المحرر موضوع: جاء ابن الإنسان ليخدم وليس يخدم  (زيارة 1896 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ehab2005

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 412
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأحد الثالث من الصوم     متى 20: 17ـ28

جاء ابن الإنسان ليخدم وليس يخدم
   ختم يسوع حديثه بهذه العبارة المعبرة "كما أن ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم، ويبذل نفسه عن الآخرين"
   فيسوع بهذا الكلام أراد أن يعمل، ودعا الناس إلى العمل معه. قد أتى لا ليخدم بل يخدم ـ لقد جاء لا ليحتل عرشاً بل صليباً، وهذا ما لم يفهمه إلى حد الآن إنسان اليوم.
   فمجيء ابن الإنسان هو معناه إن يفدي كثيرين من خلال الحياة التي وهبها الله إليه بحيث أن يعمل بكل مقدوراته وحسب الإمكانيات التي يحملها.
   فهناك مفهومين في الحياة علينا أن نتأمل بهما وذلك من اجل أن نختار الأفضل لحياتنا وممارساتنا اليومية:
   المفهوم الأول: في التفكير العالمي والدينوي يعتبر الإنسان عظيماً إذا كان يملك سلطان على الآخرين، والعظيم هو صاحب الكلمة المسموعة، والسيادة على الآخرين، والأمر والنهي عليهم... ذاك الذي بإشارة من يديه يتحرك الناس طوع أمره، وبحركة من إصبعه يهرع الناس إلى خدمته. كانت هذه الصورة المتبعة للحكام والأشخاص الذين يمتلكون التكبر وحب الظهور للناس في مفارق الطرق.
   وأما المفهوم الثاني هو: الوجه الثاني للمفهوم الأول حيث يغير النظر للخدمة ويراها من الناحية الثانية وهي الناحية الإنسانية. فالإنسان الخدوم ينظر إلى الخدمة هي وسام شرف وعظمة. فليست العظمة أن تأمر الآخرين ليخدموك. بل أن تقوم أنت بخدمة الآخرين، وكلما زادت الخدمة زادت المحبة والتواضع للإنسان. لذلك قال المسيح "من أراد أن يكون فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً".
هذا هو الانقلاب الثوري الذي قام به المسيح، وبالتأكيد بدأ يسري في مفاهيم الناس من كل الجوانب، وهذا بالتأكيد قد اختبرناه في حياتنا اليومية، واليوم علينا أن نختار آيهما افضل:
   أن نحترم للإننا نملك المادة والسلطان لو أن نكون الأشخاص الخدومين المحبين مثل الطبيب الذي يخرج نهاراً وليلاً لمعالجة مرضاه ورعايتهم، ومثل الراعي الذي يحمل الرعية على قلبه. بالتأكيد كل واحد منا هو الذي يختار لكن الأعظم من هذا ليس فقط أن نختار بل أن نعمل من اجل تجسيد هذه الخدمة في عالمنا وفي شخص الإنسان الذي تراه أعيننا في كل زمان ومكان.
   الأب إيهاب نافع البورزان
   بغداد/ الأحد 12/3/2006