الذاكرة ايها السادة.
ما الذي سنجنيه من قولنا لا للدستور الحالي والذي نقر بأنه حقا يحمل مواد لا نستسيغها ولا نعتقد بانها تجاري العصر ناهيك عن تسمية شعبنا التي هي من صنع ايادينا ولكن بالاخص يد السيد يونادم كنا والذي يجب ان لا يتم مسامحته على ما اقترفه للوصول الى هذه النتيجة البائسة.
ان معارضة حوالي ثمانية الاف شخص قد يقولون لا لن يؤثر في اي نتيجة للدستور، ولا اعتقد ان للزوعا القدرة على جلب اكثر من هذا العدد اذا اخرجنا حوالي ثمانية عشر الف من اصوات المهحر وثمانيةالاف من الذين ادركوا انخداعهم بزوعا وطروحاته، اذا زوعا لا يطرح الامر ليحسم موقفا او ليحسم هل الدستور سيقبل ام لا، بل ليقول انني اتخذت موقفا، ولكن هذا الموقف هو بالضد من موقف امينه العام في اللجنة الدستورية، التي ضل ساكتا فيها ولم ينطق ببنت شفة، اذا قول لا التي يدعوا لها الزوعا هي محاولة اظهاره وكأن له موقف ليس الا.
ولكن وطنيا مالذي يعنيه رفض هذه المسودة، ان رفض المسودة يعني اول ما يعنيه اننا ندعوا الى ان يخطوا شعبنا خطوة في المجهول خطوة في الهواء، فهل هذا دور الاحزاب ام ان واجب الاحزاب هو دعوة شعوبها للخطو الى الامام بخطوات معلومة ومحسومة النتائج وثابتة، وماذا يعني ان نخطوا الى المجهول معنى ذلك ان نخطوا الى حرب اهلية لا سمح الله سيكون شعبنا الاشوري (الكلداني السرياني) اول ضحاياها،وذلك لاسباب بات كلكم يعرفها ويدركها بشكل تام، ومعنى ان نقول لا اننا نمنح مصداقية للارهاب والارهابيين في ان يكون لهم دور في تقرير مصير البلد،وكلكم يدرك ماذا يرغب الارهاب والارهابيين، وان لم يكن يدرك فالذبح امامكم ماثل وحكومة طالبان وتجربتها امامكم لتعرفوا ما يعني حكم الارهاب والمتزمتين، ورفضنا للدستور يعني اننا وبطريقة غير مباشرة نتحالف مع اشد القوى ظلامية وقتامة في تاريخ الانسانية، ولا ادري ما المنافع التي سنجنيها من ذلك، فهل للسادة في الزوعا ان ينورونا؟
هل مطالبة زوعا لانصاره برفض الدستور او بالقول لا مبررة ومقرونة بالبدائل ام هو تسويق النفس كقوة لها وزنا بعد ان علم الكل انها بالون منفوخ لا اكثر، وليتحمل الشعب النتائج المأساوية للفراغ الامني والسياسي والادراي الذي قد يلي رفض مسودة الدستور، وهذا ما تعلمناه ماضيا من هذه المجموعة الساسية التي لم تعمل الا بما هو قصير النظر والذي لا يتعدى بعده عن انفها، لانها لا اترى ابعد من ذلك.
ان الاقرار بمساوئ مسودة الدستور، لا يعني اننا يجب ان نصوت بلا عليه، لان الدستور يمنح للجمعية الوطنية الية تعديله، وعليه فاننا وكل العراقيين الشرفاء والذين يهمهم مستقبل العراق والعراقيين ومصلحتهم ويريدون لهم ان يعيشوا عصرهم، من القوى الوطنية والليبرالية، مطلوب منهم التحالف والتأزر من اجل العمل على تفسير بنود الدستور الحالي باكثر ما يمكن من الحرية والرؤى التقدمية، وان تعمل يدا بيد من اجل تعديل كل البنود التي لا تلائم مع حقوق الانسان والاتفاقيات والمواثيق التي اقرتها الامم المتحدة والهيئات الدولة ذات الشأن، اما حول تسمية شعبنا والتي كانت نتيجة عمل السيد كنا واصراره الانفراد بكل القرارات وممارسته الغش والخداع مع كل القوى الفاعلة في شعبنا، فتعديلها عائد الى شعبنا وقواه الخيرة وان نحن اتفقنا فلا نعتقد ان هناك من سيقف ضد ارادتنا وخصوصا ان التعديلات ممكن ان تبداء بعد اربعة اشهر من الاتنخابات القادمة، اي ان امام كتل شعبنا المختلفة الفترة الكافية والمناسبة لتعديل الامر وتصحيحه ان كنا حقانملك الرغبة والارداة لعمل ذلك.[/b][/size][/font]