المحرر موضوع: مظاهرات كارتونية ضد رسوم كاريكاتيرية او تحالف اسرائيل وفتح والاسلاميين ضد حماس  (زيارة 1560 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رزاق عبود

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 390
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بصراحة ابن عبود

 

مظاهرات كارتونية ضد رسوم كاريكاتيرية او تحالف اسرائيل وفتح والاسلاميين ضد حماس


مضى اكثر من اربعة اشهر على نشر الصور الكاريكاتيرية عن النبي محمد في احدى الصحف الدنماركية والتي انتقدتها الصحافة السويدية قبل ان ينتبه متسولي فتح، وابناء الشوارع الذين هالهم فوز حركة حماس التاريخي، الذي كان من احد اسبابه فوضى السلاح من كتائب الاقصى الغير منضبطة، واستعلاء ادارة السلطة، وزعماء فتح، وعناصرها على بسطاء الشعب الفلسطيني، والفساد المالي، والاداري الذي ازكم الانوف. فجاة تذكروا انهم مسلمين، وان لديهم نبي اسمه محمد استهزء به في صحافة غربية. وهم الذين يعيشون منذ اكثر من نصف قرن على صدقات الغرب، ومساعداته، ومنظماته، وهيئاته، وكنائسه، التي تقدم الاعانات المختلفة للشعب الذي سبق لقيادات فتح، وعصاباتها ان حرمته من مساعدات اهل الخليج، وخاصة دولة الكويت، بعد ان وقفت مع الاحتلال الصدامي للكويت التي انبثقت فتح على ارضها. وهاهم اليوم يرتكبون جريمة جديدة بحق الشعب الفلسطيني. ليحرموه من افضل، واسخى، واشد اصدقائه في اوربا. فالشعوب، والدول الاسكندنافية من اشد منتقدي السياسة الاسرائيلية، ومن اصدق اصدقاء الشعوب العربية، وخاصة الفلسطينى. خرجت مظاهرات مليونية، واضخمها منذ حرب فيتنام صد حرب امريكا على العراق. في حين يتعرض اليوم مواطنوها، وممثلياتها الديبلوماسية، وهيئاتها الانسانية الى الخطف والمضايقات، والاقتحامات، والحرق، ومقاطعة منتجاتها باسم الاسلام الذي اوصى: ولا تزر وازرة وزر اخرى. وبأسم النبي الذي عفا عن الشاعر الذي هجاه، واكساه بردته. الهدف الحقيقي هو وضع العراقيل، والمشاكل، ومحاصرة السلطة الجديدة بقيادة حماس قبل تشكلها. بالضبط كما تفعل عصابات الزرقاوي في العراق.

 

ان الانظمة، والقوى، والشخصيات المتسلطة الخائفة من زحف الديمقراطية، والتغيير استغلت القضية لتدعى الدفاع عن الاسلام، ولتشويه سمعة الديمقراطية. كما ان الشركات الخليجية، والمصرية لمنتجات الالبان، التي تحاول كل جهدها، وبمختلف اساليب الدعايه ان تنافس البضاعة الدنماركية التي ثبتت مواقعها في الاسواق العربية وبين الجاليات العربية، والمسلمة المهاجرة في الغرب. ولذا فان المقاطعة التي دعت لها هي بقصد استعمال اساليب غير شريفة في المنافسة على الاسواق. ولا علاقة لها لا بالاسلام، ولا نبيه. لماذا لا يقاطعون البضاعة الامريكية، والاسرائيلية التي تغرق الاسواق، ورجالاتها يسبون الاسلام، ونبيه كل يوم؟ وسبق لمتطرف امريكي ان وصف النبي محمد بالارهابي، وبوش اعلنها حربا صليبية على الاسلام، فلم تخرج مظاهرات، ولم تقاطع البضاعة الامريكية، ولم تحتل سفاراتها، ولم تحرق اعلامها. كما ان المقاطعة لن تفقر الدنمارك كما يدعي المدعين. بل الامر سينعكس على المسلمين، وسيقلل، ويضعف امكانية مساعداتها للفقراء في فلسطين، والعراق، وافريقيا، وغيرها. كما ان الوف العمال المسلمين يعملون في معامل "ارلا" في مختلف دول العالم، ومنها دول الخليج سيصبحون عاطلين عن العمل. اضافة الى تضرر التجار، والشركات، واصحاب المحلات الشرقية العرب، والمسلمين في دول اوربا، وغيرها، ونصف بضاعتهم دنماركية. وسيعاني ملايين اللاجئين المسلمين الذين يعيشون على المساعدات في الدنمارك وغيرها من الدول المسيحية اضافة الى كونها سوق عمل لملايين اخرى من المسلمين. وفي الوقت الذي يقاطع ملايين الاوربيين، وخاصة اليساريين، ومنهم في النمارك، محلات مكدونالد، والبضاعة الاسرائلية تضامنا مع الفلسطينيين، وبقية العرب، والمسلمين تزدحم محلات المكدونالد بالاف المسلمين في كل العالم. وفي السويد فان اشهر كاتبين يساريين هما يان جوليو، ويان ميردال وقفا علنا ضد نشر هذه الصور، واعتبراها استفزازا لمشاعر المسلمين، ولاغراض سياسية. ولكن اليسار الاوربي يشتم يوميا على صفحات الجرائد الاسلامية.

 

ولماذا تطالب الشركة، او الحكومة الدنماركية، والنرويجية وغيرها بالاعتذارعن فعل لم ترتكبه؟ وما ذنب الاف الفلاحين الذين يبيعون حليب ابقارهم الى الشركة؟ ولكن كيف يفهم الرعاع الذين يتظاهرون دفاعا عن سفاح مثل صدام حسين اهمية، وقدسية حرية الراي، والصحافة، والديمقراطية في دول مثل الدنمارك. شعوب تعلمت ان يحكمها، ويقررامرها، ويحدد ما يقال في اذاعاتها، وتلفزيوناتها، وصحفها شخص واحد اميرا، كان او ملكا، او شيخا، او سلطانا، او رئيسا. ومثلما اثمرت اتفاقات اوسلو جدارا بناه شارون واقتطع فيه المزيد من اراضي الضفة الغربية فستقوم المظاهرات التي ابتداتها عصابات كتائب الاقصى الى بناء جدار عالمي من المقاطعة، والكره، والتحيز، والتحامل ضد كل ماهو عربي، او مسلم في جميع انحاء العالم. لقد كسب النبي محمد قلوب اهل مكه عندما دخلها قائلا اذهبوا فانتم الطلقاء. فكيف سيكسب هؤلاء الرعاع الذين يدوسون مقدسات المسيحيين في اعلام الدنمارك، والنرويج ود، وعطف وتفهم الاخرين؟ كيف يطالبون الناس باحترام مقدساتهم، وهم  يدوسون باقدامهم، ويحرقون مقدسات ملايين المسيحيين في اوربا والعالم، واقصد الصليب. لم يفرضوا مقدساتهم علينا فلماذا نفرض محرماتنا عليهم؟؟؟ ان المقدسات في عالم الديمقراطية هي حرية الراي والاعلام والصحافة. قد يختلف البعض في حدود الحرية، ولكنه سبق ونشرت صورا كاريكاتورية للمسيح، وبابا الفاتيكان، وغيرها من الرموز الدينية، ولكن هذا امرا تحسمه المحاكم، وليس قطع ارزاق من يقدمون لنا الدعم. ان الاهانة لمشاعر المتدينين من اي لون كانوا امرا غير مقبول. ولكن على جماهيرالمسلمين الانتباه لمن يتصيد في الماء العكر ليدق اسفين في صداقاتنا العالمية.

 

لقد جعلت فتوى الخميني من كاتب فاشل، ومغمورمثل سلمان رشدي كاتبا عالميا، مشهورا، وبطلا لحرية الراي، ومليونيرا. وستفعل المقاطعة، والمظاهرات من صحيفة دنماركية محدودة الانتشار، ولم يسمع بها الكثيرالى صجيفة عالمية الشهرة تنافس النيويورك تايمس الامريكية، والتايمس البريطانية في شهرتها، واهميتها. وها قد بدات النتائح السلبية الاولى للمقاطعة حيث يزداد يوميا عدد الصجف التي تعيد نشر الصور السخيفة، التافهة، والمسيئة في جميع دول العالم. فتزداد الصحيفة شهرة، واتساعا، وغنى. فالى متى يستمر هؤلاء الذين يسمون انفسهم قادة المسلمين فيدعون الى المقاطعة، والمظاهرات يصبون الماء في طاحونة الاعداء؟؟؟

 

سؤال اخير. لماذا لا يقاطع هؤلاء الملتحون المتسكعون بنصف الدشاديش في شوارع كوبنهاغن، ولندن، وباريس، وغيرها من العواصم الاوربية الصدقات الاجتماعية التي تاتي من ضرائب يدفعها اشخاص، وشركات من امثال ارلا، والصحيفة التي نشرت الصور المخدشة لمشاعرهم الدينية؟؟؟؟؟؟

 

رزاق عبود