المحرر موضوع: حول رسالة المنظمة الآثورية الديمقراطية  (زيارة 1733 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Aziz Thomas

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 31
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
         حول " رسالة المنظمة الآثورية الديمقراطية "
          عزيز  توما

 في رسالة مقتضبة وجهتها المنظمة الآشورية* الديمقراطية إلى السنادوس المقدس للكنيسة السريانية بدمشق والبطريرك زكا الأول عيواص ، الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية ، طالبت فيها إلى حد الاستجداء  بإدراج تسمية السريان إلى جانب تسميتي الآشوريين والكلدان  في الدستور العراقي ، واليكم بعض ما جاء في الرسالة  : " .. كما أن المادة 22 الخاصة بحقوق الأقليات القومية مزقت هويته الثقافية والتاريخية الواحدة لتذكره باسم مكونين فقط من مكوناتنا القومية بالآشوريين والكلدان وذلك بوضع واو العطف الممزقة بينهما ودون ذكر المكون الثالث وهو اسم السريان ، وهذا ماكان ضربة موجعة من قبل واضعا الدستور لحقيقة وحدة شعبنا ومحاولة مقصودة لا ضعافه حاضرا ومستقبلا .. مما افقد شعبنا حقه بذكر واحد من مكونات اسمه في الدستور وهذا ما سيبرر للآخرين لاعتباره مجرد طائفة مذهبية .. ونرى أن من واجب كنيستنا السريانية وقيادة دفتها بين أيديكم أن تنتهزوا الفرصة هذه للمطالبة بحقها وحق أبنائها وهويتها وتاريخها ومستقبلها ومستقبل شعبها .. "

 بعض هذا المسرد مما ورد في الرسالة أرى لزاما أن نتناول نقطة نقطة ونقرأ مواقع الضعف في هذه الرسالة مع الاعتبار لوجهة نظر المنظمة الآشورية الديمقراطية . ولابد بادئ ذي بدء أن نباشر بنقطة مهمة وهي أن الرسالة تتميز بأسلوب كتابي فيه مزيد من التوسل والاستجداء لتحقيق هذا المطلب الذائع الصيت  وكأن للرجل نضالات كبيرة في الساحة القومية أو أن له تدخلات عميقة في الشأن الانتخابي العراقي دفاعاً عن حقوق أبناء شعبناً . أليس هو ذاته الذي سمي السريان "عرباً" وهو نفسه دعا إلى رفع "رايات العروبة عالياً " في مقابلة في صحيفة لبناية مؤخراً .

نقطة أخرى ، الغرابة في هذا الأمر أن المنظمة في كل تاريخها النضالي الذي يعود إلى حوالي خمسين سنة انطلقت منذ البداية بالهوية الآشورية التي كانت وما تزال  المظلة القومية المحورية لشعبنا هي التي عبرت دائما عن النضال القومي لأبناء شعبنا ولم تكن التسميات السريانية والكلدانية ( وللأسف الآرامية ) حتى هذه اللحظة  إلا تسميات طائفية كنسية ليس إلا . والمتتبع للانتخابات العراقية يجد أن القائمة التي خصت الكلدان والمدعومة من البطريرك دلي  لم تأت إلا بنتائج هزيلة جدا ، وللعلم أن بين صفوف الحركة الديمقراطية الآشورية ثمة الكلدان والسريان وغيرهم لأن هؤلاء يؤمنون عميقاً بوحدة هذا الشعب غير إن استفراد الآشورية كونها عبرت أكثر عن الهوية القومية بأبعادها المختلفة وعلى أساسها انتزعت البعض من الاستحقاقات . ثم ما هذا التخبط الأعمى حين تعتبر الرسالة " الشهيرة " أن السريان مكون من المكونات الأخرى ، هذا يعني أننا أمام هويات مختلفة متميزة عن بعضها البعض . ثم ألا يكفي أن تدرج تسمية الآشوريين في الدستور أليست هي نفسها السريان assyrian ، وهذا ماقالته المنظمة مراراً وتكراراً منذ بداية نشأتها وفي أدبياتها المتنوعة  ؟ وإذا كانت الحركة الديمقراطية الآشورية في العراق  تعتبر أن النتائج الانتخابية التي حصلت عليها جراء التغيير من " الآشوري " الى " الآشوري الكلداني السرياني " فهي واهمة لأن أنصار الحركة من طوائف شعبنا المختلفة  قبل التغيير وبعده هم نفسهم فهناك السرياني والكلداني و..

لا شك أن هذا الاستقتال من أجل السريان ولا سيما من طرف البعض يعبر عن خلفية طائفية ليس إلا. وللعلم أن معظم الذين يعملون في الحقل القومي من طوائفنا المختلفة لا مشكلة لديهم مع الآشورية ، أما الباقون من الطائفة السريانية وهم كثر فأما هم عرباً أو حتى عروبيون ومنتشرون في سورية والعراق .

كان من الأجدى  أن تطالب المنظمة من السيد البطريرك أمرين مهمين ، أولهما هو المطالبة بإلغاء البند الذي يجعل الإسلام مصدراً أساسيا للتشريع والأمر الآخر المطالبة بالإشارة إلى هوية العراق الآشورية . أما المطالبة بمسألة كهذه ( المطالبة بإدراج السريان )  لا تليق بالمنظمة وتاريخها النضالي .

وبالمناسبة أقام البعض من الكلدان- الذين ادعوا أن لهم  خصوصية مختلفة عن الآشوريين -  ضجة كبرى برئاسة البطريرك دلي عشية سقوط النظام العراقي السابق  وأراد هذا البعض خوض انتخابات الأخيرة. ماذا كانت النتائج ؟ النتيجة لم تكن مخيبة فقط إنما مدعاة للهزل . أما البعض الآخر من الطائفة الكلدانية فهم يعملون في صفوف الحركة الديمقراطية بلا مشكلة .

خلاصة ، من يعمل في الحقل القومي من المفترض أن يكون من النخبة ، والنخبة عليها وحدها أن تشتغل على القضايا المصيرية الكبيرة ولا تلجأ إلى مسائل شكلية صغيرة لأن هذا ربما يضر بالعمل القومي . أما عندما ننزل لى مستوى العامة لامشكلة عندما نكون آشوريين وسريان وكلدان أما عندما يتعلق الأمر بقضايا تتصل بالاستحقاقات الدستورية فلا يمكن أن يشار إلينا بأسماء طائفية مختلفة عندها نكون طوائف وليس شعباً والنخبة  يجب أن تلعب دوراً محورياً في هذا الصدد لكن بشرط أن تكون نخبة غير مأزومة . لايمكن أن نكون شعباً بمسميات مختلفة ، هناك من يضيف أيضاً " آرامي و فينيقي " ، هذه ليست هوية شعب ،هذه مهزلة .

ثم من قال أن السريانية ليست طائفة ، يا معشر النخبة في المنظمة الآشورية الديمقراطية ؟ عليكم أن تجوبوا بين صفوف طائفتكم ،فهذا يقول لك أنه سرياني أي مسيحي وآخر يقول أنه عربي أو عروبي ( عربي متطرف ) وذاك بروتستانتي أو كاتوليكي أو ..
                ------------------------------
·   قصدت استخدام "الآشورية " بدلا عن " الآثورية " لأن الآثورية بالعربية تسمية عير معروفة . الأصح نقول : المنظمة الآشورية الديمقراطية .
·   عزيز توما – aziztouma@hotmail.com