المحرر موضوع: القروية عندما تضيع دجاجتها  (زيارة 849 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد الياس شابو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 253
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
القروية عندما تضيع
دجاجتها !

سعيد الياس شابو                                                                                                   
ويلكم أيها الأخوة حينما تفكرون بذاتكم !!! .
يعتقد البعض منا .. انه محق وعلى صواب ,.,.,.,. عندما يطرح موضوعا أو مسألة مهمة , ويرى نفسه جميلا متكاملا وبدون أي عيب عندما يرى نفسه في المرآة , وهذه المرآة تعكس بالطبع الصورة الواقعية نوعا ما , وهنا بيت القصيد .                                                                         
قبل أربعين عاما ونحن في عمر الشباب المراهق الناضج أحيانا كثيرة , كنا متلهفين أن نسمع جملة مفيدة من الكبار بالسن ومن أهل المنطقة التي كنا نجتمع في الليالي الصيفية في موسم الحصاد والأحاديث الشيقة التي تدور بين وجهاء المحلة من الفلاحين والطلاب المتحمسين الى تعليم الآداب والاحترام المتبادل ويصبح عندنا مخزونا فكريا وتراثيا وتقليديا , وكنا بأمس الحاجة الى بعضنا البعض , ومن هذا المنطلق كان الاحترام المتبادل هو السائد وحركة المجتمع تسير ببطأ , وفي ذات يوم شيخ كاهل ... دعى المصور أن يصوره بدون عيب !,!,!, . يا لها من أعجوبة وحيرة عند المصور الكاسب , وهو من أهالي أربيل العاصمة , فالحيرة ارتسمت خطوطها على وجه المصور !,
العجوز .. بتك عين .. يعني عين صاحية وعين عورة ! أي له عين صاحية وعين عمية , وشكله كما هو لا يتغير الا بقدرة قادر, فاذن ما هو الفاصل والفارق بين الصورة والشكل الحقيقي لذلك الانسان المريض الذي يطمح أن يرى نفسه بشكل صاحي وجميل في الصورة , وما هي الرتوش الا الجزء القليل والضئيل التي يمكن التغير من الصورة في ذلك الوقت من عصر التطور الفوتوغرافي , ولو كنا في يومنا هذا لقلنا آمنة بالله !. فقال الأعور للمصور أريدك أن تصورني بشكل سليم وأخرج في الصورة صاحي سليم .... مو أعور !!
شلون ؟ قال المصور .... مو أنتة عندك تك عين ! . شلون تطلع عيونك سالمة ؟ . فقال الشيخ العجوز .. أنا ما أدري .. أريد صورة بهذا الشكل وبهذه المواصفات , سمعا وطاعة أيها العجوز .. وبيك الخير وتدلل ! . أويلاخ يابة منهو علي جابة !! . المصور يريد يعيش ويحصل على اجوره اليومي وهو غير ملتزم بالشرعية ولا بالقوانين الحياتية والشعبية ولا بحرف واو العطف , ولا ,, ولا يعير أهمية لما نحن فيه الآن من وضع مأساوي وعلى شاكلاته العديدة والمتنوعة والتي ستأخذ أبعادا عديدة لا تقل خطورتها , بل هي قابلة في الازدياد فيما لو لم نكن حذرين من المصائد والفخوخ التي تنتظرنا ونحن خلايانا نائمة ونايمة !.
المهم .. صور شيخنا الكريم كما هو في واقعه !, وهل تظنون الكاميرا .. تكذب ؟
بالطبع لا في ذلك الوقت من عصر التطور الجزئي , واليوم العالم أصبح قرية صغيرة في عصر العولمة والانترنيت , أي بامكانك أن تصور كل شىء في الموبيل , الموبايل النقال وتظيف اليه ما ترغب من موسيقى وصور اضافية أخرى . وهنا بيت القصيد ... عند استلام الصورة من قبل صاحبنا .... الشيخ الجليل , واذ هو بتك عين , كما هو ! . فأنجبر العجوز الشيخ بدفع اجور الصورة وهو أعور ! , فأعترض وبشدة على واقعه المؤلم الحقيقي , ومن ثم أصبح يتردد أنهم  .....  م  ... يكرهوننا , حتى في الصورة يكرهوننا , ويخرجوننا أعاور .. يعني أعور , أعور كما هو واقعه .
وباختصار ... ان لم ندخل ونشارك في انتخابات مجالس المحافظات في قائمة موحدة ومسمية , فنحن جميعا , أعور , وأعاور , وعوران , وأبوكم الله يرحمة .

السويد  2008 -12-04