المحرر موضوع: مطر صيف مطر صيف  (زيارة 1110 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عصام خبو بوزوة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 172
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مطر صيف مطر صيف
« في: 10:14 03/03/2006 »
مطر صيف                                                                                                                                               سيدي الرئيس جلال الطالباني لو ادير العراق وفق نفس الاسلوب الذي اتبعته في ادارة محافظة السليمانية لما شعر عراقي واحد بان من يجلس الى جانبه في اي مكان مختلف عنه او متفق معه على المذهب الديني او التوجهات السياسية ولو خرجت قليلا من صمتك الحالي وصرخت باعلى صوتك معبرا عن المبادىء التي حملتها يديك لاقليم كردستان من حرية وعلمانية ونظام يحكم الجميع وغيرها الكثير من القيم التي نحن بأمس الحاجة اليها اليوم ربما كنت بذلك قد وضعت البلد ككل على نفس الطريق . فخامة رئيس الوزراء اذا كنتم انتم الكبار منشغلين بانقساماتكم فمن ياتراه سيعلم البسيط  تلفظ  حروف الحياة ؟ من سيلقنه طرق التعبير الراقية  ويمكنه من الوقوف بكل ثقة امام العالم ليعبر عن نفسه قائلا انا عراقي قبل ان يعترف بانه عربي او كردي ويسعى الى اثبات حضوره الشخصي والاجتماعي في وطنه وليس في طائفته او مذهبه او فيما يستقيه من افكار ومبادىء يشعر بانها هي وحدها الصائبة والعالم كله على خطا . سيدي الرئيس استبشرنا خيرا برؤساء عهد ما بعد الطغيان وسررنا برؤية سدة الحكم مكانا يجلس عليه المتفهمون الراشدون الهادئون امثال الياور والطالباني الذي يعشش حبه في قلوب المتحررين في العراق وخارجه وبدءنا نحضر الأكف استعدادا للتصفيق فالانجازات قادمة وهذا ماسمعناه عن تجربتكم الخاصة في كردستان وما توقعناه للعراق ككل .            ولكن للأسف استفقنا ونحن في عراء فاضح واشبه ما يكون حكمائنا بالاطفال لينطبق عليهم مثل اجدادهم القائل (( ناس تجر بالطول وناس تجر بالعرض)) وبدل ان نرى اتفاقا على مصلحة العراق وجدنا اختلافا في مصالح ابنائه وفرقة في نظرتهم نحو المستقبل وبدل ان نجد معادلات تطبق في بلدنا وجدنا اختلالات ترقص في وضح نهار العراق كالبهلوان لتثير ضحك الاخرين وسخريتهم من ديمقراطيتنا واسلوبنا في تشكيل الحكومات وفي توزيع الحصص السياسية من المناصب العليا ومؤخرا حتى في قرارنا السياسي وتوجهاتنا نحو العالم التي أثبتم بانها تنطلق مشتتة وضعيفة دون اجماع ومصداقية ومباركة برلمانية واذا كان اهل البيت لايبالون بابوابهم وشبابيكهم فما عساه الجار ان يفعل امام السراق . واليوم كل العراقيون يعرفون ان اختلاف رئيس الوزراء عن رئيس الجمهورية في التوجهات حقيقة واقعة وليس العراق تجربة اولى في هذا المجال فرئيس فرنسا ايضا لايؤمن بنفس التوجهات التي يسير عليها رئيس وزراء حكومته والكل يعرف ان الطالباني ذو توجه علماني والجعفري له توجهاته الدينية وان الاثنين وصلا الى تلك المناصب بدعم من الكتل السياسية التي ينتمي كل واحد اليها ولكن رغم ذلك فالاثنين مشتركين بقيود ثقيلة تعيدهما الى الحوار كلما اختلفا مهما كان الاختلاف مجددا يتفقون على ماهو خير لمصلحة البلد لكي لايجلسون في القادم من الايام في المربع الذي يجلس عليه صدام اليوم وربما الاخير كان محظوظا بحصوله على ذلك المربع لان رؤساء كثر لم يحظوا بتلك الفرصة كالجنرال شاوشيسكو مثلا . واذا كان كبار البيت لم يكتفوا بعد من اللعب ولم ياخذوا الامر بجديته الخطيرة فاعذروا الصغار اذا تشتتوا واهملوا تصريحاتكم واستخفوا بندائاتكم مردديين أغنيتهم الشعبية القائلة حجيك مطر صيف ستسمعوها منذ الان وصاعدا . فمطر العراق الصيفي لايقوى حتى على اسكات ذرات رمالنا الصحراوية او اثارة رائحة الرطوبة من الطرقات فلا يبالي المارة اذا هطل عليهم مطر تموز مثلا والذي أشبه ما يكون اليوم بكلامكم وستخرج كلماتكم من اذهاننا كما دخلت دون ان ترطب عقولنا القاسية او تهدأ من قوة انجرارنا نحو العواطف الدينية والعرقية والتي اثبت التاريخ بانها لم تبني بلدا في يوم من الايام ولم تكن فيه خبزا يسد جوع الفقراء ولك يا جارة هذا الكلام فأسمعي يا حكومة .





                                                     عصام خبو بوزوة - تلكيف