عالقوش تعيش احداث الام المسيح بحقيقتها
شهدت القوش يوم الجمعة الماضية حدث انساني حقيقي بتجسيد مراحل درب الصليب التي عاشها مخلصنا يسوع المسيح وذلك في سفح جبل القوش الشامخ بمسيحيته. وكادت الحادثة ان تكون حقيقة مثلما عاشها اجدادنا في حينها فعندما نتابع الافلام العديدة التي جسدت هذا الحدث نرى وبوضوح الخدع البصرية التي استخدمت في التمثيل ولكن جل ماحدث في واقعة القوش كان حقيقيا حيث الجموع تذرف الدموع متاثرة بدور الفنان هديل كوزا والانسة ميرنا ليث
الذين جسدا دور سيدنا المسيح ومريم العذراء بالاضافة الى ابداع جميع الكادر
التمثيلي بادوارهم, والحدث الابرز الذي حدث هنا هو انه في
الانجيل يذكر انه يوم صلب المسيح كان الجو مشمسا وهادئا الى لحظة رفع الصليب حيث ركضت الغيوم لتخبئ الشمس وهبت رياح قوية وهذا ماحدث بالفعل اثناء اداء العمل في القوش.
عنكاوا كوم التقت بمخرج العمل الاستاذ جلال جما وسالناه عن فكرة العمل وماهيته فحدثنا قائلا:
زارني الاب سالار والفنان هديل كوزا وطرحا علي اقامة فعالية درب الصليب في منطقة شمال غرب القوش على سفح جبل قريب من مرقد النبي ناحوم فبادرت الى طرح بعض الاراء والافكار وفجأة وجدت نفسي في قلب الحدث وبعد الاستفاضة والتطرق الى بعض التخوفات ذلك ان الموضوع
مطروقا عالميا من قبل شركات ومؤسسات ذات باع طويل في مجال التمثيل والاخراج والتقنية السينمائية واخترنا السعي في التاكيد على محلية الحدث عبر استثمار المكان وتوظيف الافكار والموضوعات بما ينسجم مع واقعنا ويؤثر به ويلقى الصدى الجيد في نفوس الحضور ومن المعروف ان الجمهور الالقوشي هو مشجع اساس لهذه المبادرة فضلا عن الحماس والاندفاع الرائع الذي لمسته لدى الفنان هديل كوزا صاحب المبادرة والذي لم يكتفي بطرح الافكار فحسب بل يسعى الى العمل دون كلل او ملل ومع الايام اكد على مستوى من الطموح والثبات والتضحية علما انه كان قد قام بنفس الدور سنة 1999. فوجدت في اعماق هذا الشاب الموهوب الطموح خزين من الافكار والاراء واعتمادا على المعطيات الانفة الذكر انطلقنا وعلى بركة الله وجهود المتطوعين بالعمل الجدي وفي تواصل مستمر مع الاب اميل نونا الذي اعد التعليق الذي حرص من خلاله نقل موضوعات معاشة محاولا كشف الاخطاء التي يجب ان نتجنبها ونتحد مع يسوع في رحلة الالم الى حيث المجد, وبدوري عكفت في قراءة النصوص المطلوبة وبالاخص محاكمة بيلاطس ليسوع وتأوين الحدث للتاكيد على تلك المعايير السياسية والمصلحية الانانية التي رشح عنها اطلاق المجرم باراباس والحكم على يسوع البار بالموت , وهكذا عبر 14 مرحلة من مراحل درب الصليب حرصنا من خلال العرض والتعليق على التاكيد على موضوعات ذات مساس في حياتنا وهواجسنا اليومية وسعينا عبر كل الموضوعات المطروحة تقديم رسالة ايمانية نحن باحوج مانكون اليها اليوم حيث الضبابية والخيبة تسود في النفوس
كما في الواقع.
وبعد استكمال التحضيرات وفي فترة وجيزة قياسا بحجم العمل والعدد الكبير للممثلين والممثلات من شبيبة القوش المتطوعين فضلا عن مصممي الازياء والاكسسوارات انطلق الفريق بثقة وبعد صلاة وجيزة الى مكان العرض حيث بدا بمشهد قوي تفاعل معه الجمهور وساد الصمت والانتباه حتى قال الاب اميل " لو رميت ابرة على الارض لسمع صوتها " وهكذا توالت المراحل الاخرى وبنفس القوة ومزيد من التاثير
فذرفت الجموع دموعا غزيرة كأن الحدث يحصل اليوم تماما وما اعطى القوة للفعالية هو مصداقية الاداء وممارسة الجلادين الضرب الحقيقي الذي طبع اثار
حقيقيه على جسم هديل الذي قام باداء دور يسوع, علاوة على ما ادته الشابات اللواتي تقمصن فعلا في دور مريم ام يسوع وبنات اورشليم حيث سقين يسوع بالماء ووارينة التي مسحت وجه يسوع في مرحلة من مراحل درب الصليب كما قدم الشباب ايضا ملامح رائعة ترسخت مع المشهد العام والجو الذي اضفاه الجمهور الغفير على مدى كل المراحل,
لقد تمكنا من خلال هذا العمل ان نحول الكلمة المجردة الى مستوى من الاحساس والشعور والوصول
بها الى دلالاتها العميقة, حتى السماء اعطت رسالتها فما ان رفع يسوع على الصليب توارت الشمس خلف غيمة داكنة ظهرت فجأة بعد يوم مشمس خالي من الغيوم تماما وهذا ماحدث فعلا اثناء صلب يسوع له المجد , ولشدة تاثر الحضور ابى ان يترك المكان بعد انتهاء الفعالية وقد لاحظت امراة شقت طريقها الى يسوع تمطره بالدموع والقبل وبقي يسوع (الممثل) محاصرا بالحشود مما اظطرنا لفتح الطريق بواسطة من مثلوا دور الحرس وبعدها قدنا هديل مشيا الى مدرسة مارميخا وانتهى نهارنا ببعض الصور التذكارية والتهاني المتبادلة وفي النية استكمال ماتم انجازه وتطعيمه ببعض الصور والمشاهد الضرورية لاعطاء هذه الرسالة بعدا اشمل.