المحرر موضوع: ميليس والبحث عن الحقيقة  (زيارة 982 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Hamza Alshamkhi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 158
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ميليس والبحث عن الحقيقة
« في: 13:19 26/10/2005 »
ميليس والبحث عن الحقيقة
                                                         
حمزة الشمخي
                                                             
منذ اللحظات الإولى لعملية إغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ، أصدرت بعض المنظمات والقوى والأحزاب بياناتها التقليدية المملة ، التي تحمل مباشرة وكالعادة الدوائر الإمبريالية والصهيونية ومن يقف ورائها في تنفيذ عملية الإغتيال .
هكذا تعودنا أن نسمع دائما عندما تحدث عملية إغتيال أو تفجير أو ما شابه ذلك ، حيث ترمى الإتهامات فورا على العدو الخارجي ، المتمثل بالإمبريالية والصهيونية ، بإعتبارهما كما يقال هما سبب كل مشاكلنا الداخلية والخارجية بما فيها دكتاتورية وإستبداد بعض أنظمة منطقتنا ، وإنتشار الفقر والجوع والإمية والجهل ، وغياب الديمقراطية والحريات العامة وإنتشار السجون والمعتقلات ... كل هذه وغيرها بسبب هؤلاء الأعداء .
ولكن أن تقرير القاضي الألماني ميليس حول عملية إغتيال رفيق الحريري ، قد أبعد الشبهات والإتهامات الجاهزة  ولأول مرة يحدث في منطقتنا عن الإمبريالية والصهيونية .
 حيت تضمن التقرير المقدم من قبل المحقق الدولي ميليس على معلومات وأدلة تحمل مسؤولية ما حصل في تفجير موكب رفيق الحريري الى جهات وشخصيات عربية لها دورا ونفوذا في لبنان ، هي التي تقف وراء عملية الإغتيال وليس غيرها كما يريد البعض .
أن مهمة القاضي الألماني ميليس للبحث عن الحقيقة ليس بالسهلة أبدا ، ولكنها جعلت من بعض أنظمة منطقتنا تحسب ألف حساب ، إذا أرادت أن تقدم مرة إخرى على إرتكاب مثل هذه الأفعال الإجرامية الحمقاء ، التي ليست أولها ولا آخرها جريمة إغتيال رئيس لبنان الأسبق رفيق الحريري .
 حيث شهدت بلدان عربية كثيرة مثل هذه الأعمال الإجرامية بما فيها لبنان ، والتي لم تتوقف عند إغتيال رفيق الحريري ، بل إستهدفت مثل هذه الأعمال الصحفي اليساري سمير قصير والقائد الشيوعي جورج حاوي ومحالة إغتيال الإعلامية مي شدياق ، كل هذه الأحداث وغيرها هي عمليات تحدي للصوت الحر المستقل وللديمقراطية والعدالة الإجتماعية .
وأن الحقيقة لا بد أن تظهر مهما طال الزمن أو قصر ، ودماء الضحايا لا تضيع ما دام هناك من يطالب بها من الشرفاء في منطقتنا والعالم .
لذلك أن على بعض الأنظمة وأجهزتها القمعية ، أن تدرك جيدا أن عصر الإستبداد والقهر في طريقه الى الزوال ، مهما حاولت المناورة والمماطلة من أجل البقاء اللامشروع  في الحكم لأطول فترة ممكنة ، وأن تجربة دكتاتور العراق المهزوم أمامكم ، فلا تضيعوا الفرصة ، وإتركوا للشعوب أن تختار طريقها كما تريد .

ha_al@hotmail.com[/b][/size][/font]