المحرر موضوع: تعالوا إلي يامتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم  (زيارة 1174 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Samer Haweel

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 2
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني



إن ربنا يسوع المسيح هو المسيح المريح والفادي والمخلص.. وكلي إيمان بذلك. هذا مادعاني أن أختلي بنفسي لبعض الوقت متأملا بهذا القول العظيم.. وكلي ثقة وإيمان صادقين نابعين من عمق مسيحيتي بأن واجبي يدعوني لأعبر عما يكنه قلبي المتألم تجاه هذا العالم المرهق.. وتجاه كثير من الناس المتعبين (بكسر العين) والمتعبين (بفنح العين) في الوقت عينه خصوصا بأولئك الذين يمثلون شريحة قيادية من الناس كل بحسب موقعه سواء أكان رب أسرة أو مرب فاضل أو مسؤول لجهة معينة.. حاولت أن أربط بين تصرفات هؤلاء الأشخاص وببن قول السيد المسيح له المجد ولكن بدون جدوى.

لاننسى أن عالمنا هذا مليء بالمتاعب والمصاعب الكبيرة التي يمكن تصنيفها إلى نوعين: خارجية وداخلية.. فإن كانت خارجية فهي لن تتعب المؤمن الذي يملؤوه المسيح ليكون فيه حبا وفرحا وطمأنينة وسلام.. وهذه خبرات تحصنه ضد الصعوبات والمشاكل مهما كبرت.. لأن القلب السليم من الداخل لايتعب بفعل أمور خارجية طارئة.. لكن حين تكون الصعوبات روحية ونفسية.. كحب الذات والكبرياء فهي تتطلب جهدا بسيطا وثقة بنوية لتجاوزها كأبناء يعيشون كما يشاء الله أبوهم.. لكن تلك الصعوبات تصبح داء معششا تثقل كاهل حاملها إذا ما أستسلم منقادا للظروف إنقيادا سلبيا.... وذلك مايجسم الخطيئة ويضخم حجمها فيصبح فاعلها عبدا لها..

جاء المسيح من أجل الخاطيء ليخلصه من نير الخطيئة.. ولأجل المتعب كي يرفع تعبه عن كاهله.. فالرب يسوع يدعونا للأتكال عليه في كل الرزايا والمحن.. ومايؤسف له هو أن البعض يستسهل حمله الخفيف مقارنة بالنعم الكثيرة التي ينالها.. فيتكبر ويتمرد وينسب لشخصه القدرة على قهر الصعوبات وكسر المستحيل متناسيا ذكر إسم الرب وفضله.. فيبعده عن حياته بشكل شبه نهائي.. ولايعود يتذكره إلا في حالة الوقوع في مصيبة ...

يتألم الرب لألم المتألمين.. ويكسر ذاته لتعزيهم ويرق لحالهم ويدافع عنهم كما نطق بلسان زكريا النبي: " ... من يمسكم يمس حدقة عيني" فالأتكال على الرب هو نبع كل سلام.. وأما الأتكال على بشر خاطئين - مهما حسنت سيرتهم - فهو مشكلة.. وأما ماهو أسوأ من السيء فيكون سوء أختيار البشر والأتكال على أناس سيئي الطبع.. ذوي ميول رديئة..

فعلى سبيل المثال لا  الحصر.. إن أنيطت مهمة مقدسة بشخص كي يرعى شعب الرب ورعيته ويوصلهم لبر الأمان.. فسقط في خطايا ثقيلة.. وعوض أن يتوب عنها تراه يلجأ لحل مشاكله بالأستنجاد بأشخاص تلبسهم الخطيئة.. أو أصحاب رؤوس أموال ظنا منه أنهم ينصروه.. فإذا بهم يعطوه من المشورة ماهو مليء بالخبث والمكر .. ساعين بذلك لتحقيق أطماعهم الشخصية ومصالحهم الرديئة التي هي الدافع الحقيقي وراء كل مايقولون وما يفعلون...

أما كان يجدر بذلك الشخص الواقع في المصيبة أن يلجأ إلى الرب يسوع كي يرفعه من طمأة الأوحال كما رفع بطرس من لجة البحر.. وأتذكر هنا قول الرب في شعبه الضال وكأنه يهمر دمعا ودما بحرقة شديدة: "تركوني أنا ينبوع الماء الصافي وحفروا لأنفسهم أبارا مشققة لا تضبط ماء..."  تماما كما فعل أخاب الملك.. حين سند رأسه لأيزابيل فأفقدته رشده.. وكما فعل شمشون الجبار إذ إتكل على دلبلة فبددت قواه.. والكثير من الأمثولات الي يعج بها الكتاب المقدس.. ومن جهة ثانية فلنتأمل إبراهيم أبا المؤمنين..كيف أن إيمانه العميق وإتكاله الكلي على الرب عد له برا.. وجعل منه أمة عظيمة.. بعد أن كان يائسا من الحصول على وريث يحمل اسمه..

حين يكون المسؤول قد كرس حياته خادما وراعيا يتعهد إيصال رعيته إلى هدف واصح عبر طريق آمن.. فعليه أن يصوب بصره نحو الهدف الذي يصبو إليه.... لا أن ينجرف في مغريات هذا العالم.. متناسيا العهدة الثمينة التي أودعت بيده.. متهاونا بإخوة يسوع الصغار الذين ينتظرون منه السند والدعم والأرشاد.. فمن تخلى عن أمور جوهرية وضرورة كثيرة في حياته لأجل الخدمة كيف يضع نفسه ألعوبة بيد أبناء هذا الدهر الذين يجرفونه نحو حافة الهاوية.. فإن عاد بقلب منكسر شاعرا بضعفه طالبا أن يعيد علاقته بخالقه...فالرب يفتح ذراعيه له مرحبا بتلك التوبة الميمونة.. ويمنحه النور والنعمة.. كما قال: إدعوني وقت الضيق.. أنقذك فتمجدني...

أدعو الرب وألتجيء إليه بإيمان صادق وحب عظيم وأضع أمام رحمته الأبوية كل المشكلات كي يحلها والعقبات كي يزيلها... فأنا مؤمن بعدالة الرب ورحمته.. فهو يسمع صوت تضرعي ورجائي ويستجيب طلبتي.. فقد أحببت الرب بكل قلبي وهو يسمعني.. وقد سمعني واستجاب طلبتي من قبل.. لأن كلمة "أحببت" هي إستجابة النفس القديسة لعمل الرب معها..

ختاما أتضرع ليسوع المريح.. الذي هو ينبوع الماء الصافي.. أن يفيض علينا جميعا نعمه وبركاته.. فبه ننتصر على الشيطان وقواته.. ونبطل قوة الضلال.. وبه نزيل كل الأهواء والميول المنحرفة.. ونبدد الأفكار والحلول البشرية.. ونبيد كبرياء الذين يعدون أنفسهم محور العالم وواضعي الموازنة فيه.. فيتوقفوا عن وضع عناصر كفوءة - بحسب تقييمهم هم - وعن فرض حلول بحسب أهوائهم هم ودون الإلتجاء للرب...

فانظر إلينا يايسوع من علياء سمائك.. وهب لنا حبك وسلامك وعونك.. وأرسل لنا روحك القدوس فنتكل عليك في حل مشاكلنا. واحفظنا في روح واحدة برباط المحبة والسلام لنكون جسدا واحدا.. ليكون إيماننا بك إيمانا صادقا.. آمين


الشماس سمير جبو هاوبل
وندزور  - كندا