المحرر موضوع: مرة أخرى المجلس الشعبي وحياديته  (زيارة 2031 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كامل كوندا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1207
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                        مرة أخرى المجلس الشعبي وحياديته

لقد خرج علينا المجلس بتبرير لفعلته (طرد العاملين فيه لمشاركتهم في مسيرة أكيتو) في جعل من يعملون فيه عبيدا لا يمتلكون حرية التعبير وحرية الرأي ، لقد أتخذ المجلس القرار بعدم الاحتفال في أي مناسبة حدادا على روح المطران الشهيد مار بولس رحو وحسنا فعل فهذه روح علينا تشجيعها ، وحسنا فعل إذ لم يشارك رسميا في أي إحتفال ولم يشارك أي من المنتمين اليه في أي إحتفالات رغم إن لهم الحق المشاركة بصفة فردية . ولكن العامل في المجلس الذي لا يمثل المجلس ولا يعمل بدستوره لأنه ليس منتميا اليه وإنما عاملا فيه ليس ملزما أن يسير حسب أهواء رئاسة المجلس ، نحن نعيش في بلدان غربية ومؤسساتها المدنية والحكومية معروفة لدينا وقد حدثت فعلا مثل هذه الامور فمثلا هناك مؤسسة ما تقاطع وترفض المشاركة في أي إحتفال وتعلن ذلك ولكن أفرادها قد يشاركون ولكنهم لا يمثلون تلك المؤسسة وإنما يمثلون أنفسهم والمؤسسة لا تتخذ أي إجراء بحقهم لأنهم يمثلون أنفسهم وأما العاملين في تلك المؤسسة أو حتى الحكومية منها فهم غير ملزمين بقرار المؤسسة . وأوضح مثال على ذلك هو مقاطعة الدول الغربية لأولمبياد موسكو . فرغم المقاطعة الرسمية من قبل الحكومات واللجان الاولمبية فكان هناك رياضيين من أمريكا وبقية الدول الغربية شاركوا وحين فوزهم لم ترفع أعلام بلدهم لكونهم لا يمثلون بلدهم وإنما يمثلون أنفسهم فرفع العلم الاولمبي .  وحين رجعوا الى بلادهم لم يسجنوا ولا فصلوا من وظائفهم .  وحين تتخذ الحكومة الاسترالية قرارا بمقاطعة إجتماع ما أو إحتفال ما فلا نستغرب أن نرى أستراليين في هذا الاجتماع أو الاحتفال يمثلون أنفسهم ولا يمثلون أستراليا وحين رجوعهم لا يعاقبون على مشاركتهم.  وحتى على فرض إن هؤلاء العاملين في المجلس الشعبي أخطئوا فهل يستوجب طرد العامل على هذا التصرف !!!!!!!  المجلس ليس واضحا وشفافا في هذه النقطة فليخرج علينا بالحقيقة ويقول لأن الجهة التي أقامت المسيرة هي الحركة الديمقراطية الاشورية والمجلس بحسب تبعيته ليس على علاقة حسنة مع هذه الجهة وقد أغضبه مشاركة العاملين (وهذه الجموع الكثيرة) في المجلس في هذه المسيرة فأمر بطردهم من وظائفهم.  أهذه هي الديمقراطية في هذا المجلس ، لكي تعمل في المجلس يجب عليك أن تعلن عبوديتك وإلا أنت مرفوض.  الحكومة وهي أكبر سلطة حين تتغير في البلدان الديمقراطية (وطبعا هذا لا ينطبق على الحكومات العربية والحكومة العراقية وحكومة أقليم كردستان) فإنها غير قادرة على طرد الموظفين الذين لا يميلون الى حزبها وحتى إن أعلنوا معارضتهم لحزب السلطة الحاكمة علنيا فهم موظفين في الدولة وليس في ذلك الحزب.  ومرة أخرى إذا كان المجلس شعبيا ويمثل كل أفراد شعبنا فهل من هم في الاحزاب التي لا تروق للمجلس أناس غرباء أو أعداء؟ 
وأما عن إدعاء المجلس بأن الجهة التي قامت بالمسيرة إنما تعمل لمصلحتها الحزبية الضيقة ، فلنفرض هذا صحيح فالمعروف إن ناكر الشيء لا يأتي بمثله وإلا بماذا نفسر حين المجلس يوزع مساعدات على بعض العوائل فإن عدد الاعلانات والدعايات التي يبثها المجلس تفوق عدد العوائل التي ساعدها أليس هذا عملا إنسانيا يستخدم لمصالح ذاتية!!!!!! قد يدرك موقف هؤلاء الذين قاموا بالمسيرة وإستغلالهم لها لأنه عيد قومي وفيه يتجمع كثير من أفراد شعبنا وكل تجمع يستغل من قبل الاحزاب فهذا معروف في البلدان الغربية أيضا .  أما من يقوم بعمل إنساني فلا يطبل له بل ينتظر الى الاخرين الذين يمدحون فعله .  إن هذه الازدواجية وهذا العداء الواضح من قبل المجلس لشريحة من أبناء شعبنا لا تخدمه ولا تجعل من الناس أن يثقوا فيه ، قد تكون تبعيته تجبره على ذلك وهنا لا يمكننا لومه في هذه النقطة بل يلام لأنه مجلس مسير ولا يمثل إلا تبعيته ، وأما أن يدعي بأنه مجلس له خياراته وليس مسيرا وتابعا لأي جهة فأنا أرى من الافضل لهذا المجلس أن يكون حياديا ويمثل الكل ويشارك مع الكل وينظر الى الكل كأبناء الى هذا الشعب بشكل متساوي ليحوز ثقة الشعب به وإحترامه.
فالمفروض من المجلس الان أن يعتذر لهؤلاء العاملين فيه لأنه ظلمهم وكذلك للذين ساروا في المسيرة لأنه أساء اليهم في ظنه وفي نياتهم الصافية في الاحتفال بعيد قومي (لأن الذين ساروا في المسيرة ليسوا كلهم منتمين الى الحركة ، وإن كانوا فهذا يعني إن الحركة لها رصيد كبير جدا) والى كل أبناء شعبنا لأنه المجلس صدمهم في هذا الموقف الغير المقبول وزرع في نفوسهم ألف علامة إستفهام لأن المجلس إنبثق من مؤتمر عنكاوا الذي كان شعبيا ويمثل كل أبناء شعبنا فماذا جرى وإنقلب المجلس ليكون طرفا وتابعا !!!!!.
مرة أخرى عسى أن نرى المجلس يراجع ذاته ويتبنى سياسة حيادية ويخرج من تبعيته ليكون أهلا لثقة الشعب وفي موضع إحترامه من دون أن يلجأ الى شراء مؤيدين.
                                                                                           كامل كوندا
                                                                                        ملبورن أستراليا