المحرر موضوع: لايوجد غير الأدعاء  (زيارة 862 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Taqi Alwazzan

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 50
    • مشاهدة الملف الشخصي
لايوجد غير الأدعاء
« في: 01:49 23/10/2005 »
لايوجد غير الأدعاء

تقي الوزان
wz_1950@yahoo.com

لاشك أن السيد ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء يرغب ان يقف العراق على رجليه . وأن تتحسن اوضاعه الامنيه , والاقتصاديه , والصحيه – خاصه وانه طبيب - ورغبته ان يقترن هذا النجاح بشخصه . بأعتباره أول رئيس وزراء عراقي منتخب . ولا احد يشك بذكائه , ووطنيته , ولباقته في الكلام . وكلنا نذكر السباق المارثوني الذي دخله للحصول على المنصب . لقد قطع الوعود الكثيره لمكونات قائمته "الائتلاف" الشيعيه , من احزاب وشخصيات متنوعه . جهد القائمون عليها ان يكون ديكورها من كل مكونات الشعب العراقي . لتوحي بشمولية التعبير عن مصالح كل الفئات العراقيه . أضافه للوعود التي قطعها للقائمه الكرديه المؤتلفه معه في تشكيل الحكومه . الا ان القائمه الكرديه علمانيه ,
لذا قرنت الاتفاق بوثيقة عمل موقعه من قبل الطرفين , ولم تكتفي بالقسم والذهاب الى مراقد الائمه لتثبيت الاتفاق . كما كان يفعلها احمد حسن البكر وصدام عندما ذهبا الى مرقد العباس وأقسما على عدم خيانة احدهما للأخر . لذا تمكنت القائمه الكرديه ان تحاسب السيد رئيس الوزراء , وتوقفه عند حده عندما اخل بشروط الاتفاق . وأخذ يتصرف بفرديه , وتسابق مع رئيس الجمهوريه لمن يحظي بأبهة تمثيل العراق في الخارج . بعكس بعض الاطراف الحليفه عن طريق القسم ومراقد الائمه التي لم تستطع ان تحرك ساكناً عندما حرمها مما وعدت به . عدى الاطراف القويه والقائده في القائمه .
ويبدو ان السيد الجعفري لايتألم لهذا الفشل الكبير الذي يرافق عمل الحكومه , وأنعكاساته المأساويه التي عمقت في حرمانها الكثير من المستلزمات الضروريه لمعيشة البشر عن ايام النظام المقبور . لأنه مشغول بأمور أكثر جوهريه . ان اهتمامه المتواصل بملئ أفق أبهة السلطه جعله يضحي بالكثير من رغباته الدفينه لمساعدة هذا الشعب المنكوب . وفي التراث الشيعي الكثير من اللوعات المتبادله بين موقفين . ويروى أن فاطمه بنت الحسين قالت : دخل علينا العامه الفسطاط – بعد مقتل ابيها – وأنا جاريه صغيره وفي رجلي خلخالان من الذهب . فجعل رجل يفض الخلخالين من رجلي وهو يبكي .
فقلت : ما يبكيك يا عدو الله ؟
قال : كيف لا أبكي وأنا أسلب أبنة رسول الله !
فقلت : فلا تسلبني .
فقال : أخاف أن يجئ غيري فيأخذه .
ولا اعتقد ان خلخالين أبنة رسول الله أهم من رئاسة وزراء هذا الشعب المنكوب .
ويبدو ان الفشل الذي رافق حكومة الجعفري من اول يوم تشكيلها ولحد الان في اهم الملفات وأكثرها سخونه الامن , الفساد , المليشيات ...ألخ . سيدفع هذه الحكومه للاستحواذ , او أدعاء نجاحات غيرها . مثل أنجاز كتابة الدستور , وأجراء الاستفتاء عليه . وهو الانجاز الذي يسجل للجمعيه الوطنيه التي انتخبت لاجله . وكذلك البدء بمحاكمة صدام .
فهو انجاز للحكومه الامريكيه التي اطاحة بصدام ونظامه . وجاءت المحكمه متمشيه مع رغبة الاداره الامريكيه في تحديد أولويات الدعاوى على الجرائم التي اقترفها . فقد صرح ليث كبه الناطق الرسمي لرئيس الوزراء و – المدلل أمريكياً, والنجم الساطع في الانتخابات القادمه – بأن الدعوه الاولى هي قضية الدجيل . ومن المحتمل أن يصدر بحقه حكم الاعدام وينفذ بعد ثلاثين يوماً . بعدها تسقط باقي الدعاوى عليه , وتستمر محاكمة اعوانه .
قضية الدجيل تكاد تكون الوحيده بين القضايا الكبرى التي ليست لها ذيول او امتدادات سياسيه . فهي قضيه جنائيه بحته كما اكد الكثير من الكتاب . أرتكبت فيها جرائم القتل والاعتقال والنفي وسلب الاموال وتجريف الارض بدون اي اسباب سياسيه . والاعدام عقوبتها لامحاله . أما جرائم كبرى اخرى مثل الانفال , القمع الدموي لانتفاضة 1991 , حلبجه , اجتياح الكويت , الحرب العراقيه الايرانيه . كلها ستكون لها امتدادات سياسيه , والبدء بها سيكشف الكثير من الفضائح الدوليه والاقليميه نتيجة التعاون مع صدام في بناء ترسانته العسكريه , ودعمه في الكثير من جرائمه . وستحرج الكبار امريكا , فرنسا , بريطانيا , المانيا , روسيا قبل ان تحرج اللاعبين الاقليميين الصغار . وتقديم قضية الدجيل هي للتنصل من السياسات الدمويه التي رافقت السياسه الامريكيه قبل غيرها بحق العراق والعراقيين .
والذي يريد ان ينجح في العراق من الساسه العراقيين عليه ان يكون لاعباً اصلياً , ويمتلك المهارات التي تكفل له اللعب وسط جمهوره الذي سيطالب به . لاان يستجدي عطف المدرب سواء كان امريكياً او ايرانياً ويدخله ليلعب عشر دقائق او اكثر . او يكون كرة يتقاذفها الجميع .

. [/b] [/size][/font]