المحرر موضوع: عبثاً يحاولون خطف العراق .. بقلم : صباح صادق  (زيارة 1000 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Farouk Gewarges

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 614
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
•   عبثا يحاولون خطف العراق وانتزاع روحه وطبيعتة الجميلة
•   العيش الحر المشترك بين المسلمين والمسيحيين حجر الاساس في بناء عراق عصري مزدهر لشعبنا العراقي
1. فشل وهزيمة مشروع إرهاب العراق وتفخيخه
صباح صادق: كاتب عراقي مستقل
مع اطلالة العام الجديد، ومع بشائر الأمل والخير والسلام، شهد وطني الحبيب العراق تحولا مهما في مسيرته الجديدة ما يمكن تسميته بالانتفاضة العراقية الجديدة مع العودة الى العقل والضمير على قوى الشر والعنف والارهاب عاد في صحوة خير وبركة الى نفسه ووطنه، وهكذا كان، فقد تحدى أهل العراق مرة اخرى كل أشكال وألوان العنف والارهاب اللادني .. ومسحوا الارهابيين، وصار مايسمى بالمثلث السني واحد من أكثر المناطق أمنا وسلاماً "هناك جيوب أخيرة يائسة مندحرة في بعقوبة".
•   بالأمس اتصل بنا أحد أقربائي في بغداد، وكان فرحا مستبشرا، تغمره عاطفة وطنية حد البكاء، يقول انه رأى وعايش أياما عراقية جميلة لا مثيل لها، فمع أعياد الميلاد والأضحى ورأس السنة، خرج أهل العراق كأنسان خرافي هائل، فقيرهم قبل غنيهم، مسلميهم قبل مسيحييهم الى الشوارع، وملأوا الأزقة والحارات والحدائق العامة وهم يحتفلون ويهتفون ويزغردون للعراق الواحد الموحد، مسلمين ومسيحيين، كرد وعرب وتركمان ويزيدية وصابئة في بودقة اجتماعية وطنية واحدة، وهم يهتفون: " ولا دين يفرقنا ولا أرهابي يخترقنا" يطلقون البالونات والألعاب النارية، وهي تعانق سماء النجوم والضياء والنقاء، يتعانقون في الشوارع رجالا ونساء، صبية وصبابا دون أن يعرف أحدهم الآخر ويرددون نشيد الحرية والحياة والسلام معا على الطريق، والمجد لله في العلى وعلى أرض العراق السلام والشكر والمحبة والرجاء الصالح لبني البشر.
مع هذا التوحد الوطني العراقي وبدقائق معدودة صار الارهابيين من شذاذ الآفاق الذين راهنوا خاسئين على دحر وهزيمة الشعب العراقي بحاجة ماسة الى تقديم تعريف مناسب لأنفسهم .. من هم .. من أين أتوا ولماذا حاولوا تفخيخ وتفجير المعابد والكنائس والأديرة والجوامع والحسينيات والمدارس والمراكز الحضارية والآثارية وقتل كل ما هو خيّر وجميل ومتقدم في بلد سمكه الزمني الحضاري (40) قرنا(تلك الفسيفساء البديعة الزاهية من القوميات والأديان والطوائف والعقائد المتأصلة في وادي الرافدين)
هزيمة الأرهاب في العراق:
المتتبع المنصف للشأن العراقي يرى بكل وضوح وجلاء التغييرات الايجابية المتسارعة التي تجسدت في تصفية عناصر القاعدة من قبل شعبنا العراقي في المناطق السنية، وقد انتصر شعبنا العراقي كما انتصر بالأمس بكل المقاييس والأعراف، وانهزم دون رجعة مشروع الارهاب والسلفية الاسلامية القادم علينا من خارج الحدود، وانتصرت الارادة الحرة الأبية لشعبنا العراقي تماما كما انتصر من قبل على آخر حاكم مستبد شمولي (توليتاري) برغم الطريقة الدراماتيكية السادية الطائفية (اللاوطنية) وغير اللائقة التي جرى فيها مراسيم التخلص منه وما رافقها من عنجهية ومزايدات طائفية زائفة، عندما زج برجل دين شيعي مراهق عمرا وسلوكا والهتاف بأسمه كبطل شيعي وكمعادل موضوعي للبطل السني صدام حسين. في هذه اللحظات التاريخية التي تكثف فيها تاريخ حقبة من المفاسد والرذائل والبداوة.
اليوم ومع اطلالة العام الجديد، ومع يقظة الضمير الشيعية (بعد ايذاء المسيحيين والصابئة في البصرة والجنوب) تفجرت في عراقنا ينابيع الأمل والخير والسلام، وتلوح في المشهد العراقي الجديد أعاصير الحرية والبركة والتقدم.
وأيا كانت آلام وعذابات ومعاناة بلادنا، فالغد فجر باسم يرسل أشعته وألوانه الزاهية، بعد توقف كئيب وانحطاط مريب طالت لياليه، وها ان انسان العراق يخرج من شرنقته وخوفه واستبداد حكامه، مبهور الأنفاس، طامحا الى الحرية الانسانية، محمولا على موجة الآمال العريضة، وكما قال جبران خليل جبران:" ان ألم الخصب أشد وأمرّ من ألم العقم" لبناء عراق باسم جديد على أشلاء ضحاياه، وهي كثرة كاثرة على أية حال. وليس هناك (عندئذ) من قوة على الأرض تستطيع أن تكبح رغبة العراقي المشروعة في أن يحيا في عراقه حرا سعيدا موفور العزة والكرامة.
2. الوحدة العضوية بين المسلمين والمسيحيين
•   كل من يبحث في تاريخ العراق قديمه وحديثه، سوف تدهشه حقيقة بارزة مثبتة في بطون الكتب العتيقة وهي كلما كان الحاكم او الأمير او الخليفة او الرئيس يقرّب المسيحيين (نصارى العراق، حسب التعبير الأسلامي) ويساويهم بالمواطنة والحقوق والواجبات ويعطي لهم الصدارة في بناء وتشييد واصلاح وتقدم البلاد، كان العراق عندئذ بخير وعافية وسعادة وازدهار، والعكس صحيح تماما، كلما كان الحاكم الظالم يجور على شعبه ويمارس سياسة عنصرية استبدادية ويخضعهم للجزية وأعمال السخرة، كان العراق عندئذ متأخرا عن الركب الأنساني والتقدم والبناء، بل كان يشهد مجاعة وأمراض وفتن وانقسامات لا حصر لها مثال ذلك، في زمن الخلافة العباسية حيث ازدهرت الحياة في عهد الخليفة هارون الرشيد والمأمون، وتراجعت كثيرا في زمن الأمين. وكنا نحن شهود عيان كيف ان العراق في زمن الزعيم عبد الكريم قاسم (مؤسس الجمهورية العراقية) صار شعبه كتلة واحدة متراصة، وتنفس فيه المسيحيين الصعداء وشمروا عن ساعدهم، علماء وأكاديميين وعمال وكسبة في بناء وتشييد العراق الذي ازدهر وتقدم خلال سنوات قصيرة، فيما كان سلفه الذي يغدر بقاسم وقتله، العنصري عبد السلام محمد عارف، غرقت البلاد في بحر من الفتن والدماء الطائفية وتوقفت سائر المشاريع العمرانية والأصلاحية، بل توقف الزمن كله في عراق صرح فيه عبد السلام عارف: انه لا جون ولا توماس بعد اليوم..!



لبطريرك يوسف عمانوئيل الثاني تومكا ورقمه 118 (1900-1947)
يعود له الفضل في ابقاء ولاية الموصل ولاية عراقية بعد أن طالب بها الأتراك كما فعلوا في محافظة الاسكندرونة السورية، وله خطبة شهيرة في عصبة الأمم يندد بها بالمذابح الأرمنية المسيحية في تركيا. فقال رئيس البعثة الدولية للبطريرك: ان طائفتك المهاجرة من تركيا كسرت قلبي، هؤلاء المنكوبين هم الذين ربحوا قضية الموصل التي يجب ان تبقى جزءا غير منفصل عن العراق