المحرر موضوع: ثقافة القهر  (زيارة 2051 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Nada Kalandos

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 4
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ثقافة القهر
« في: 11:38 19/11/2007 »
ثقافة القهر


اريد هذه المرة ان اتناول موضوع كان يشغلني دائما منذ الصغر ولا زال يثير اهتمامي واجده واقفا وشامخا امامي كلما استمع الى قضية او حكاية كان بطلها الظلم وما زاد ترسب فكرة ان  القهر ثقافة هو ما نعانيه يوميا من مصاعب وما نقرائه على صفحات الجرائد ولن اخوض اليوم في الكلام عن القهر السياسي  فانا اريد ان اتناول القهرالاجتماعي بشكل خاص فالتصدي للقهر السياسي اصبح واضح ومعلوم للجميع انه احدى خرافات الدنيا السبع وليس لدينا الكثير من القوة للتصدي له لكن القهر الاجتماعي نصنعه بايدينا بسبب تاثرنا بقهر الاجداد للاباء ومن ثم على الابناء وعلى جميع الاصعدة فنحن ولدنا في مجتمع تخلفه يمول القهرويعطيه مرتبة عالية تجعله ضرورة من ضروريات حياتنا اليومية فنحن عبيد قهر الوقت والركض المتواصل لتأمين لقمة العيش وعبيد قهر وضع الاعتبارات لمشاعر الاخرين قبل مشاعرنا نحن وقهر ما سيضنه الاخرين بنا اذا مارسنا ابسط حقوقنا للعيش بسلام لست اقول ان القهرهوسيدنا نحن فقط فهي مشكلة عالمية وتطال الدول المتقدمة والمتقدمة جدا ايضا ولكن للاسف نحن لنا فيه خصوصية  فالقهر بنية تقوم على التسلط. ويعني التسلط تحديد العلاقة بين طرفين معينين، بغض النظر عن شرعية ذلك، وبشكل ابسط القهر هو السلطان وانت العبد وهناك أيضا القهر الاقتصادى، قهر الفقر والضنك والعوز والحاجة يشعر به العامة قبل الخاصة. هو قهر رغيف العيش والقوت اليومى  والذي يؤدى إلى الغش والاحتيال والثورات الشعبية وصراخ الجياع والفقراء من اجل غريزة حب الحياة والبقاء
ومن الاثار الاخرى السلبية للقهر هو سلوك غريب لشريحة كبيرة من الناس فهم يعيشون بشخصيتين شخصية ظاهرية ذات سلوك اجتماعي علني يرضاه المجتمع ويتبع التقاليد والأعراف والعادات، وشخصية باطنية ذات سلوك سري يمارسه الفرد ليشعره بالارتياح والحرية ولو لساعات قليلة  لا يجرؤ على التعبير عنه صراحة  فتنشأ بسبب ذلك مظاهر النفاق والرياء والتظاهر والكذب وقول اللسان مالا يقتنع به القلب. وسلوك فى الظاهر لا يتم عن إيمان بالباطن.
 ونادرا ما نجد من يتجرأ على التمسك بالوجه الواحد والسلوك الواحد والشخصية الواحدةلان ذلك يتطلب قدرات عالية وتربية صحيحة غير مبنية على القهر اصلا  
واريد ان اتطرق الى نوع مؤلم جدا من القهر يمارسه الاهل ضد الاطفال والمشكلة انهم لا يعلمون ان ما يمارسوه هو القهر بعينه فليس هناك ابشع من ان يتلقى طفل صغير صفعة مفاجئة  غير متوقعة على وجهه لانه سكب الماء على ملابسة او صرعه على اثر صرخة عالية مدوية تزرع الرعب في قلبه لوقت طويل لانه لم يتمكن من فهم الدرس او لانه لم يقم بواجبه اليومي بشكل صحيح هذه الامور تكون عاديه للكثير من الاهالي ولكنها جرائم بحق الطفل لانها تخلق منه رجلا متوترا خائفا لا يجرؤ على الوقوف بوجه لطمات القدر( فقد كسر عندما كان طفلا) والقهر يبقى ملازمه عند الكبر فلا يتمكن من النجاح في حياته بسبب الخوف والتردد والخوف من الفشل وعقدة التانيب المترسبة في عقله الباطني فيكون انسان فاشل بكل المقاييس
هناك ايضا انواع اخرى من القهر وهو القهر الطبقي ,القهر الديني , التمييز بين الذكر والانثى ,القهر التربوي والثقافي ,قهر المرأة , إجتياح ثقافة الجنس عوضا عن ثقافة الحبّ .
والغريب ان القهر ليس حكرا على الانسان ..الحيوان لم يسلم منه ايضا فالاسد لم يترك خيارات كثيرة  للقط كي يتنفس والقط لم يرحم الفأر لحظة .
واخيرا  وبعيدا عن الحزن والتشاؤم فهناك وجود لنوع مستحب وايجابي من القهروهذا النوع من القهر تجده في المطبخ وسببه الطبخات اللذيذة فالواحدة تقهرالاخرى وعلى سبيل المثال القوزي لازال هو الملك وهو بلا شك قاهر للكوسة البايخة وقانع للبامية النافخة وطارد كبير للمجنون الشيخ محشي .