المحرر موضوع: الويل لمن تأتي العثرات على يده  (زيارة 1056 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل edesa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 121
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الويل لمن تأتي العثرات على يده
ادور بربر
كثيرون من الناس يظنون أن المسألة تكمن فقط في حمل العدو على الأعتراف بوجود قومية معينة، أن هذه المسألة أصبحت مسألة بسيطة وخاصة في أصبح العالم (قرية أعلامية صغيرة)، نحن هنا في الشرق الأوسط نسمع بعد ساعات وربما المتتبع يسمع بعد دقائق ما يحصل في أمريكا واندونوسيا، لم يعد الزمن كزمن جدّي، إذ كان يذبح في زمنه الآلاف لا بل الملايين من دون أن يسمع أحداً، أو يفتك مرض الكوليرا أو الطاعون والملاريا بالملايين، دون أن يعرف أحداً المسألة أختلفت ما بين زمن جدّي وزمني، ولكن الشيء الوحيد الذي بقى على ما هو عليه رغم تقدم العالم تكنلوجيا وتقدم العلوم. نعم شيء وأحد بقي كما هو. وهو العقل الفاشي الذي يتمتع به رجال العسكر أينما وجدوا، أكانوا يعيشون في الدول المتطورة، أم كانوا في الدول المتأخرة، فالعقلية وأحدة، أم أختلف والوسائل المستعملة لقهر الشعوب، فما هو وضع شعبنا الأعزل؟ أنه لا يملك حتى سكين مطبخ للدفاع عن نفسه، ولا ذاك الفخر والاعتزاز بكونه شعبا عريق الأنساب، فكل شيء فيه قد مات، حتى الصداقة قتلتها الأنانية المفرطة والإفلاس. والعفة ضاعت في العوز والفاقة والإملاق، والغيرة والكبرياء ذهبت مع ريح اليأس والاستسلام، وانتصرت اللامبالاة، والنرجسية رفرفت وخفقت أعلامها وراياتها عالية في الأفاق، وماتت النخوة منتحرة تحت أكوام من النفاق، فلا بصيص نور يبدو في الأفاق، ولا نجمة تنير الطريق لعابر سبيل أو مسافر، فركع شعبي للصلاة، عسى ولعل الله أن يهدي الطغاة ويملىء قلبهم رحمة وشفقة فينجوا الشعب من الأبادة الجماعية ومن التهجير ألقسري، وحياة المجمعات،ومن العيش في ديار الغربة فوق الطرقات، بلا أسم أو هوية أو عنوان، أقرب إلى الحيوان من إنسان، ويضع وجوده كأي إنسان،ولكن الطامة الكبرى تبدو في حفنه من الفتيات، باعوا ضمائرهم ونسوا الأوطان، يتربصون بكل صغيرة وكبيرة، وينقلون أخبار الديرة، لكل شاري بلا وجدان، عشاء في فندق راقي، وأما الباقي فحدث ولا تخف، جوار يرقصن على مزمار ودف. بهذه القيمة الرخيصة تباع الأمة، من اجل إشباع الغرائز، وهؤلاء الذين يقومون بهذه الأعمال، ينطقون من ذواتهم الضعيفة، آملين بمساندة الغرباء لهم، يسدون النقص فيهم، وتكتمل شخصيتهم آنذاك، هذا من جانب، أما من جانب أخر هو عدم وجود أية قوة تقف في وجوههم وتدعوهم، وتردهم عن غيبهم، فما دام الأمر بهذا الشكل، فما المانع لديهم أن يستمروا في أعمالهم التخريبية، الضمير عندهم منذ زمن قد مات، مات تحت تأثير المشروبات الكحولية والجنس، لهؤلاء الفتيان جميعا نقول ما قاله سيدنا يسوع المسيح كما جاء في الإصحاح 18 من انجيل متي (الويل لمن تأتي العثرات على يده) فان كانت يدك أو رجلك فخالك فاقطعها والقها عنك أفضل لك أن تدخل الحياة ويدك أو رجلك مقطوعة، بدلا من أن تدخل وتطرح في النار الأبدية. هذا الكلام نفسه نقوله لأولئك الذين باعوا أنفسهم، وقد ظنوا أنهم باعوا الأمة. أليس كل أفراد الأمة بمثابة اليد والرجل والعين، وألا يحق للأمة أن تقطع اليد, والرجل وأن تقلع تلك العين التي تسيء إليها. فمن أجل تحقيق قضيتنا القومية، وأعلاء شأن هذه الأمة العريقة لابدّ أن تطرح كلّ الأعضاء الفاسدة إلى خارج جسم الأمة، وتلقى في أتون من النار التي لا تنطفىء، وأي إنسان إذا توقّف عضو من أعضاء جسمه، إلا يذهب للطبيب ليفحص ذلك الجزء العاطل عن العمل. فيقرّر الطبيب المعالجة، ويوصف الدواء، وربما يصل الأمر في بعض الأحيان إلى بتر وقطع ذاك العضو الفاسد، ولهذا فان قطع وبتر الأعضاء الفاسدة من جسم الإنسان تؤدّي إلى سلامة الجسم كله، وهكذا فإن بتر وقطع الفاسدين والذين يعيشون في  الأمة الخراب، فمن أجل سلامة الأمة يجب بتر الأعضاء المريضة وأن كانت جزءاً منه فأن الأمة التي تقاتل أعداءها الخارجيين، عليها أن تقاتل أيضاً أعدائها من الداخل.
نشرت في العدد(72)من جريدة نيشا