المحرر موضوع: الرسيل: صمت تمزق بحنجرة اخرس  (زيارة 1520 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل amir al-daraji

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 3
    • مشاهدة الملف الشخصي
Arkan ALsamawi <alrafdain@yahoo.com> wrote:
اميرة العزيزية
تحية طيبة
الموضوع لا يصلح للنشر في موسوعة بلاد الرافدين الثقافية والاعلامية
www.ALrafdain.com
حيث لا توجد فيه نوع من الموضوعية ، وخدمة الناس بالعكس انما المقال
يثير نوع من التطرف الديني ، وهذا ما لا  نسمح به في الموسوعة
نحن نحترم ونقدر جميع الديانات على حد سواء ، ولا نفرق بين احد واخر
 لذا نرجوا من جنابكم الابتعاد عن هذه الافكار الهدامة ، والتفكير في مواضيع تجمع الناس
 مع بعضهم وتقربهم مع بعض ، وخصوصا ما يمر به بلدنا الجريح العراق
من صراعات تطرفية من بعض الاشخاص
وارجوا ايضا من جنابكم عدم الانجرار وراءهم ،
واستخدام طاقاتك وقدراتك لخدمة الناس
 مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والنجاح والامن والسلام
لبلدنا العراق
ادارة موسوعة بلاد الرافدين الثقافية والاعلامية
اركان عباس السماوي
www.ALrafdain.com
 

AMIRA SHMOEL <ashmoel@rogers.com> wrote:
ترشيح سيدة عراقية مسيحية لرئاسة العراق الجديد
 
بقلم: اميرة بيت شموئيل
 
في خطوة سابقة لاوانها وايفاءا منه لتضحياتها الجسيمة على صرح الحرية وتفانيها لخدمة العراق العظيم، واقرارا بالمضي في طريق الديمقراطية واحقاقا لحقوق الاقلية العددية، اقدم المجلس على ترشيح سيدة مسيحية لرئاسة العراق الجديد بلد التآخي بقومياته واديانه. انتهى
 
رأس الموضوع وبهذا الكبر والكفر ليس للمناقشة اصلا، لعدم صحته على ارض الواقع العراقي الذي يشهد على وحشية المتشددين الهمج في حربهم الضروس وبلا سبب وجيه على المستضعفين العراقيين عامة والمسيحيين العراقيين خاصة.
 
رأس الموضوع اخترته وبعناية لك ايها القارئ والمتابع، لتختبر انسانيتك من خلال احاسيسك تجاهه...

اخوكم : اركان عباس السماوي                     Brotherly : Arkan Abaas Alsamawi
مدير موسوعة بلاد الرافدين الثقافية والاعلامية    Web Master of Bald Alrafdain NetWork
www.ALrafdain.com 


Amir Al-daraji



الرسيل: صمت تمزق بحنجرة اخرس
2006/02/19
أمير الدراجي
 
"لا تكن ممن ينظر الخلق في الله بل انظر الله في خلقه" (علي بن ابي طالب)

الجرذ مخلوق الله، واكثر مخلوقاته طيبة وسلام وخُلق، اكثر ما يثير البكاء والاشمئزاز من الذات هو الخوف الذي تومضه عيون جرذ عرف انه كائن منبوذ بلا سبب، الا لانه جرذ، الكنغارو من نفس الصيرورات المقدرة لمشهدية الخوف والعذاب الرسولي حيث البيولوجيا صورة لاكبر مأثرة كونية ترمّزها امومة الكنغارو، مخلوقات الله المنبوذة والقبيحة والمعذبة والمكروهة اكثر المخلوقات لصوقا بصعوبة التعرف على الضمير، وثقل تحمله. هكذا وجد الله في اسوء خلقه معذبا ومنكودا ومكروها، لذا هو اكثر تواضعا من جحور منسية في بطحاء خربة، هناك فقط امتحان وحشة الوجود والموجود، حيث معبد المخلوقات حيثما تكون مرارة وقحط وإيلام، هناك يجري التعرف اكثر على عري الذات في وحدتها، حين تصبح المكاره محركا للعودة الى النفس في قفرها وجرودها المتيبسة، قفارها المتسيبة حتى اقاصي حافة القحل المريع. هنا التوحد: عندما يسقط الانشداد الى اشياء خارجية ويفقد الحنين صلته بالنسيان، حين تنوب الاشياء عن الذات تفقد وحشتها، وقد ملأ التذكّر ضفاف الروح بالوحدة والبرزخ القفر.
هكذا يبدو المنبوذ اكثر تذكارية من المقبول وهو يمحو ذاتك كلما اتسع خطره ووحدته وقبحه، فيما يحل النسيان كلما ازداد السحر والاثارة والجذب، فالجمال قناع الحقيقة وهجرة الذات عن ملامحها القاسية، عند ذاك نتصور ان الاستعارة في الجمال تخلصنا قليلا من تذكر الذات ونحن بهذا الافيون.
مرة جديدة اطل باسمي، كي اعاقب نفسي بقراءة اسم ازعجني واضجر نفسي، كلما شاهدته ذيلا تحت بيان او مقال او نص، كم ساجد متسعا من الراحة حين اكتشف كاتمات الصورة والمشهد، كاتمات البصر بعد ان اتقن القتل كاتمات الصوت، من يمنحني كاتمات الحرف وامنحه كل البيان؟ دائما احتاج لرضا مستحيل كي اورط اسمي بافكار كتبتها، ومع اني لم ارض ولا مرة، فسابقى مشمئزا من نفسي وهي تتبنى صفوفا ومساندا ورواصف من الجمل والكلمات، كيف لي ان اتخلص من عادة الالتصاق بذاتي دون التسبب باذى لطرف..؟
كنت مجرد امارس العادة السرية عبر الكتابة، عن طريق الاستحلام العقلي والتاملي، الذي يتسبب بنهاية مقززة لذاتي وهي ترصف نفسها ببقايا الطمث اللزج والمقزز للافكار، لان الافكار تفقد وظيفتها النبيلة ما ان تكون عرضا ومعروضا لاسم ما، وحسبي لم يطمح الحلاج لمكانة شاعر ولا بوذا لرئاسة اتحاد الكتاب الهنود، لم يفكر المسيح ببطولة الكلمات الدالة بالجراح والالم، لم يحلم مرثد الخير واكثم بن صيفي (حكيمان عربيان قبل الاسلام) ليكونا مؤسسي قصيدة النثر، ولا فكرت الزبيراء وسجاح، فكهان تلك الازمنة البعيدة، ان يخلقوا البيئة الاسلوبية للقران! لم يفكر كونفوشيوس بجائزة نوبل..
لا شيء ينتحل اسمه ومسماه يدل على شهادة بل يدل على شاهد، كلما كان الاسم اقوى من النص يعني ركاكة النص وغباء المتلقي، لا شيء تمنحه التسميات التقنية او الوصفات اسما، قد يدل على فائدة، الا اذا تمكن من تقريب ايحاءاته بحراك الحياة وهي تهدم ملايين الاوثان بومضة برق. النزول عند رغبة الموجة لا يشابه السكون تحت افياء صنم.. او الرضا ببيان، تلك معادلة الافكار التي يسطع اسم مدونها على قوتها الداخلية، فمن لا ينس اسم المدوٍٍٍِِِِِن ليبقى في مادة التدوَين سوف يجد قيمة للافكار هنا حتما.هل كان هم نيتشة ان يكون فيلسوفا ام همه تمزيق نظام الحكمة التقليدية؟
تصادف ان يتورط الاسم بمسمى مهني ووصفي، واطلق الوصف ليس لاجله بل لاجل الخائفين من ضياعهم في احتدام الالغاز، وهكذا لا يطلق المسمى اسمه على ذاته انما كل المسميات جاءت خارج نفسها، من الاخر، لذا كل مسمى مشكوك في توصيفه، انه يمثل الاخر ولا يمثل نفسه. هذا الاخر هو الجزء الخائف والمرتعب من عصيان الاشياء على سيطرته فيتوهم السيطرة حين يسميها.
 احتجاز الافكار او المكشوفات باسم يعني ان الافكار والحكمة والنص كانوا مطايا لامتطاء غاية اقل نبلا وحكمة، لا تناظر جوهر ادعائها... لا يجب احالة النصوص الى حمير مغفلة لا تفرق بين قفى الانبياء وقفى اللصوص، المهم انها صاغرة لنقل عجيزة، كم حري ان يكون الحمار فيصلا بين العجيزتين! امنية مستحيلة للتحكيم بين المصائر المثالية للراكبين فوق الحمير عبر نظام بهيمي شامل..
كيف يفرق الكلب النابح في الصباح بين حارس ليلي او جسم اينشتين؟ انه الظلم البيولوجي، العدالة المتوحشة للفيزياء، وربما عدالة الرب تكتسب سوية الكلب في نظام النبح البيولوجي، وهو لا يفرق بين لص وحارس، بين دماغ اينشتين ودماغ بائع ثوم...
حتى هنا سيكون العدل ان نتقزز من اسمائنا... يا لهناء من لا يزعجه اسمه، هذا المفعم بالرضا، كجاموسة ضاحكة تطل ببراطمها المفلطحة، من على الشاشات كي تقنعنا انها اكثر عدلا من نباح كلب! الجواميس الضاحكة تريد ان تقنعنا دائما بانها تستحق التاييد والحب والاعجاب، تريدنا تصور الحكمة في شخير الكلمات المتلاطمة بفمها، وفي المحصلة نشاهد تاج ملك لكنا لا نشاهد الملك بل الجاموسة.

 
مشاعل سوداء في ظلام ابيض:
 هذا الصمت الطويل كان قصاصا لصورة الجاموسة في عرض الاسم على نص انها مرحلة [ الجومسة الاعلامية ]، الهروب من طرفة يهلكني الضحك فيها ومنها، الضحك على نفسي، ومن الهتوك ان يموت الكائن بضحكة، كان صمتي عبارة عن تدوين لتاريخ النسيان، مؤرخا للصامت الشهيد، وان نضطر لصرخة فلتكن صرخة اخرس!
 منذ زمن تجنبني القتلة وعفو عني (الانسان وسخ الباطن فهو يعرف كيف يكذب وكيف يحيل انبل الافكار الى مطايا تحمل عجيزته للسلطان والسلطة، فانت تستطيع شتم الهته ولم يواجهك خطره لكنه سيقتلك ان اقتربت من ملكه وسلطانه وان صليت لالهته).. اجل اعرف هذا، ولدي تسجيلات من جوامع التكفيريين في صيدا تقول بهذا، لانهم عرفوا تماما رغبتي في الموت خصوصا وانا جبان في إماتة نفسي وانتظار من يميتها، وهذا جعلهم يعتقدون ان المساهمة بقتلي نوع من الكبائر لانه يقوم بمساعدة منتحر والانتحار كفر، هكذا تملصت من استحقاق القتل، فعشت مطمئنا بين اعتى قتلة هذا الكوكب، ممن برد الدين قسوته حتى فاقت شراسة ذئب (احدهم الان النائب الاول للزقاوي – ابو محجن-).
كانوا يمازحوني كل يوم، وامازح شيوخهم بالقول: يا مولانا لو صح ما يقوله ابو هريرة عن المنتحرين في يوم الحساب والعيش بجهنم، لخدعت حراس الجحيم عن طريق تزويدي بجرعة كبيرة من الفاليوم، لانك لو نمت بجهنم او نمت في الجنة لا تجد فرقا بين النومتين، ولعلها امنية ان يبقى الفاليوم حكما ابديا لمنتسبي جهنم.. كان الشيخ يبتسم لي ويلعنني بآن، ثم يدلج حانوت القصاب لياكل عنده، وهنا كارثة لان الشيخ ياكل بشهر واحد ما يعادل ثورا!!
تصوروا ما شاهدت ذلك الشيخ الا وتذكرت ان كرشة مقبرة ثيران! وما اكثر مقابر الثيران تحت العمائم.(انها قصة ابتلاعي لكمية من حبوب الفاليوم حيث كتبت الصحف اللبنانية عني فكفرني ابو محجن وجماعته لكنهم حاروا في قتل ميت!).
 قبيل فترة قتلوا ابن اختي (رجل الدين علي الطائي ابن اية الله العظمة صالح الطائي)، تلك ليست رسالة موجهة لي وان كانت كذلك لمحوتها واعتبرتها قد اخطات العنوان، فالموت، الذي بي،لا يحتاج صندوق بريد، والموتى لا يستلمون رسائل الدفانين، لذا بسبب كراهيتي للشهداء، والمضاربات السياسية المقامة على جثثهم، فلا يشرف نفسي استعارت عذابات ميت، ولا يحبر نفسيي انساب الاضحية وقرابتها مني، فالكائن الذي يستمد شرفه وبريقه من نسبه ومن الضحايا والشهداء كمن يضارب بافخاذ حبيبته..
قتلوا الصغير علي، احزنني الامر قليلا على ذكريات قليلة حين شاهدته لاول مرة يوم عدت للعراق، وانتهت رحلتي باناشيد الصمت، لكني سرعان ما نقلت حزني لمكان اخر، على ذلك الشاب الذي يعتمر العمامة والجبة، يبقى عندي مثل ولد مشاكس، حميته من افكاري كي لا ينزع عمامته الموروثة عن ابيه، طردته من مجالسي كي لا يقطع الصلاة ورجوته ان يكرهني ولا يصدقني، كي يحفظ جيدا دروس الدعاء ومراسيم اللطم وزواج المتعة، نصحته البقاء في نعيم المغفلين ويترك دروبي الوعرة، الملبدة بالخسارات، ليتك كفرتني علي ولم تعرف مني احزان الرب على صرصار، ليتك بقيت برب يوصي بقطع الرؤوس..؟
قتلوا علي الصغير وسقطت عمامته في دوار المنصور! يا للمصادفة فابو جعفر المنصور لم يوقف غدره المعصوم حتى وهو ميت يبدو انه مات وفي نفسه بعض من اماني القتل والغدر والنذالة.. يا للمصادفة، هكذا يرمي التاريخ علينا حمله المشوه، فنحصد وقائع ومجتمعات مسوخا وسعالي وضباع خرافية.. المني ان يتحول علي في بورصة الشهداء، يتحول الى رصيد ادبي في بنك الاثرياء بارواح القتلى، الطبقات المتعالية بوظائف الالم والعذاب والجراح، هذا المنهج الذي حول الامهات الى اقذر مخلوقات الارض، لانهن عاهرات ان انتظرن ابناءهن بحلل الشهداء لا بازياء العشاق.
(هكذا همست باذن حسن العبد الله – كاتب قصيدة اجمل الامهات التي غناها مرسيل خليفة – وكتبت حينها في لبنان بان هكذا ام هي اما بقرة او عاهرة.

عاهرة تلك الام التي لا تبك موت وليدها المناضل
قذرة الامومة التي تفاخر بالشهادة وتنسى حزن الغائبين.. هكذا جرى تشويش منظومة الفطرة والبراءة، جنود الله قتلوا الله في ضمير المخلوقات حين امتنع الحزن في ام على وليدها، هكذا شوهت السياسة والدين والايديولوجيا ايقاعات النظام العاطفي والعقلي، فاصبحنا امام تجار دماء وامهات معهورات الوجدان، وحين تسقط الامومة وتكون عاطلة عن الدمع يسقط نظام الله ويحل نظام الشيطان، قصة الامهات العواهر تقلق منظوماتنا العاطفية وتشكل اكبر قيروس فاتك بالوصلة الانسانية، وهي مدار حوار عليه انقاذ الامومة من كذبة المفاخرة بدم ابنها، لقد حولتم الامومة لخزي بيولوجي، الامهات: هاتيك اللائي احتضن شهادة ابنائهن بالفرح كن بدان منذ الخنساء حتى امهات حماس وحرب الله ملالي ايران، اذ ليس الارهاب هو في هذا القتل بل في إيصال النظام العاطفي الى درجة خطرة قضت على فطرته وخلق نوعا من بلبلة مشاعر الامومة وتخريب الرابطة الإلهية والايثارية بين الام والوليد، فاي شيطان فعل هذا التشويش العاطفي؟
انه بلا شك ليس ابليسا بل بشرا! تلك حقائق المنظومات العقائدية الخطرة على الفطرة البشرية، اذ يبدو تعقيم الناس من العقائد والايمانيات التنويمية هو الفضيلة بعينها...
تخليصهم من ثقافة الله المجاهد يعيد الله بعد ان خطف دموع الام ووفاء الصداقة وحسن الجار والجورة، خطف النوايا الطيبة واستباح قيم الغدر والعسس وحلولية القتل بهيئة الثواب.
 كرهتك عليا حين اصبحت شهيدا ولم تبق جرحا ينزفه الغياب في نشيد الاماسي الخالية
كرهتك ككل الشهداء حين اسقطوا من قلوبنا حاسة الالم والعاطفة، لذا ان كنت رسالة لي فاعلن انها جاءت للعنوان الخطا، ان شئتم اقتلوا امي وسوف لا استلم الرسالة فادعي انها ماتت بالتهاب القولون او النزلة الصدرية، خذوا شهداءكم وقذاراتكم واحذية قتلاكم وارحلوا عن صندوق بريدي ورسائلي، فالموت يعرفني اكثر منكم، انا جامع الاشلاء باكياس القمامة! تلك ذاكرة قديمة، وجامع الدموع الكافرة في قراب النبيذ، حتى لا تفرقن بين مجرى البول ومجرى الدمع.
 اصبح عتيقا: ان اعرفكم كموجودات عديمة الرحمة، تبرد سيوفها وخناجرها في المعابد ونهطل دموعنا في الحانات، فايهما اقرب للدموع وايهما اقرب للحناجر؟؟!!
صار مضجرا: ان تفوزوا باكبر حاصدي القاب تمزيق الجثث والتشنيع بأعدائكم، واصبح مؤكدا ان تفوزوا بكل الاصوات، تمروا بكل الصناديق... هناك دائما ينتصر السوط على الوردة وتنتصر الزنزانة على الحرية، واذا كان النصر لكل هذا القبح فانا انتخب الخسارة، والعن الربح، حتى صارت في نفسي فوبيا اللحى والدشاديش والمصاحف، كلها تتشكل عندي ذاكرة دركولا.
منذ القديم تشاتمنا، فانا اول من رسم صورة لعمامة من خرطوم مدفع (عام 1988) برانويا المساجد محيت من ذاكرتي برانويا المخافر واقبية الامن والثكنات والشرطة، احتلت كوابيسي عمائمكم بعد ان اكتظها قديما ملابس الشرطة، عجبا حين يصبح المخفر آمنا والمسجد مخيفا.
ايها اللصوص، يا سارقي الامل من لباد رجاءاتنا الفقيرة حيث تلبست الحرية حجابا ولبس العدل عمامة وارتدى الحق لحية، منذ طل فجركم متشحا سواد المآتم والسرادق والمقابر وابتذال الموت، منذ همروجات اليسار القرمطي رقصات بابك الخرمي على مصاحف الشيوعية، منذ نزعات الامامية الديالكتيكية وشفعاء الفؤدوس الاحمر. في اوائل السبعينات بدا تاريخ من الالتباس الطويل، ترجلنا يومها من ظهور الخيل لمواجهة رباط الخيل! اجّلنا منذ ذلك الزمن البعيد كراهية الطغاة، لانكم سرقتم شعشعة الحرية والبستموها عمامة مجاهد، حتى بدا الطغاة اقل شرا منكم، واضمن حماية للامن والارواح من تلك الرسوليات الدموية القادمة في نصوصكم..
لا خبرة للتعذيب والقتل الا وفاق اتقانها في اقبيتكم ما كان في اقبية الجلادين.. ليس جديدا سلخ الجلود، ووضع الاحياء في البراميل ثم صب الخرسانات الكونكريتية على اجسادهم، وتحويل البراميل متاريس لحروبكم! هكذا حدث في طرابلس العام 1983، أي كوميديا وتسفيه للحم والعظام والانين البشري حيث يصبح كل هذا طرفة للمحاربين (شاهدت بعيني قبور الاحياء في متاريس الموحدين الذين صبوا الكونكريت على اجساط الكفار فهذا برميل فلان وذاك لفلان)، وهكذا سلخت جلود الناس في الشياح اواخر السبعينات، واصبحت الجثث الممزقة فرجة للضحك وانتم تسحلونها خلف السيارات في الشوارع..
هنا يؤرخ التاريخ، بل يؤسس لاخطر التباس وخدعة، فيقدم لنا مبدعي الجريمة، قادة التعذيب الخلاق على شكل معارضة للطغاة ودعاة حقوق وحرية.. أي قدر هذا واي حرية مصت ريعان شبابنا؟
بدا هذا الفجر الاسود منذ اواسط السبعينات، حين احتل هؤلاء عناوين الحرية والمعارضة والبديل، فكان " علمانيو " ذلك الزمان منشغلين بالاناشيد الثورية والاغاني والصراع على المكاسب، منشغلين كانوا بالفساد، او متناغمين مع دولة الطاغية البديل، وكل الطغاة من مزبلة واحدة (الدكتاتورية تحارب التوتاليتارية ونحن لا مكان لنا حتى في الهامش)...
اذن ليس غير الصمت ابلغ ترشبدا من الكتب والنصوص والافكار، وهكذا ما يحدث الان، فهو ابن الميكانيزمات القذرة وهي تتبادل توازن الرعب بين الضحية المفتعلة التي تؤرخ لنفسها ارث الالم والنضال وبين الجلاد وبالتالي تصبح الضحية جلادا معصوما ومقدسا، فالف جلاد سافل ولا حاكم مقدس، فيما لف الصمت والضمور والكسل مجموعات ومساحات التنوير، حتى بدات مشاعل سوداء في ظلام ابيض.

يتبع [/b][/size] [/font]