خطوة عن تنظيم البيت الكلداني
لقد دخل الكلدان السياسة في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية، كما كان مؤسس الحزب الشيوعي العراقي المرحوم فهد كلدانيا، وساهم عدد كبير من الكلدان في النضال تحت راية الشيوعية وفي صفوف الحزب الشيوعي العراقي واستشهد منهم المئات كما سجن ولمدد مختلفة اضعاف هذا العدد، وايضا شارك الكلدان في صفوف جميع الاحزاب الوطنية منذ انبثاقها الى جانب ابناء القوميات الاخرى غير ان تشكيل كيانات سياسية كلدانية مستقلة ومنفصلة عن الاحزاب جاء في اواخر التسعينيات من القرن الماضي وتولدت الفكرة عام 1992 وبعد انتخابات برلمان اقليم كوردستان العراق بالذات حين شعر يومها المثقفون الكلدان بأن أية فئة او قومية مهما كان حجمها لا ينبثق من بين صفوفها حزب سياسي سوف تهمل وتهمش. وهذا ما حدث فعلا للكلدان في اقليم كوردستان رغم ان نسبة تواجدهم في المدن الكوردستانية او لنقل في المنطقة الخاضعة لسيطرة حكومة الاقليم قبل التحرير اكبر من جميع القوميات الاخرى هذا لو استثنينا الاخوة الكورد من هذه المعادلة. ولاسباب ذاتية مرتبطة بالكلدان تأخر انبثاق هذا الحزب لغاية عام 1999 حيث شكلت اول قاعدة له في محافظتي دهوك واربيل وخرج الى الساحة السياسية واصبح لاحقا حزبا مجازا بصورة رسمية رغم ان تحركه كان محدودا نوعا ما بسبب ضعف وعدم توفر الامكانيات المادية من ناحية وتوجه عدد كبير من الكلدان للانخراط في صفوف الاحزاب ذات القرار والامكانيات الكبيرة لتحقيق مصالحهم الذاتية ولامور اخرى نحن في غنى عن ذكرها، وبعد سقوط الصنم تم تشكيل كيانات سياسية واجتماعية اخرى فكان المجلس القومي الكلداني كما وانبثق المنبر الكلداني في الولايات المتحدة الامريكية قبل اشهر هذا اضافة الى وجود جمعيات ومراكز ثقافية كلدانية لا الفة ولا علاقة تربطها ببعضها فكان توجهنا منذ أشهر مضت نحو توحيد صفوف الكلدان لمواجهة المرحلة المقبلة، ونشرنا ذلك في الادبيات الصادرة عن حزبنا وجاء التأكيد على ضرورة توحيد الصفوف لاحقا من اطراف اخرى، فعقدنا العزم على القيام بعملية توحيد الصفوف وتنظيم البيت الكلداني وربما سيكون تنظيم البيت الكلداني المرحلة الاولى لتنظيم البيت العام مستقبلا في هذا المجال وعلى ضوء هذه الضرورة وتوفر الاستعدادات والتوصل الى قناعة تامة لدى جميع الاطراف عقدت عدة اجتماعات في بغداد ابتداء من اواسط شهر نيسان الماضي ولغاية الخامس والعشرين منه وشكلت هيئة عليا سميت "بالهيئة العليا لاتحاد القوى الكلدانية" وسرعان ما انعكس انبثاق هذه الهيئة انعكاسا ايجابيا على ابناء امتنا الكلدانية في بلدان المهجر فشكلت لجان تضم جميع الاطراف الكلدانية على غرارها في كل من الدول الاوربية والولايات المتحدة الامريكية واستراليا التي تتواجد أعلى نسبة من جاليتنا الكلدانية واتخذت الهيئة العليا جملة قرارات تصب في مصلحة تنظيم البيت الكلداني المتشتت والمنقسم على ذاته لكي يتوحد ويرص صفوف ابناء امتنا ويعمل من اجل خدمة مصالحنا القومية والوطنية وترسيخ تواجدنا القومي في الوطن والمحافظة على هويتنا القومية ودرجها في الدستور الدائم للعراق. ان انبثاق هذه الهيئة لا يعني مقاطعة الاطراف الاخرى قطعا كما ولا يعني العمل ضدها بل على العكس نحن نرى بان في توحيد صفوف الكلدان وتنظيم البيت الكلداني اختصارا للطريق من اجل توحيد البيت العام وليس العكس.
مكتب الاعلام
المركزي لحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني