المحرر موضوع: رمزية الامام الحسين (ع) في الديوان الثقافي العراقي بلندن  (زيارة 681 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حسين ابو سعيد

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 257
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رمزية الامام الحسين (ع) في الديوان الثقافي العراقي بلندن
بدعوة من الديوان الثقافي العراقي للموسم الثقافي الثاني والذي اقيم في قاعة الديوان في لندن،  ألقى الباحث والأديب العراقي الدكتور قصي الشيخ عسكر يوم الأحد المصادف 4/1/2009 محاضرة بعنوان رمزية الأمام الحسين(ع)  وقد حضر الأمسية عدد من الأدباء والكتاب والمثقفين العراقيين والعرب وكذلك حضر بعض ممثلي
القنوات الفضائية والصحافة وبعض وسائل الاعلام.                                                                   
                                                                 
في البداية تحدث الدكتور عسكرعن المعنى اللغوي للرمز لكون لغتنا العربية لغة اشتقاقية وضمن هذا الإطار تتحدد العلاقة بين المعنى اللغوي والاصطلاحيّ، ولأهمية الرمز في حياة البشرية فإن الإنسان يعد حيوانا خالقا للرموز، فإشارات المرور هي رموز وأرقام السيارات رموز، والأنبياء أنفسهم استخدوا الرموز كما فعل زكريا(ع)    والسيدة مريم (ع) أي أن الرمز ارتبط بالخلق والولادة والصوم وأمور كثيرة منها المعنوي والمادي.           
ثم تحدث الباحث عن الإمام الحسين " ع" بصفته رمزا لايخص العرب والمسلمين وحدهم بل هناك أكثر من قائد و أمة  جعلت الحسين رمزا لها مثل الشعب الألباني الذي ألف ملحمة عن الحسين(ع)  حيث انهم  يقرؤها في أيام عاشوراء ويصيح المنشدون فيها يا أبناء ألبانيا ثوروا انتفضوا فقد ثار الحسين(ع)  من اجلكم والملحمة الألبانية معروفة مشهورة في التراث الشعبي والفكري الألبانيين.                                                               

وهناك ايضا المهاتما غاندي الذي استمد ملحمته ملحمة التحرر والسلام من الحسين (ع) حين قال تعلمت من الحسين أن أكون مظلوما وثائرا،  وايضا الشعب المصري العظيم عندما عبر قناة السويس في حرب أكتوبر العظيمة كان يهتف حينذاك بأغنية شاعت على جميع الألسن عنوانها" مدد مدد ياحسين مدد شد حيلك يابلد ".

ثم بين الباحث لم أصبح الحسين رمزا عالميا فأشار إلى أن عظمة الحسين جاءت من كونه تبنى قضية عالمية هي مسألة العدالة حيث يقول في إحدى خطبه " ماأرى الموت إلا سعادة والحياة مع هؤلاء الظالمين إلا برما" ومسالة العدالة كما اشار الباحث تعرضت منذ بدء الخليقة إلى انتهاكات في حين أن الإسلام جعلها إحدى معانيها المهمة التي حاول الحاكم حينذاك محوها إضافة إلى ذلك فإن الحسين(ع)  كان بعيدا عن الانفعال وهذه سمة من سمات العالمية تجلى ذلك في ذبح ولده ومن بينهم طفله الرضيع فكان إلى آخر لحظه لايفكر بالانتقام أو التراجع  وهو بهذا الموقف كان عنوانا يستلهم منه الثوار اللاحقون من مسلمين وغير مسلمين صلابة الموقف وصلابة الرؤية والرؤيا، فالاساس في الأمر هو الثورة من أجل العدالة وليس الغرض هو الانتقام.                                 
                                 
واضاف الباحث والكاتب قصي عسكر، ثورة الحسين (ع) هي وحدها التي حاصرت قرنا كاملا تسلط فيه الأمويون فقد حدثت في بداية الدولة الاموية ثم حاصرتها في نهايته وذلك حين قام الثوار باسم الحسين فقضوا على الدولة الأموية وهي الثورة الوحيدة التي استمرت تحاصر امبراطورية امتدت من الصين الى الاندلس حتى قضت عليها وذلك من الاسباب المهمة التي تجعل من الحسين(ع)  رمزا عالميا.                                         
وفي ختام المحاضرة ألقى الباحث ثلاث قصائد من شعره استوحاها من مناسبة عاشوراء واستلهم فيها رمز الحسين عليه السلام.                                                                                                         
زينب الجواري- لندن