المحرر موضوع: اكون فيما مضى  (زيارة 2001 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زهير بهنام بردى

  • مندوب عنكاوا كوم
  • عضو فعال جدا
  • *****
  • مشاركة: 91
    • مشاهدة الملف الشخصي
اكون فيما مضى
« في: 12:28 14/09/2008 »
اكون  فيما  مضى

زهير بهنام بردى

هذا  ما  كنت أظن  انه / سيحصل  لي  يوما  ما حقا / ودون  رتوش أو انزياح ظلام طفيف/ يسحبني  من  وراء  مقعد  معزول / يرفض  باستمرار  حركة  العالم  الى  الخلف / هذا  ما أنا أراه بشكل  واضح  / مما  يشك اني  اذكر  اسم  الله  وتفاحة  حواء  / لا  أخدع نفسي  أبدا /
ولا  أنحني كي  أتفادى الشمس  /  اجل  بالصدفة  مرقت  من  قلب  الليل /انا الاّن وكما اكون  فيما مضى  / امرّ  ويعبّني في  غليونه  جواد  سليم /واذكر  وقتها وكنت  نشيطا  في  السياسة  / انني  هربت  من  الاربعين  حرامي / لائذا مع  صعلوك اخير اسمه  جان في  حانة  كهرمانة /
سكرنا  من خشية ان  يلمح المخبر  الكلام يقود  بغداد  الى  البدء/ كان  ذلك يوم  الخميس /وكنت بعد ان رفعت  راس  المتسول البصير بالله ينطيك / وركلت علبة روثمان بقدمي حسرة /اتامل  نفسي تحت  قامة  نصب  الحرية  /  أي  انني  ابدو  احلى  حين  اتارجح بين  ما تضفيه  ساحة التحرير علىّ  من  فرح  دائم /  وما  تمنحه  لي يد  دورية  الشرطة من  رعب  كيد  قابلة  الخطيئة  الاولى  /  اعبث  بكل  ما  املك من  حس  و كلام  بليغ / وبلا  خلاعة  تذكر  كنت  اتعرى من  هول  ما  يصيبني  من  خذلان ونشاط لاذع وانهيار يصعد بي / اثقل ما يتناثر  فوقي  من  مشهد بالغ  الجمال / اخبئه  عشاء امراة ترغب  ان  تستحم  كل  ليلة  على فراش كلام لم تسمعه جيدا  على كرسي كاهن / اسرده  من  رعشة  يدي وهي  تلهو بظل شيء يثيرها  باستمرار /  من  قمة اسفل  النصب  الى  حافة  اعاليه / اسجد  افكّ بحفنة برسيم واصابع خضراء من  العشق / قضبانا تتشابك  في  الفة على  كف تدق  حوافر  حصان لا  يتوانى في انطلاقته ابدا / لا يمل منذ امد بعيد في اشباع طموحهاالحيواني في فلّ  السواد عن  الافق  / اباهي اني حين راّني الحصان  اطلق  صهيله
 يصعد فم  العالم / كنت  يوما  اتحدث  الى  فنان قال  لي  ارغب ان  اشبع  مرة  في  فتنة المحها ابدا  فيه  / وحين  يكرر ذلك يجد  نفسه  يدور  كطاحونة /ومثلي  هو  ايضا صار يوما  يبتكر شيئا/  قال  انه  يرتقي الى  اصحاح  يشري على اعلان  انبثاق ملحمة الحب  الفخمة كحضارة الشرق البهية / اتارجح ثم كما كنت اتناوب واناوب  اصابعي على  التحمل والصبر  /كما يصبر عالم جواد البهي الذي يتجول كله في فضاء التحرير / كقرد اتعلق من كافة جهاتي  / من احد القضبان يختارني لسبق اصراري ان امضي هكذا في توضيح مدى ودي / سيان ان قلت من مسلة بغداد او صراخ نبي في برية /اتنقل  من قصة سرد الى ما يروى من شيق رؤيا / ومن فرط  غرابة منحنيات اصابع  جواد /ومهابة  هذا  المكون  الجميل  / ورصاصه  الفاتن  وهيبة قامة بغداد وصدرها الكثيف النخل / اعرج  الى مطعم من درجة الفقر المقبول / اشم رائحة  كبة الموصل في قدر  صفيح  ساخن في  البتاويين / وباجة الشيخ عمر / اجتازهما لانني اعرف اني اشتري البنطال والقميص بجيب واحد وهو والحمد للبشر فارغ /اعرض  الى  مطعم شعبي في  الميدان / اتمدد في مقهى شعبي فرعي     من تخمة الباميا والتمن الفوكاه /قميص  صدري افتحه / تعتليني فكرة ان امارس انسانيتي وافكر قليلا يجسدي/ ينتبه قواد قريب يترصد ما تصدره الاجساد من اعلان رغبة /يقترح فكرة ان اسبح اليوم افهم قصده / نغيب في درابين الميدان الغريبة التصميم / وباب المعظم المفتوح لكافة الاحتمالات /تاخذني  فتاة الى غرفة غير مرئية فيها سرير عتيق يصر حتى من حركة الهواء /في الطابق الثاني من درج تجتازة كقافز سباق الساحة والميدان / اتسلق سطحها ببلاهة /ومن غير تفكير وكما نائم بعد نصف الليل / لا ترغب ان ازيل ملابسي جميعها / كما ارتعبت من كثافة الشعر في صدري/ هكذا كحصان ابله / اتعلق من شفتي وحتى اخمص  قدمي /وعلى ظهري غبار وما تركه السطح الاسود واصابعنا من دبق / للغاية انا سخيف ورخيص / هذا ما بدا لي / وانا ابصق في الكاس الاول/ من حانة الحمراء على نهر دجلة اعتذرت لدخول  جان معي  لقذارة  ملابسه ولم تفحص  قذارة جسدي الحمد على ذلك قلت/  ويا للمفارقة لا فرق بينه وبين الفتاة اياها  قال النادل / رائحة  القذارة مقرفة تفوح  منه كرائحة طين خاوة لفتاة الطابق الثاني من البيت السري في الميدان /وحين اوضحت انه رائد النثر  الحديث / علق قائلا  ليوفر حديثه الفارغ المستعجل القميء لدفاتره  واوراقه / اقفل قبل الفجر اسدل  اللحاف على  جواد الذي اراد ان يتعلم الجميع منه الصراخ  فاطلق في الفجر وكما كل فجر سراح  تماثيله ونام  / ثم اكسر  قنينة الخمر فوق راس جان وافك القضبان كما يفعل الفنان المتعب لتتسرب  الكائنات الى  بيوتها  قبل  الفجر واطلق للحصان الكلام /واذهب  الى الطيبة كالجبن فيكي في كمب  الارمن وهي  تسمعني  فيروز / ليتكدس  الليلك في دروب بغداد ويغطي  اكف العمال  في مسطر الامة جنب  الاورفلية بالضبط وامام كنيسة  الارمن تحديدا فيما مضى.





غير متصل simar

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1437
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: اكون فيما مضى
« رد #1 في: 10:58 15/09/2008 »
 تعتليني فكرة ان امارس انسانيتي وافكر قليلا يجسدي/ ينتبه قواد قريب يترصد ما تصدره الاجساد من اعلان رغبة /يقترح فكرة ان اسبح اليوم
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
هكذا كحصان ابله / اتعلق من شفتي وحتى اخمص  قدمي /وعلى ظهري غبار وما تركه السطح الاسود واصابعنا من دبق / للغاية انا سخيف ورخيص / هذا ما بدا لي / وانا ابصق في الكاس الاول/
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
 فاطلق في الفجر وكما كل فجر سراح  تماثيله ونام  / ثم اكسر  قنينة الخمر فوق راس جان وافك القضبان كما يفعل الفنان المتعب لتتسرب  الكائنات الى  بيوتها  قبل  الفجر

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
يسحبني  من  وراء  مقعد  معزول / يرفض  باستمرار  حركة  العالم  الى  الخلف / هذا  ما أنا أراه بشكل  واضح  / مما  يشك اني  اذكر  اسم  الله  وتفاحة  حواء  / لا  أخدع نفسي  أبدا /
ولا  أنحني كي  أتفادى الشمس  /  اجل  بالصدفة  مرقت  من  قلب  الليل /انا الاّن وكما اكون  فيما مضى 
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

الاخ زهير

هوذا الحاضر  يطعن الماضي بالرغم من عدم شهيتك للألتفاف الى الوراء
وحدك رجعت إاليه بنص لا عيب فيه سوى انه أبداعي
لم أفهم هنا أكنت تهجو الصدق ام كان يهجوك وفي كلا الحالين
تسربت من بين اصابعك جمل فريدة قيّمة تلتهم عصارة فكر لتهديه للآخرين علامة فارقة .
شعرت بنفسي  وانا أقرأ  كأني بميدان تجمعت فيه كل الحضارات
القديمة والحديثة وتتبعني وتسبقني عبارة (أكون فيما مضى )قاعدة تتوهج بمادة خام شذت عن المألوف بأبداعها .
سيمار

غير متصل فارس دانيال

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 4
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: اكون فيما مضى
« رد #2 في: 13:16 15/09/2008 »
انت كائن الان
لانك تعرف ما كنا نعرفه وتعرف ما نعرفه وتفتح صفحات ما ينبغي ان نحسه
انت جميل كجان دمو
ومعطر بعطر الملائكة كجان
سمعت عطرك يقول لانفي
عليك ان تعرف مهامك ايها الانف اللعين
انت يا شاعرنا اللطيف الجميل
خارج جغرافيا الحواس
انت ترتدي الحس حتى لو مارست اشيائك في الطابق السابع
وصدرك مليء بالشعر الجميل وليس بالشعر الكثيف
عرفت كل شيء فيك
لانك تقول دائما اشيائك كما ينبغي ان يقول الشعراء اشيائهم
يا لك من غديدايا
فيك رائحة التربة التي تتنفس للمطر وتشهق انفاسها للبعيد .......حيث نحن
نحبك
لانك كائن الان

فارس دانيال

غير متصل NabeelDamman

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 228
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: اكون فيما مضى
« رد #3 في: 22:07 29/09/2008 »
الاخ زهير بردى
تحية
قرات لك في السابق ولكن بعد تركيز شديد على صورتك التي تغيرت كثيرا بعد اكثر من ثلاثين عاما من المفارقة القسرية.
كنت تتابط الكتب الادبية والصحف والمجلات، بشكل جلب انتباهي، عندما كنت طالبا في معهد المعلمين في الموصل. هل لا زلت ذلك القارئ النهم ، وتلك الابتسامة التي لا تفارق محياك، كم قربتني شخصيتك التي عرفتها لفترة فصيرة الى شخصية جان دمو الذي وفقت كثيرا في اختيارها، يا زهير القلوب عند بعضها. اتذكر بساطتك حد افتراش الجرائد للنوم في بيت كائن في بداية شارع النبي جرجيس، وقد اسماه المعذبون ب " الباستيل ".
هل تذكرتني وللحديث بقية
نبيل يونس دمان