لماذا الكلدان بلا مقعد
جـنان خواجا
على الرغم من تجاوزي العقد الخامس من العمر، لكني لااخفي جهلي بقضيه تشغل بال الكثير من ابناء شعبنا الكلداني، وهي موضوع القوميه والطائفه ..انني ادرك بأستخفاف البعض من طرحي المتأخر هذا وللكلدان اليوم العديد من الاحزاب القوميه الحديثة الولادة والقادة ممن لارصيد قوي لهم قادر على تحويل ذلك الكم من هذا الشعب من حالة النوم والفتورالى حالة الحماس والنهوض.. انها حالة طبيعيه ان نكون بهذه الحاله لاننا لم نرضع مع طعامنا يوم ولدنا طعم الشعور القومي، رضعنا ان نذهب الى الكنيسه ونسمع القداس الذي حفظناه و لكل المناسبات، حتى ان بعضنا من يصرخ مرتلا فقرات الكاهن والشماس والشعب ليُسمع صوته للاخرين كنوع من انواع الايمان، تعلمنا ان نقبَل يد الكاهن احتراما ونحن صغار حينما كان ابائنا قدوة لنا في ذلك ، وحتى بعدما اخذ بعض الكهنه يتجنبون هذه العادة كنا نشعر بالتقصير..
بهذه الطريقه كانت نشأتنا، حياة خاليه من الاهداف،و بحدود اهدافنا كان لنا دورا مؤثرا في الحال العراقي منذ تأسيس الدوله العراقيه الحديثه ولا نريد شرح دورنا في تأريخ العراق للعهود السابقه ، كان لنا حضورا قويا بكل المجالات والاختصاصات وحتى السياسيه منها ..لكننا كنا نفتقر للحس القومي لاننا لم نكن قد سمعنا به من قبل ولاننا لم نكن نملك تلك القيادة التي توجهنا، لذلك كانت كل تصرفاتنا هي اجتهادات شخصيه خاليه من اي هدف ..ومن نشأ منا بحس مختلف ولم يجد من يحتوي حماسه، استغله واحتواه من له اهداف و من يجيد التخطيط للمستقبل، انها مسألة جديه خاليه من اي شكل من اشكال المزاح، انها حقيقه يجب الوقوف عندها وهي اننا انشطرنا الى اكثر من عددنا فبدل ان ننقسم الى اكثر من قسم اصبح انقسامنا بداخل كل واحد منا وملئتنا التناقضات حدًا فقدنا فيه قرارنا واصبحت الامواج تقودنا يمينا وشمال، وبدل ان نستيقظ من ذلك المنام الطويل لنعيد النظر في حالنا امام المتغيرات الجديدة زدنا في جهلنا وتباعدنا في انقسامنا لاننا بلا قيادة وبلا هدف، ومن حاول ان يتزعم هذا الكم المبعثر من الكلدان، كان متناقضا مع نفسه حينما لم يتمكن من البدايه احتواء الكل تحت راية واحدة فبدءت الاحزاب الكلدانيه تمزقنا اكثر،ومع رفض قادتنا الروحيين لهذا المبدء اساسا ولاننا وكما ذكرت شعب لايملك اتخاذ اي قرار كان تأثير قادة الاحزاب ضعيفا باهتا خاليا من الحماس،والا ماذا يفسر عدم حصول كل الكلدان على مقعد ،الم تكن الشوارع المؤديه الى الكنائس في البصرة تغلق ايام الاعياد والجمعه العظيمه تنظيما للسير لكثرتنا، انني ذكرت البصرة لاني متأكد بأن وسط العراق وشماله لهما شأن اخر ذكرت البصرة لان في هذه المدينه لوحدها كان هناك ثمانية كنائس كلدانيه ومطرانيه ومدرسة لراهبات الكلدان، صحيح ان الكثير من ابناء شعبنا الكلداني كما غيره من ابناء شعبنا المسيحي والعراقي عموما تبعثر وهاجر لكن الفرق بين الكلدان والاخرون ،ان الاخرون اينما رحلوا رحلت معهم اهدافهم وقضاياهم وعملوا على حث النائم منهم على اليقظه لان لهم اهداف ويعرفون مايريدون ..اما الكلدان لقد اصبحت قضاياهم عبأ عليهم لانهم لم يتعودا عليها والا ماذا يفسر كل الكلدان بلا مقعد.. متى يستيقظ كلدان امريكا ومن يتفاخرون بكلدانيتهم من خلال اذاعاتهم وجمعياتهم ومثقفيهم.. اين هم كلدان اوربا وكل بلدان العالم.. معقول لم يجمع كل الكلدان تلك الاصوات البسيطه للفوز بمقعد...
ان المسأله ليست بالعدد انما بالحماس و الحس والهدف وليس خافيا على احد بأن الشعب الكلداني يفتقر لهذه الصفه الاساسيه في هذا المجال ، كنت اشعر بمرارة وانا ارقب حماس الاخرين الملئ بالتضحيه امام برود كل من لايؤمن بقضيه ولايريد ان يستيقظ.. ارجو ان يعذرني كل من لايتفق معي لاني سأستمر في السؤال عن من المسوؤل في كل ذلك و لماذا الكلدان بلا قعد...
