الاسقف مار باوي والخطيئة
تبسيطا لفهم معنى الخطيئة نذكر قصتين للتمييز بين الخطايا لانها انواع .. فقد ذكر بعض مؤرخي طفولة المسيح بانه كان يسرق الخبز من بيت ابيه ليوزعه على الجياع والمساكين كما وكان الاسرع في العدو- الركض – لكنه كان يتباطأ ليسبقه اصدقاؤه ويفرحون .. اليس الها وكم محبة يحمل بداخله .... لاننا نجد التنافس بين البشر تصل لحد اقتراف الجرائم والقتل وغيرها ...
وهناك قصة لرحال ضجر من الرحيل فوجد بقرب من قرية مأوى له وبنى كوخا وسكن بداخله وبدأ يحرث الارض بيديه ليشبع بطنه .. ولكن لسوء الحظ كان لتلك القرية مختارا قاس القلب . فارسل ابنه وقال له ابلغ ذاك الزبال بان يرحل من هناك فقد شوه منظر قريتنا والا سوف أتي لاهدم الكوخ على راسه ..وذهب الابن وقال للرحال : ابي ارسلني اليك ويدعوك لتأتي وتسكن بين ابناء القرية فانت لست بغريب وتكون لك الحياة الجماعية .. فرد الرحال مندهشا وقال :ان هذا يدل على كرم ابيك ومحبته للغريب . اذهب وقل له انني هنا سابقى حارسا لقريتكم من الذئاب .. واما كوخي ومزرعتي هي املاكه وانا عبده ليامرني وانا اخدمه .
فعاد الابن الى ابيه واخبره بما جرى وكيف كان رد الرحال فتعجب الوالد ذو القلب القاسي وقال للابن : يا بني خذ ثورا مسمنا قويا واعطه اياه ليحرث ارضه ويستملكه.
فلنسأل انفسنا : هل اقترف هؤلاء خطيئة ما لعدم اطاعة ابائهم ؟؟؟ هل المسيح اصبح خاطئا عندما حمل خطايانا على الصليب .. هل ندينه لان الكثيرين اصبحوا ايتاما وارامل بسبب رسالته ..
وهنا اطرح سؤالي : هل اقترف مار باوي خطيئة كما ذكر في مذكرة تجميده بمسه وقار قداسة البطريرك ما دنخا الرابع وعدم اطاعته له بمغفرة الاسقف افرام خامس . نسأل ثانية من يستطيع ان يدين الخطايا ويغفرها , حيث طرد ادم وحواء من الجنة كما ولم يستطيع احد ان يدين مريم المجدلية سوى تركها والابتعاد عنها علما بانها كانت زانية .
ونسأل ثالثا من يقول بان خطايا الاسقف افرم خامس قد غفرت .. فبدلا من ان نتضرع الى الله لينير بداخلنا سراج الايمان ونكشف ما زرع الله بداخلنا من قوة وحب وندرك ما هو الهى وما زرعه العدو الذي زرع الزيوان بين الحنطة .. نستعين بالافكار الانسانية وننزل القصاص على من اخطأ خطيئة حب لاحباءه واخوته المتعذبين لعقود طويلة سببها اخرون ولا زال بعض منهم .
لذلك نقول بان الخطايا انواع .. لا نريد التطرق الى تلك التي تقترف في الوصايا العشرة فقد نذكر الاعظم وهي خطيئة حب آباء لابناءهم . ولهذا نصرخ في قلوب جميع اعضاء كنيسة المشرق بأي اسم يسمون انفسهم .. ان الله يتفقدنا هذه الايام لنفتح قلوبنا له ولعمله فان كان مار باوى مدان بخطيئة حب هذه اي بتوحيد جميع اطراف كنيسة المشرق في جسد واحد جسد المسيح..
نقول لهم لا طاعة للاباء الا في وصايا ورضا الله .
ايها الاخوة ان محبة الله لابناءه لا تضاهي بشئ ضحى بجبروته من اجلنا . لكن اقول وتمعنوا انتم في هذه الكلمة جيدا ان غضبه اشد بكثير من محبته فويل لمن لا يحفظ ويعمل بوصاياه ..
ايها الاخوة الخبز الذي يسرقه مار باوي اليوم سوف يشبع ويتنعم به ابناء كنيسة المشرق غدا.. احبك يا مار باوي لانك تسرق خبزا لابنائى الجياع انا لا استطيع حمله .. فكيف لا احبك والمسيح هو الذي انار بداخلك هذا الحب العظيم . نعم احبك واشتاق لرؤية وجهك كل يوم .
بنيامين بنيامين
تورونتو - كندا
