المحرر موضوع: نداء إلى العاملين في الجامعات العراقية كافه .. ليكن شعارنا (( لا إكراه في الدين ))  (زيارة 816 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Imad Alakhras

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 9
    • مشاهدة الملف الشخصي
نداء إلى العاملين في الجامعات العراقية كافه .. ليكن شعارنا
(( لا إكراه في الدين ))



عماد الاخرس         12/4/2008

     حقا انه أمر مؤسف أن يتكرر النشر في وسائل الإعلام المقروءة والمكتوبة تفشى ظاهرة التعرض لطالبات العلم في الجامعات العراقية وإجبارُهُنْ على الانصياع لبعض المظاهر الدينية من قبل الحراس أو الموظفين الجامعيين والطلبة الذين ينتمون إلى التنظيمات السياسية الدينية..  ومن هذه المظاهر فرض الحجاب أو مَنْعُهُنْ من ارتداء بعض الملابس التي لا تسيء لكرامة المرأة أو تلحق أي مساس بالدين بتاتا ومنها السروال.
     وقبل أن يبدأ قارئي الكريم  بقراءة مقالي وتوجيه سيل الاتهامات ضدي ..ارجوه أن يجيب على أسئلتي التالية ..ابدأها ..  أيهما اصح الفرض والإكراه أم التوعية والإرشاد وحرية الاختيار في الدين ؟ هل إكراه الطالبات على ارتداء الحجاب أو أي فصال محدد من الملابس يخدم الدين أم يسيء له ؟ ما هو شعورك لو فرض عليك ارتداء ملبس ما؟   
     أما عن إجابتي.. يخطأ من يتصور إن الإكراه سيكون به نفعاً للدين بل على العكس من ذلك سيكون له نتائج عكسية وظهور حالة التحدي التي ستؤدى مستقبلا إلى المزيد من التراكمات الكميه التي تنفجر في اقرب فرصه تتهيأ لها لتكون ثوره على الدين سواء على الصعيد الشخصي أو الوطني.
     وفى الوقت الذي تظهر هنا وهناك في كثير من المجتمعات الإسلامية فتاوى ديمقراطيه ! يراد بها التخفيف من بعض مظاهر التشدد في الدين ليكون أكثر سماحه وسهوله وتشويقا وبالتالي أكثر إقبالا للارتباط الروحي به !! يلجأ البعض من  الطلبة المراهقين والجهلة العاملين في الجامعات العراقية لتنفيذ أوامر وفرض ضوابط تحدد شكل الملبس والفصال الذي على طالبات العلم ارتداؤه والضغط على حرياتهن لحد إجبارهن على كره الدين والحقد عليه !
     واستجابةً لصرخاتهن الكثيرة.. قررت أن اكتب مقالي ليكون كنداء استغاثة عن لسان حالهنْ أوجهه إلى كل العاملين في الجامعات العراقية.. رؤسائها.. وأساتذتها ..  وإدارييها  والطلبة .. نطالبهم بالكف عن فرض المظاهر الدينية على طالبات العلم لأنه اعتداء مباشر على الحرية الشخصية وتسبب إساءة للدين.
      ارجوا أن لا يُفْهَمْ مقالي على انه تحريض بعدم ارتداء الحجاب أو ارتداء أي فصال لملبس آخر.. بل ما اعنيه تحديدا بان يكون هذا الموضوع اختياري يتعلق بطالبة العلم نفسها والأسرة المسئولة عن تربيتها ضمن حدود لا تسيء إلى المجتمع واعني به تحديدا التعري أو كل ما له علاقة بالإباحية .. لأني أرى إن ترك هذا الموضوع اختياريا انفع للمجتمع من حيث بناء شخصية المرأة وعدم إلغاء دور الأسرة وانعكاسه الايجابي على بساطة وسماحة الدين من أن يكون إلزاميا يبرز عالم الاضطهاد والعبودية وبالتالي انعكاسه السلبي على الدين.
     إن الغرض الرئيسي من نشر استغاثتي هو قناعتي بالأثر السلبي الذي سيظهره تفشى هذا الإكراه على الدين تحديدا وزرع البغض والعداء له بين صفوف الطالبات اللاتي سيصبحن طاقات علميه وأمهات مستقبلا إضافةً لانعكاسه المباشر على نفسيتهن والتقليل من عطاؤهن وانخفاض مستواهن العلمي.
     ولقد لوحظ في المجتمعات التي فرضت هذه القيود على مؤسساتها التعليمية التربوية تفشى الفساد بمختلف إشكاله وبشكل غير طبيعي وان لم يكن تفشياً معلناً.. وهذه حقيقة يلمسها الكثير من التربويين وغيرهم.... والصدمة تكون اكبر عند سفر البعض من  الطالبات اللاتي خَضَعْنَ لهذه القيود في مجتمعاتهن إلى البلدان ذو المجتمعات المفتوحة الأخرى حيث يلاحظ الانحدار الخلقي للبعض منهن  إلى حال أسوأ بكثير من حال الطالبات في هذه البلدان وتظهر عليهن علامات التمرد بشكل فوضوي يسيء للدين ولبلدهن الأصلي.
     خلاصة قولي هي عدم انسياق  العاملين في قطاع التربية والتعليم العالي العراقي وراء الإكراه وفرض الحجاب والفصال المحدد على طالبات العلم ويكفى أن يكون هناك توجيه وإرشاد بهذا الصدد  وترك مسؤولية الموضوع على طالبة العلم وأسرتها.
     ولا أريد أن ادخل في تفاصيل الفتاوى والدين ولكن بحكم انتمائي إلى جنس البشر فمن حقي أن اطرح رأيي الشخصي الذي أرى فيه إن ارتداء الحجاب والبعض من فصال الملبس من قبل البعض من الطالبات ذات التوجهات الدينية المتطرفة بدعه!!..  وأعنى بالبدعة هو أنها غير موجودة على مدى التاريخ الإسلامي واستند في تفسيري هذا على ما ورد في الكتب والمؤلفات الإسلامية التي تؤكد على دور ومشاركة  المرأة في قيادة المجتمع والحروب والعمل ..أي تناقض هذا الشكل من الملبس مع إمكانية القيام بمثل هذه الواجبات ..   ولا أظن إن دينا مثل الدين الإسلامي يحمل المزيد من الاحترام والتقدير للمرأة ويمنحها كل العدالة والإنصاف يقبل هذا الشكل من الاضطهاد والعبودية لها ويفرض عليها ارتداء الملابس التي تسمح لها فقط في استنشاق الهواء ! .. ولكن مع ذلك لا أنكر حقهن الشخصي المشروع في ارتداءه ولا يحق لأحد أن يمنعهن من ارتداءه.
     عموما يبقى الملبس أيا كان شكله حق من حقوق المرأة على أن لا يتجاوز حدود الالتزام الأخلاقي الاجتماعي لأننا نعيش في مجتمع له ضوابط اجتماعيه علينا جميعا التزام واحترام السهل منها لإمكانية تطبيقها والابتعاد عن كل ما يكون سببا في تعقيدها وبالتالي صعوبة  أو استحالة تنفيذها.
      وأقولها إلى التنظيمات السياسية الدينية .. عليهم أن يعملوا ضمن مفهوم كون العراق مهدا للكثير من الديانات والكل له حق المواطنة والعيش في هذا البلد وارتداء مالا يُحَرَمَهُ عليه دينه.. ومن حقهم أن يفرضوا الزى الذي يرغبون به على طالبات العلم المنتميات لأحزابهم إذا كان ذلك مثبت ضمن أنظمتها الداخلية وليتركوا حرية ارتداء الملابس للطالبات الأخريات من بقية الأديان أو الأحزاب أو غيرهن .
      إن اجتياح ظاهرة التعرض لطالبات العلم والإكراه في تحديد نوع الملبس لهن عمل آخر  يراد منه عرقلة المسيرة العلمية وإرباكها ويدخل ضمن المخطط العدائي للعملية السياسية للعراق الديمقراطي الجديد.

     أخيرا .. أتمنى أن تنظر الحكومة بكافة سلطاتها التشريعية والتنفيذية وباهتمام خاص من وزارتي التربية والتعليم العالي باستغاثة الطالبات وهذا النداء وسرعة النظر به  وعدم إكراههن وإجبارهن و ذويهن بالتفكير بترك دور العلم أو الهجرة والرحيل وترك البلد بلا عوده ! .. عليهم الإسراع بوضع الضوابط الخاصة بارتداء الزى الموحد المدرسي والجامعي  وبالفصال الذي يرتاح لهن الطالبات واكرر بشرط أن تكون خاليه من التعري والإباحية..  وعليهم أيضا معاقبة الطلبة والموظفين المتطرفين الذين بأعمالهم هذه يسيئون بقصد أو بغير قصد إلى الدين أولا وللوطن والعلم ثانيا .