المحرر موضوع: الحكم الذاتي لشعبنا العريق ليس في قفص !  (زيارة 925 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد الياس شابو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 253
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحكم الذاتي لشعبنا العريق
ليس في قفص !

سعيد الياس شابو                                                                                 


الله بالخير جميعا .................................
للتأريخ وجهان , وجه حقيقي والآخر مزور أو بالأحرى مظلم , وتأريخنا الكلداني السرياني الآشوري كشعب عريق قسم أو جزء منه مكتوب والآخر منسي في الدهاليز المظلمة والأروقة المسدودة , والغريب في عصرنا الحالي لا نقرأ الممحي !! والممحي آثاره تصرخ وخطوطه شاهدة على واقع حالنا المرير , والذي بحاجة الى دراسة علمية واقعية وسياسية محنكة واقتصادية بحتة وليس الوقوع والسير في الطرق الشائكة طالما هناك قواميس اللغات المتنوعة والعديدة ومصابيح الكهرباء المضوية ومنظمات المجتمع المدني وهيئة الأمم المتحدة والبرلمانات والحكومات وقوات متعددة الجنسيات والجيوش التي تقرر مصير الشعوب آتية من بعد آلاف الكيلومترات من أجل مصلحتها , وتتحمل الأعباء والخسائر ويكون لها قتلى وجرحى ومعوقين وتخسر وتربح المليارات من الدولارات وتكتب التأريخ وتسطره على أهواها , ونحن نظل مكتوفي الأيدي وفي عقر دارنا القديم الذي بنيناه بعرق جبيننا ودمائنا وعقولنا وسواعدنا وأعطينا وقدمنا خيرة أبناء شعبنا في سمييل والقادسية المشؤومة أي الحرب العراقية الايرانية التي ذهب ضحيتها حوالي ( 35 ) ألف من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الأشوري ولم يدعوا للحكم الذاتي في مناطق تواجدهم التأريخية والشعبية , بل ذهبوا ككبشان فداء من دون تحقيق أي مطلب قومي وشعبي أو أممي يذكر ونقتدي به . وناهيكم عن القتلى من أبناء شعبنا في حرب الخليج الثانية مع الكويت الجارة العراقية الأزلية وكانت قبل أيام من احتلال الكويت تمدح الدكتورة الشاعرة سعاد الصباح رأس النظام الدموي وتعلي وتشمخ من شأنه , ظنا منها .. بأن حق الجار على الجار!!.
وناهيكم عن القتلى من أبناء شعبنا في سوح النظال والسجون والمعتقلات ويحرم على أهاليهم من استقبال المعزيين ووضع التعازي لأشرف الناس الذين لم يفعلوا في يوم ما سوء يذكر لأي كائن حي في العراق .. ولم يكون مطلبهم سوى العيش بالكرامة وعدم الخنوع للجلاوزة .. ولم يكن مطلبهم الحكم الذاتي , وهم الآن ليسوا في القفص !!, بل هم في القبور أحياء لأن التأريخ لا يمكن أن لايكتب لهم شهدائنا في القلوب وليس في القبور ولا في القفص .
اليوم العراق كله أو جله في قفص ما عدى أقليم كوردستان الآمن , وهاكم مثلا أيها العراقيين الأوفياء ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين , عصر العولمة والأنفتاح والفضائيات والموبايل والانترنيت وأمور اخرى لستم بحاجة الى توضيحها, والمثل الذي تنتظروه تفضلوا أقروه , في تموز 1993 م سافرت الى كوردستان العراق وذهبت متجولا في ربوع كوردستان ولم أتمكن من زيارة لا كركوك ولا بغداد الحبيبة .
وفي تموز 1996 سافرنا كعائلة , ولم نتمكن من زيارة لا كركوك ولا بغداد العزيزة
وهكذا في حزيران 2004 و 2005 و 2007 . ولم أشعر في يوم ما كنت في قفص وبالرغم من كل السلبيات والنواقص الموجودة في كوردستاننا الجميلة والعزيزة على قلبي دائما وعلى طول الخط.
وتفضلوا أيتها الأخوات وأيها الأخوة الأكارم المثل الثاني والثالث والعاشر .... كم من الأجتماعات والمؤتمرات الوطنية والدولية السياسية والعلمية عقدت في السليمانية واربيل ودهوك , وكم حجم العوائل العربية والكلدانية السريانية الآشورية تسكن هذه المحافظات الآمنة , وكم هو حجم المفارقة بين مباني المؤسسات والبيوت والأسواق المرفهة والجميلة في محافظات كوردستان ومناطق الوسط وفرات الأوسط وجنوبه, اسألوهم الأخوة من الوفود العربية العراقية وغيرهم عند زيارة أربيل وسليمانية ودهوك, أسالوهم العشائر العربية التي ترعى مواشيها في بقاع كوردستان بالرغم من قلة المراعي , ولم يشعروا كل هؤلاء بأنهم في قفص !
اسألوهم كل الذين جائوا من بعد وحصلوا قطع أراضي سكنية في عنكاوا الأم وحرم أهلها أو البعض من أهلها من الحصول على تلك القطع , اسألوهم فيما لو كانوا في
قفص ؟ .
الآباء الأجلاء يحق لهم أن يختاروا عراق ديمقراطي فدرالي يحكمه الدستور والقانون وعراق يكون وفيا للجميع وهم أصابوا ما تحدثوا به كرجال دين موقرين أفاضل وهم أدرى بأمور شعبهم العراقي وشعبهم الكلداني السرياني الآشوري , وهم أي رجال ديننا الموقرين لم يتدخلوا بالسياسة منذ عقود ولا يقصدون بانهم حجر عثرة في وجه شعبنا
في مطلبه وحقوقه في الحكم الذاتي وفي مناطق تواجده , بل رجال ديننا هم مصدر الأشعاع في المنطقة وهم يدعون للعيش الكريم والسلام والوئام والمحبة , ومن لا يتذكر الشهيد المطران فرج رحو , وانسانيته وقدسيته ووطنيته وشهامته الى آخر لحظة من حياته , أستشهد ولم يطلب الحكم الذاتي !!.فعاقبوه القتلة الأقزام المجرمين ... فهكذا يعاقبونكم أيها الشعب الكلداني السرياني الآشوري فيما لم يكون مطلبكم الحكم الذاتي كحق من حقوق شعبنا العريق .
من منكم ايها الأفاضل يلغي وطنيته وقوميته وانسانيته ويدوس على حقوق شعب عريق ومسالم وينكر حقوقه في ظل الدستور ودولة المؤسسات ... وليس منية من أحد ولا هو استعطاف من طرف , بل لا وجود للعراق الفدرالي ما دام هناك طمر لهوية أصيلة وعريقة وفي بلدها , وقارنوا ايها الأخوة بين العراق والسويد , ففي السويد يوجد شعب يسمى ب- السامر- وقوامه 10 آلاف نسمة ولهم برلمان خاص بهم !
ولماذا لا نناضل من أجل عراق ديمقراطي فدرالي موحد وكل مكون له حقوق وواجبات ونعيش معززين مكرمين في دارنا الجميل العراق ويكون شعبنا الكلداني السرياني الآشوري سيد نفسه وقائم بذاته ويكون صمام الأمان بين كل المكونات العراقية الجميلة.


2008.10.24 السويد