المحرر موضوع: كيف تصبح بطلاً بقوندره ..!  (زيارة 1142 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abu Fady

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 84
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كيف تصبح بطلاً بقوندره ..!
« في: 02:51 16/12/2008 »
كيف تصبح بطلاً بقوندره ..!
مارسيل فيليب
marcelphillip@yahoo.com.au

                      بالأمس  تسيدت  القوندرة ( الديمقراطية ) كتابات بعض مثقفينا ولم يخلو موقع على الأنترنيت إلا وفيه مقالة عن القوندره ، حتى تخالهم يريدون بها  تتويج مفهوم الحريات والديمقراطية والتضحية والرجولة ... تتدافعوا في نشر رأيهم بديمقراطية ورجولة " القندرة " كمثل الذي يقول .. ( ترى اللي يثكَلُ ياكُلهَا ) .
       لكن من ناحية أخرى ، كلنا يتذكر كيف أبتدأ المثل في زمن عراقنا " الديمقراطي الزاهر "  عندما أطلق رئيس برلماننا العتيد المشهداني الورع مقولته الشهيرة (أي قانون لا يتوافق مع الإسلام نتعامل معه بالقندره ) ... وخوفي أن تستمر سلسلة مبتكرات القوندرة دستورياً و فكرياً من خلال عملية ومسيرة تربوية مستقبلاً  ، أو لتطويرها شعرياً بتفعيلة أو بدونها .
       في زمن البعث المقبور ، أبتدعت أفكار وأساليب مخابراتية حركت مشاعر الفرح لدى شرائح واسعة من العراقيين ، هدفاً لأمتصاص مشاعر النقمة على النظام وممارساته التي كانت بالضد من مصالح الوطن والشعب مثل ، ( عِكْسِية المصارع عدنان القيسي وشخصية أبو طبر الأجرامية الخارقة  ) ، وبعد أن تشبع الكل بنشوة الرجولة العراقية التي مثلتها  تلك الضربة " العِكْسِيّة "  والتصدي الشعبي الجمعي لأبو طبر  .... انطلقت المظاهرات لاحقاً بشعار ( صدام أسمك هز أمريكا ) ، ثم اختنقنا جميعاً بعدها بهواء البعث الفاسد ، والذي تقرحت به صدورنا لأكثر من ثلاث عقود سوداء .
              لست بموقف المدافع عن القوات الأمريكية أو سياسات البنتاغون أو بقاء الأحتلال أو حكومة تبتدع نموذج نظام جديد (  بديمقراطية متأسلمة  ) ، ولا أدعو أيضاً لأقامة تمثال للرئيس الأمريكي بوش مكان تمثال الجنرال مود وسط بغداد ، لكن بوجهة نظر شخصية ، أرصد ومنذ فترة  محاولات كثيرة لطمس وتغطية جرائم النظام المقبور ، عبر اعلام وتوجه يتناول سلبيات وكوارث ماجرته علينا  الحرب والأحتلال ، بأسلوب ونهج أعلامي  مشابه لتلك الصورة التي يتذكرها الجميع  ( صورة ومشهد الفحولة  المطلقة  ...  بعكسية عدنان واسطورة ابو طبر ذو القدرة الخارقة )   والذي شكلت الفرق الشعبية في مناطق  بغداد لتناوب الحراسات الليلية فيها تجنباً لشره .. والمصيبة  أن  التوجه الحالي  يصدر من اقلام  ومستويات ثقافية وفكرية متباينة نكن للكثير منها كل الأحترام .
        عزيزي القارئ .. جرت العادة أن يتباهى العراقي بطيبة أهل بلده ، بأسبقيتهم في حمل مشاعل الفكر والقيم السامية ، قيم البسالة  والتضحية واحترام الأخر .. قيم مقارعة الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق ، هذا إذا ماكنا ومازلنا نؤمن بمفهوم الديمقراطية كنظام وممارسة  نؤسس للألتزام بها عبر المعايير القانونية والأجتماعية .
             لكن بكل أسف ، أقول  لكل الذي تغنى بما أجترحته  قوندرة الزيدي من بطولة  .... إن  ماحدث لم يكن أكثر من مشهد لحفلة زار قام بها درويش متدرب  ، وأن أفترضتها بأطار أكثر تفاؤلاً ، فهي لا تتجاوز مشاهد زفة بسيطة لعملية " طهور " قام بها حلاق شعبي ثمل " بمُوسَى " عمياء .. مع  أحترامي لرأي المختلف  !