المحرر موضوع: تسونامي الثلاثاء.. وحسم سباق 2008  (زيارة 755 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل samir latif kallow

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 50554
    • MSN مسنجر - samirlati8f@live.dk
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تسونامي الثلاثاء.. وحسم سباق 2008 


GMT 3:45:00 2008 السبت 2 فبراير
 تقرير واشنطن
 
 

--------------------------------------------------------------------------------
 

لمن يصوت السود في الإنتخابات الرئاسية الأميركية؟
تسونامي الثلاثاء.. وحسم سباق 2008




 
 كلينتون وماكين يفوزان بفلوريدا والعين على الثلاثاء الكبير   
اوباما: علاقتي "ودية جدا" مع هيلاري كلينتون 


  حديث أوباما وكلينتون عن مذبحة الأرمن يثير الأتراك

  المنافسة على أشدها قبل إنتخابات الثلاثاء الكبير للرئاسة الأميركية

هيلاري كلينتون تعترف بأن زوجها بالغ في إنتقاداته لأوباما

 السناتور تيد كينيدي يستعد للانضمام الى اوباما


أوباما وكلينتون يتطلعان للمعركة التالية في السباق
 واشنطن: تسونامي الثلاثاء، الثلاثاء العظيم، الثلاثاء الكبير، الثلاثاء العملاق، الثلاثاء المصيري،  تلك هي الألقاب التي أطلقتها الصحف الأميركية على الإنتخابات التمهيدية للحزبين الجمهوري والديمقراطي لإختيار المرشحين للبيت الأبيض والتي ستجري دفعة واحدة في 23 ولاية يوم 5 فبراير المقبل. وهذا العدد الكبير من الولايات التي ستعقد إنتخاباتها في ذلك اليوم ستقصر فترة المنافسة التي بدأت بعقد أول مؤتمر إنتخابي في لاوية أيوا الريفية في 3 يناير 2008. وأول من أطلق علي تاريخ 5 فبراير الثلاثاء العظيم كانت شبكة CNN سي إن إن في إشارة إلي العدد الكبير من الولايات التي ستجري مؤتمراتها في هذا اليوم مجتمعة. وفي إنتخابات عام 2004 كان الثلاثاء العظيم في يوم 2 مارس، ثم أجرت 7 ولايات مجتمعة انتخاباتها التمهيدية يوم 3 فبراير 2004 وأطلق عليه وقتها "الثلاثاء الصغير". وفي 3 يناير 2007 أطلق برنامج "واجه الصحافة" Meet The Press اسم تسونامي الثلاثاء علي "5 فبراير" خلال حلقة نقاشية ضمت أهم منظري الحملات الانتخابية.

قصة "الثلاثاء العظيم"

في بداية فبراير 2007 حددت 8 ولايات يوم 5 فبراير 2008 موعدا لعقد مؤاتمراتها الانتخابية، وهي ألاباما, أركانساس ونيو ميكسيكو وميسوري وداكوتا الشمالية وداكوتا الجنوبية وفيرجينيا الغربية وأوكلاهوما ويوتا. ولكن عددا من الولايات غيرت من موعد مؤتمراتها الانتخابية ليتوافق مع الولايات السابقة في 5 فبراير وذلك سعيا وراء زيادة أهميتها بين المرشحين، وهذه الولايات هي أريزونا وألاسكا وكلورادو وجورجيا وكونيتيكت وكاليفورنيا ونيويورك ومساشوستس وكانساس و أيداهو وإلينوي ومينيسوتا ومونتانا ونيو جيرسي وتينيسي.

وفي محاولة لمنع الولايات من تغيير مواعيد مؤتمراتها الحزبية كما حدث في الولايات السابقة وضع الحزبيين الديمقراطي والجمهوري علي المستوي الاتحادي عقوبات علي الولايات التي ستعقد انتخاباتها قبل 5 فبراير 2008. ونتيجة لذلك جرد الحزب الديمقراطي ولايتي ميتشيجان وفلوريدا من كل مندوبيهما الانتخابيين، فيما قلص الحزب الجمهوري أعداد المندوبين للنصف لـ5 ولايات هي وايومنج ونيو هامبشير وكارولينا الجنوبية وميتشيجان. وتبرر الولايات في عقد انتخاباتها التمهيدية قبل 5 فبراير بأنه سيكون أمام الناخبين عدد أقل من المرشحين للاختبار من بينهم فيما بعد وذلك لأن المرشحين الذين سيتعثرون في الانتخابات الأولية والمؤتمرات الانتخابية غالبا ما يخرجون من المارثون الرئاسي.

تقول صحيفة كينابي جورنال المحلية لقد بدأت عملية تصفية المرشحين بعد الانتخابات الاولية التي جرت في ولايات ايوا ونيوهامشير وميتشيجان ونيفادا وكاروليناالجنوبية وفلوريدا. فالديمقراطيان جوزيف بيدين وكريستوفر دود وبيل ريتشاردسون انسحبوا من سباق الانتخابات، بينما مازال جون ادوردز  معلق من قدميه إلا ان القواعد قد تجعله منافس مهم في المرحلة المقبلة. أما هيلاري كلينتون وباراك اوباما Barak فهما المنافسان المتقدمان بشكل واضح، حيث إن واحد منهما هو الذي سيصبح مرشح الحزب الديمقراطي.

أما بالنسبة للجمهوريين، فان جون ماكين ومايك هوكابي  وميت رومني مايزالون في الصورة. ومع وضع استراتيجيات الشهور المقبلة، يدرك المرشحون جيدا الاختلافات بين قواعد العملية الانتخابية عند الديمقراطيين ونظيرتها لدى الجمهوريين. وان هذه الاختلافات ستكون حاسمة خلال يوم 5 فبراير أو الثلاثاء العظيم.

حسابات المرشحين
 
ففي هذا اليوم سيختار الديمقراطيون 1681 مندوبا في 23 انتخابات اولية ومؤتمرات انتخابية، وهو اكثر من نصف العدد الاجمالي للمندوبين الذين اختيروا من قبل الناخبين في العملية الانتخابية برمتها. وسيحتاج المرشح الديمقراطي 2025 مندوبا للفوز. وفي 5 فبراير، سيختار الجمهوريون975 مندوبا في 21 منافسة، أي 42% من 1191 مندوبا. ويمتلك الجمهوريون 163 مندوبا فقط، وهم أعضاء اللجنة القومية للحزب الجمهوري. وتقول الصحيفة إن يوم 5 فبراير سيكون مهما، وربما حاسما، بالنسبة للحزبين، لكن القواعد المختلفة وبقاء المزيد من المرشحين في الحزب الجمهوري سيؤدي إلى استراتيجية متفرقة للمرشحين.

اولا، بالنسبة للجمهوريين، فان قواعد الحزب تسمح للولايات باعطاء كل مندوبي الولاية للفائز في الانتخابات الاولية، بينما لا يحصل الثاني والثالث والمرشحون الاخرون على اي مندوب. ونتيجة لذلك، سيركز المرشحون جهودهم فقط في الولايات التي لهم فيها فرصة حقيقية في الفوز بها من البداية. وبالتالي فان تفضيل الناخب لمرشح أخر لن يجدي في هذه الحالة. فاستراتيجية جولياني كانت تتمثل في التركيز على نيويورك ونيوجيرسي وكونيكتيكت ليحصل في حالة فوزه على 174 مندوب هم إجمالي عدد المندوبين في هذه الولايات. وقد ينافس هوكابي في بعض هذه الولايات، إلا انه سيركز ايضا على كاليفورنيا بمندوبيها الـ 170 باعتبارها الجائزة الكبرى، وربما ينافس في ميسوري ايضا والتي تضم 55 مندوبا. كما سيختار كل من هوكاب ورومني اهدافهما، كما سيتجاهل كل منهماالولايات التي يرون ان لن يكون لم فرصة للفوز فيها. والمرشحون الناجون من ثلاثاء تسونامي سيكونون هم الذين حصلوا على عدد متقارب من المندوبين.

أما على الصعيد الديمقراطي، فيقوم الديمقراطيون بتوزيع المندوبين بالتناسب مع عدد الاصوات التي يحصل عليها المرشح خلال الانتخابات الاولية أو المؤتمرات الانتخابية. فعلى سبيل المثال، إذا حصل اوباما على 60 % من الاصوات في ولاية تضم 100 مندوب، فانه سيحصل على 60 مندوبا. أما باقي المرشحين الذي تخطوا 15% سيحصلون على عدد المندوبين المتبقي مقسم على حسب إجمالي عدد الاصوات التي حصدها كل منهم. والاستراتيجية التي تقوم عليها هذه القاعدة هي أن المرشح لايجب أن يترك ولاية واحدة بحجة انه لن يفوز فيها، فمايزال أما المرشح عدد قيم من المندوبين للفوز به، لذلك فان اوباما اطلق حملته في نيويورك  ولاية كلينتون ، واطلقت كلينتون حملتها في الينوي ولاية أوباما. وتنتهي المنافسة بين الجمهوريين في 5 فبراير إذا فاز مرشح واحد بعدد كافي من الولايات ولكنه إذا فاز مرشحين أو أكثر فإن المنافسة ستستمر.

لن يكون حاسما للجمهوريين

ويرجح أن تنتهي المنافسة بين الديمقراطيين إذا فازت كلينتون أو أوباما بأصوات 5 ولايات كبري بجانب حصولهما علي عدد من الأصوات في الولايات الأخرى ويخسر كل منهما في ولاية خصمه. ولكن في حالة تقاسم كلينتون وأوباما للولايات الكبري فإن السباق الديمقراطي سيستمر. تعلق مجلة تايم علي الوضع يوم الثلاثاء العظيم بقولها " لقد اعتاد الجمهوريون منذ فترة طويلة علي اختيار مرشحهم في مرحلة مبكرة من أجندة السباق التمهيدي حتي يتفرغوا للمعسكر المنافس مبكرا، ولكن هذا العام لا يبدو الأمر كذلك". ولكن مع بقاء 4 مرشحين على الساحة، حيث يكون لكل مرشح نفس القوة الحضور، فإن ذلك يرفع من الامكانية أن يقتسم العديد من المرشحين هؤلاء المندوبين، ليؤجل بذللك تقدم منافس واحد فقط. وهذا يعني ان المنافسة بين المرشحين الجمهورين ستستمر لفترة أطول. وقد تؤدي حتى إلى عدم حصول أي مرشح على أغلبية المندوبين عندما تنتهي الانتخابات الاولية، الامر الذي بدأ الجمهوريون في النظر إليه بجدية. فالثلاثاء العظيم لا يشهد فقط انتخابات اولية مؤثرة، بل من المفترض أنه صاروخ يدفع بالمرشح بشكل أكيد إلى الفوز بالترشح. فان حققت فوزا كبيرا في ذلك اليوم فلن تحتاج إلى النظر للخلف مرة أخر، بحسب "تايم". ولكن هذا التأثير يظهر بشكل افضل عندما يكون في السباق مرشح أو اثنين فقط. فإذا كان مازال هناك 3 أو 4 مرشحين في انتخابات 5 فبراير، فإن ذلك من شانه أن يشتت السباق بدلا من أن يجمع الدعم لصالح فائز واحد فقط.

وتقول المجلة ان هناك عوامل أخرى لهذا التشتت وهي: اولا: هناك العديد من الولايات الكبيرة والغنية، بحيث لن يكون لدى اي مرشح جمهوري المال الكافي للمنافسة في كل هذه الولايات. وهذا يعني أنه من المرجح أن يركز كل مرشح وقته وماله على 5 أو 6 ولايات كاهدافه المفضله. ثانيا: فان الاصول الاقليمية لكل مرشح قد تسرع من إحداث هذا التشتت والانقسام. وبموجب هذا السيناريو فان كل مرشح سيعتمد على قوته الجغرافية. وتقول تايم لنتخيل مثلا إذا ركز جولياني جهوده على 4 ولايات من النوع الذي اذا فاز المرشح فيها يحصل على كل اصواتها، وهي نيويورك ونيوجيرسي وكونكتيكت وديلاوير.فإذا فاز بهذه الولايات وربع مقاطعات كاليفورنيا ، فانه سيحصل على نحو 343 مندوب. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يوجه جون ماكين جهوده إلى مكان أخر، كأريزونا، وكلورادو ، وداكوتا الشمالية ، وفرجينيا الغربية ، بالإضافة إلى مقاطعات كلها. فاذا سيطر على هذه الولايات الاربعة ونصف كاليفورنيا فانه بذلك يكون قد حصل على أصوات 242 مندوبا. وبالتالي فان هناك علامات على أن هوكابي سيضع عيناه على مجموعة ثالثة من الولايات في 5 فبراير. وفي حالة فوز هوكابي بكل هذه الولايات، فسيعود ومعه 308 مندوبا. أما رومني ، فلديه قليل من الكروت يلعب بها يوم الثلاثاء العظيم، لذا عليه أن يبلي بلاءا حسنا في اوتا ومونتانا وماسشوستس، واذا حصل على ربع مقاطعات كاليفورنيا، فانه يستطيع ان يضيف 150 مندوبا إلى سجله. وتختتم تايم بتصورها أن الأمور ربما ستسير بشكل مختلف عن هذا التصور الوارد أعلاه، ولكنها ، تؤكد " إذا كنا لنتعلم شئ من موسم الانتخابات الاولية، فهذا الشئ هو أنه ليس هناك من سبيل للتنبؤ بسلوك ملايين الناخبين. ونقلت عن مندوب أحد المرشحيين الجمهوريين قوله : "لن يكون هناك انقسام كبير، لكن امكانية حدوث ذلك مازلت موجودة هذه المرة كما لم تكن موجودة من قبل".

لمن يصوت السود؟

ورغم كون الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية من الداعمين والمؤيدين للحزب الديمقراطي على مدى عقود طويلة، إلا أن الانتخابات الرئاسية قد طرحت التساؤل بقوة حول المرشح الذي سيدعمه الأميركيون الأفارقة، خاصةً من الحزب الديمقراطي. فسعى كل من السيناتور أوباما والسيناتور كلينتون إلى الحصول على ترشيح حزبهما الديمقراطي لهمها في الانتخابات المقبلة قد ألقى الضوء على الأميركيين الأفارقة والدور الذي من الممكن أن يقوموا به في هذا الإطار، وهو ما يحاول هذا التقرير تناوله.

الأميركييون الأفارقة ودعم الديمقراطيين

بدأ الأميركيون الأفارقة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأميركية منذ بداية الستينيات عندما وقع الرئيس ليندون جونسون القانون المتعلق بالحقوق المدنية عام 1964 نتيجة لجهود كبيرة قام بها الناشطون والمدافعون عن الحريات المدنية في الولايات المتحدة الأميركية والتى أسفرت عن منح السود حقوق التصويت. ونتيجة لانخراطهم في العمل السياسي، فقد انتمى معظم السود إلى الحزب الديمقراطي منذ نهاية الخمسينات. وانتمت نسبة قليلة جداً منهم إلى الحزب الجمهوري، ويرجع رون والترز هذا- في كتابه "الحرية وحدها لا تكفى" إلى تبني الحزب الجمهوري لسياسات تقلص من "الوظيفة الاجتماعية" للدولة، وذلك عن طريق تبنيهم لشعار "الحكومة الصغيرة" والتى تكتفي بحد أدنى من التدخل، هذا من جهة، ومن جهة أخرى إمرار الجمهوريون لتشريعات تهدف إلى الحد من النفقات المخصصة للأبعاد الاجتماعية في الموازنة العامة. فقد كان لجوء الأميركيين الأفارقة- حسب "والترز" – إلى دعم الحزب الديمقراطي أهون الأمرين، بالإضافة إلى تبنى الديمقراطيون لسياسات تشتمل على دعم الفئات الاجتماعية "المهشمة" ومراعاة البعد الاجتماعي.

ويشير كل من "ايرل بلاك" و"ميرل بلاك"، في كتابهما " أميركا المنقسمة :الصراع العنيف من أجل القوة في الحياة السياسية الأميركية" "Divided America, The ferocious power struggle in American politics" إلى أن تأييد السود للحزب الديمقراطي قد وصل، منذ عام 1968، إلى نسب مرتفعة واستقر على ذلك نتيجة للإدارة المجتمعية الجديدة للرئيس جونسون، ففي الفترة من 1984 وحتى 2004 بلغ تأييد السود للديمقراطيين حوالي 78%، بزيادة 44 نقطة عن نظرائهم "البيض" المؤيدين للحزب الديمقراطي خلال نفس الفترة.

وتؤكد نتائج الانتخابات الرئاسية منذ عام 1976 ما أشار إليه كل من "ايرل" و"ميرل" .فبالنظر إلى هذه النتائج يتضح حجم تأييد الأميركيين الأفارقة للحزب الديمقراطي. فطبقاً لبيانات مجلة نيويورك تايمز The New York times –الموضحة بالجدول- لم يقل تأييد الأميركيين الأفارقة للمرشحين الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية منذ عام 1976 وحتى عام 2004 عن 83%، في حين لم يتجاوز تأييدهم للمرشحين الجمهوريين 16%.

سباق أوباما وهيلارى حول أصوات السود

لم يكن متوقعاٌ أن تواجه كلينتون أي مشكلات في الحصول على أصوات الأميركيين الأفارقة، وذلك لعدة اعتبارات يتمثل أهمها في شعبية زوجها بيل كلينتون الرئيس الأميركي السابق، باعتباره الرئيس الأكثر شعبية على الإطلاق وسط الأميركيين الأفارقة إلي درجة اعتبارهم إياه أول رئيس "أسود" للولايات المتحدة، إلي جانب تاريخ هيلاري نفسها كناشطة في مجال الحريات المدنية ذو الأهمية الكبرى لدي السود، إلا أن صعود نجم أوباما فرض على هيلارى أن تعيد حساباتها جيداً بل وفرض عليها أيضا الدخول في منافسة "صعبة" للحصول على أصوات الأميركيين الأفارقة.

فهناك العديد من المؤشرات التى ترجح تصويت غالبية الأمريكيين الأفارقة لصالح أوباما، أولها يتمثل في رؤية الأميركيين السود لـ"أوباما" باعتباره "حلماً على وشك التحقق"، ففي حالة فوز أوباما في الانتخابات الرئاسية سيصبح أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية، وبالتالي يمثل دعم أوباما فرصة كبري لا ينبغي تفويتها، أو كما عبر ديفيد جرينبرج David Greenberg، في مقال له بصحيفة الواشنطن بوست، بالقول إن الملفت في أوباما ليس الذي قام بفعله ولكن في كونه "أمريكيا من أصول افريقية". وعزز من هذا الشعور نجاح أوباما في الفوز في ولاية أيوا Iowa ذات الأغلبية البيضاء ويعبر عن ذلك تصريحات ميشيل زوجة السيناتور أوباما في أحد الحملات الانتخابية التى قامت بها لصالح زوجها في اطلنطا والتى أشارت فيها إلى أن بعض السود ربما يتشككون في أن البيض سيصوتون لصالح زوجها، لذلك دعتهم إلى تأمل ما حدث في أيوا، وقالت ميشيل «لا يوجد سود في أيوا.هناك أمر مهم، أمر جديد يحدث الآن. لذلك دعونا نبني المستقبل الذي نعرف جميعاً أنه ممكناً، دعونا نبين لأطفالنا أن الأميركيين مستعدون الآن لقبول باراك أوباما رئيسا».

كما أن أوباما سيكون أكثر من هيلارى إحساساً بمشكلات الأميركيين الأفارقة أو حسب قول كليفلاند سيلرز رئيس قسم دراسات الأميركيين الأفارقة في جامعة سوث كارولينا South Carolina ، في حوار مع مجلة نيوزويك، فان أوباما سيوفر بيئة مناسبة للفئات "المهمشة" للتعبير عن نفسها . أما المؤشر الثاني فيتمثل في الأجندة الانتخابية للسيناتور أوباما والتى تركز على القضايا الداخلية التى يهتم بها الأمريكيون الأفارقة وخاصةً قضايا التعليم والرعاية الصحية .

مارتن لوثر محور المواجهة

وثالث هذه المؤشرات يتمثل في تصريحات هيلارى كلينتون، والتي قالت فيها إن «حلم الدكتور كينغ بدأ يتحقق عندما وقع الرئيس ليندون جونسون القانون المتعلق بالحقوق المدنية عام 1964»، وأن الأمر احتاج إلى مدة رئاسية كاملة لكي تتحقق أحلام مارتن لوثر، مما أثار حفيظة الكثير من الأميركيين الأفارقة وعلي رأسهم أوباما، والذي وصف التصريحات حول مارتن لوثر كنغ بأنها "معالجة سيئة"، وقال «أعتقد أنها أضرت بمشاعر بعض الناس الذين يرون أنها قلصت من دور كنغ حول الحقوق المدنية». وأضاف «هي حرة أن تقول ذلك، ولكن أن نتصور أن هذا ما حدث سيبدو سخيفاً».

ورغم محاولات هيلاري التخفيف من حدة الأمر- عن طريق تركيزها في لقاءات لاحقة على ذكر التضحيات التى قدمها لوثر، وحضورها إلى جانب زوجها بيل كلينتون، الذي يعتبر أكثر الرؤساء الأميركيين شعبية وسط الأميركيين الأفارقة، تجمعاً لتخليد تراث مارت لوثر كنغ في مدينة نيويورك، التي تمثلها في مجلس الشيوخ، وتصريحاتها لبرنامج «واجه الصحافة» في شبكة « NBS» بالقول «لا أظن أن هذه الحملة الانتخابية حول الجنس (ذكر أو أنثى) وبالتأكيد هي ليست حول الأعراق»،واتهامها لحملة أوباما "بالتشويه المتعمد" لتصريحاتها - فإن الأمور لم يتم حسمها ببساطة بل اكتسبت المنافسة، طبقاً للكثير من المحللين، طابعاً "عرقياً" وذلك للمكانة التى يحظي بها مارتن لوثر لدى الأمريكيين الأفارقة باعتباره "بطلاً قومياً". فلقد نظر الكثير من الأفارقة لتصريحات هيلارى باعتبارها محاولة للتقليل من دور كل من مارتن لوثر والرئيس كينيدي وغيرهما من رموز "السود" الذين قدموا تضحيات كبرى للحصول على الحرية .

ويمثل تأييد الكثير من الشخصيات الأميركية ذات الأصول الإفريقية لأوباما مصدر قوة آخر، وأبرز هذه الشخصيات هي المذيعة الشهيرة أوبرا وينفرى صاحبة الشعبية الكبيرة في الولايات المتحدة. فقد أعلنت وينفرى عن دعمها لحملة أوباما في مايو2007، ورعت في شهر سبتمبر حفلا لجمع التبرعات لحملته حقق ريعا قدره ثلاثة ملايين دولار. وقد مثل هذا التأييد دفعة كبيرة للسيناتور أوباما، فقد أشار استطلاع رأى أجراه مركز أبحاث "بيو" إلى أن 15 % من الأميركيين، ذكروا أن إقرار ودعم أوبرا وينفري سيجعلهم أكثر ترجيحا للتصويت لأوباما، بينما ذكر 15 في المائة، أنهم أقل ترجيحا، كما عبر60 % من الذين شاركوا في الاستطلاع عن اعتقادهم بان دعم وينفري سيساعد أوباما كما أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن تأييد أوبرا وينفري أعطى دفعة لأوباما وسط النساء والأميركيين السود. كما أعرب إميل جونز رئيس الكونجرس المحلي لولاية الينوى عن دعمه المطلق لأوباما ليصل إلى البيت الأبيض؛ لأنه على دراية جيدة بمشاكل "السود"، كما تعتبر هذه من وجهة نظره فرصة لا تتكرر كثيراً.

هيلاري لم تفقد كل أوراقها بعد

ورغم كل المؤشرات السابقة التى تشير إلى التأييد الكبير الذي يحظى به أوباما لدى "السود"، فأن الأمر لم يحسم بشكل كامل لصالحه. فالسيناتور هيلاري كلينتون تتمتع بشعبية لا بأس بها لدى السود، فقد أشارت استطلاعات رأى أجريت في أواخر عام 2006 بواسطة صحيفة الواشنطن بوست وشبكة ABC إلى حصول هيلاري على 60% من أصوات السود مقابل 25% لباراك أوباما، إلى جانب الشعبية الكبيرة التى يحظى بها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون لدى الأميركيين السود، بالإضافة إلى دعم بعض الشخصيات الأميركية من أصول أفريقية لهيلارى في الانتخابات، حيث انتقد بوب جونسون، أحد أغنى الأميركيين الأفارقة والذي يمتلك شبكة تلفزيون ترفيهية، أوباما لصالح هيلاري، وقال جونسون «بالنسبة لي كأحد الأميركيين الأفارقة، شعرت بالإهانة عندما اعتقد فريق أوباما بأننا من البلادة إلى حد يمكننا الشك في اهتمام هيلاري وكلينتون بقضايا السود". كما تحظى هيلارى بدعم كبير من الأمريكيات ذوات الأصول الإفريقية . هذا إلى جانب الاتهامات التى توجه لباراك أوباما بكونه ليس "أسوداً" بالدرجة الكافية.




http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2008/2/300841.htm

 
 
 

 
مرحبا بك في منتديات



www.ankawa.com