المحرر موضوع: اعشق الحياة فقيرا في وطني عن غنى في عربه موحشه  (زيارة 1250 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل المهندس معن باسم عجاج

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 462
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 

اعشق الحياه فقيرا في وطني عن غنى في غربه موحشه
قد يفكر الكثير منا ان الغربه هي الابتعاد عن ارض الوطن ..ولكن كم من غريب في موطنه وكم من ساكن في حدقات عيون الوطن وهو في الغربه..
لا اخفيكم سرا اني بقيت لاكثر من سنه بعد الاحتلال غريبا في وطني ,محتارا اين انا وما هو موقعي في هذا الوطن ..لقد فقدت عملي بامر برايمر ..الوضع اختلف والقيم التي تعلمناها في المدرسه والجامعه اختلفت ..لم يعد عقلي يدرك الصحيح من الخطا والممكن من غير الممكن ..كان يطرق الباب على داري بين الحين والاخر واذا بجماعات تقدم لي فرصة عمل ..واخرون يسالونني ان رغبت بالسفر الى خارج الوطن ...وكنت افرح جدا واستقبلهم واسمع منهم متشوقا لعمل جديد لعلني احقق طموحي فيكون لي في هذا الوطن دار صغير باسمي اعيش فيه مع عائلتي بفرح..ولربما اكون مديرا لمشروع او في منصب هام او قائدا لوحده عسكريه فنيه او مديرا  اداريا لمنطقه او...وكان كل الكلام الذي اسمعه طيب وحسن ..وكل ما يقدم لي من اغرائات رائعه ومغريه وبالدولار .....والحقيقه ولا اخفيكم الامر ان كيس نقودي بدء يتقلص ولربما الايام القادمه سيفرغ ولاجل هذا كنت اخذ كل المقترحات والمشاريع التي تقدم لي بمحضى الجد ؟؟؟
  وعندما اجلس لوحدي مودعا الناس الكرام الذين قدموا لي مشروع العمل تراني اشعر للحظه بخجل من ان اعمل في هذا المشروع او اشعر اني اخون الوطن او اهل مدينتي او...والحقيقه لان في مكتبي  لائحه من القيم كنت قد استقيتها من تاريخ شعبي واهل مدينتي وتعلمتها في بيتي قبل المدرسه وكنت عندما اريد ان اقارن احد فرص العمل تلك بقائمتي اشعر اني سارتكب خيانه بحق الكثيرين واولهم تاريخ وطني وامتي وعائلتي ..وكان ابي ذلك الرجل الكهل الحكيم الكريم يقول لي اياك يا والدي وان تخون اهلك او تبيع الوطن واحذر الاغرائات الماديه واحذر الاغرائات المعنويه والمناصب وتاكد انها لا تكون فخا ..فكنت انظر اليه وبقلبي حسره ومعدتي تشتهي واطفالي يتمنون ما لا استطيع ان اقدمه لهم فاقول له امرك يا والدي وسيدي ومعلمي ..وكانت تلك الامراءه الفاضله  امي ومعلمتي تنبهني بين الحين والاخر احذر يا ولدي وان تؤازر المحتلين على حساب الوطن واهله واحذر ان تكون مع الغريب على اهل بيتك ..فكنت انظر اليها بحزن لاقول لها اذا هل سابقى انظر لشهاداتي العلميه في الهندسه والعلوم العسكريه وفنون القياده و..واجتر بمواد الحصه التموينيه والاخرون من حثالى القوم وجهلائهم فاقوني مادتا ومكانتا ومنصب ؟؟؟..فكانت تقول لي انت ابن الوطن وساكن فيه ام هم غربه وسياتي يوما يا ولدي وتبقى انت و اما الغرباء يرحلون فتكون هذه الذكريات قصصا عبر الذاكره تحكيها لابنائك وهم يحكوها لاحفادك فيتفاخرون بك عبر الاجيال ...ومرت الايام وانقلبت الامور وعزيز قوم ذل وذليل القوم اعتلى ,  وبين هذا وذاك بقي الناس بين الحيره والالم ..وجاء من شوه وطنيتي وهدم فكري المحب للوطن واهله وجاء من ارتكب السيئات بحقي فقط لاني قلت اني مازلت احب تلك القيم التي تعلمتها وانا صغير ومتمسك بها فمنهم من قال اني رجعي والاخر اني ارهابي والاخر اني من الجهله ومنهم من كفرني ومنهم من شوه صورتي وسمعتي ..فبقيت حائرا متالما وتمرضت وضعف جسدي ولا اعرف ما اقول وانا ارى الاهابيون امامي يقتلون النفس والروح قبل الجسد وعندما انتقدهم يقولون عني ارهابي وارى سارقون الوطن يسرقون قوت شعبي فاقول عنهم انهم لصوص فيقولون عني اني من سرق ثروات العراق والطامة الاقوى ان الاخرين يوالونهم ويؤازرونهم رغم انهم يعلمون الحقائق فقط لان الاخرين  من السراق والانذال اصحاب المال والسلطه..فكنت التجئ الى الله عبر كتابه الكريم الكتاب المقدس واصلي واقول له انت خلقتني يارب وانت من اردت الحياة لي في العراق فانت من يبتلي بي وانا واثق منك ما دمت احبك..وانظر الى ابي لاقول له ومعه امي انظروا ما يقول الناس عني وانظروا الى ثيابي العتيقه وانظروا الى امنيات اطفالي الصعبة التحقيق فيبتسم ابي ويقول لي انت ربحت الله ورضانا انا وامك ورضى شعب العراق ومحبه وطنك فانت الرابح ...فهم لديهم منصب واحد وانت لك عشرات المناصب في قلوبنا ويكفي انك ابننا الوطني الامين لوطنك وابننا المحب لخالقك وللمعلم يسوع المسيح وكنيستك ويكفي انك التزمت القيم التي امنت بها وما قبلت ان تساوم لتبيع ذاتك بالمال ..هنيئا لك يا ولدي انك ما كسرت امام اغرائات المال والمنصب وانك ما بعت حريتك باموال وانك بقيت كبيرا في عيوننا ..تذكر ما حكى الناس عن يسوع وكيف اتهموه بمعاشر النساء والعشارين والخطاة والزناة وكيف ابتلوا عليه حتى صلبوه  ..ولكنه صبر فانتصر بموته على الصليب ..فليكن الفادي يسوع مثلك وثق به وستنتصر .
عندها ادركت عبر كلمات ابي اني ابن الوطن واني مخلص بدم يسوع الفادي واني اخا ليسوع  فكنت كلما انظر في عيون الاخرين اشعر بمحبتهم لي واني ساكن عيونهم فادركت كم هي عظيمه محبة الوطن وان الغربه الحقيقيه عندما تكون ساكن في وطنك وتشعر انك غريب .. وان من يعيش مع المسيح لابد من ان يحمل الصليب ويتالم اما ان اراد ان يعيش الحياه بطولها وعرضا ومن دون قيم ودين فانه لن يبالي لانه حينها يكون قد فقد كل شيئ حسن فيه.
تحيه اعتزاز لابي وامي وكل المعلمين والمدرسين الذين علموني القيم الصحيحه وعزا ومجدا ليسوع معلمي الاول وفادي الحبيب وعهدا لهم الا اتغير الا بالكيفيه التي يريدني الله ان اتغير بها لخدمه وطني واهلي وكنيستي وعائلتي والله يحميك يا وطني
المهندس معن باسم عجاج