المحرر موضوع: الحملة على كنيسة المشرق الآشورية  (زيارة 2601 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل انور اتو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 38
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


تواجه كنيسة المشرق الآشورية حملة منظّمة بعد توقّف الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية عند نقطة جوهرية  ألا وهي الموفف من الانضمام الكامل إلى الكرسى البابوي ليضعها أمام خيارين صعبين فإما التبعية أو التقسيم.
لقد تركّزت هذه الحملة على شعاري التجديد والوحدة لما لهما من وقع لدى الغالبية العظمى من أبناء شعبنا وكنيستنا وقد تمّ إبرازهما في إطار عاطفي وإعلامي برّاق ومبسّط  دون توضيح الآليات التي ستحقق هذين الشعارين والنتائج التي يمكن التوصل إليها.

 التجديد : هل المقصود بالتجديد هو الشكل والأسلوب أم المضمون والهوية؟ إذا كان المقصود هو الشكل والأسلوب فهذا الأمر قد بدأ فعلا منذ سنوات عديدة بترجمة الكثير من الصلوات إلى اللغة المحكية  إلى جانب المحافظة على التراث الأصيل كما هو الحال في كنيسة اللاتين على سبيل المثال  ، و قد أقرّ المجلس السنهادوسي المنعقد منذ ثلاث سنوات الاستمرار في تجديد الطقس الكنسي وهذا يتطلب وقتا وجهدا كبيرين، كما  خطت  كنيسة المشرق في أستراليا خطوة هامة إذ ترجمت القدّاس إلى اللغة الانكليزية تلبية لرغبات الشبيبة التي ضعفت لغتها الأم في  بلاد المهجر، أما أجيالنا الصاعدة التي تتعلم في مدارس الوطن ، وفي سدني ولوس أنجليس، فستتمكن بسهولة من فهم قداسنا وبلغتنا.
أما إذا كان المقصود بالتجديد هو تغيير المضمون والهوية فذلك لا يعني إلا فقدان الاستقلالية والتراث المعمّد بدماء الشهداء وهدم آخر حصن يصون كنيسة المشرق التي عانت الكثير في تاريخها الطويل.

الوحدة الكنسية:  إذا كان المقصود بشعار الوحدة هو وحدة الكنيسة فهذا هدف نبيل يجب أن نعمل من أجله ونجد الوسائل التي تحققه على شكل اتحاد  يحافظ على هوية  هذه الكنائس الشقيقة في مجمع كنسي عالمي يعالج القضايا الخلافية بين هذه الكنائس.
إن هذه الحملة تحاول اظهار كنيسة المشرق معادية لهذه الوحدة ، ، فلو تحولّت كنيسة المشرق بكاملها الى الكثلكة لما حلت هذه المشكلة   نظرا لحجمها الصغير.  فإذا كان تعداد المسيحيين في العالم يبلغ بليوني نسمة نصفهم من الكاثوليك فلن تحل هذه المشكلة إلا باتفاق جميع الكنائس معا لا بضم أجزاء منها. ولماذا لا تحاول استعادة الكنائس التي انفصلت عنها وتعيد إلينا كنائسنا التي ضمّتها إليها؟ والتبشير بين البلايين الأربعة الأخرى التي تسكن معنا على هذه الأرض؟
لقد قرّر المجمع المقدس الثاني المنعقد في الفاتيكان عام 1962 قبول تغيير التقويم الكنسي وتحديد يوم أحد متفق عليه مع الكنائس الأخرى للاحتفال بعيد الفصح ولكننا لا نرى متابعة جدية لهذا الموضوع، رغم أن كنيسة المشرق قد لبّت دعوات الوحدة بتغيير التقويم فكانت النتيجة انشقاقا جديدا فيها بدل تحقيق الوحدة الكنسية.

الوحدة القومية: أما إذا كان المقصود هو الوحدة القومية  فهي هدف نبيل أيضا يجب أن نعمل دائما من أجل تحقيقه. إن وحدتنا لن يحققها إلا أبناء هذا الشعب وكنيسته المستقلة وقد أثبت  شعبنا ذلك في انتخابات الجمعية الوطنية العراقية فرفض التقسيمات المفروضة علينا. إن هذه الحملة على كنيسة المشرق تحاول أن تستغلّ هذه المشاعر الوحدوية الصادقة لغرض إلحاق ما تبقى من كنيسة المشرق بالكنيسة الكاثوليكية. لماذا يحدث هذا كله لكنيسة المشرق الآشورية وحدها؟
هل إنّ توحد كنائس المشرق تحت مظلة الكنيسة العالمية  ( الكاثوليكية) سيعيد وحدتنا القومية ؟ ألم تكن هذه الكنيسة بطقسها المشرقي  واحدة موحدة قبل دخول الكثلكة ؟ كيف سنتعامل مع كنيسة السريان الأرثوذكس التي لم تقبل الانتماء إلى الكنيسة الكاثوليكية؟ لماذا لم تصحح  الكنيسة الكاثوليكية التسمية الكلدانية التي تعتبرها دائرة المعارف الكاثوليكة أنها لم تعد صحيحة ؟ لماذا لا تقدم لنا هذه الكنيسة الكبرى مثالا على وحدتنا المشرقية والقومية بتوحيد كنائس المشرق الكاثوليكية وتحديدا الكلدان والسريان الكاثوليك والموارنة ؟ لماذا لا يحتجّ أبناء شعبنا الوحدويون من الكنيسة الكلدانية على موقف كنيستهم أم أنّ المطلوب هو بقاؤهم كاثوليك حتى وإن انضمّوا إلى كنيسة جديدة؟
ألم يغير غبطة البطريرك مار عمانوئيل دلّي موقفه  بعد جولته العالمية ليعلن في رسالته إلى القادة العراقيين الانسحاب من" الاتفاق السياسي بين القوميتين الكلدانية والأشورية " والمطالبة بتثبيت اسم الكلدان كقومية مستقلة في دستور العراق وبما يتفق مع ما ورد في وسائل الاعلام من طلب قداسة البابا من مسؤول عراقي زار الفاتيكان بذكر المسيحيين منفصلين في الدستور العراقي  ؟ بينما أكدت كنيسة المشرق في رسالتها إلى القادة العراقيين بعد ذلك أن كنيسة المشرق كانت الكنيسة الوطنية الأولى والموحّدة في العراق والتي قسمتها التدخلات الأجنبية ، كما طالبت بالحقوق القومية والثقافية والدينية للآشوريين ( الكلدان ، السريان) كشعب واحد لا كقوميات متعددة.
لقد حان الوقت لتشكيل مجلس لبطاركة كنائس المشرق المستقلة لتنسيق المواقف والعمل على تحقيق وحدة شعبنا وكنيستنا كما حان الوقت لتشكيل جبهة قومية لمساندة أبناء شعبنا في الوطن لتعزيز حقوقنا القومية والدينية والثقافية.
علينا جميعا أن نصلي للرب يسوع المسيح ليحمي كنيستنا  ويوحّدنا شعبا واحدا وكنيسة واحدة.