المحرر موضوع: بصراحة ابن عبود كلام مفيد الى النائب مفيد  (زيارة 991 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رزاق عبود

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 390
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بصراحة ابن عبود
 
كلام مفيد الى النائب مفيد

خرج علينا الاستاذ مفيد الجزائري، نائب الحزب الشيوعي العراقي في مجلس النواب العراقي بحماس غريب يتحدث عن التصويت لصالح تمرير الاتفاقية الامنية "رغم الملاحظات". وسبقه السكرتير العام للحزب الاستاذ حميد مجيد موسى في مقابله تلفزيونية اخرى، وقبله افتتاحية طريق الشعب ثم ندوة الاندلس وكلها لم تقنع الكثير(ربما الاغلبية) من رفاق، واصدقاء، ومناصري، ومنتخبي الحزب، بموقفه الايجابي من الاتفاقية الامنية مع المحتل الامريكي. الحزب الذي اسقط معاهدة بورتسموث، وقادته في السجن، يوافق على اتفاقية مشابهة مع زعيمة الامبريالية، وقائده نائب في البرلمان، بحجج لم تقنع الكثيرين بدليل الكتابات الكثيرة من المع، واشهر الكتاب، والمختصين العراقيين، واغلبهم محسوبين على، او قريبين من حزب الشهداء. لقد اصيب الكثير بالصدمة. فهل كلهم مخطئون؟ انهم في الاقل مختلفين مع تصور الحزب، وليسوا معادين للحزب.
 
ولا بد من الاشارة هنا، انه بعكس ما يدعيه الكثيرون، من ان الحزب الشيوعي ليس ديمقراطيا، ولا يؤمن بالديمقراطية. فانا اقول، وعن تجربة وقناعة، ان هذا،اولا، فهم خاطئ. وثانيا هذا هو ثمن الديمقراطية القاسي. فربما كانت اغلبية القيادة مع المعاهدة، ولهذا صوتوا لها. ولكن في مثل هذه الامور كان المفروض، باعتقادي، عقد موسع للحزب، وعدم الاكتفاء باغلبية اللجنة المركزية، او المكتب السياسي. او في الاقل اجراء استفتاء داخلي في صفوف اعضاء الحزب. وربما قام الحزب بذلك. لا ادري! وبما اننا ، ربما، نعتبر من الاعداء، بسبب اختلافنا، فلم  يطلعنا احد على اخبار الحزب الداخلية، وهذا من حقهم. وربما يجيب اخر، ان راي الحزب معروف، ومطروح علنيا. ولكني افرق بين رأي اغلبية اعضاء الحزب، ورأي قادة الحزب. فكل من اختلف مع، او عادى الحزب على مر التاريخ وجه اللوم، والنقد الى الحزب الشيوعي العراقي بمجمله. في حين ان الاخطاء كانت ترتكبها قيادة الحزب، وليس الحزب كله. وبما ان القيادة منتخبة ديمقراطيا. فيمكن ان يدعي البعض، خاصة ممن يعشقون معاداة الحزب، انهم (القيادة) تمثل راي الحزب عامة. من ناحية اخرى فأن الامور المصيرية، لا يمكن ان تقررها حتى حكومات منتخبة، ناهيك عن لجان مركزية. لهذا، وفي اعرق الديمقراطيات تجري استفتاءات شعبية، لان الامر، موضوع الاستفتاء، لم يكن مطروحا اثناء الحملة الانتخابية، كما هو الحال في دول الاتحاد الاوربي حيث تجري استفتاءات حول امور مثل دخول الاتحاد، او توسيع صلاحيات البرلمان الاوربي، او دستور مشترك، او اعتماد اليورو، وغيرها. وهي امور مصيرية يجب ان يعطي الشعب رايه فيها، رغم حكومته المنتخبة. وليس نادرا ان حكومات تحظى بالاغلبية لكنها تفشل في الاستفتاء، لان الشعب له راي اخر في الامور التي ذكرناها. وهذا حصل في الدنمارك، وهولندا، والسويد، وايرلندا، وفرنسا، وغيرها. واقرب مثال الى وضعنا رفض الشعب الفنزويلي في استفتاء عام تثبيت "شافيز" رئيسا مدى الحياة رغم شعبيته الكبيرة، ورغم اغلبية حزبه في البرلمان.
 
المهم فرغم "ديكتاتورية البروليتاريا" التي لم يقصد بها ماركس حكم الحزب الواحد، بل كان يتوقع ان الناس ستعيد انتخاب حزب الطبقة العاملة لانها الاغلبية. كما هو حال الاحزاب البرجوازية التي حكمت واعيد انتخابها، واعتبرها ماركس ديكتاتورية البرجوازية. لان الحكم البرجوازي تكرر اكثر من مرة، وكان يتوقع ان يتكرر انتخاب حزب الطبقة العاملة.  فعندما عملنا في المنظمات الديمقراطية، والجماهيرية كاتحاد الطلبة، او الشبيبة، او غيرها، وفي كونفرنسات الحزب، عندما كنا اعضاء في الحزب. كانت الاغلبية تحصل على ما تريد، وتحتفظ الاقلية بحق المعارضة، والرفض دون ان يطردوا من الموسعات، او المؤتمرات. ومستحيل ان يحصل هذا في مثل ظروف العراق، والحزب الحالية. كان هناك دائما، تقريبا، الطرف الثالث الذي "يتحفظ" على القرار. وفي عديد من برلمانات العالم يتحفظ البعض، لكي لا يحرج نفسه والاخرين، لكنه يوضح انه ليس مع القرار. وما دامت ملاحظات الحزب لم يؤخذ بها، والقوة التصويتية للحزب لاتؤثر على التصويت، اما كان بالامكان تجنب الحرج، وارضاء الوف بل ملايين المعترضين على المعاهدة بتثبيت موقف الحزب. وليخلد في ذهن الناس ان الحزب لم يؤيد الاتفاقية الاسترقاقية مع ادارة بوش. كما وافق على الدستور الطائفي بحجة ضرورة الاستمرار في العملية السياسية، والمراهنة على المستقبل الذي قد يكون بعيدا. في حين ان كل تعثر العملية السياسية هو بسبب نصوص دستور التعصب الطائفي القومي. وسوف لن يكفي اذا نقض الامريكان عهودهم، وهم سيفعلون، بانه كانت للحزب "ملاحظاته" على المعاهدة، كما لا يقنع احد الان القول انه كانت للحزب تحفظات على الدستور. تعاملتم، للاسف، مع الامريكان، والاسلاميين بشروطهم. أي اخذتم الارنب بارادتكم، رغم طلبكم الغزال. اعتقد، ان التحفظ كان سيكون قرارا اكثر حكمة، واقل احراجا!
 
انه عتاب، سؤال، استفهام، ذهول، علامة تعجب، وليس تهجم، او تجريح، ولا تعدي مثل بعض الكتابات مؤخرا، والتي تجاوزت كل الحدود. رغم انها تقع في خانة الاجتهاد. والاجتهاد يحتمل الخطأ او الصواب. اعتقد ان الصدمة افقدت البعض توازن عباراتهم لكنها تعكس حماسة وطنية، وثقة كبيرة بالحزب، وعتاب مر وقاسي على اب يظنون انه ظل طريقه. "ومن حبك لاشاك"!! اننا، اصوات الحزب في الانتخابات المقبلة، نريد ردا واضحا، ومقنعا. واذا كنا "ككتاب" لا نساوي "دوخة راس" ولا "نستاهل دورة بال" .فعلى الاقل عاملونا كمؤيدين لنقنع بدورنا، اخرين، اذا اقتنعنا، بمبررات قبول الحزب بمعاهدة بورتسموث في 2008 في حين اسقطها في 1948. واتمنى، ان لايرد علينا احد باسم مستعار، ويشبعنا شتائم من باب: متفرجين، وحاقدين، وجماعة الخارج، وقاصرين، وجامدين، ومتخلفين... الخ من مفردات الشتائم، التي يزخر بها القاموس السياسي العراقي. والتي نتسلمها احيانا من اسماء مستعارة، ربما الهدف منها دق اسفين بين الحزب، والاف المثقفين الذين يرون فيه الامل، والبديل الافضل للوضع الماساوي في العراق. انا، ومعي الكثيرون، نتمنى حوارا موضوعيا لكي نفهم، نتطور، نتحرر من تفرجنا، وتخلفنا، وتحجرنا. فهل نستحق ذلك؟ وهل تلبوا رغبتنا الصداقية الصادقة؟
 
لماذا لم تتحفظوا، بدل ان توافقوا، خاصة وان، نتيجة التصويت ليست "ساحقة" كما وصفها العطية بل 144 من اصل 198 حاضرين. وهروب ثمانون نائب الى الحج، ليتخلصوا من هذا الاحراج.
لو رايحين وياهم، للحج، مو احسن؟؟؟
 
30/11/2008