المحرر موضوع: أين أنت .. ياكاهن الورد  (زيارة 1194 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عزمي البــير

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 404
  • الجنس: ذكر
    • MSN مسنجر - azmyanassir@yahoo.com
    • مشاهدة الملف الشخصي
أين أنت .. ياكاهن الورد
« في: 21:23 17/06/2008 »
أين أنت .. ياكاهن الورد
                                                                                  عزمي البير

من خلال متابعتي لوسائل الإعلام المستمرة منها المرئية والمقروءة وخاصةً المواقع الالكترونية لايفوت يوم اوبعد الآخر إلا وان اقرأ أو أشاهد مقالة أو نافذة أو ريبورتاجاً أو لقاءً لأستاذنا المبدع فوزي الاتروشي ليفيضنا من قلمه وفكره معرفةً ودروس في الثقافةِ والشعر والأدب وفي كل مجالات الرقي والإبداع الثقافي والفكري المعاصر حيث نستمد من أفكاره وإبداعاته هذه فكرنا وتطورنا الثقافي والخوض في هذا المجال كونه صاحب قلم حقيقي ويخط حرفه بوضوح وحرفنه ولا يحيد عن السطر ،ومثل هذه الأقلام نادرة الوجود في هذه الأيام فحبره طبيعي وليس صناعي مستخرج من جذور هذه الأرض المعطاءَ ، مثلاً عند وصفه الحبيبة والحبيب كأنه يعيش هذه القصة ويعيش ماسات ومعانات الحبيبين وفرحهم ، وعندما يكتب عن الجبل فانه ابن الجبل وصاحب قطيع ويعزف على الناي ، وعندما يكتب عن الاهوار في الجنوب فانه يعتلي مشحوفا ويسكن بيت القصب وعندما يوصف زهرة النرجس فأنه يوصف العراق من كوردستانه إلى الفاو انه كوردي وعروبي وآشوري وتركماني ومن جميع مكونات الفسيفساء العراقي وهويته وكنيته اسمها العراق ،لم يهدأ ولن يستكين لحظة فبصمته ثورة وبسكونه انتفاضة انه صاحب ثورة الورد والحب الطبيعي . في يوم وأنا أشاهد برنامجا عبر احد الفضائيات بعنوان ((سيرة وذاكرة)) استعرض هذا البرنامج سيرة شاعرنا حياته وأدبه وشعره وحياته السياسية والاجتماعية حيث اجتذبتني سيرة هذا الشاعر من نضال مرير ومعانات وظلم وتشريد في المهجر وإقصاء بعيدا عن وطنه واستهداف لعائلته حيث استشهاد أخيه شكل انعطافه في حياته ورغم تلك الظروف والحياة القاسية ظل ثابتا صلدا كالجبل على المبادئ لن يهتز ولن ينحني أمام الاستبداد ليحقق أهداف أمته ووطنه  ،عاشقا للحياة والطبيعة والورد وحبه للآخر ، مما دفعني ذاتي للاتصال به وان اطرح عليه وابدي رغبتي بان أكون تلميذا في مدرسته الفكرية والأدبية المعاصرة ؟ وأقولها وبكل صراحة وبعيدا عن التملق فليس لي مصلحةُ في ذلك سوى أن انتهج نهج هذا المعلم وأوظف قدراتي وفكري في نفس الاتجاه وعدم الانحياد عن السطر أمانة أمام التاريخ واحتراما للذات .
ولكن وكلمة لكن تسحب يااستاذنا عليك الكثير الكثير أين أنت ألان ؟ غائب تماما وحاضرا في قلوبنا ، هل قلمك خاليا من الحبر لا اعتقد! أم مشاغل الحياة أو الأمور السياسية ومتاعبها وزحمة الأحداث والمستجدات التي تطرأ في كل لحظة تبعدك ألان  أو المنصب الجديد يحملك أعباء فوق أعبائك رغم إن هذا المنصب نرى فيه أملاً في بناء ورسم ثقافة جديدة تنتشل الواقع الثقافي العراقي المرير .فان ابتعادك عن المنابر الإعلامية تقلقنا جدا .أين أنت ياكاهن الورد. فنحن بحاجة دائمة  إلى قلمك .لاتذهب بعيدا .فإننا ننتظر.