المحرر موضوع: الأعزاء في الكنيسة الكلدانية..الحقيقة هي التي تجرحكم.. وليس الآشوريين  (زيارة 1717 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جورج ايشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 421
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأعزاء في الكنيسة الكلدانية..الحقيقة هي التي تجرحكم.. وليس الآشوريين 

كلمة لابد منها...
انا هو الطريق والحق والحياة
بقلوب حزينة نتقدم بأحر التعازي والمواساة إلى ذوي الشهيد الطفل القديس توني ادور شاؤؤل، سالين الرب عز وجل ان يمنحكم القوة والقدرة لتتخطوا هذه المنحة، بصلوات الطاهرة مريم العذراء.


بالحقيقة، لم يكن هذا الوقت، مناسباَ، لكتابة المقالات والدخول في نقاشات حامية مع أحبتنا وأقاربنا في الكنيسة الكلدانية، وذلك بسبب موضوع القومية الكلدانية الحديثة الذي ظهر فجأة على الساحة العراقية . كن نطمح ان تكون نقاشتنا وكتاباتنا ومداخلاتنا حول مواضيع اخرى أكثر أهمية من التي نحن بصددها ، فعلى سبيل المثال، القتل الذي طال ابناء شعبنا ونهبهم وسلبهم وتهجيرهم من منطقتهم، وهضم حقوقهم الشرعية. هذه كلها مواضيع مهمة وتحتاج الى وقفة جادة من جميع منظماتنا الدينية والسياسية  لدراستها لكي نصل الى النتيجة التي تمكننا من معالجة الموقف، بأسرع وقت وبأقل جهد.

ولكن، وكما هو واضح على ارض الواقع، أن التعصب المذهبي عند الأحبة الكلدانيين يدفعهم لكتابة أشياء غير منطقية وغير مشجعة بالمرة لتوحيد صفوف شعبنا. ولأسوء من هذا وذك، أنهم لا يتفقون معنا حول ما نأتي به او على الأقل ما يأتي به  المؤرخين حول موضوع التسمية الكلدانية.  راغبون بزيادة الانشقاقات في هذه الأمة بمساندة الآباء الروحيين، كما فعل آبائهم بكنيسة المشرق الشيء نفسه. فهذا بالحقيقة ظلم وضلال ويجب عليكم رفعه من وصتكم، لكي يرتقي مستوى الحوار الى الأفضل.

أيها الأخوة في الكنيسة الكلدانية أن التاريخ يخبرنا عن انجازات عظيمة  حققها أبناء كنيسة المشرق، الذين وصلت إقدامهم الى الجزء الشرقي والغربي من قارة آسيا، وعلى الجانب الشمالي، وأماكن بعيدة، مشياً ، وذلك من اجل الكرازة بإنجيل المسيح. ولم يُهمل (أي التاريخ) أيضاً من ذكر الانشقاقات التي  طالت كنيسة المشرق على دفعتين، الأول كان عام 433م والثاني عام 1844 ولكل منهما سبب، فالأول كان بسبب العقائد اللاهوتية والثاني بسبب الغيرة التي طالت باباوات روما وذلك بسبب الانجازات العظمية التي حققتها كنيسة المشرق في الخط التبشير. فان المؤرخ العلامة الدكتور الراحل هرمز ابونا يقول في كتابه "الآشوريون بعد سقوط نينوى" في صفحة 30 هذا القول: "وكنتيجة للجهد المتواصل الذي بذلته  أجيال المبشرين من بلاد آشور وبابل الذين وصلوا المناطق النائية في اسيا مشيا على الأقدام، نقول ان تلك الجهود كانت قد أثمرت في كل مكان، وحين تسنى لمبعوثي اوربا الكاثوليكية التعرف عن كثب على الحياة السياسية والدينية للمغول فأنهم لمسوا لمس اليد المكانة المتقدمة التي كانت عليها كنيسة المشرق داخل التجمعات المغولية سواء الرعية او الحكام. و هذا ما دفع روما في تقسيم كنيسة المشرق قبل أي كنائس اخرى".

وبعد الانشقاق الثاني أيها الأحبة، ظهرت الكنيسة الكلدانية التي انتم قائمون فيها والتي تريدون ربطها وبدون أدلة تاريخية بالكلدان الذين غزو بابل ونينوى عام 626م وفرضوا سيطرتهم على بلاد النهرين وبلاد الشام. ولم يكن لهذه الكنيسة وجود قبلاً على ارض الإباء (ارض الرافدين) ولم تكن التعليم التي تحتضنون ألان تشابه تعاليم كنيسة المشرق التي تفتخرون بها في هذا الوقت، فالغرباء هم مؤسسيها ليست من صنع الآباء.  كنا جميعا نعمل وبنفس واحدة وفي بيت واحد من اجل هدف واحد إلا وهو البشارة باسم السيد المسيح، وبسبب ذلك الأمر عينيه، وصل عدد أعضاء كنيسة المشرق الى أكثر من 80،000،000 نتيجة العمل الجماعي، والقيادة الحكيمة التي تـَمـَثلَ بها بطاركتها.

يا أخوتي ان الحقيقة التي تقول: الكلدنية  ليست سوى مذهب كنسي وليست امة، لم يصنعها إخوتكم الآشوريين، بل على العكس فقد تم ذكرها في كتابات أبناء كنيستكم الذين اعتنقوا المذهب الكاثوليكي. لكنهم كانوا يؤمنون بقوميتهم الآشورية، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر القس بطرس نصري في كتابه ذخيرة الاذهان والمطران توما ادو في كتابه السكوليون وايضاً البطريرك المرحوم مار روفائيل الاول بداويد في خطاباته، والاب العلامة الدكتور الراحل يوسف حبي وكذلك الاسقف مار باوي سور الذي انضم الى كنيستكم في كتابه  The Church of the East، فلماذا تعتقدون أننا نجرح مشاعركم ان آتيناكم بالبينة؟.   

وان موضوع تثبيت القومية الكلدانية التي تدعونها يا أحبتي ، ليس بالسهولة التي ترونها،  الا اذا كنتم راغبين بتثبيتها بالحيل والمراوغة فلهذا حديثا أخر، اما اذا كنتم بالفعل تريدون السير وفق المنهج العلمي للبحث عن الحقيقة وتثبيت ذلك تاريخيا، فيجب عليكم ان تأخذوا بجميع الآراء ولا تقفوا عند رائي واحد، فهذا مخالف للشروط، مع اني واثق وبحسب الكتب التاريخية والمصادر والدراسات البسيطة التي قمت بها بهذا الشأن، فأن التاريخ لن يقف بجانبكم، لكن فقط لنبرهن ذلك ولنضع النقاط على الحروف،  فعليكم إذاً بتطبيق القوانين والشروط المفروضة، لتصلوا الى النتيجة التي انتم باحثون عنها.

 يا أحبتي، ان السفينة التي تحملكم وتحمل أمتعتكم وتسير بكم في بحر هائج، هي نفسها تحملني وتحمل أمتعتي أيضاً، وهي نفسها التي حملتنا لاكثر من 5000 عام، فلماذا تريدون ان تخرجوا منها وتقودون سفينة آخرى،هذا اذا كان يوجد واحدة، وتـُبحروا لوحدكم في وسط ذلك البحر الهائج، لماذا لا نكون معاً ، ونبحر معاً لنصل الى الهدف الذي نصبوا إليه قبل ان نفنى من الوجود، لأنه وبحسب الظروف التي تحيطنا، فلا أظن ان بعد 50 عام سوف يكون للآشوري او الكلداني او السرياني وجوداً في العراق. 
 


 والرب يبارك الجميع
الشماس جورج ايشو
مؤسس شبكة الشعاع الاشوري
www.assyrianray.com