المحرر موضوع: سينما و إ بداع ولكن في الجانب الآخر!!!!!!!؟؟؟؟؟  (زيارة 1122 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rashid karma

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 499
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سينما و إ بداع ولكن في الجانب الآخر!!!!!!!؟؟؟؟؟
رشيد كَرمة
 
في أول نشاط للهيئة الإدارية الجديدة للبيت الثقافي العراقي في مدينة يوتبوري  / السويد ,أطل علينا  مبدع عراقي من الناصرية  يقيم في السويد منذ مايقرب من سبعة عشر عاما ليبحث  في مشاكل وشؤون سويدية هـي في جوهرها مـشاكل  (( إنسانية  )) تنتجها بإستمرار المجتمعات الرأسمالية  فقط  نتيجة عوامل عدة ولعل من أهمها هشاشة  وإنعدام الوعي الإجتماعي  المتأصل فيه و الناتج أصلا من فراغ الإنتماء الى الوجود الإجتماعي والذي يحدد إلتزام  ألفرد أو الجماعة بمسؤولياته , سواء داخل العائلة  الواحدة كونها نواة المجتمع والتي تتفاعل ضمنيا وكليا في المحيط الأكبر الذي ننتمي اليه أو داخل وعي الفرد حينما يفقد الرقيب الداخلي ( المهم ) والذي قد يسمى أحيانا بالضمير سواء أخذ الجانب الإجتماعي أو الثقافي أو الأخلاقي أو الديني ...والخ  والذي سيقودنا لاحقا الى الأصطفافات ومن ثم الإنتماءات  الطبقية سواء شئنا ذلك أم أبينا , لأن العامل الحاسم في النهاية هو الجانب الإقتصادي , والذي نعتبره حجر الزاوية في مجرى عملية الصراع , وعليه فإن المشاكل  ألإجتماعية الناتجة في المجتمعات الرأسمالية لا وجود لها في مجتمعات العدالة الإجتماعية  [ الشيوعية ] أو المجتمعات التي تسير وفق انماط إشتراكية .وبمعنى من المعاني لاتوجد في مجتمعاتنا  _ الجنينية _ ما يعاني منه المجتمع السويدي مثلا فنحن نرفض مسألة العقوق ونهتم بصلة الرحم والعلاقة الإجتماعية والروابط الأسرية وهي على اية حال أفضل بكثير من التفكك والإنحلال ومن ثم فقدان الأنسنة .
لذلك انا أتفق مع الفنان  المسرحي الرائع والحبيب لطيف صالح والذي قدم وأشرف على هذه الأمسية الثقافية الفنية  حينما إستشهد بقول المخرج السينمائي الإيطالي العالمي المعروف _فليني _  حين قال : (( لايهمني رصد الصور ومميزاتها النفسية , الذي يهمني جوهر حقيقة الإنسان كُلها ))
ولربما لم يحن الوقت للحكم على هذه الطاقة العراقية المبدعة الجديدة فالوقت كفيل بذلك رغم حصول الفنان على أكثر من جائزة , يذكر ان السويد رشحت أحد أهم افلامه لمسابقة سينمائية في الدانمارك وعرضت الفيلم بغيابه ونال جائزة أفضل فيلم للعام الماضي .
ولقد أراد الفنان الواعد *  ((  شاكر تحرير )) في هذه الأمسية عن قصد وعبر لقطات ماوراء السيناريو ( الفلاش باك ) ان يعكس جهد عمال وكادر الفيلم من فنيين ومصوريين وممثلين وكمبارس في صناعة السينما وبالتالي الفيلم .
وأحسب ان مهمة الفيلم القصير  صعبة كونها تتطلب جهدا مركزا لإيصال الفكرة في فترة زمنية قصيرة قد تكون 12 دقيقة كما حدث في الفيلم القصير _ أبي لا يبكي _ رغم بكاءه والآخرين والذي شكل كوميديا متجانسة مع الطرف الأهم في كل عمل فني ألا وهو الجمهور الذي إستغرق في الضحك وهنا يكمن العمل الإبداعي , حيث لم تستخدم في هذه الكوميديا حركة أجسام الممثلين البهلوانية  أو الطرائف   وقد يكون لنجاح الفيلم أكثر من هذا حيث أن سيناريو الفيلم والإخراج  لشخص واحد , وهذا يثبت قاعدة فنية ان المخرج هو مؤلف ثان ٍ ولربما تنطبق هذه القاعدة على المسرح أكثر منها في صناعة السينما , كون الكاميرة تدخل كعامل مساعد , ولعلني لا أكون مغاليا إذا قلت ان الفنان لطيف صالح كان دقيقا حينما إستشهد بفليني عندما قال في صباه : ( إن ما أدهشني هو انني كنت أعتقد أن الممثلين ,هم بأنفسهم كانوا يصنعون الأفلام , ولكني إكتشفت بعد ذلك ان هناك شيئا يسمى المخرج  ) وهنا لا أشك مطلقا بمقدرة مخرج الفيلم القصير ,, ابي لا يبكي ,, على خلق عالم سينمي جديد بأطر جديدة قد تطيح بما تنتجه أفلام هوليود والتي تؤسس لعنف ورعب وإخلال في أخلاق المجتمع .
وتحكي قصة الفيلم القصير الآنف الذكر عن تعكر مزاج أب في صبيحة أحد الأيام حيث تنهض العائلة المكونة من الأب وألأم وطفليهما والجميع مستعد للذهاب الى حيث هو كما في كل يوم فالأب موظف في شركة إعتاد على عقد اللقاءات كل يوم لدرجة الملل , والأم تمارس عملها والأطفال يذهبون الى المدرسة , ولكن ضغط العامل النفسي والتوتر والشعور نحو التحرر من العمل وإلإفلات من الإلتزامات جعلته يمتنع عن اللحاق بعمله , ويطلب من زوجته ان تأخذ السيارة والأطفال ,ويتركوه يخلد للراحة , وما ان ودع الجميع بعضهم , وانطلقت السيارة تقودها الأم بصحبة الأطفال, حتى يظهر الأب مكفهر الوجه كئيب في أحد باصات نقل الركاب, لربما خرقا ً للروتين ومحاولة للإنعتاق, وهنا يبدو المنظر عاديا جدا ً حيث الباص مليئا ً بالناس بين ثمل ٍ وبين مستغرق في السماع لصوت الموسيقى وبين محدق في جريدة وبين واجم ٍ وبين مداعبة لطفل مبتسم شائت الصدفة ان يكون قبالة رجل  متوتر يعاني من إنقباض في النفس و أراد ان يجهش بالبكاء لتوتر نفسي ليس إلا ...فالفيلم لا يحكي عن كثير من القضايا عن عائلته وخلفيتها , بل بدت العائلة عادية جدا .
وبين إبتسامة طفل وزعله وبين إعتمال صدررجل أثقلته همومه  وأجبرته على النشيج ولم يقوي الإ على البكاء , حتى إنخرط من كان بالقرب منه على المشاركة بالبكاء كل حسب همومه وأكثرهم رهافة في الحس الرجل الثمل حيث إحتضن الرجل الباكي مواسيا ً , واصبح باص نقل الركاب عبارة عن نشاجين مما لفت انتباه سائقة الحافلة , والتي سارعت الى إستطلاع الأمر ,وإظهار قدر من الجلد , ولكنها هي الأخرى تعاني من توتر وضغط نفسي ومثلما يجهش الرجل بالبكاء تبكي هي أيضا ً ولكنها تستدرك ان مسؤولية إيصال الناس الى أماكن عملهم تستدعي إتخاذ قرار ما ... وهي تلوح بإخطار الشرطة , وتأمر الجميع بالهدوء والصمت والكف عن البكاء ...
وهذا ما أضحك الجمهور العراقي الذي حضر أمسية البيت الثقافي العراقي وعند مقارنتي للجمهور السويدي الذي شاهد الفيلم وجدت انهم ضحكوا بتلقائية أكثر ودون تحفظ   وصنفوا الفيلم كأحد الأفلام الكوميدية ... وشر المصيبة ما يضحك
في اللحظة التي تقرر سائقة الحافلة الإتصال بالشرطة , كون البكاء هنا سبب  شغبا ًوخلق حالة من الإخلال بالقانون وعطل وعرقل عمل الباص وأثار خوف الناس جراء ما يحدث داخل الباص , تتعرض سيارة الرجل الباكي والتي تقودها زوجته  بصحبة طفليها الى العطل مما يزيدها شعورا بالإحباط والتوتر والبكاء مما حدا  بأحد الأطفال ان يقول  لأمه وببراءة متناهية : لماذا بكيت ؟ لو كان ابي معنا لكان قد أصلح العطل , ويعود ليسأل هل يبكي أبي ؟
هنا  تقرر الأم  أن لابد من ترك السيارة والذهاب الى موقف إنتظار الباص والذي توقف منه شرطيان لإنهاء حالة من الفوضى نتيجة رجل أجهش بالبكاء ظن أطفاله انه لايبكي .
 وللحديث صله...
*الفنان الواعد :
شاكر تحرير  مواليد 1961 الناصرية , تخرج من ثانوية الشطرة عام 1981 خريج جامعة بغداد كلية الآداب _ اللغة العربية .
غادر العراق 1987 وإلتقيته في أحد المنافي  عام 1988وكنا نخشى طرفين أحلاهما مر ُُ وقاتل وكلاهما من صنع أمريكي.. أزلام البعث من خلال السفارة العراقية , والمجاهدين  جماعة القاعدة صنيعة الولايات المتحدة الأمريكية وشيوخ النفط .
فما أصغر عالمنا ياشاكر !!!
وقد إلتقينا مجددا بعد زوال الدكتاتورية وإنهيار طالبان ,راجيا ان لا يعود الأثنان الى العراق بلباسين مختلفين.....
وأعدك بان نتواصل لخلق عالم وغد مشرق    .......

رشيد كَرمة
السويد   12 شباط 2006 [/b][/size] [/font]