المحرر موضوع: حين يفيض الإيمان !  (زيارة 1021 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماجد عزيزة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 759
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حين يفيض الإيمان !
« في: 22:25 09/06/2008 »
حين يفيض الإيمان !
ماجد عزيزة /


قبل أن أحكي لكم حكاية أخت مسيحية مؤمنة شاركتها وعدد من إخوتي في الإيمان السفرة الروحية التي اقيمت في دير مار ميخائيل بمدينة مسكوكا الكندية الأسبوع الماضي . لابد أن أخوض في بعض الحقائق الهامة للإيمان المسيحي ، وأولها تتمثل في ان المسيحية هي علاقة شخصية بين الله والانسان تقوم بالدرجة الاولى على أساس الغفران الالهي لخطايانا كبشر.، ولابد لنا كبشر أن نتعرف على صورة الله المعلنة لنا في الإنجيل وكيفية اقامة علاقة حقيقية وحية معه. وهنا أسأل : هل يستطيع أحد ان يقول أن المسيح هو رب إلا بقوة خاصة يمنحها له الله هي قوة الروح القدس؟ يقول يوحنا ( 16:3 ) : لإنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية . إن الايمان المسيحي هو ارتباط مصيري وروحي عميق يشمل العقل والأرادة والعاطفة في كافة نواحي الحياة وانشطتها التي تربط الإنسان بالله في شركة روحية مصيريةعميقة ودائمة. 
معجزات كثيرة ظهرت لبشر كثيرين ، ثبتت ايمانهم المسيحي ، بعد أن ( فاض ) هذا الإيمان بشكل عفوي ، فعلى مر الألفي سنة الماضية كان للسيد المسيح له المجد والسيدة العذراء ( أمنا جميعا) والقديسين والأبرار والصالحين معجزات من خلال ظهورات وأشياء أخرى أثبتت أن الإيمان يصنع بمعجزة ، والمعجزة تصنع الإيمان الحقيقي وتثبته في قلب المؤمن الحقيقي . ولا أستطيع هنا في هذه العجالة القلمية أن اسطر نماذج المعجزات بل اترك ذلك للقاريء الكريم ليبحث هو عنها في بطون الكتب وعلى شبكة الأنترنت فهي كثيرة .
وددت ، بعد سرد هذا الكلام أن احكي لكم حكاية حدثت أمامي خلال السفرة الإيمانية الروحية التي شاركت فيها عدد من العوائل المسيحية والتي نظمها المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري في كندا بمشاركة جمعية مار ميخائيل رئيس الملائكة في مدينة تورونتو والتي اقيمت في دير القديس نفسه بمدينة مسكوكا ، فتحت تمثال مار ميخائيل المصنوع بشكل جميل وقف المشاركون وهم يصلون ويرتلون اروع التراتيل الطقسية ، واختلطت الأصوات باللغات المتنوعة ( سريانية وعربية وايطالية واسبانية ) ارتفعت علو السماء تسبح لله القدير وابنه مخلص البشر . عدد من السيدات الإيطاليات المشاركات سقطن أرضا مغشيا عليهن خلال صلاتهن ، ولا أمتلك تفسيرا دينيا او روحيا لذلك ، إلا أنه كان حدثا . ليس هذا هو الأمر الذي وددت طرحه بل تلك المتابعة الدقيقة التي كانت تتابعها أخت عراقية محترمة رافقتنا في نفس الباص الذي أقلنا إلى الدير، وكانت( سيدة آشورية مسيحية ) تابعت هذا المشهد حتى  فاضت عيناها وهي تشاهد السيدات الإيطاليات في وضعهن ذاك ، وهذا الأمر أيضا ليس ما اود طرحه .
الأخت المحترمة كانت مع الجموع تصعد ( طريق الجلجلة ) المعد على تلة صغيرة وضعت على جوانبها مراحل درب الصليب الأربعة عشر ، سارت معهم ترتل وتصلي ، كنت أراقب عيناها الفائضتين دمعا ، وهما تتجولان في صور مراحل درب الصليب ، حتى وصلت الجموع إلى قمة الطريق حيث الصليب الخشبي الكبير ، والصورة العجيبة المحاكية تماما لصورة وجه الفادي المخلص مطبوعة بشكل طبيعي على الخشبة ، وما أن إصطدمت عيناها بالصليب ، حتى انفجرت بالبكاء بعد أن فاض الإيمان في دواخلها ، وحين يفيض الإيمان في نفس المؤمن ، على هذه الصورة الحقيقية فإن هذا الإنسان يكون قريبا من الله أكثر من بقية الذين حوله .. حيث يحل الروح القدس في تلك اللحظة ، وقد حل الروح القدس على فعلا على تلك السيدة الجليلة .. تحية لأنيتا ( أعتقد انه اسمها) وهي أختي في المسيح .