المحرر موضوع: إلى متى نبقى على هذا الحال ؟!!  (زيارة 1373 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Gorgis Barwari

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 19
    • مشاهدة الملف الشخصي
إلى متى نبقى على هذا الحال ؟!!
كوركيس ايشو البرواري

من المؤكد ان الكثير من شعوب العالم المختلفة تعرضت للتعذيب والقهر والاستبداد ولكن على رأس تلك الشعوب يأتي شعبنا الآشوري من حيث استمرار تعرضه للقهر والتهجير القسري وسلب الإرادة والمذابح الجماعية السرية والعلنية منذ سقوط الإمبراطورية الآشورية عام/605ق.م الى يومنا هذا وما تواجد الجاليات الآشورية الكبيرة في دول المهجر إلا دليل على ذلك .
ومن جملة الأسباب الكثيرة التي أدت لذلك يأتي عدم توحد الشعب الآشوري أو بالاحرى عدم وجود الهرم القيادي القادر على توحيد الشعب على رأس تلك الأسباب، فالمذابح التي تعرض لها شعبنا عام/1915 والتي راح ضحيتها آلالف مؤلفة من خيرة أبناءه وبناته لم يتعض منها قادتنا آنذاك حيث وبعد عامين من تلك الأحداث الجسيمة وتحديدا عام/1917 وعلى اثر قيام الثورة البلشفية في روسيا وقرار قادة الثورة بانسحاب روسيا من الحرب العالمية الاولى وبالتالي انسحاب القطعات الروسية المتواجدة في شمال ايران وبالقرب من الحدود العراقية .
وهنا طلب قائد القطعات الروسية من أبناء شعبنا المتواجدين هناك بالتوجه معهم الى روسيا تفاديا لمذبحة أخرى قادمة ولكن وكما اشرنا سابقا فان غياب القيادة الموحدة ذو النظرة المستقبلية الثاقبة أدى الى عدم بلورة قرار موحد سواء بالموافقة او النفي حيث كان هنالك من يؤيد فكرة النزوح مع القطات الروسية المنسحبة وبالضد من ذلك كان هنالك من لا يزال متعلقا بالوعود البريطانية الكاذبة وبالتالي أدى كل ذلك الى انقسام في الرأي والقرار حيث نزحت آلاف العوائل الآشورية مع القطعات الروسية .
وأما العوائل الباقية فكلنا نعلم جيدا ما تعرضت له من قتل واغتصاب وتشريد حتى وصل عدد قليل منها الى داخل الحدود العراقية حيث اسكنهم الإنكليز في مخيم بعقوبة.
لسنا هنا بصدد المذابح التي تعرض لها أبناء شعبنا الآشوري فالبرغم من كثرتها فانها معروفة للجميع ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الوقت بالذات وبإلحاح هو الى متى نبقى على هذا الحال؟ والى متى لا نتعض من مآسينا ؟
فقراءة بسيطة لواقعنا السياسي تبين مدى فرقتنا وابتعادنا عن بعضنا البعض أكثر من أي وقت مضى لان جميع الشعوب والمجتمعات قاطبة تتحد عند وجود خطر يهدد كيانها إلا نحن فبالرغم مما يتعرض له أبناء شعبنا في الوطن من قتل واختطاف وتهجير واغتصاب فاننا لم نرى لحد الآن أية بادرة من أي تنظيم سياسي لتوحيد الكلمة ورص الصفوف بل العكس من ذلك فما زالت النعرات المذهبية والنفور الشخصي هي السائدة.
أليس من واجب سياسي شعبنا ان يأخذوا مصلحة الشعب العليا بنظر الاعتبار لان الاستنكار الفردي من هذه الحركة او ذلك الحزب السياسي لا يجدي نفعا ولا يخدم المصلحة القومية لان وجود السياسيين من وجود الشعب وجميعنا يعلم المثل القائل بان شيخا كبيرا عندما اقتربت نهايته جمع أولاده وأعطاهم عودا واحدا لكل منهم وطلب ان يكسروه فكسروه بسهولة ولكن عندما جمع الأعواد في شدة واحدة لم يتمكن أي واحد منهم من كسرها فعلمهم بذلك ان يتوحدوا لان القوة في التوحد وليست في الفرقة وأخيرا فهل من مجيب خدمة لمصلحة شعبنا الآشوري المغلوب على امره.[/b][/size][/font]