المحرر موضوع: انتخابات مجالس المحافظات بين...كتل الصوت الوفير ومقعد الكوتا اليتيم  (زيارة 724 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. بهنام عطااالله

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1510
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
انتخابات مجالس المحافظات بين...
                                            كتل الصوت الوفير
                                                         ومقعد الكوتا اليتيم

                                                                                                نجيب ياكو


لو نظرنا برؤية فاحصة إلى انتخابات مجالس المحافظات في عموم القطر التي ستجري وقائعها في اليوم الأخير من الشهر الأول للعام الراهن 2009 لوجدناها قبل حصاد نتائجها أنها:
1.   ناقصة وغير شاملة، لكون أربع محافظات كاملة ومستقرة أمنيا غير مشمولة بها ولا يعنيها الأمر وقد استثنيت لأجل غير مسمى أي بدون سقف زمني لفترة التأجيل أو الاستثناء حيث كان من المفروض تسوية الأمور السياسية  قبل أجراء الانتخابات حتى يحس المواطن أنها عامة وشاملة وواحدة لكل المحافظات كجغرافية واحدة غير مجزأة يتعايش عليها شعب واحد ذو انتماءات متعددة قوميا ودينيا ومذهبيا في ظل التغيير الجديد إن صح التعبير وهنا نكتشف استبعاد مبدأ الكل يساوي مجموع الأجزاء.
2.   معيبة وغير عادلة، بسبب إقحام المكونات الصغيرة بكوتا مجحفة بحقهم لا تماثل النسب المئوية لكثافتهم السكانية ولا تحترم أصالة جذورهم وولاءهم للوطن ناهيك عن تسميتهم بالهوية الدينية وليس القومية حالهم كحال المكونات الكبيرة المتعايشين معهم في السراء والضراء وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن الأكثرية تستحوذ القرار حسب مصالحها ومنافعها مع إقصاء الآخرين تحت يافطة الديمقراطية وعليهم قبول الحالة الطاغية سواء كانت ايجابية أو سلبية بمعنى أن ضعف صوتها لا يؤثر على قراراتها وكما يقال: الأسماك الكبيرة تبلع الصغيرة.
3.   تشتتيه وغير جامعة، وتخص هذه الفقرة أصحاب الكوتا الهزيلة حيث كان من المفروض والمطلوب إثباته تحدي الواقع المتيم بالمقعد الواحد برفضه مسبقا لأنه بمثابة منة أو منحة أو شفقة أو عطية في الوقت الذي بوحدة مسمياتهم في قائمة وطنية ومستقلة وعامة بوسعها أن تؤدي إلى نتائج اكبر وأفضل وأقوى وأشرف تحفظ ماء الوجه الذي يثبت صحة مطالبتها بثلاث مقاعد في محافظتي نينوى وبغداد وبذلك تخضع المعارضين للأمر الواقع وتكتسب القدرة على إثبات نفسها مع احترام شجاعتها وانفرادها باتخاذ القرار الناجح دون أن تستجديه أو تتوسل للحصول عليه إضافة إلى كسب ثقة الناخب بقياداته السياسية التي عبرت عن وجوده وأصالة أمته بتاريخها الحضاري الباهر وبالمحصلة النهائية يثبتون للبرلمان وغيره عدم صحة الكوتا المجحفة بحق القوميات الصغيرة وفي هذه الحالة يتحقق أو يتوازن مبدأ تكافؤ الفرص للجميع.
4.   فوضوية وغير ديمقراطية، بمعنى أن هذه الانتخابات الساخنة قد أخذت مساحة اكبر من حجمها المقرر أو الطبيعي حتى تسحب أو تحاول إلى جر الناخب بهتانا للتصويت لصالحها واغلبها قادت البلاد إلى كل أشكال وصور الفساد والفرهود والإرهاب والفوضى وغيرها من المفردات المعتلة التي أخرت البلاد لقرون عديدة من خلال استغلال نفوذها الواسع في العملية السياسية ومالها الفائض الذي يقدر على جلب الناخب إليها بالإغراءات التمويهية وغيرها من الأساليب التي تضر بالآخرين الذين ليس لهم القدرة على موازنة المعادلة السياسية لصالحهم وبذلك تبقى برامجهم ساكنة بدون نفع نتيجة عدم قدرتها على التواصل المستمر والمنافسة الشريفة لإيجاد فرصة لتفعيل أهدافها ونواياها  من اجل المصلحة العامة والأهداف النزيهة وقد تنسحب دون إكمال مشوارها الانتخابي أو تفشل بسبب قدرة الأقوياء في شراء ذمم الضعفاء.
5.   تجارية وغير وطنية، حيث تسربت معلومات صادقة وصحيحة إلى عامة المواطنين بعد أن كانت سرية وغير معلنة أو لا تملك الدليل الدامغ في تأييدها ولكن لوحظ أن بعض النواب يهددون بالاستقالة ثم يعدلون عن قراراتهم من اجل مصالحهم الذاتية كما تبين أن الرواتب التقاعدية المخصصة عالية جدا إذا ما قورنت برواتب الموظفين في حين أن خدمتهم قصيرة جدا ولم يقدموا شيئا يستحق الذكر لبلدهم وشعبهم وهم يتمتعون بالرواتب المغرية والانسيابية وهذا الأمر جعل الكثير منهم يحاول الوصول إليها بشتى الطرق والوسائل غير المشروعة من اجل الإثراء والغنى والجاه ولا سيما بعد أن فضح الإعلام الحر ما خصص من راتب تقاعدي ونثرية لرئيس البرلمان المستقيل منذ أسابيع  قلائل حيث صرح عدد من النواب أنه سيتقاضى ما قيمته أكثر من راتب رئيس اكبر دولة في العالم شهريا وهو في حالة الخدمة المستمرة في حين أن نثرية بعض المؤسسات الحكومية تساوي لاشيء وعليه نتخوف من هذه الفقرة إلى ظهور أعضاء لا يعنيهم أمر البلد أو المحافظة بقدر ما يستهويم مليء جيوبهم وسد نقص غرائزهم في حب المال وذريعتهم بعدم كفاءتهم أنهم منتخبون من قبل الشعب بقواعد وسنن وطنية. 
ولكن بالرغم من هذه النقاط السلبية الخمسة والمشخصة من وجهة نظر شخصية وقد لمسها أغلب الناس من خلال الوقائع المنظورة سواء كانوا من المكونات الكبيرة ذات الحظوظ المفتوحة أو من المكونات التي قيدت بكوتا غير منصفة.. نحث الجماهير للذهاب إلى المشاركة بالانتخابات من اجل التصويت لمن يرونه معبرا عنهم من خلال معايير ثابتة ومهمة ومنها: الوطنية الخالصة والنزاهة المعهودة والنظرة الشمولية والجرأة المطلوبة ونكران الذات من اجل الصالح العام وغيرها من الفضائل الحميدة من اجل اختيار الكتل الأفضل والأكفأ والأقدر على تحمل المسئولية الوطنية وإنقاذ البلاد من الأجواء المشحونة بالطائفية المقيتة والعنصرية البغيضة والإرهاب المزمن والفساد المستشري بمختلف أشكاله وغيرها من الظواهر السلبية. وبذلك تقلص الفرص من صعود الكتل غير الوطنية إلى مجالس المحافظات وتكون نتائج الانتخابات قد حققت بقدر كبير اغلب أهدافها التي أقرتها على تحقيقها قبل الانتخابات لناخبيها وهذه المقررات الجيدة ستعكس فعالية المجلس في أي محافظة بعد تحقيق الوعود من طاولة المجلس وعندئذ تتاح المنافع العامة ذات السمة الوطنية فتبرز أهمية الصوت وفعالية المرشح بعد التماس الثمار الطيبة والملموسة وهذا أيضا يمنح الكتل الفعالة والفائزة إلى كسب ثقة الناخب في ديمومة نفسها للمجالس اللواحق في الدورات المستقبلية حيث الرصيد الايجابي والمثمر يرفع من شأنها وباعها السياسي في إثبات قدرتها المميزة نحو المناورة السياسية لاستقطاب الناخب لأجيال قادمة.
ومهما تكن آراءنا الشخصية قد أرضت هذا الطرف أو ضايقته لكنها تبين الحقيقة دون لف أو دوران مع تمنياتي للجميع بالفوز واضعا نصب عينيه مقولة المناضل جيفارا:
"" أنا من تحفر الأغلال في جلدي شكلا للوطن ""
والنبيه تكفيه الإشارة
والله من وراء القصد[/b]