المحرر موضوع: بحضور سياسي رفيع... قداس تضامني في مطرانية الكلدان ببيروت مع مسيحيو العراق  (زيارة 4810 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل طاهر أبلحد

  • مراسل عنكاوا كوم
  • عضو فعال جدا
  • **
  • مشاركة: 362
  • الجنس: ذكر
  • إن لم تثور وتخاطر يمكنك اتباع الروتين، فهو قاتل!!
    • مشاهدة الملف الشخصي
بحضور سياسي رفيع... قداس تضامني في مطرانية الكلدان ببيروت مع مسيحيو العراق
بيروت – طاهر أبلحد
خاص لعنكاوا كوم

أقيم صباح اليوم الجمعة 16-11-2008 في كاتدرائية الملاك روفائيل قداس تضامني مع مسيحيي العراق بحضور رسمي وشعبي كبيرين، ترأس القداس سيادة المطران ميشيل قصارجي راعي ، وحضره عدد كبير من المسؤولين السياسيين اللبنانيين يتقدمهم
السيد جان بصمرجي ممثل الرئيس أمين الجميل
السيد حكمت ديب ممثل العماد ميشيل عون
السيد إيلي أبي طايع ممثل الدكتور سمير جعجع
الوزير السابق جو سركيس
النائب بيار بكاش
السيد نديم بشير الجميل القيادي في حزب الكتائب اللبنانية
السيد إبراهيم مراد رئيس حزب اتحاد السريان
السيد مسعود الأشقر أمين عام اتحاد من اجل لبنان
السيد دافيد دافيد ممثل الطائفة الآشورية
السيد أدمون بطرس ممثل الطائفة القبطية
وعدد كبير من الآباء الكهنة والأخوات الراهبات، أيضاً قدم الكثيرون من أبناء الطائفة الكلدانية من مدينة زحلة وعدد كبير من المهجرين العراقيين المقيمين في لبنان، وخلال وعظة الأحد ألقى المطران قصارجي كلمة قيمة طالب فيها الجميع بتحمل مسؤولياتهم تجاه الشعب العراقي وما يحصل في العراق، وحمل كل الأطراف بدون استثناء مسؤولية القتل والتهجير التي يتعرض لها مسيحيو العراق، وبين ان الشعب الكلداني الآشوري السرياني لن يقبل أن يكون أهل ذمة ولن يستجدي أحد ولن يرضى بأن توزع لهم  بضع مقاعد نيابية للترضية، وهذا الشعب العريق ليس عميلاً لأحد.
وأضاف قصارجي بأن ما يحصل لمسيحي العراق لن يعطي براءة ذمة لأحد لا للمسلمين ولا للدول التي تدعي الديمقراطية، واستغرب ان تكون هذه الأعمال كلها متزامنة مع مؤتمر حوار الأديان وتقارب الحضارات والجميع ساكت عن الذي يحصل.
وفي الأخير دعى قصارجي في كلمته جميع المرجعيات الدولية ومن دون تردد ان يصار إلى عقد مؤتمر دولي غايته فقط إنهاء الصراع في العراق والمساعدة إلى إبقاء المسيحيين في أرضهم على ان تقوم المرجعيات الدينية كافة بالدعوة إلى هذا المؤتمر من خلال إعلام مسيحي مُرّكز وفاعل.
وحظي القداس التضامني باهتمام كبير من قبل وسائل الأعلام حيث نقل القداس على شاشات التلفاز اللبنانية.
وللإطلاع على وعظة المطران قصارجي كاملة يمكنكم قرأتها أسفل الصفحة.



إخوتي الأحباء...
نجتمع معكم اليوم في هذه الكنيسة المباركة للصلاة. الصلاة لراحة أنفس الأبرياء اللذين مازالوا يسقطون كل يوم في العراق، ونخص بالذكر العائلة المسيحية التي استهدفت في الموصل منذ أيام.
للأسف أخوتي إن المسلسل الذي بدأ منذ سنوات والهادف إلى اقتلاع المسيحيين من العراق مازال مستمراً، ليس بصدفة أن يستهدف المسيحيون إنه مسلسل رهيب مغلف بأسباب كثيرة، ولكن العنوان الأول هو إفراغ العراق من المسيحيين.
لقد تعددت الجهات التي ينتمي إليها الجناة وغالباً ما يبقى الجاني مجهولاً، أو مغطى من جماعات تدعي السلام والمحبة والعيش المشترك وموحد به لأغراض سياسية مرتبطة بمصالح الأطراف.
لن يفيدنا أن ندخل في متاهات التهم لكن ما يمكننا تأكيده هو أن ما يجري ضد أهلنا وكنيستنا في العراق يجب أن ينتهي اليوم، وهو مسؤولية لا يمكن أن يتخلى منها احد، أبداً لا أحد.
الملاحظ اليوم هو أن المواقف والبيانات والندوات والاستنكارات من شتى الأطراف وعلى كل المستويات، والجهود المحلية الخجولة في العراق والحضور الدولي والعربي شبه غائب، طل ذلك لم يعط نتائج إيجابية، لا بل يوحي أحياناً بأنه ليس هناك مشكلة في حين أننا ككنيسة نعيش مأساة هذه العائلات في العراق وفي بلاد الهجرة خاصة في لبنان لذا نقول إن الوضع أخطر مما يصور، والاستحقاقات المؤلمة أقرب بكثير مما يتوقعه البعض.
نصف مسيحي العراق نزحوا وحوالي 250 ألف أصبحوا خارج العراق منذ العام 2003 والنصف الباقي أمسى قلقاً في أرض الرافدين، أرض أجداده. هذا المسيحي يقف على قاب قوسين من ترك هذه الأرض مكرهاً وبشكل نهائي.
العراقي المسيحي المؤمن اليوم يترنح هائماً حاملاً حقيبته وجواز سفره وهو لا يُلام، فمخزون إيمانه لم يعد كافياً للصمود، لذلك نحن هنا أيضاً أيها الأحباء ومن خلال صلاتنا نحيّي أخوتنا الصامدين اللذين يحاولون الاستمرار والبقاء بالرغم من المخاطر والتهديدات التي لا تفرق بين طفل وكاهن وأسقف وعجوز وشاب.
إننا إذ نتمنى ونقدر صبر وإيمان هؤلاء الأبطال نُحيّي شعبنا الصامد في العراق، هؤلاء ينطبق عليهم قول السيد المسيح "ستسمعون بحروب وأخبار حروب، حينئذ يسلمونكم إلى الضيق ويقتلونكم ويبغضكم جميع الأمم من اجل اسمي، وكل من يثبت إلى المنتهى فذاك يخلص" (متى 14:4)
وحده الإيمان القدير ليسوع المسيح يدفعنا إلى عدم الاستسلام. وحده إيماننا بكنيستنا وبأرضنا سيعيدنا إلى أرض الرافدين.
بقاؤنا في أرضنا حيث ولدت المسيحية هو رسالة في هذا الشرق. فأرض العراق موطن النبي إبراهيم أرض كنيسة المشرق، أرض الشهداء، ستبقى شاهدة للمسيح القائم من بين الأموات.
نقول ربما درب الآلام لم يتوقف، لكن لا بد للفجر ان يبزغ ولابد لحجر قبر المسيح ان يتدحرج، فالمسيح قام وهو حي.
إن ما يجري اليوم في العراق من فرز واقتلاع للمسيحية ما هو إلا بداية لما يرسم لبقية دول الشرق. فهل ستبقى هذه الدول تتفرج، وهل سنبقى نحن في لبنان، لبنان أرض القداسة، أرض شربل ورفقة والحرديني وأبونا يعقوب، وهل سنبقى نتفرج على أكبر كارثة إنسانية تحدث في القرن الواحد والعشرين، هل سنبقى نحن المسيحيين في لبنان منقسمين مشرذمين. هل هذا هو الأمل الذي نعطيه لشعوب الشرق التي تعتبر لبنان بلداً مسيحياً؟
أقول إن ما يحصل لمسيحيي العراق لن يعطي براءة ذمة لأحد لا للمسلمين ولا للدول التي تدّعي الديمقراطية. أليس مخزياً ومعيباً أن ينتهي حضور مسيحي عريض في العراق، وتمحى حضارة عمرها ألاف السنين في زمن يحكى فيه عن حوار الديانات وتقارب الحضارات ودفاع عن حقوق الإنسان وحماية الأقليات أينما وجدت. وهل دارفور وكوسوفو أهم من الموصل وأهم من الشعب الكلداني السرياني الآشوري؟
بصوت عالٍ نصرخ: لا يجب السكوت عن هذه الإبادة مهما كان الثمن. مار يوحنا المعمدان سُفكَ دمه بقطع رأسه لأنه قال الحقيقة.
نحن نرفض ونستنكر ونشجب لما يحدث اليوم في العراق من قتل للأبرياء وتدمير كنائس وإقفالها.
اليوم قبل الغد سنطالب بوضع تصور وخطة يشارك فيها الجميع من دول وديانات ومؤسسات دولية، لإحقاق الحق وإعطاء شعبنا شعبنا بالعراق الأمان والسلام.
نحن لا نريد جيوشاً تحمينا ولا نريد مساحة أرض تحدنا بل نريد تكوين قناعة راسخة بعيش مشترك في كل دول العالم، نحن في العراق لسنا بأقليات، نحن لسنا بدخلاء أو زائرين في شرقنا.
لن نقبل أبداً أن نكون أهل ذمة، ولن نستجدي أحد ولن نرضى بأن يوزع علينا بعض المقاعد النيابية فقط لاسترضائنا ونحن لسنا بعملاء لأحد.
نطلب من كل المرجعيات الدولية ومن دون تردد أن يصار إلى عقد مؤتمر دولي غايته فقط إنهاء الصراع في العراق والمساعدة على إبقاء المسيحيين في أرضهم على أن تقوم المرجعيات الدينية كافة بالدعوة لهذا المؤتمر من خلال إعلام مسيحي مُرّكز وفاعل.
لن نقبل بأن يُضطهد ويشتت شعبنا المسيحي في العراق ولن نقبل بأن تخلق بالشرق قضية اسمها مسيحيي العراق كما هي حالة الشعب الفلسطيني.
أخي العراق المسيحي، إن ما يجري اليوم في العراق ألا هو كسوف لا أفول، إنه تجربة مرة سنخرج منها أنقياء كالثلج بأذن الله.
نحن لا نحقد، فالمسيحيون العراقيون المهجرون يحملون وطنهم في قلبهم، يحملون محبة أخوتهم المسلمين، هكذا كانوا وهكذا عاشوا وهكذا سيبقون. لن نحمل السلاح ولن نرتهن لأحد ولن ندخل في أحلاف.
نحن قوتنا في صلاتنا "تكفيك نعمتي في الضعف تكتمل" (2كور 12/19).
أدعوكم أخيراً بأن ننسى أحقادنا ونوحد جهودنا ولنتطلع إلى هدف واحد، ولنتضرع للرب يسوع قائلين:
يا رب أعط أخوتنا المسيحيين في العراق الصبر، أعطهم القدرة على احتمال الآلام، كن رفيقاً للمهاجرين في لبنان وأدخل الشهداء الأبرار فسيح جناتك.
رحم الله الشقيقتين اللتين استشهدتا وكل شهدائنا القديسين في لبنان.