المحرر موضوع: لقد اخفقتم مرة اخرى ايها الكلدان والآشوريون  (زيارة 1075 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عماد هرمز

  • اداري منتديات
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 292
  • الجنس: ذكر
  • مترجم وكاتب وسياسي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لقد اخفق الكلدان والآشوريين مرة اخرى

لاشك أن الكثير منا يعرف انه على أي حزب سياسي من اجل أن يمرر أو يطبق سياسته وبرامجه ومبادئه الإيديولوجية أو غير الإيديولوجية  عليه في الأول الوصول إلى السلطة . وهناك طر أثق عديدة للوصول الى السلطة منها الانقلابات الدموية أو السلمية أو عن طريق الديمقراطية. وإذا كان الحزب لا يملك الزخم الكافي او الدعم الكافي من الشعب فليس أمامه سوى التحالف مع الأحزاب والقوى الأخرى التي تتماشى سياستها وأفكارها ومبادئها مع هذا الحزب وبعد ذلك الاتفاق معها بخصوص السياسات والبرامج التي سيتم تنفيذها عند الوصول إلى السلطة. في الوقت الراهن فان خيار الانقلابات غير متوفر في العراق أولا لعدم وجود سلطة دكتاتورية أو مستبدة  ولعدم وجود استقرار في البلد.
بعد الإخفاق الذي حصل للشعب الكلداني الآشوري السرياني في العراق في انتخابات كانون الثاني من هذه السنة توخينا قيام الأحزاب الكلدانية والآشورية بالاستفادة من التجربة من خلال دراستها وتحليلها وإيجاد السبل الكفيلة في عدم تكرارها.
ولاشك إن القوى الكلدانية قامت بخطوة مهمة جداَ إلا وهي توحيد الصفوف الكلدانية الداخلية من أجل الحصول على الزخم الشعبي الذي افتقدوه في الانتخابات الماضية من خلال ما يسموه بترتيب البيت الكلداني وحققت في هذا نجاحا باهرا من خلال العمل الدؤوب والمخلص أهنئهم على هذا الإنجاز الكبير.
لكننا تأملنا وتوقعنا أن تكون هذه الخطوة بادئة لخطوات لاحقة تهدف إلى حصول الكلدان على وجود حقيقي في البرلمان العراقي لكي يكون بإمكاننا الحصول على الحقوق المشروعة لشعبنا .  لكن وللأسف الشديد اظهر الكلدان نقص في الحنكة السياسية وقلة الخبرة في لعبة السياسة التي تتطلب مهارات كثيرة ومتميزة وعقول سياسية مخططة ومدبرة ومنفذة.
لقد تصور الكلدان إن اتحادهم كاف لتحقيق شئ ملموس في الانتخابات القادمة متناسين أو متجاهلين إن الكلدان والآشوريين هم أقلية في العراق ومهما كان عددهم متحدين فان مكاسبهم ستكون محدودة  وهذه حقيقة يجب إن لا ننكرها وان نأخذها بعين الاعتبار دائما.  ولكن وللأسف الشديد تبيّن ونحن على بعد أيام قليلة من الانتخابات إن ترتيب البيت الكلداني وتشكيل اتحاد القوى الكلدانية  كانت الغاية وليست الوسيلة أو بمعنى آخر كانت المحطة النهائية للكلدان بدلا من أن تكون المحطة الأولى والغاية المنشودة فنراهم قد شكلوا اتحادهم وحصلوا على دعم الكلدان وتقوقعوا وهم في انتظار حدوث معجزة إلهية أو أن يرسل لنا حمورابي أو نبو خذ نصر جيوشهم وشعبهم للوقوف معنا  .  ولم يسعى هذا الاتحاد جاهداً وبكفاية في التفكير الجاد بالاتحاد مع القوى الآشورية العريقة والمناضلة في العراق على سبيل المثال حركة زوعا والداعمين لهم ، وربما سيرد علي بعض الكلدان ويقول لي لقد اتصلنا وحاولنا ولم نحصل على شئ إيجابي . وليس مبتغاي هنا في أن القي اللوم بالكامل على الكلدان بل أيضا على الاخوة الآشوريين الذي فشلوا أيضا في إيجاد مخرج وهم المحنكين سياسيا وتاريخ نضالهم السياسي قديم للازمة الراهنة مع الكلدان.  وتصرف الكلدان والآشوريون وكأن نسبة شعبهم في العراق تبلغ 80% ولمّ شّمل هؤلاء كافي لإيصالهم إلى السلطة . ولم يستفيدوا من تجربة غيرهم مثل الأحزاب الشيعية في العراق فرغم أن الشعب الشيعي يمثل الأغلبية في العراق إلا إن أحزابه تكاتفت مع بعضها واتحدت في سبيل الاستيلاء الكامل على السلطة لتحقيق الغاية الأسمى إلا وهي تطبيق وتنفيذ مشاريع شيعية دينية بحتة في العراق.
كنا نأمل في الشهور الماضية إن الكلدان يتحدوا مع بعضهم ثم إيجاد طريقة للاتحاد والتكاتف مع أشقائنا الآشوريين وثم إيجاد قوى سياسية أخرى تعمل لصالح العراق ككل وتتضمن برامجها سياسات تهدف إلى حماية الأقلية ومنحهم حقوقهم المشروعة كاملة و الدخول معها في إئتلافات سياسية وتوجيه أصوات الشعب المساند والمتحد للتصويت لهذا الائتلاف والأمل في حصول هذا الائتلاف على أصوات كافية للفوز بالسلطة أو على الأقل أن يكون له وجود ووزن ثقيل في البرلمان يحسب له ألف حساب.
لقد اخفق الساسة الكلدان والآشوريون  مرة أخرى في حساباتهم وأضاعوا فرصة ثمينة أخرى .   ادعوا أبناء شعبنا الكلداني الآشوري السرياني العريق أن يعطى أصواته للقائمة الوطنية 731 فهي ستحل كل أزماتنا الداخلية وتكفل لنا كل حقوقنا المشروعة.

عماد هرمز
ملبورن استراليا