المحرر موضوع: من منكم بلا خطيئة، ليرجم عشتار ومسؤوليها؟؟  (زيارة 1791 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                 من منكم بلا خطيئة،  ليرجم عشتار ومسؤوليها؟؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا

لا اعتقد هناك بين قرائنا الاعزاء يوجد من لا يعرف لمن يعود هذا القول وفي اي مناسبة قيل، ولا اريد ان ازيد الشرح على المقولة، لكنني اذكر النتيجة وهي ان السيد المسيح اسكت بهذه العبارة الجموع الغاضبة على المرأة الزانية ،وعندما رفع رأسه كانت هذه الجموع التي تريد رجم المرأة بالحجارة قد اختفت عن انظاره.
 انني فقط اسال هذا السؤال من اخوتي الكتاب المعروفين وكذلك الملثمين منهم، الذين اسرعت اقلامهم في الاسابيع الاخيرة في نقد بصورة  سلبية ومبالغة لهذه القناة لاسباب معروفة ايضا (لا نحبذ ان نكون طرف في ذلك الصراع ) هذا السؤال : من منكم بلا خطأ ليرجم قناة عشتار ومسؤوليها.

على الرغم من وجود لدي تحفظات شخصية على برامج  قناة عشتار، لكنني ارى  في ظهورها على الوجود  الكثير من الايجابية، وفرحت كثيرا يوم سمعت وشاهدت بثها ، بل  انا وعدد كبير من اصدقائي نعتبرها قفزة تاريخية في حياة شعبنا المنقسم لالف حساب وحساب وانا اشبه خدماتها المتنوعة بمثابة جرعة دواء  قوية لتقوية جسم  امتنا المريض والهزيل، وخطوة مهمة سهلت احتفاظنا بهويتنا ولغتنا وتراثنا و وجودنا القومي، وان شبح ضياعنا في دول المهجر  قد ابعد وقتيا بسبب ربط ابناء هذا الشعب معا في المسرات والاحزان عن طريقها وطريق غيرها من الوسائل الالكترونية  .
 
اتذكر كعضو من ضمن مجموعة من الشباب المهتمين بشأن القومي والكنسي هنا في استراليا قبل 13 سنة  وبعد شعرنا ان الهجرة اصبحت نهرا ثالثا بعد دجلة وفرات، وان انقطاعها  اصبح امرا مستحيلا، كنا قلقلين على مستقبل هذا الشعب المسكين المهاجرالى حيث لا يدري، كنا  نفكر كيف يمكن ان نخلق او نجد وسيلة للاستمرار التواصل مع اخوتنا واقاربنا ومثقفينا الذين انتشروا في انحاء العالم والمتبقين في ارض الوطن؟. فكانت الخطة و الوسيلة المتوفرة انذاك هي تسجيل المهرجانات والامسيات الشعرية والندوات الثقافية والحفلات والسفرات التي نقيمها في فلم فيديو ومن ثم ارسال نسخ منها الى الدول وقارات العالم كي يطلعوا عليها وبالمقابل  نطلب منهم يعملون بالمثل يرسلون لنا افلامهم كي نطلع على اخبارهم.

لكن بعد تغير النظام السابق وحصول ثورة في تكنلوجيا وتوفر امكانية انشاء محطات التلفزيون والاذاعة وبالاخص ولادة قناة عشتار في ارض الوطن فرحت بها انا شخصيا  كثيرة،  لانه وجدت الامل والوسيلة التي تستطيع ربط ابناء شعبنا في الوطن والمهجر معا والتغلب على امر ضياعه  ولو بصورة موقت. وفعلا قدمت قناة عشتار الكثير الكثيرلاحياء الشعور القومي بين ابناء شعبنا واطفالنا واخوتنا وابائنا من ناحية الحفاظ على اللغة والتاريخ والتراث والاخبار والشعر وغيرها من البرامج المفيدة حسب اعمارهم ، قامت مشكورة بعرض على شاشتها الصغيرة  نشاطات النوادي والجمعيات والكنائس والهئيات وبعض الاحزاب ، عرضت  اثار القديم والبناء الحديث لقرانا  التي اصبح البعض منا بعيدا عنها لمدة ربع قرن. حقيقة لم اكن احلم يوما ما ان ارى صورة حية  لاثار او لخراب اولجبال نهر قريتي بعد ان تركها قبل 38 سنة.

لا اريد ان اطيل المدح لعشتار اكثر واذكر اسبابا اخرى، كي لا اتهم بصاحب قلم مأجور لها كالعادة ،  ولكن ما يؤلمني دائما هو الازدواجية المقيتة التي يعيشها الانسان في هذا العصر ولاسيما بين ابناء شعبنا التي وصلت اعلى درجاتها.

فكل ما حدث موقف مماثل امام انظاري اسأل  نفسي كيف يتجرأ الناس على الكذب والتفليق وخداع الاخرين ويدعون باخلاصهم للايمان المسيحي مع العلم كلام السيد المسيح كان واضحا وجازما  بنعم   نعم ولا   لا، وان طريق ملكوت السماء يبدا من محبة القريب؟.كيف يستطيعون تلبيس الحقيقة رداء الخطئية؟
نصحني عدد من اصدقاء والاقارب وبالاخص من اخوتي اعضاء في الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا بعدم الكتابة والتطرق على مثل هذا الموضوع في انترنيت، بسبب وجود تحفظات كثيرة لهم  ايضا على القناة وكذلك لتفادي امر اتهامي  كقلم مؤجور ايضا،  ولكنني قلت لهم ان ضميري لا يستطيع ان يسكت على ظلم يقع بغير حق على اي جهة لا سيما اذا قناة عشتار التي اصحبت الوسيلة التي كنت احلم بها بها قبل 13 سنة .

لكن في نفس الوقت لابد ان انقد عشتار هنا على الانتقاية التي تقوم بها احيانا، قبل كل شيء كنت اتمنى من ادارتها اجابة  الشكاوي والطلبات التي تأتيها من مختلف مكونات مجتمعنا بصورة موضوعية ومباشرة كغيرها من المؤسسات، ان تهتم بهم على التساوي وبدون ميلان لجهة معينة او كنيسة معينة. يجب ان تقبل الانتقاد المجدي والصحيح وتعترف باخطائها وان تنظر على مكونات المجتمع بعين واحدة وان تلغي من قاموسها وسياستها اعطاء الاحقية او الاولية لمجموعة معينة او تسمية  معينة او حزب معين. وان تعرض نشاطات كافة الاحزاب الكلدانية ومؤسساتها الثقافية والاجتماعية والرياضية كما تفعل لغيرها .
في الختام اقول ان وجود عشتار وعنكاوا كوم وغيرها من الوسائل  الاتصالات المستخدمة بيننا هي حقيقة هي نعمة يجب ان نشكر الله والقائمين عليها ،لانها كما قلنا،  تعمل على الربط  بين ابناء شعبنا المشتت في ارجاء المعمورة.
 ان شاء الله تزيد جودة وكفاءة وموضوعية قناة عشتار كي ترضي جمهورها الكبير في المهجر والوطن لانني اشبهها كما قلت بقناة التي يتنفس شعبنا فيها روحه الحي وشعوره القومي.
 
youhanamarkas@optusnet.com.au