الأخ العزيز علاء:
حييت على كلامك وشعرك الجميل، وأتمنى لك التقدم والتوفيق. إن كل ما قلته عن محطة الجزيرة هو صحيح بل هم أنجس بكثير من ذلك. وأنا أضيف على كلامك بأن:
محطة الجزيرة الفضائية هي المحطة الرسمية الرئيسية الناطقة بلسان منظمة القاعدة الارهابية التي تزرع وتبث سموم الفتن والأحقاد الطائفية والقومية والعرقية، والشيئ الغريب المريب أنها تبث من على مقربة قليلة من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في دولة قطر، والمرء يتساءل لماذا لا يتم اغلاق هذه القناة الارهابية وغيرها وكذلك مواقع الانترنيت الاسلامية الأصولية التي تستخدم التكنولوجيا الغربية الكافرة في الوقت الذي يقف فيه الارهاب ضد التكنولوجيا وكل أشكال التطور العلمي، ولماذا تحتضن بعض الدول الغربية بعض كبار الارهابيين وتقدم لهم الحماية والأمان والشقة والراتب والحرية في بلد متطور نظيف وهم هاربين من دول اسلامية، ويقوم هؤلاء من مساكنهم وبكل وقاحة وعبر الأقمار الصناعية الكافرة ومن محطة الجزيرة بمهاجمة الدول الكافرة التي هربوا إليها بمحض إرادتهم وتكفيرها والتحريض على تدميرها، ومن هذه المحطة ومواقع الانترنيت وبين حين وآخر تصدر فتاوي عن شيوخ الاسلام شيوخ تجارة الموت والحقد على كل ما هو انساني أو حضاري .. علماني..ديمقراطي..تنويري....إما بالتحريض على القتل أو للجهاد، أما أولادهم وبناتهم المدللين فيرسلونهم للدراسة إلى دول الكفر والفسق (حسب فتاويهم)، والأمثلة على ضيوف برامجهم كثيرة وأولهم الشيخ يوسف قرضاوي..
تحية لانشاء محطة الحرة، ومرحى لمنع قناة المنار الارهابية ونتمنى أن يبدأوا برأس الأفعى: محطة الجزيرة محطة التخلف والاجرام وقاطعي الرؤوس وتجارة دماء الشعوب.
أريد هنا أن أذكر مهزلة من مهازل محطة الجزيرة والتي هي بالحقيقة محطة التخلف والاجرام وقاطعي الرؤوس وتجارة دماء الشعوب وبث سموم الفتن والأحقاد الطائفية والقومية والعرقية: على ما أذكر بالنسبة لتاريخ المهزلة فإنه كان في الأيام الأولى بعيد سقوط نظام صدام الفاشي فقد اتصلت امرأة بقناة الجزيرة من الكويت (حسب زعم الجزيرة) تجعجع وصوتها يتهدج وتكاد تبكي وهي تمدح وتمجد بطل الأمة العربية والاسلامية صدام حسين وتتوعد أعداءه من الأمريكان والأجانب وكذلك العرب وتزين خطابها الحماسي كأمثالها من زبائن الجزيرة وزبانية صدام بعبارات دينية وتحتمي وتستشهد بالقرآن (حتى لا يتجرأ أحد على معارضتها بالرأي تماما مثل عادة الجزيرة)، وفي أواخر حديثها قالت إن الرسول محمد (صلعم) قد أمرنا بالجهاد وإن الرسول محمد (صلعم) نفسه قـد حــارب أمـريـكــا!!!!! ولذلك علينا بالجهاد، وطوال خطابها كان المذيع يطأطئ برأسه ويهزه موافقاً دون أن يقاطعها بأي كلمة إلى أن أتمت حديثها الطويل بالكامل حتى السلام عليكم وقال لها شكراً على اتصالك، مع أن كل البشر تقريباً في الدنيا (وربما جماهير الجزيرة) يعرفون بأن الرسول محمد (صلعم) كان قبل أكثر من 1400 سنة، أما أمريكا فقد وجدت قبل حوالي 200 سنة. بينما غيرها من المتصلين تلفونياً بالجزيرة الذين كانوا يحاولون إبداء رأيهم بالموضوع بشكل موضوعي ولا يتناسب مع عقلية الجزيرة فإنهم كانوا يسكتونهم بعدة طرق خبيثة إما بالادعاء بأن الخط قد انقطع أو أنه لم يبق لديهم وقت كاف أو يلهونه بمقاطعته وتشويشه وإبعاده عن الموضوع بالقول له بأنه يتحدث عن موضوع آخر وأنه عليه بأن يدخل بالموضوع الأساسي الخ. أما لو كان أحد الضحايا المساكين متورطاً في أحد برامجهم كالرأي والرأي الآخر مثلاً فإنهم يحولونه إلى فريسة سياسية بين ألسنتهم، فهو مهما كان عبقريا أو فيلسوفا أو عالما أو ما شابه ذلك فإنهم يظهرونه بأنه غبي لو كان عبقريا، وأحمق لو كان فيلسوفا، وجاهل لو كان عالما، وكافر مهما كان متدينا...
بينما الطرف الآخر الذي أحضرته الجزيرة إما من الشارع أو أحد المرتزقة والأفاقين أو الطفيليين المعتاشين على الاطراء والمدائح تحت فتات موائد الخلفاء فإن الجزيرة تظهره بطلا وقوميا ومؤمنا الخ. أما مذيعهم (المحايد) وكذلك ضيفهم المرتزق وزبانية الجزيرة من المتصلين تلفونياً فإنهم ينهالون بالاتهامات أو الشتائم على ضحية برنامجهم العاقل وكلما ناقشهم بالعقل والمنطق يقاطعونه بشكل غوغائي أو يقولون له إن ما يقوله ضد القرآن ويمدحون المرتزق ويجعلونه بطلا ومؤمنا ومجاهدا... إن ذاك المرتزق مهما حاول إخفاء حقيقته فإنه يفشل بسبب غبائه فينكشف ويبدأ بالتهجم والشتم واتهام خصمه بالكفر أو العمالة لاسرائيل وامريكا، أو يقوم بهذا الدور المذيع (المحايد) بنفسه. الشيئ المحير والمريب أنه: لماذا لا يتم اغلاق ومصادرة هذه القناة الارهابية وشبيهاتها وتحويلها إلى قنوات انسانية علمانية مفيدة تنشر العلم والتطوروالمحبة والتسامح والتعايش السلمي بين القوميات والمذاهب والأديان المختلفة.