المحرر موضوع: القناة الفضائية العراقية والإرهاب  (زيارة 1523 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Samer Ankawi

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 44
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
القناة الفضائية العراقية والإرهاب
سامر عنكاوي

   يفترض بالقناة الفضائية العراقية أن تكون فوق القوميات والاديان والطوائف  والاحزاب والحركات وكل التنظيمات وانت تكون عراقية, اي اسم على مسمى فهل هي كذلك؟!
    لا اعتقد, فالفضائية العراقية تم الاستئثار بها من قبل طائفة معينة، بحيث اصبحت قناة طائفية من الدرجة الاولى في خلال مدة لا تتجاوز الثلاثة اشهر.
ثلاثة أشهر فقط من حكومة الإتلاف الطائفية، تم خلالها صبغ كل ما في الوطن باللون الاسود الكريه الكئيب الحزين. فالاعلام طائفي, الوزارات طائفية من أعلى الدرجات الوظيفية حتى الذي يصنع الشاي في الوزارة, المديريات طائفية وأقرب ما تكون الى الحسينيات, الجيش والشرطة والامن والمخابرات والاستخبارات, المدارس والجامعات, الشوارع والحارات, الدرابين والبيوت, كل شيء بالعراق طائفي وينذر بالدماء والدمار.
ان التسلكات الطائفية للحكومة، ومحاولات تهميش كل الاخرين، والانفراد بالسلطة من خلال تصرفات الجعفري، والتجاوز على السلطة التشريعية، والتي هي الجمعية الوطنية، والتغافل عن كون الوزارات هي جهة تنفيذية فقط، علامات لهذه الطائفية المقيتة. والفضائية العراقية والتي هي الطامة الكبرى, أصبحت سلاحاً طائفياً تستفز العراقيين من باقي الطوائف والأديان والقوميات، وتدفعهم الى التخندق والتسلح وانتهاز الفرص للانقضاض على الحكومة الطائفية والخلاص منها.
في زمن صدام وعندما كان العراق للصداميين فقط لم نكن نشعر باننا عراقيون لذلك هرب من هرب من الاستبداد ومن بقي كان يتربص للخلاص من الصداميين وطاغيتهم، ولم يدافع أحد عن نظام الاستبداد في العراق، وسقط إلى غير رجعة مع صدامه المقبور. والان وفي زمن حكم الائتلاف العراقي, أصبح العراق حكراً للاسلام السياسي الشيعي، وفسادهم الاداري والمالي، وافكارهم وسلوكهم الطائفيين.
ومع الأسف نحن اليوم امام موقف طالما ناضل الشعب العراقي ضده في زمن الديكتاتورية المقيتة، مع الفارق الذي يكمن في الأمل القريب في اصلاح الحال من خلال النقد البناء والفعال.
واذا بدأنا بالجانب الاعلامي لا بد القول أن الفضائية العراقية أصبحت محطة فضائية طائفية سطحية بعيدة عن المهنية. واعتقد انه على القيمين على هذه القناة أن يقفوا بشجاعة ويشخصوا العلل، ويعملوا على ان يكونوا عراقيين اولاً، ويكون العراق اولاً، ويرتقوا بالمشاعر الطائفية التعصبية المدمرة إلى المشاعر الوطنية السامية والنبيلة والانسانية.
فالشعور بالمواطنة هو الأجمل هو الأبهى، والمشاعر الطائفية قبيحة وهدامة، ولا يمكن للطائفي أن يكون عادلاً أو منصفاً ولا يصلح لحكم دولة كالعراق، ولا مكان للأنظمة الشمولية بعد ألان وما موجود منها، سواء أكان بعثيا قوميا أو بعثيا دينيا أو بعثيا طائفياَ,  (البعث القومي يبعث الأمة العربية والبعث الديني الطائفي السني يبعث سيرة السلف الصالح وعصر الخلافة والصحابة وشن الحرب على الرافضة والبعث الديني الطائفي الشيعي يبعث أل البيت ويسترجع الحقوق المسلوبة في السقيفة وشن الحرب على الظالمين )، كل هذه البعوث انتهت مدة صلاحيتها، وهي إلى زوال، ولا يتعدى الأمر سوى كونه مسألة وقت فقط، ولسبب بسيط, هو إنها تدعوا إلى الحرب والقتال والدم.
إن الزمن الحالي هو زمن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان... الحرية التي تطلق كل طاقات الإنسان في الإبداع والخلق في شتى ميادين الأدب والفن والشعر والجمال والموسيقى. زمن العقل والعقلانية زمن الواقع والواقعية، زمن سيحكم على الخرافات والخزعبلات بالموت. فهل تعيد القوى الطائفية مراجعة نفسها وسياساتها؟![/b][/size][/font]