المحرر موضوع: لماذا التهجم على قداسة مار دنخا الان؟  (زيارة 2079 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لماذا التهجم على قداسة مار دنخا الان؟
من الامور التي تدخل في نطاق العاديات والغير المثيرة للنقاش والاستغراب، ان يقوم قداسة بابا روما رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم بمقابلة كبار الضيوف من رؤوساء الدول والمسؤولين فيها، ويناقش معهم اهم الامور والمستجدات السياسية، وحتما هو يعطي رأية بكل الامور السياسية، صحيح ان بابا روما يعتبر رئيس دولة كون الفاتيكان دولة معترف بها من اغلبية دول العالم، الا ان هذه الرئاسة تسلمها لكونه الزعيم الروحي لكل كاثوليك العالم قاطبة.
ومن الطبيعي ايضا ان يقوم غبطة مار عمانوئيل دلي بمقابلة كبار المسؤولبن في العراق او العالم مثل استقباله من قبل السيد جاك شيراك فبل فترة من الزمن، وبالتأكيد ان الحوار في هذه اللقاءات لا يدور حول الامور الروحية بل يتعلق بالسياسة والادارة والامور الجوهرية والمتعلقة بالانسان المعاصر وحقوقه وغيرها من الامور السياسية..
وهذا الامر ينطبق على قداسة مار زكا عيواص او بابا الكرازة المرقسية، بابا الاقباط، حيث يقومان بمقابلة كبار رجال الدولة في بلديهما او في العالم، ولنفس الاغراض المذكورة اعلاه.
والامر اعلاه يمكن ان يقوم به قداسة مار دنخا الرابع، فقد التقى في ايران اية الله خامنئي  قائد الثورة ورئيس الجمهورية حينذاك السيد خاتمي وقبل ذلك قابل مسؤولين كثر.

اذا ما الذي استجد ليقوم البعض اليوم بقيادة هجوم اقل ما يقال فيه هجوم همجي ومبتذل على قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، لانه التقى السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان العراق.
الهجوم كما نقراه في مواقع الانترنت من بعض الاشخاص المفروزين حزبيا وسياسيا، وكما نسمعه في غرف الحوار الاشورية من بعض المتحدثين المتخندقين حزبيا وسياسيا، لا يضم بين ثنايه اية محاولة للنقد العقلاني، هذا اذا افترضنا وجود ما يتوجب النقد في لقاء وزيارة طبيعية قام بها قداسته ويقوم بها الاخرون ضمن سياق العلاقات العامة والبروتوكولية، بل وضمن سياق اللقاءات لتبادل وجهات النظر في امور ومواضيع تهم الاطراف المشاركة في اللقاء.
الهجوم الشنيع هذا وما تضمنه ويتضمنه من عبارات تجريح وتخوين لطرفي اللقاء لا مبرر عقلي او روحي او كنسي له.
فيا ترى ماذا وراء هذا الهجوم على شخص قداسة البطريرك وتخوينه وتجريمه؟
ابتدا بهذا السؤال البسيط الذي ندرك جميعا اجابته:
ماذا كان سيكون عليه الوضع لو ان قداسته كان استصحب في زيارته هذه احد انفارهم او كوادرهم؟
انني متيقن لكانت صورة اللقاء قد تصدرت الصفحة الاولى لجريدتهم ومواقعهم الانترنيتية، ولكان قداسته بات بطلا قوميا يسير على  خطى الشهيد مار بنيامين..
ثم، لماذا افتراض سوء النية لدى قداسة البطريرك وصولا الى تجريمه وتخوينه لالتقاءه بالسيد البارزاني؟
اليس رصيد قداسته من المواقف والدعوات لابناء شعبنا للتشبث بهويتهم ووجودهم وحقوقهم القومية واضحة ويكررها قداسته في كل رسالة بطريركية؟
اليست دعوات قداسته لابناء شعبنا بالتشبث بوطنهم والمعيشة بمحبة وسلام مع اخوتهم في الوطن دعوات واضحة وتلقى الاحترام من الجميع؟
فلماذا اذن اساءة النية بالزيارة وتكفيرها وتجريمها؟.
اذا كان قداسته التقى بممثل تنظيمهم البنفسجي الذي زار امريكا قادما من السويد، فلماذا لا يلتقي قداسته مع السيد البارزاني الذي يمثل اقليم كردستان العراق ونفوسه الثلاثة ملايين.

واذا كان قداسته قد تحاور وناقش مع السيد البارزاني شؤون ابناء شعبنا في اقليم كردستان العراق واوضاع كنيسة المشرق في الاقليم فان ذلك واجب ملزم عليه قبل ان يكون مجرد حق يجوز له ممارسته او عمله.
ويجب ان نثمن ذلك ونقدره عاليا من لدن قداسته.
بالله عليكم، ماذا تتوقعون من قداسته ان يكون قد طلب او ناقش مع السيد رئيس اقليم كردستان غير الامور التي نرغبها جميعا لشعبنا من استقرار وحقوق واحترام وامن وامان.. فاي غبار على ذلك؟
وبالله عليكم، من يمكن له ان يناقش بشكل افضل ومن موقع اكثر تاثيرا واحتراما ورصانة هذه الامور مع السيد البارزاني، قداسة البطريرك  ام المسؤل الحزبي لاسكندنافيا في تيار البنفسجيون  الذي سعى للاجتماع مع السيد البارزاني ولم يفلح.
ولست ادري اذا كان قداسته ناقش كما يقولون انشاء مقر للبطريركية في عنكاوة ام لا، ولكني وبافتراض صحة ما يقولون من ان قداسته طلب انشاء بطريركية لكنيسة المشرق في عنكاوة اقول: اين الخلل في ذلك؟
السنا ابناء ومواطنين في الاقليم ومن حقنا ان نطالب رئاسة وادارة وحكومة الاقليم بتلبية احتياجاتنا وحقوقنا؟
السنا ندعو قداسته ومن عقود لنقل البطريركية والعودة الى الوطن؟
ام يا ترى ان بعضنا يقول ذلك لمجرد المزايدة والشعار ولا يريد تحققه لان البطريركية بما معروف عنها من منطلقات قومية من جهة وقاعدة محبة جماهيرية لها من جهة اخرى ستكون مزاحما غير مرغوب فيه في صنع الاحداث وقيادتها في الوطن.

ان تهويل امر لقاء قداسته مع السيد البارزاني يقع ايضا ضمن اللعبة الانتخابية..
فمع مؤشرات تراجع فرص لون معين للفوز في الانتخابات القادمة لاسباب كثيرة ومعروفة يعكسها الوضع المزري الذي وضعوا فيه انفسهم، بعد اصطدامهم بكل الاطراف والمؤسسات الموجودة في شعبنا، لانهم يرون انفسهم انهم قادة الشعب وعلى كل المؤسسات ان تتبعهم، ويريدون من الاخرين ان يصدقوا الكذبة التي صدقوها، فانه مع انحسار فرص الفوز فانه لا بد من عمل شيئ ما ليس لمجرد تحسين الفرص فحسب بل وتسويق النفس على انها ضحية مؤامرة لمنع الفوز.
وافضل سيناريو لهذه المؤامرة هو لقاء قداسته مع السيد البارزاني.
من هنا نرى تهويل امر هذا اللقاء وتخوين وتجريم طرفيه وتاجيج الاحقاد القومية فاذا خسروا كما هو متوقع فالشماعة موجودة وان ربحوا مقعدا فسيكون الرد برغم من مؤامرات الجميع بمكنا من انتزاع مقعدنا.
مرة اخرى نؤكد ان الاناء ينضح بما فيه، فكون هذا البعض مستعد لعملية البيع والشراء في كل الامور، يحملهم على الاعتقاد ان الجميع مثلهم، وصحيح ان فاقد البصر من الولادة يعتقد ذلك في الجميع.

ننتهي من حيث بدانا، بان اللقاءات هذه هي سياق اعتيادي وطبيعي التزمته وتلتزمه كافة القيادات الكنسية التي تحترم شعوبها واوطانها.
الم يلتقي غبطة البطريرك عمانوئيل دلي في روما السيد البارزاني ايضا.
وننتهي بتكرار السؤال السابق عن ماذا كان سيكون امر اللقاء لو ان قداسته كان اصطحب معه اي من اعضاء تنظيماتهم؟[/size][/pre][/b]
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ