المحرر موضوع: عظيمات على درب العذراء  (زيارة 1230 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عصام خبو بوزوة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 172
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عظيمات على درب العذراء
« في: 11:11 09/02/2006 »
عظيمات على درب العذراء

أن من يسمع عن حياة الأم تريزا يلاحظ أنها لم تعرف مستحيلا على الأرض يمنعها عن عبور كل الحدود والخضوع لكل الجنسيات فهي حسب الطلب وكما تقتضي الحاجة .
تراها اوربية او اسيوية او انسانية حيثما يستدعيها المسيح الجائع كما كانت تسميه تجدها هناك ولانها معدمة لاتملك شيئا فكانت تقدم اولا ذراعيها اللذان يبدوان للوهلة الاولى انهما غير متناسقتان مع ذلك الجسد الضعيف والقامة القصيرة فسواعدها خشنة جدا لانها مارست الرياضة عندما كانت تحمل البرص والمسنين والمرضى
لايمكن ان تعبر كلمة الام لوحدها عن هذه الانسانة التي تفيض في كل يوم حنانا لتكون اما لمن تخلت عنه امه رغما عنها  او بارادتها فهي لم تكون تسال احدا لماذا القوك في الشارع بل تقول ادخل الى بيتي وقلبي الى مملكتي التي تتسع للجميع افرح وانسى ماسبق فالان لديك ام جديدة الله لن ينساك فقط ارسل لك تريزة وليت كل بيت في العالم فيه تريزا .
وقبل ان ياتيهم الطعام يكون ابناء تريزة على ثقة تامة بقوتها وبالسبب الذي يدفعها الى مساعدتهم ويؤمنون بما تقاتل هي من اجله وبقسمات وجهها الوديعة يكتفي المسيح الجائع لتردد الملائكة التطويبات وتقول هنيئا لمن اشبع المسيح هنيئا لصانعة السلام لانها استحقت بجدارة ان تدعى ابنة الله هنيئا لنا اذا التقينا بالام تريزة لان لديها سهول لاتعرف الجفاف ولسانها نار تذيب الجليد المتراكم فوق القلوب وتعيد الحياة الى الشرايين لتعلم كل من صادفتهم العطاء مثل ما اخذوا فلا فرق عندها بين الاخذ والعطاء لاتقلقوا ايها المساكين فلا جوع بعد اليوم حتى لو اظطرت تريزة الى العمل كا جيرة فهي قادمة في المساء ومعها الخبز الحي لن ترجع من رحلتها فارغة اليدين ابتهجوا اذا وجدتموها تجلس مع الميسورين لانها قادرة على ادخالهم من خرم الأبرة حتى لو كانوا أكبر حجما من الجمل .
وأنتم أيضا يا نزلاء المهملات فيد تريزا الطويلة ستنتشلكم من الأوبئة وتلتقط أبنائكم من الحرمان كما تلتقط النسور فراخها عندما تشعر بان العش لم يعد لائقا بهم هي من ستطهر جراحكم وتنظف كل القروح . هي من يجب ان تتألم لكي يرتاح الجميع . هي من عليه ان يسهر لينام الأخرين في طمأنينة .
لا تقلق أيها اليتيم فتريزا قادمة حتى لو طال بها الطريق لأن المسيح لم يكتفي بأم واحدة ووجد تريزا وأخريات كثر مثلها وسيبحث عن المزيد لأنه يتيم فقير ومعدم عطش وجائع وقادر على أيجاد ام حنونة له ولك . لك ولنا . وإذا رحلت تريزا فلا تنسى بأنها رحلت كالعظماء وبكل وداعة ستبعث مرة اخرى أم أخرى على درب أمنا العذراء لأنه هو نفسه المسيح لا يستطيع أن يعيش دون ام عذراء ولأن ضمائرنا مهما عاشت فلا يمكن أن تنسى ما فعلته لنا أمنا أم الفقراء .



 

                                                         عصام خبو بوزوة – تلكيف .



ملاحظة . يحق لأي مجلة دينية نشر هذه المقالة كما هي .