المحرر موضوع: أضواء على مقررات السنهودس الكلداني الأخير في عنكاوة  (زيارة 1476 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منصور سناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
أضواء على مقررات السنهودس الكلداني الأخير في عنكاوة

    إنعقد السنهودس الكلداني في الثامن والعشرين من نيسان لغاية الخامس من أيار ، في مدينة عنكاوة – أربيل
وفي ختام المؤتمر اصدر بيانا طالب إدارج الكلدان كقومية مستقلة في دستور إقليم كردستان ، وأصدر مقررات أخرى ، ولكني سأتناول الفقرة المهمة جداً آنفة الذكر لإنها القشة التي ستقصف ظهر البعير كما يقال .، علماً
بأني أكن كل الإحترام والتقدير لرجل الدين الذي نذر نفسه بصدق لخدمة شعبه كما أمره المسيح له المجد .
   من المعروف لشعبنا ، وكل من إشتمّ رائحة العقل والمنطق ، وكل سياسي حاذق وحصيف ، يرى بلا مواربة
أن وحدة الصف ووحدة الخطاب القومي ، هو العمود الفقري المساعد لنيل أية حقوق حتى ولو كانت مشروعة ،
وإن شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ، قد تضاءل عدده بفعل العوامل التاريخية ومتغيراتها ، بالإضافة إلى
الهجرة الكبيرة التي طالت شعبنا منذ الحرب العراقية الإيرانية وحرب الكويت ، وبعد سقوط النظام السابق ،
فقد هاجر أو تهجّر أكثر من نصف شعبنا ، للإسباب آنفة الذكر وما مورس في حقه من إختطاف وقتل على
الهوية وتفجير الكنائس وقتل رموزنا الدينية ، وهي معروفة للقاصي والداني ، وإن بقاء شعبنا في العراق منوط
بمدى الآمان والإطمئنان إلى مستقبله ، وشعوره بالمساواة والحرية وإستقلالية القرار والمصير ، وهذا لا يتحقق
إلا بوحدة شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ، حيث لا يمكن لهذا الشعب لكي يحصل على حقوقه كاملة غير
منقوصة بغير الوحدة ، أما المطالبة بإدراج الكلدان كقومية مستقلة ، فهذا لا يخدم شعبنا لا من قريب ولا من بعيد
وهذا ما يتمناه لنا من لا يحبنا، ويريد إفراغ العراق خاصة والشرق الأوسط عامة  من مسيحييه .
    والسؤال هو : هل إدراج الكلدان كقومية مستقلة في دستور الإقليم يخدم شعبنا ؟ علماً بأن الكلدان والآشوريين
مدرجان في الدستور المركزي ، وإن جهوداً كبيرة بذلها المجلس الشعبي منذ تأسيسه مع المكونات الأخرى  ، إلى
لجنة تعديل الدستور ، والذي من مصلحة شعبنا أن يتبنى مبدأ القومية الواحدة والشعب الواحد ، حتى ولو كانت
لدينا التسمية المركبة والتي أقرها مؤتمر عنكاوة كمرحلة مرحلية لحين ألإتفاق على التسمية ، حيث إن دماء
شعبنا مختلطة مع بعضها خلال الاف السنين ، وإن لغتنا وعاداتنا وديننا وتراثنا وتاريخنا وأرضنا مشتركة ،
فكيف نتخيّل ثلاث قوميات ؟ ولمصلحة من يقسّم شعبنا ؟ وإن الجهود الجبارة التي بذلها الغيارى من أبناءشعبنا
من مثقفين مستقلين وأحزاب سياسية وبعض رجال الدين ومنظمات وجمعيات ، والمجلس الشعبي بكافة فروعه
في الداخل والخارج ، كلها ستذهب أدراج الرياح ، إذا تبنى إقليم كردستان مطاليب السنهودس الكلداني لا سامح
الله ، لإنه وببساطة ليس في مصلحة شعبنا بالمطلق ، وهو الرجوع إلى نقطة الصفر ، وما دون الصفر ، لأن
تفتيت شعبنا إلى ثلاث قوميات رغمّ عددنا الضئيل مجتمعين  كقومية واحدة، فكيف لو كنا متفرقين ؟
   إن مقررات السنهودس الموقر كانت مخيبة لإمال شعبنا في الوحدة ليتمكن من نيل حقوقه المشروعة ، من
مصدر القوة، والقوة لا تتأتى إلا بالوحدة والتضامن والتضافر ، وكذلك بقاء من تبقى في الوطن منوط بذلك ،
وعودة المهاجرين والمهجرين وإستثمار أموالهم وطاقاتهم العلمية والمعرفية في خدمة شعبهم ووطنهم العراق
بات بعيد المنال ، والمستقبل المظلم ينتظرهم  ، بعد أن نسفت مقررات السنهودس كل ما بناه شعبنا خلال
السنوات العجاف في زمن الطاغية وبعد سقوطه .
     ونطلب من سلطات الأقليم تبني مطاليب شعبنا الممثل بالمجلس الشعبي والأحزاب العاملة معه والمطالبة
بقومية واحدة وحقوقها المشروعة بما فيها الحكم الذاتي في مناطق تواجده حالياً ، كما ونطالب السلطة المركزية
ولجنة تعديل الدستور ،إدراج حق شعبنا ، والأقليات القومية الأخرى ، في الحكم الذاتي ، ضمن العراق
الديمقراطي الفدرالي الموحد .   
    وللتذكير ، والمطارنة الأجلاء اعلم بما جاء به المسيح ، وحثه لتلاميذه برعاية شعبه ، وشبههم بالرعاة
والشعب بالخراف ، وسأل سمعان بطرس : أتحبني فقال : أنت تعلم بأني أحبك ، فقال له : إرع خرافي ،
وكررها ثلاث مرات للتوكيد.
   إن المسيح له المجد جاء لكل الأمم والشعوب ، ولم تكن هناك مذاهب ، بل تعاليمه واحدة وإنجيله المقدس
واحداً ، فهو الحق والطريق والحياة .
    والسؤال الذي لا بدّ منه للسنهوس الموقر ، هل جعلّنا ثلاث قوميات ، هي رعاية للخراف التي آمنكم عليها
المسيح له المجد ؟ فبدل أن تجمعوا شملنا وتوحدوا كلمتنا ، عملتم العكس ،واصبحتم حجر عثرة ،  عجبي ؟؟؟
  ولو كان بيان السنهودس الموقر ، يحتوي على مطاليب دينية ، فكان شيئا طبيعيا ، وضمن الإختصاص ، أما
المطاليب السياسية ، فهي خارج إختصاصه ، في حين أن معظم دول العالم المتقدم قد فصلوا الدين
عن السياسة ، ورجل الدين ينصب إهتمامه بالامور الروحية والإنسانية ، للتذكير فقط ، ومصلحة شعبنا
المظلوم من وراء القصد .

منصور سناطي