المحرر موضوع: يوم الثامن من شهر شباط الأسود عام ( 1963 ) الهوية الإجرامية للبعث الفاشي  (زيارة 910 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل jabbar dillaa

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 70
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يوم الثامن من شهر شباط الأسود عام ( 1963 )
الهوية الإجرامية للبعث الفاشي

جبار العراقي

لازالت ذاكرة الشيوعيين والوطنيين العراقيين، تحمل في داخلها ذكريات تلك الأيام السوداء الذي مره بها العراق، أيام الانقلاب الفاشي..على ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة ومنجزاتها الوطنية عام ( 1958 ) التي إطاحة بالحكم الملكي والقضاء على حكومة نوري السعيد العميلة للاستعمار البريطاني، وإعلان النظام والحكم الجمهوري الذي سن القوانين الوطنية مثل قانون الإصلاح الزراعي الذي قضى على رموز الإقطاع وتوزيع الأراضي على الفلاحين، وقانون رقم .
( 80 ) المتعلق بالثروة النفطية، وكذلك قانون الأحوال الشخصية والخروج من منطقة الإسترليني وحلف بغداد.
كل هذه القوانين والمنجزات الوطنية التي طرحتها وحققتها ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة، كانت الضربة الكبرى للاستعمار البريطاني، والقوى الرجعية العالمية وكذلك شركات النفط الاحتكارية.

ومن هذه المنطلق راحت هذه القوى الرجعية العالمية وبالتعاون مع بعض القوى والأنظمة العربية الرجعية بالتخطيط لضرب كل هذه القوانين والمنجزات الوطنية التي سنتها وحققت قسم منها ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة التي أعادت للعراق استقلاله وسيادته واسترجاع ثرواته الوطنية المنهوبة، وبالتنسيق مع العناصر القومية والدينية الرجعية، وعصابات مجرمي ألبعث الفاشي، بانقلاب الثامن من شباط الأسود من عام ( 1963 ).
وفي هذه اليوم المشئوم بدأت المرحلة السوداء في تأريخ العراق الحديث، حيث أذيع البيان رقم ( 13 ) السيئ الصيت الذي أذاعه الحاكم العسكري حينا ذاك المجرم ( رشيد مصلح ) والذي كان مضمونه هو أبادت كل الشيوعيين وأصدقائهم، الذين وقفوا بالمرصاد متحدين الانقلابيين الفاشست عصابات ألبعث وحرسه القومي المدعومين من قبل المخابرات المركزية الأمريكية وكذلك شركات النفط الاحتكارية.

وباعتراف المجرم علي صالح السعدي أمين سر الحزب ورئيس الوزراء حينها، حيث صرح لقد جئنا إلى السلطة بقطار أمريكي...وفي صباح يوم الجمعة الثامن من شباط الأسود عام ( 1963 ) وبالتحديد في شهر رمضان، بدأت ساعة الصفر للانقلاب الفاشي الذي بداء باغتيال العميد الطيار الشهيد البطل ( جلال ألأوقاتي ) قائد القوى الجوية أمام منزلة على يد الانقلابيين من عصابات ألبعث الفاشي المقبور، ومن بعدها تم الهجوم الجوي على مبنى وزارة الدفاع وقاعدة الرشيد الجوية بقيادة المتآمر المجرم ( منذر الو نداوي ) وبعده هذه المعركة تم اعتقال كل من الإبطال الزعيم عبد الكريم قاسم، وفاضل عباس المهداوي، وطه الشيخ أحمد، والضابط كنعان خليل...ومن ثم أخذهم إلى مبنى دار الإذاعة في الصالحية وهناك تم وبكل خسة ووحشية تنفيذ حكم الإعدام بحقهم من غير أي محاكمة قانونية على يد المجرمين والمتآمرين أعداء ثورة تموز المجيدة، وبحضور المجرم والمتآمر أيضا عبد السلام عارف، وكذلك تم استشهاد كل من الإبطال وصفي طاهر، وعبد الكريم الجدة داخل وزارة الدفاع عندما كانوا يقاومون ببسالة وشجاعة الانقلابيين الفاشست من عصابات ألبعث خونة العراق والثورة التي أطاحت بالملكية وحكومة نوري السعيد العميلة للاستعمار البريطاني، والتي أعطت للعراق سيادته واستقلاله.

ومن هنا بدأت أيضا الملحمة البطولية والوطنية للشيوعيين العراقيين الإبطال بتصديهم ومقاومتهم للانقلابيين الفاشست من عناصر وعصابات حزب ألبعث المتمثلة بما يسمى الحرس القومي، حيث كان لهم الدور البطولي في المقاومة لهذه العصابات المجرمة والوحشية الشرسة والتي تجسدت بمقاومة باب الشيخ ( عكد الأكراد ) والكاظمية، والشاكرية، واغلب أزقت وشوارع العاصمة بغداد، حيث كانوا يواجهون هذه العصابات المجرمة المدججة بجميع أنواع الأسلحة وخصوصا رشاشات الستر لينك التي كانت تسمى ( رشاشة البور سعيد ) رشاش الوحدة والقومية العربية، التي كان يتزعمها جمال عبد الناصر، وكذلك الخطابات والبيانات القومية الشوفينيه التي تشجع على قتل الشيوعيين والوطنيين العراقيين الذين تصدوا بشجاعة وبطولة بوجه الانقلابيين الفاشست والتي كانت تذاع عبر إذاعة ( صوت العرب ) وبلسان المذيع القومجي المنبوذ احمد سعيد.

وبرغم تعرض قيادة الحزب الشيوعي العراقي الإبطال إلى الاعتقال من قبل الانقلابيين الفاشست وتعرضهم إلى أبشع أساليب التعذيب الوحشي والغير أنساني ومن ثم قتلهم بطريقة وحشية وبشعة، فقد أستشهد كل من الرفاق الإبطال سكرتير الحزب الرفيق الخالد ( سلام عادل ) وجمال الحيدري، والعبلي، ومحمد حسين أبو العيس، وغيرهم من الرفيقات والرفاق الإبطال....كل هذه الأساليب القمعية والوحشية الذي تعرض لها الحزب الشيوعي العراقي ورفاقه على أيادي عصابات ألبعث الفاشي لم توقفهم من المقاومة الباسلة والشجاعة والتضحية بوجه هؤلاء المجرمين القتلة الذين وصلوا العراق إلى ما نحن عليه ألان عراق محتل ومدمر ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا...هذي هي تركة ألبعث الفاشي الذي حكم العراق مرتين.
                                  وهذا هو أيضا الوجه الحقيقي للبعث المقبور وهويته الإجرامية

فيينا- النمسا