المحرر موضوع: 14 تموز ...  (زيارة 668 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rashid karma

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 499
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
14 تموز ...
« في: 11:27 14/07/2009 »
14 تموز ...
                                                                                          رشيد كَرمة
نذرت ُ أن يكون لهذا اليوم مــن عام 1958طعما ً ومـذاقاً آخر , بمعنى من المعاني ان يصير يوما ًإحتفاليا ً, يتسمُ بالفرح ِوالبهجة والأمل مقارنةً بما عاناه ويكابده شعبنا العراقـي مـــن أيام ٍ ثقيلة موجعة  حتى هذا اليوم الثلاثاء 14تموزعام 2009 , وإذ يترائى ( للبعض )عربا ً ـــ عراقيين وغيرهم وعجما ً ـــ إيرانيين وما شاكلهم ان مـــا حدث صبيحة ذلك اليوم الأغر, كان عملا ً أهوجا ً, أطاح بعملية ( ديمقراطية ) لو قدر لها أن تستمر لكان العراق وأهله مـــن عرب وكورد وتركمان وكلدوـــــ آشوريين وأرمن ويهود , وغيرهم مــن مكونات العراق القومية والدينية  آلان فــــي مصاف الدول الكبرى المتحضرة ,ألا أنه يبدو وبيقين  (للكثرة ) الغالبة لذلك البعض مــــــن الناس عربا ً وعجما ً وخصوصا ً للعراقيات والعراقيين كان  يومــــــــا ً لابد منه  , لأنه بإختصار شديد يوم ًُ إنحاز بكل لحظاته للفقراء, يوماً ليس كباق الأيام , إذ توحد العراق بكل قصباته وأحزابه نحو الحرية والتطلع , يوم ٌُ كريمًُ بكل معنى الكلمة , فبعد ان كــــــان ثلثا رغيف  الخبزمن تراب وبقايا شعير إنتظمت منذ تلك اللحظة السعد مناهج التغذية في مدارسنا بدء من كوب الحليب وحبوب دهن السمك في الأصطفاف المدرسي , كان يوم 14 تموز من عام 1958 يوما علمانيا ً إنحسر فيه رجال الدجل والخرافة في محاجرهم فبزغ المبدعون وإختفت الطائفية بل تلاشت صفة الدين والقومية والعشيرة مقابل ( العراقية ) وراح الناس بحماس بالغ يرتبون البيت العراقي فإنتعش المسرح وصدحت الأصوات وتآلفت القلوب مما ساعد في قوة إقتصادنا وإزدهر رغيف الخبز بهمة العامل والفلاح وهذا ما أغاض الرجعية المحلية والإقليمية ومــــــن وراءها دوائر الخبث العالمي من البريطانيين والأمريكان وشأن كل البشر ينسى " المرء " مساوئ مرحلة الملك والوصي والباشا والسركال نظرا ً لرداءة المرحلة الحالية , ولعل صحة المقارنة تكمن فـــي دموية النظم التي تعاقبت على العراق فالنظام الملكي العراقي ليس أفضل مـــــن دكتاتورية البعث فكلاهما وُشِما بالدموية ونظام اليوم ليس بالضرورة أفضل , إذ إنحسرت أدوات العلم والثقافة والحرية وتعطل مشروع العلمانية مقابل فساد رجال الخرافة قادة الفساد الإجتماعي والسياسي والمالي , لذا لابد من يوم 14 تموز آخر يبعد العار الذي رفضته المرأة العراقية منذ أمد ٍ بعيد , يوم نحن بأمس الحاجة اليه كــــي يتطهر مجتمعنا من سموم القنوات الفضائية الطائفية والتي يغذيها رجل الدين الذي تآمر وذبح رجال تموز وعمالها وفلاحيها وعلمائها في شهر رمضان ,,
ومن أجل أن نستذكر إشراقة 14 تموز سيحتفل النادي العراقي في مدينة بوروس مملكة السويد بهذا اليوم وبالشكل الذي يليق ومكانة وكرم تلك المرحلة التي أرست وبحق صفة العراقية , فإلــــــى المرأة التي حققت بعضا من طموحها والى العامل والفلاح اللذين أذنا بان يصغى اليهما الملاك والتجار والى شغيلة الفكر الذين حطموا جدران الخوف والرعب ما مكن الطلاب والطالبات من الغناء , وإلى من تعز عليه موارد العراق ونسائم الحرية آن علينا جميعا ًوحق علينا كذلك  أن نوقف التداعي في النسيج العراقي ولنكبح جشع ودموية المرحلة , مرحلة ما بعد دكتاورية عبد الله المؤمن ....
السويد  الثلاثاء  14 تموز 2009       رشيد كَرمــــة