المحرر موضوع: لحظة الوداع/ قصة قصيرة  (زيارة 1088 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل غسان سالم شعبو

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 12
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لحظة الوداع/ قصة قصيرة
« في: 19:19 14/03/2010 »

قصة قصيرة
لحظة الوداع
     غسان سالم شعبو / بخديدا                               
(إلى روح الشهيد المطران بولس فرج رحو)                 
((القتلة ..كيف يجرؤون على فعلتهم هذه؟ كيف يطاوع قلب إنسان أن يجرح قلباً مثله؟ ..تراكم في غابة الضواري تتلذّذون بدماء إخوتكم البشر ..حتى الضواري لا تهاجم من بني جنسها,فماذا تظنون أنتم فاعلون؟.
وطفق الخطيب يكمل خطبته :هل يجوز أن نسكت صوت الضمير فينا ونهجع في مخادعنا غير مكترثين بما يحصل من حولنا؟ أم هل ننتفض لفكر قد يصيب توجهاتنا وإتجاهاتنا على حساب الآخرين؟ أو نضع رجلاً غير مناسب في مكان غير مناسب؟سوى أنه من بني جلدتنا أو ماشابه ذلك.فأيّ معايير هذه يتبنّاها إنسان اليوم؟
ولكن ما زال فينا فيضاً ننهله من ينابيع إيماننا..ولنا رجاء بصحوة الضمير وعودة أخوتنا إلى جادة الحق والصواب.))
حينئذ برقت العيون ولاح شعاع الشمس يحتضن ذلك النعش الكبير المسجّى داخل قاعة الكنيسة الفخمة وسط الجمع المهيب الذي حضر جنازة الشيخ الجليل.وإنتفضت المشاعر تلهب الأفئدة المثخنة بجرح كبير تمزّق المشهد .فقفزت من على سريري وأطفئتُ جهاز التلفاز مسرعاً.
الجو ما زال يميل نحو الغروب للمشاركة في وداع الراعي الجليل.دخلت القاعة الرحبة ورائحة الدم تلازم المكان.وسط عصف الريح وهول الفاجعة .وإنهال سيل المطر على الجمع الغفير,فقد كانت السماء الملبّدة بالغيوم السوداء تقحم نفسها كالثكلى التي تندب حظّها العاثر.شعرت بانقباض شديد ..وبخطى مثقلة. تلمّست جدار الكنيسة المرمري الصلد.ياله من صقيع ثقيل يلازم المكان.إندفعت ببطء صوب النعش يلازمني إرتعاش.فلم أتمالك نفسي وأطلقت صرخة أفقدتني توازني.. فتعثرتُ وسقطتُ على الأرض,وأنا أجرّ أنفاسي المتقطعة.فُتِحَ الباب,كان صديقي يربتُ على كتفي وقد إعتراني شحوباً كبيراً,والدمع ما يزال جافا ًفي مُقلتي.كانوا قد إقتادوني محملاً على الأيادي إلى الغرفة المجاورة بعيداً عن الحشد.
قلت لزميلي إفتح الجهاز لنكمّل مراسيم الجنازة على التلفاز.
كلا ..كلا..فهذا لن ينفع.
قال هذا وهو يقدم لي مشروباً ساخناً.
وإستطرد يقول:
هذا سينفعك,لتستعيد نشاطك.
قلت:أرح نفسك الآن.
قال:أعرف ذلك..كلنا تأثرنا من هول الصدمة..فالحادث كان أليماً للجميع
أنه ليس سهلاً علينا أن نشهد رموزنا تعذّب وتُهان..يا للعار ..يا للعار.
مرت موجة بكاء لَفحَتنا كلينا ورحنا نستعيد الحادث فتلبّد لقاؤنا بفحوى الكلمات المعبرّة عن الفعلة النكراء وما إقترفه القابعون في دهاليز الظلمة. ورحتُ أُقاطعه وأقول:..عذبوه...وأهانوه..و....
وأسكتني ثانية..وهو يشدني إليه بحرارة وحنو.ورحنا كلينا نجهش بالبكاء.فصديقي هذا كان تلميذاً من تلامذة الشيخ الشهيد,الذي نذر نفسه لخدمة ذوي الحالات الخاصة.
سكت برهة ثم قال:رموزنا ستبقى نبراساً تشهد لها سماء الوطن,فعلى أرضه أينعت وأثمرت بذور الشهادة للحياة الجديدة.
بينما مضت الجنازة تشق طريقها لحظة الوداع وسط الجمع حتى وصلت صوب اللحد.والناس واقفون في خشوع اللحظة الأخيرة حيث وارى الثرى.
كانت الأنغام ألملائكية تتسلل إلى كل نفس وتزحف في الفضاء الكبير تشمل بعبقها ثنايا المعمورة.فإنفتح الباب الملوكي لخروج الجميع,وقلوبهم مفعمة بالحزن والذكريات.


غير متصل نادر البغـــدادي

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 12144
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: لحظة الوداع/ قصة قصيرة
« رد #1 في: 01:42 16/03/2010 »
   الأخ * غسان *
        قصــــــة تحتوي على عبارات حلوة , ومعاني عميقــــة !!!
           الرب يرعاكم بمحبتــــه .
              تحياتنا ...

غير متصل السفير80

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2209
  • الجنس: ذكر
    • ياهو مسنجر - hues201@yahoo.com
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: لحظة الوداع/ قصة قصيرة
« رد #2 في: 16:30 16/03/2010 »
عاشت الايادي