المحرر موضوع: المجلس الشعبي ( الآشوري الآشوري الآشوري)  (زيارة 1768 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعد عليبك

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 471
    • مشاهدة الملف الشخصي
                المجلس الشعبي ( الآشوري الآشوري الآشوري)

 
 ان السرعة التي تشكل فيها المجلس الشعبي المسمى بالكلداني السرياني الآشوري ، و الطريقة التي تم توزيع المناصب القيادية فيه ، و صنبور الدولارات المعطوب العداد المفتوح فوقه ، والدعم الاعلامي الكبير له من خلال فضائية عشتار الآشورية و موقعها الكتروني و كتاب جدد لخدمة أفكاره ، وإستمرار هذا الدعم اللامحدود و على اختلاف اشكاله وفي هذه المرحلة بالذات كان الهدف منه تسريع ولوجه الى الساحة القومية و السياسية  وبالتالي ليجعل منه طرفاً قوياً و مؤثراً في المعادلة القومية.
كل هذه الامور كانت موضع شكوك و حذر من قبل المتابعين و المهتمين بالشأن القومي و كل من لديه دراية بسيطة في المجال السياسي عن الدوافع والاهداف الحقيقية التي تقف وراء تأسيس هذا التنظيم .

 العوامل المذكورة اعلاه ساعدت المجلس الشعبي في تمكينه وخلال فترة قصيرة نسبياً مقارنة بالتنظيمات الأخرى العاملة في الساحة ، من إحاطة نفسه بقاعدة موالية ليست بالقليلة ، لكنها من النوعية المتذبذبة و سريعة التحول و التقلب ، تحركها بوصلة المصالح الشخصية  والرياح الموسمية، و اسباب ولائها محصور بين الحاجة الى المال او زيادته في ظل الضروف الاقتصادية الغير مستقرة في البلد ، أو في الاستقواء بالمجلس في صراعاتها الحزبية او الشخصية ،بالاضافة الى وعود بالحصول على امتيازات ومناصب ادارية و سياسية في المنطقة.
و لا اعتقد بأن الكلدان الذين دخلوا الى المجلس هو ايمانهم بطروحاته القومية او الأيدولوجية أو السياسية كما يريد ان يوهمنا به البعض، وخير دليل على ذلك هو ما يقوم به المجلس الشعبي من تهميش و اقصاء لكل ما هو كلداني و الترويج للسلعة الآشورية في كل مناسبة عملياُ و اعلامياُ ، و بالتالي اصبح انتماءه آشورياً حصراً وبإمتياز .
ان المجلس الشعبي ومن خلال تبنيه للآيدولوجية الآشورية و رموزها و تنكره العلني لكل ما هو كلداني أنما بذلك اصبح دوره في الساحة القومية و السياسية يلتقي و يتطابق كلياً مع الأحزاب و المؤسسات الآشورية التي تقف بالضد من القومية الكلدانية ، عدا وجود بعض الخلافات الشخصية مع بعض زعامات تلك التنظيمات.

  استمعت مرة قبل اكثر من عام الى الاستاذ جميل زيتو يتحدث الى مجموعة من أهالي احدى القرى اثناء توزيع بعض المعونات عليهم يقول" ان مجلسنا سميناه ( كلداني سرياني آشوري) ، لأن ألأكثرية العددية لابناء شعبنا هم من الكلدان ، و بعدهم السريان و من ثم الآشوريون" .
طيب اذا كان المجلس على هذه الدرجة من العدالة في تقديم و تأخير التسمية حسب الزخم العددي لها ، أليس المفروض أن تعمم هذه العدالة المتميزة على كل المسائل العالقة الأخرى كالعلم القومي و سنة أكيتو و يوم الشهيد و في توزيع المناصب و في المرشحين للإنتخابات؟.
ولم يمضِ وقت طويل حتى جائنا الجواب الشافي و الواضح و الأكيد من أفعال و تصريحات هذا المجلس خلال العامين المنصرمين،  و الذي أثبت العكس تماماً ، اي لا حمص للكلدان في مولد  هذا المجلس الشعبي ، بل ان وجودهم ليس اكثر من كتل بشرية فاقدة لخصوصيتها ، يحق لها العيش على ان تتبع الآشورية في كل شيء ، و ان تكون متواجدة في المسيرات الآشورية للرقص و التصفيق و رفع الأعلام و الصور و اصدار بيانات تأييد انترنيتية والرد على كتابات و انتقادات إخوتهم القوميين الكلدان .
و بالتطبيق التدريجي لأفكار المجلس الشعبي على الواقع و المستمدة من الآيدولوجية الآشورية حصرا  فإن:
يوم الشهيد الآشوري أصبح يوما للشهيد الكلداني السرياني الآشوري
و العلم الآشوري أصبح العلم الكلداني السرياني الآشوري
ورأس السنة الآشورية أصبحت راس السنة الكلدانية السريانية الآشورية.
و هلم جرى ، و لا ندري ماهو مخبأ لنا في مخطط هذا المجلس؟.

هكذا أكد المجلس الشعبي انتماءه الآشوري بجدارة من خلال تبنيه ليوم الشهيد الآشوري و الراية  و السنة الآشوريتين و تنكره لكل ما يرمز الى الكلدان و حضارتهم ، و بذلك تتطابق آيدوليجيته تماماً مع كل الأحزاب الآشورية الراديكالية الناكرة للوجود القومي الكلداني.
هل هناك شك بعد كل هذا بأن المجلس الشعبي ليس ثلاثي الآشورية؟.

و إذا ما عاتبنا اخوتنا الكلدان الموجودين في المجلس الشعبي على هذا التهميش المقصود للكلدانية ، فيتبرر احدهم بالقول  بان في مقدمة اولوياتهم هي المطالبة بالحقوق القومية المتمثلة بالحكم الذاتي و ليست التسمية القومية! ، اي ان التسمية و رموزنا القومية الكلدانية حين تتعرض للمسخ و التشويه ومن داخل المجلس الشعبي لا تعنيهم شيئاً ! ، متناسياً تأثيراتها السلبية على مستقبل هذا الشعب وحقوقه القومية و معنويات ومشاعر ابناءه.
ثم ما الحكمة في هكذا حكم ذاتي إذا نحن الكلدان خسرنا فيه تسميتنا ورموزنا القومية و علمنا و خصوصيتنا؟. حينها  سيكون كل شيء مرتباً ليتحول هذا الحكم الذاتي الى إقليم آشور آشوري و الكلدان فيه مسـتأجرين!.

اسئلة عديدة تطرح نفسها اليوم على الكلدان الموجودين في المجلس الشعبي الآشوري وهي :
أين دور الكلدان في المجلس الشعبي؟
 و كيف سمحوا لأنفسهم بالموافقة على هذا التهميش للكلدانية؟
و اذا ليس لهم دور ولا صوت مسموع في هذا المجلس، فماذا يصبرهم على البقاء فيه ؟
و لماذا يقبلون في ان يكون اسمهم بالحصاد و منجلهم مكسوراً ؟ و أخيراً كما يقول المثل العراقي " شجابرهم عالمر" و ماذا ينتظرون؟.

  الكلدان في المجلس الشعبي كأفراد و كمؤسسات تقع عليهم اليوم مسؤولية أخلاقية كبيرة ، و يجب عدم  السكوت تجاه سياسة التهميش و الإقصاء المتعمد الذي يمارسه المجلس الشعبي للكلدان و الكلدانية ، بل عليهم ترك المجلس فوراً تعبيراً لرفضهم لهكذا ممارسات و يباشروا اتصالاتهم  و يوحدوا جهودهم للعمل مع المؤسسات الكلدانية الأخرى من اجل بناء بيتنا الكلداني الذي يسعنا جميعاُ .
 اما البقاء و المراوحة على هذه الحال و انتظار فرحة  رأس الشهر ، فهذا يعني بأنهم  يساهمون في ما يقدم عليه الآخرون في التمادي في الغاء قوميتنا و تهميش دورنا القومي.


ان بيان التنظيمات الكلدانية حول احتفالات اكيتو الذي صدر بتاريخ  31/ 3  /  2009 و المنشور على الرابط ادناه:
http://www.chaldeanparty.com/forum/showthread.php?t=1287

و الذي وقع عليه كل من السيد  رويل داود و د. حكمت حكيم و السيد سعيد شامايا و السيد ضياء بطرس  حول عيد أكيتو ، ربما كان رد فعل على تهميش المجلس الشعبي للكلدان ، و بالرغم من ان البيان كان قصيراً و على عجالة حيث لم يتم فيه ذكر السنة الكلدانية و لا التسمية الحقيقية لرأس السنة الكلدانية البابلية ، الاّ انه يمكن اعتباره فاتحة خير نحو بناء علاقات متينة بين تنظيماتنا الكلدانية اساسها المصلحة العليا للشعب الكلداني.
 نتمنى ان يترجم هذا البيان الى صيغة عملية في بناء البيت الكلداني و استعادة الكلدان لقوتهم وتأثيرهم و مكانتهم الحقيقية و التوقف عن الركض خلف شعارات الهدف منها ابقاء الكلدان في وضع المراوحة.


سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com