المحرر موضوع: اِذاعة آشور / كوتنبيرك تلتقي ألأستاذ اِشمايل ننو عضو المكتب السياسي للحركة الديمقراطية ألأشورية  (زيارة 2202 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Edison Haidow

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 651
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اِذاعة آشور / كوتنبيرك تلتقي ألأستاذ اِشمايل ننو  عضو المكتب السياسي للحركة الديمقراطية ألأشورية                                 
أجرى اللقاء  /  أديسون هيدو

ضمن توجهها في نقل الحقيقة كاملة ومساهمة منها في أيصال وجهات النظر المختلفة  حول ما يجري في العراق الآن بعد أقرار الدستور الدائم ودخول القوى والكيانات وألأحزاب السياسية العاملة في الساحة العراقية  في صراع جديد من أجل الحصول على مواقع لها في الحكومة والبرلمان المقبل و بعد بروز تحالفات وأئتلافات جديدة  و موافقة العرب السنة المشاركة في العملية السياسية المقبلة وبقوة  ودخول أبناء شعبنا ألآشوري بقوائم مختلفة في هذه العملية ألديمقراطية التي ينتظرها الجميع  ولمناقشة مواضيع وقضايا أخرى .. ألتقت اِذاعة آشور في مدينة كوتنبيرك السويدية ألأستاذ أشمائيل ننو بنيامين عضو المكتب السياسي  مسؤول فرع الرصافة / بغداد  للحركة الديمقراطية ألآشورية ( زوعا ) ليرسم  لنا صورة مبسطة و ليسلط الضوء على مجمل هذه القضايا والأحداث التي تحصل ألآن في الوطن الحبيب العراق ... التقيناه مباشرة وعبر الهاتف من مقر عمله فكان هذا الحوار .......

ــــ مرحبا بك رابي أشمايل في اِذاعة آشور ....
شكرا جزيلا ... أهلا وسهلا بك .

ــــ بداية .. كيف تنظر الى الخارطة السياسية العراقية ... أو لنقل ماذا يجري في العراق الآن ؟

حقيقة الذي جرى ويجري الآن هو نتيجة حتمية للتغيير الهائل الذي حصل في نظام الحكم ... من نظام دكتاتوري مقيت فاسد حكم البلاد بطرق ووسائل قمعية رهيبة لعقود من الزمن الى نظام جديد يختلف تماما عن سابقه ...  نظام ديمقراطي تعددي يؤمن بحرية الرأي والبناء بمشاركة جميع القوى السياسية ... وانتم تعرفون المراحل التي مر بها العراق منذ سقوط الصنم ولحد الآن ... هناك عملية سياسية جديدة في الوطن ... وهناك عراقيل وأِرهاب .. احداث وجرائم  مأساوية تحدث تعرقل من الخطوات التي يخطوها النظام الجديد منذ تأسيس مجلس الحكم والى اليوم ونحن ننتظر ألأنتخابات القادمة لتشكيل الحكومة الجديدة وأنهاء المرحلة الأنتقالية .

ــــ في الأنتخابات السابقة وقبل أجرائها كانت الصورة واضحة .. وهي هيمنة شيعية كردية على البرلمان وهذا الذي حصل ...  ألآن كيف تنظرون الى الخارطة الأنتخابية الحالية بعد بروز كيانات وتحالفات وائتلافات جديدة ..... كيف ستكون النتائج  بأعتقادك ؟

بدون شك وكما هو معلوم الآن هناك عملية أستقطاب علنية ... في الأنتخابات السابقة استطاع شيعة العراق الدخول في قائمة موحدة أنتخبتها أكثرية الشعب العراقي حصلوا على النسبة ألأعظم من مقاعد البرلمان الحالي .. وكذلك الأكراد ... لذلك كان هناك كما تفضلت هيمنة شيعية كردية على البرلمان .
الآن أختلفت الأمور بعض الشيء .. وكما هو معلوم للجميع بأن عرب السنة كانوا قد قاطعوا الأنتخابات السابقة لأسباب معروفة  ولكنهم الآن في موقف جديد ومصممون على الدخول والمشاركة في قائمة قوية تضم بعض القوى السياسية السنية والتي لها ثقلها في الساحة العراقية
وكذلك فأن قائمة الشيعة الآن ليست من القوة التي كانت عليها سابقا .. حيث أن حزب الفضيلة والتي مرجعيته آية الله اليعقوبي قد أنفصل عن قائمة الأئتلاف وكذلك ألمؤتمر الوطني العراقي بقيادة ألجلبي  و التيار الصدري لم يعرف لحد الآن موقفه  ولكن كما علمنا بأنهم لن يساندوا هذه القائمة .
لقد حصل تغيير أيضا في نظام وآلية الأنتخابات القادمة حيث كان العراق دائرة أنتخابية واحدة الآن قسم الى دوائر عديدة  كل محافظة فيه هي دائرة أنتخابية بحد ذاتها لها نسبة محددة من المقاعد  حسب نسبة سكانها ... حيث سيطبق النظام الجديد مع القديم في تسيير عملية الأنتخابات  وهذا طبعا سيقلل من عمليات التزوير ويساعد الكيانات والقوى الأخرى للوصول الى البرلمان ويزيد من نزاهة العملية الأنتخابية .
يعني الآن هناك تنوع ... التنافس سيكون بين العرب وألآكراد .. لو ألقينا نظرة بسيطة على القوائم الأنتخابية الجديدة سنلاحظ  بروز اصطفافات لم تكن موجودة سابقا ... مثلا قائمة الدكتور أياد علاوي تضم فصائل ديمقراطية وليبرالية وكذلك فيها من البعثيين الذين (  لم تلطخ اياديهم بجرائم النظام السابق  ) ... و فيها أيضا الحزب الشيوعي العراقي وجماعة عراقيون وغيرها من القوى السياسية الكبيرة ... هذه التكتلات برأيي ستكون سببا في عدم حصول ما جرى في الأنتخابات الماضية من هيمنة شيعية كردية ... هذه الهيمنة ستعتمد على مدى التوافقات والتحالفات التي ستحصل أثناء العملية السياسية في البرلمان مستقبلا ... لذلك الصورة المقبلة للخارطة الأنتخابية والسياسية في العراق ستكون مختلفة ومتنوعة وليست كما هي الآن .

ــــ وماذا عن استعدادت أبناء شعبنا .. يبدو اننا لم نستفد شيئا من أخطاء التجربة الماضية .... ألآن لدينا قوائم مختلفة من كيانات وأئتلافات وهي معروفة للجميع ...
ما السبب في عدم دخولنا ( كشعب آشوري كلداني سرياني )  في قائمة موحدة تضم كل فصائل وأحزاب شعبنا ... ولماذا لم تدخل ألحركة الديمقراطية الآشورية في تحالف أو أئتلاف وطني معين كما فعلت الكثير من الأحزاب ؟

أولا .. سأبدأ من الشق الثاني من السؤال ...  نحن كقيادة الحركة كانت لدينا الفرصة للدخول مع قائمة الدكتور أياد علاوي ( القائمة العراقية الوطنية ) حيث حصلت بيننا اِتصالات وقد دعانا السيد علاوي باِلحاح للمشاركة ضمن قائمتهم في الأنتخابات القادمة ولكننا رفضنا ذلك ... ولدي قناعة تامة لو أن الدعوة كانت قد  وجهت الى  ( جهات أخرى )  لكانوا قد ( هرولوا  ) اليها ... ولكن نحن كزوعا  نؤمن دائما بخصوصيتنا .. نؤمن بأن الذي يرشح نفسه لتمثيل شعبنا من الضروري أن ينتخب بأصوات أبناء شعبنا  و يكون له الشرعية الكاملة عندما يتكلم بأسمهم ... هذه هي من الثوابت ومن مبادىء وأيمان حركتنا في نضالها منذ تأسيسها ولحد اليوم ... وهذا هو أيضا الأختلاف الجوهري بيننا وبين أخواننا الذين كانوا ضمن قائمة التحالف الكردستاني ..
مثلما ألأخوة ألأكراد يسعون ويطالبون بحقوقهم  من خلال ممثليهم و مؤسساتهم الشرعية نحن لدينا الحق أيضا في ان نطالب بذلك ولكن ليس من الأنصاف أن يختار ألأكراد الجهة التي يجب أن تمثلنا ... من هذا المنطلق لم ندخل في قائمة ( علاوي ) أو اية قائمة أخرى ..
لقد كنا سباقين في ألأخذ والرد مع ألأحزاب أو التجمعات الكلدوآشورية السريانية ... ألمؤسف له انه كانت هناك بعض الطروحات التي لم تكن مبنية على أسس موضوعية ... أنا أتساءل هل يعقل بأن يكون للحركة بتأريخها النضالي وبثقلها الجماهيري وبأمكاناتها الهائلة .. يكون لها نفس التقييم مع حزب آخر أعضاءه على عدد أصابع اليد ؟ ... مع أحترامي الشديد لهم ...
هذا ليس منطقيا  وليس من العدل .. لأعطي لك مثالا .....
الرفيق يونادم كنا السكرتير العام للحركة ... وهو كما تعلمون ألآن في رأس القائمة 740 ( قائمة الرافدين) ... هل من الأنصاف أن يكون له نفس التقييم مع سكرتير عام لأحد ألأحزاب أسس حديثا وقيادته أكثر من قاعدته ... يترشح مع ألرفيق يونادم ويصعد الى البرلمان في عملية أجراء القرعة ... المسألة ليست أحتكارا  أو دكتاتورية لو أراد البعض أن يفسرها ... الحزب الديمقراطي الكردستاني وألأتحاد الوطني الكردستاني عندما يدخلون في تحالفات كردية أو كما يقولون بأنهم ينظمون بيتهم الداخلي .. يبدأون بوضع أسماء مرشحيهم في رأس القائمة ثم تليها أسماء مرشحي ألأحزاب ألأخرى .. هذه حقيقة ومن حقهم المشروع .. القسم من أبناء شعبنا ليست لديه تلك المفهومية وتلك النظرة التي بها يُقدر ويحترم الجهة التي لها ألأمكانيات ويضع في حساباته المكانة والتأريخ النضالي والتضحية ...
الشيء الآخر الذي يؤسفنا هو مواقف بعض ألأشخاص وألأحزاب والتي يمكن أن نصفها بالمريرة والمخزية حقا والتي كانت السبب في تقسيم شعبنا وتثبيته  في الدستور ( كلدان وآشوريين ) .
كيف يمكن أن نعمل مع شخص لا يؤمن بأننا شعب واحد ... ثم المواقف المؤسفة لرجال الدين الذين يصرون على انهم لا يتدخلون في السياسة ولكنهم يعملون بعكس ما يقولون ... يتدخلون  وبشكل مؤثر وهذا ليس من مصلحة شعبنا وضرره أكثر من فائدته ....
أريد أن أضيف شيئا  آخر.... البعض يقولون بأنه كوننا منقسمين الى مذاهب وكنائس لم نفلح او ننجح في التجربة الأنتخابية السابقة ...  هذا صحيح  ولكن يجب أن نعترف بأن قسم من أبناء شعبنا  ليس لديه  ذلك ألأيمان الكامل و الشعور القومي الذي يؤهله ليفهم ما الموضوع .... أي أن هناك قصور في الفهم القومي للبعض لما يجري في الساحة ....

ــــ ولكن رابي أشمايل وعذرا للمقاطعة ... أنا برأيي المتواضع وربما يشاركني الكثيرين أعتقد بأن الشعور القومي وألأيمان بهذه الأمة ومبادئها موجود ... ولكن ليست لدينا الثقافة الأنتخابية التي تؤهلنا لكي ندخل هكذا تجارب وننتهز هكذا فرص تأريخية .... ماذا تقول ؟

أكيد وبدون شك ... أنا لست ضد هذا الطرح  و سأعطيك مثالا  ...
في شمال الوطن كان اِقبال الناس على ألأنتخابات أكثر سهولة ومرونة لأن الشعور القومي لشعبنا هناك كان أكثر وتفاعلهم مع ألأحداث ايضا كان أكثر فاعلية نتيجة تحرر المنطقة من دكتاتورية النظام لمدة طويلة سبقتها سقوطه  وقد ولد لديهم خلال هذه الفترة  نوع من الشعور بالخصوصية القومية ذهبوا الى مراكز الأقتراع وهم يعرفون لمن يصوتوا ... هنا في بغداد الموقف اختلف بعض الشيء .. أغلب أبناء شعبنا يتكلمون العربية  وشعورهم القومي أقل حيث الكثيرين منهم قد صوتوا في الانتخابات الماضية  لقائمة الدكتور أياد علاوي باعتقادهم أنه سيكون رئيسا للجمهورية ....
وهذا لم يحصل طبعا ... لذلك الذي أريد أن أقوله بأن الشعور القومي مع الثقافة ألأنتخابية مطلوب للدخول في هذه التجارب المصيرية .... ويجب ان نتعلم من أخطائنا السابقة لكي نتخلص من اشكاليات وسلبيات واقعنا .

ــــ  عندما ننظر الى قائمة الرافدين  ( تضم الحركة الديمقراطية الآشورية مع المجلس الكلدوآشوري السرياني القومي ) وبرنامجها الأنتخابي نلاحظ بأنها تطرح نقاطا كثيرة تخص الشأن الوطني نجدها في أغلب القوائم ألأخرى من الأحزاب والكيانات وألأئتلافات .. وتركز على الشأن القومي في أربع أو خمس فقرات فقط ... هل تعتقد بأن الحركة ستنجح في الفوز والحصول على مكان في العملية السياسية المقبلة بصورة أكثر فاعلية من خلال برنامجها ألأنتخابي هذا ... ؟

نحن بأعتقادنا ...  التركيز على الشأن الوطني الآن هو ألأهم في الضروف التي نعيشها .. بأعتبارنا نحن الكلدوآشوريين السريان جزءا أصيلا  من الشعب العراقي أو لنقل نحن أصل هذا العراق .. نعيش في وطن يحوي الكثير من القوميات وألأثنيات و فيه تنوع عرقي وديني وهو أولا وأخيرا وطننا الذي لن نبخل يوما بشيء في الدفاع عنه والمساهمة في بنائه من خلال تفعيل العملية السياسية الجديدة والمشاركة فيها ..... ولكن هذا لا يعني بأننا قد تخلينا عن حقوقنا القومية .. الدستور الجديد قد أعطانا وثبت لنا بعضا من هذه الحقوق بالرغم من أن هناك تجاوزا وتهميشا  لنا  فيه من موضوع الديباجة  الى جعلنا قوميتيين منفصلتيين  (  كلدانا  و آشوريين  ) ...ولكن هناك فيه المادة 140 التي تعطي لنا ألأمكانية في تعديل هذه الفقرات مستقبلا ...
نحن لم نتخلى عن حقوقنا القومية الثابتة والواضحة .. نحن نطالب دائما بألأقرار و تطبيق حقوقنا الثقافية والسياسية والأدارية .. و هذا هو سقف مطالبنا كأمة وكقومية صغيرة تعيش في الوطن العراق ...

ــــ ولكن  في مقابلتك الشهيرة مع قناة الفيحاء العراقية قبل أشهر .. وردت جملة خلال مداخلتك أو اِجاباتك على أسئلة الأستاذ هاشم الديوان قلت فيها نصا ( بأنه ليست لدينا مطالب ) كان لها من ردود ألأفعال الكثيرة والمتباينة من قبل الكثيرين من أبناء شعبنا  ... ما هو تعليقك على هذا الشيء ... ؟

عندما تقول العامة  لا تقربوا الصلاة .. فانهم يكملونها ويقولون وانتم سكارى ... انا وفي مقابلتي تلك ذكرت في البداية بأننا نريد أن نكون مواطنين من الدرجة الأولى وتُحترم خصوصيتنا القومية وتكلمت عن حقوقنا الأدارية وذكرت بانه لا يجوز أن يعين أنسانا في منطقة لها خصوصية قومية لشعبنا ويحكمها ... خصوصيتنا هي ثقافتنا ولغتنا وديننا والتي تكلمت عنها كثيرا ... بعدها قلت بانه ليست لدينا مطالب أكثر من هذا ( كالفيدرالية )  مثلا والتي لم أذكرها كمصطلح .. عندما نقول بانه ليست لدينا مطالب فانه ليس في حكم المنتهي او التعجيزي .. انه شيئا أوتوماتيكيا في مفهوم المرحلة الحالية لسقف مطالبنا التي ذكرتها من قبل ..
نحن ناس وطنيين ننتمي الى هذا الوطن قبل كل شيء ... ومن مصلحة شعبنا أن يكون طرحنا بهذا الشكل الذي ينم عن أيماننا وحبنا للعراق ... و لنعطي صورة  واضحة لشعبنا العراقي باننا جزء لا يتجزأ منه ...

ــــ بعد اِقرار الدستور العراقي الجديد .... وقد قسم شعبنا فيه الى قوميتيين منفصلتين (  كلدان  و   آشوريين ) ... كيف ستتعامل الحركة الديمقراطية الآشورية مع هذا الوضع الجديد مستقبلا ؟

نحن منذ تأسيس الحركة ولحد اليوم نتعامل مع شعبنا على أساس اِننا شعب واحد وأمة واحدة وقومية واحدة ...  في كل نضال الحركة ... في مبادئها .. تفكيرها .. نشاطاتها .. وأدبياتها  لم تنحرف يوما عن هذا ألطرح وهذا المفهوم.... لا هذا الدستور ولا غيره مستقبلا  يستطيع أن يغير أو يلغي مبادئنا وقناعتنا المطلقة هذه .. قناعتنا بواقع نعرفه جيدا وترجمناه الى فعل والى عمل  نتيجة شعورنا بالمسؤولية تجاه أمتنا .... هذا الثقل وهذا الألتفاف الجماهيري حولنا هو أكبر جواب على مصداقية الحركة للتعامل مع شعبنا  بالرغم من كل التشويش والكلام و القيل والقال ولكن الأمة تعرف و ترى ماذا تفعل الحركة وتقدمه الى شعبها من تضحيات ( وألآخرين )  ماذا فعلوا وماذا يفعلون وتدرك جيدا بأن الشجرة بثمارها ... جوابنا أيضا هو شهدائنا الذين سقطوا من أجل هذه الأمة ... انهم مزيج من تلاوين مختلفة دلالة على أن الحركة ليست فقط  ( للنسطورنايي ) كما يحلو للبعض أن يسموننا ... انهم آشوريين كلدان سريان ومعروفين للجميع بأنتمائاتهم المذهبية والكنسية ... يمكن أن أعطيك أمثلة  .. فالشهيد جميل والدته من ألقوش وابوه كان بازيا كلدانيا ... والشهيد يوخنا الذي أعدم مع رفاقه يوبرت ويوسب كان كلدانيا ...  وكذلك الشهيد فرنسيس والعقيد وائل والشهداء الأربعة الذين سقطوا مؤخرا اِثنان منهم كانوا كلدانيين والكثيرين غيرهم من شهدائنا الأبرار حيث تطول القائمة ... هؤلاء هم شهداء الشعب وألأمة قبل أن يكونوا شهداء ( زوعا ) .. والذي لا يتعظ ولا يفهم  ماذا يعني أمتزاج دماء هؤلاء الشهداء من أجل هذه ألأمة .. ماذا نفعل له ؟
مثال آخر ... جماهيرنا في زاخو وفي سهل نينوى أغلبهم من الكنيسة الكلدانية .. مساندينا ومناصري الحركة  هم من مختلف المذاهب والكنائس لهم شعور قومي يفهمون هذه المسائل ويعرفونها  لا اِراديا ويميلون الى توجهاتنا الوحدوية الصادقة ...
لذلك أقول .. تعاملنا سيكون المحاولة بكل الطرق والوسائل لتقريب وجهات النظر بين أبناء شعبنا للوصول الى صيغة فهم مشتركة .

ــــ لنأتي الى موضوع آخر  ... ما هو موقف الحركة من زيارة السيد عمرو موسى ألأمين العام للجامعة العربية الى العراق ... وكيف تنظرون الى مبادرته التي سميت بالمصالحة الوطنية  أو  الحوار الوطني ....  ؟

نحن طبعا مع كل مبادرة لحل كل الأشكاليات والصعوبات وألأزمات التي نعاني منها والتي حصلت خلال الثلاث سنوات الأخيرة ... ومبادرة السيد عمرو موسى بالرغم من انها جاءت متأخرة بأعتراف كل ألأطراف السياسية في الوطن ولكنها بأعتقادنا نحن كحركة  نعتبرها اِيجابية ... لأننا مع كل توجه يحاول اِشراك كل فئات الشعب العراقي في الحوار وفي العملية السياسية . وكما تعرفون فأن القوى السياسية الكبيرة  قد أيدتها ..  وكذلك المرجع الشيعي الأعلى ألسيد آية الله السيستاني قد أيدها بالرغم من وجود جهات شيعية أخرى وقفت ضدها وكان موقفها منها سلبيا ..
هناك بعض رموز النظام التي لطخت أياديهم بدم الشعب العراقي ليس من الصحيح أو من الصعب الجلوس معهم على مائدة الحوار .. وكذلك الأرهابيين والمتورطين في جرائم ضد الشعب ... ولكن بصورة عامة انها خطوة جيدة  وستكون نتائجها أيجابية للعملية السياسية المقبلة  في العراق .

ــــ سؤالي الأخير .... ماهي  نظرتك لمستقبل العراق السياسي في خضم هذه الظروف التي تحصل الأن .. هل سيكون العراق دولة اِسلامية كاملة أم علمانية بمبدأ أعتماد الشريعة .... ؟

لا أعتقد بأنها ستكون بهذا الشكل الذي وصفته  ....  اِذا طبق نظام الفيدراليات من الممكن أن تكون هناك في مناطق معينة من العراق منطقة ذات خصوصية دينية أو قومية ... ولكن بأعتقادي أن النظام في العراق سيكون كما هو نظاما جمهوريا ديمقراطيا تعدديا  ولن يكون اسلاميا بالرغم من المد الديني الأسلامي ...  لوجود قوى علمانية وليبرالية  لها ثقلها في الساحة العراقية كألأكراد مثلا وقوى عراقية أخرى ... وحتى الشيعة الذين يساندون قائمة الأئتلاف فانهم أو القسم ألأعظم منهم  لا يساندونها لتوجهها الأسلامي وأنما هو أنحياز بالفطرة الى دعم المرجعية  نتيجة للمظالم التي حصلت لها في فترات أنظمة الحكم السابقة .
السبب ألأخر هو تعددية المذاهب الأسلامية الموجودة في العراق .. بأي مذهب سيؤخذ به في حالة تطبيق الشريعة ... هناك أختلافات كثيرة بينهم في جوانب مختلفة .

ــــ هل من كلمة أخيرة ....  ؟
أشكركم جدا وأخص التحية اليك أخي أديسن والى العاملين في اِذاعة آشور ...  وأملي كبير بأبناء أمتنا وألذين يسمعون صوتي الآن أن يساندونا ... نحن الآن في محك .. أمام عملية بناء وطن ... في شعبنا الآن صراع بين الذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية والذين يدعون الى الأنقسام وفصل مكوناته عن بعضها البعض ... وبين نهج آخر يقود مسيرة شاقة ويخدم قضيتنا السياسية ... لم يكتب لنا أن نكون دائما مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة .. يجب أن نخلق الثقة الكاملة بأنفسنا .. نحن الآن في مرحلة مصيرية ... ما معنى أن يكون لزوعا هذه المشاركة الفعالة في الحكم ... أنها اِشارة بأننا ( ليس كزوعا فقط  واِنما كشعب وكأمة ) قد شاركنا في الكفاح ضد النظام الدكتاتوري المقبور بكل قوة وقدمنا التضحيات . لنا مواقفنا السياسية المعروفة بنضجها السياسي ... لدينا ذلك الثقل الجماهيري ومتواجدون أينما يتواجد شعبنا ... في أوساط الطلبة والشبيبة والنساء وبين الشريحة المثقفة وغيرها .... لذلك أملنا كبير بأن يساندنا شعبنا في العملية الأنتخابية المقبلة ويساندوا قائمة الرافدين ( 740 ) قائمة  شعبنا الكلدوآشوري السرياني  مسيرتنا مستمرة برغم الضروف الصعبة وستستمر خدمة لبناء وطننا العراق ولنيل حقوق شعبنا واِثبات وجوده القومي .
                                                                                                تأريخ اللقاء 9 / 11 / 2005