المحرر موضوع: سلام وتهـنـئة لحَـمَـلـَة القـلم مِن أبناء أمتـنا الكـلـدانية  (زيارة 1039 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5257
    • مشاهدة الملف الشخصي
سلام وتهـنـئة لحَـمَـلـَة القـلم مِن أبناء أمتـنا الكـلـدانية
بقـلم : مايكل سيبي / عـَـبر البحار
سلام وتهـنئة لكـُـتــّابنا وأدبائـنا ومثـقـفـينا أبناء أمتـنا الكـلـدانية المجـيـدة وأنـتم تـضعـون الصخـرة التي يقـف عـليها بشموخ كـل كاتب ، شاعـر ، أديـب ، مفـكــّر ومثـقـف كـلـداني أصيل لينطلق بإشعاعاته الفـكـرية عـبر القـلم و يُـنير الطريق أمام شعـبنا عـلى أرضنا الوطـنية وللبشرية في العالم أجـمع . إنـكم حـقاً طلائع قـوميّـتـنا ونحـن معـكم تـنبض قـلوبنا سوية إفـتخاراً وإبتهاجاً بهـذه المؤسّسة الأدبـية المتلألئة وهي تجـمع بـين ثـناياها خـيرة الأقـلام الجـيّاشة بمشاعـرها الملتهـبة حـباً وشوقاً بأحاسـيسها لإعلان شعـلة شعـبنا الكـلـداني وضّاءة بـين الشعـوب .
إنّ مَهامّاً جـسيمة سـتكـون ملقاة عـلى عاتـقـكم في هـذه الأيام العاصفة من حـقـبتـنا الزمنية التي نحـياها وأمتـنا الكـلـدانية تـتعـرّض إلى شتى الوسائل الرخـيصة المعـروضة منها أوالمنسوجة خـلف الكـواليس لتهـميشها بهـدف إلغائها والتي إنْ دلـّتْ هـذه الوسائل عـلى شيء إنما تـدل عـلى رخـص مبتـكـريها وخساسة المخـطـّطين لها في الدهاليز الداكـنة . إنّ ما يفـرضه الواقـع عـلى كـُـتــّابنا اليوم هـو بناء الإنسان الكـلـداني من داخـله ليكـون صـلـداً صامـداً أمام العـواصف الهائجة يتحـدّاها بعَـينـَين منفـتحـتــَين وعـقـل نـَـيّـر وقـلب مفـعـم بالإيمان . إنّ الشعـور القـومي لأبناء أمتـنا كامن في ضمائرهـم وهـو طاقة مخـزونة في عـروقـهم ، يتطـلب من كـُـتــّابنا ومنـّا جـميعـنا إستـنهاضه وصقـله ورفـعه وتفـعـيله فـهـو كيانـُـنا وهـويـتـنا ووجـودنا بـين الأمم .
إن قـمحَـنا الناصع البـياض نريـده صافياً لا يشـوّهه زؤاناً ومشربنا الرائـق نريـده شفافاً لا تعَـكــّره شائبة ومسارنا في الحـياة نريـده صلِـباً في مبادئه وإنسيابـياً مرناً في تعامله مع الغـير ومستقـيماً لا تــُحـرفه الذيول المهـتـزة . إنّ ما عـنـدنا مكشوف للملأ وليس مخـفـيّاً خـلف أبواب موصـدة ، وصوتـنا يـدَوّي عـلناً في الساحات وليس يهـمس خـلف الحـيطان .
تأريخـنا ، لغـتـنا ، تراثـنا ، آثارنا وتقاليـدنا معـروفة كـلها ومكـتوبة لمَـن لا يعـرفـها فـلا نــُلـَـوّح بها يومياً ولكـنـنا نستعـين بها محـفــّـزاً لنا لبثّ الحـماس وإستـنهاض الهِـمَم فـينا تارة ، وتارة أخـرى ليكـون دليلاً للجاهـلين غـيرنا والتائهـين الذين لا يعـرفـونـنا . فالكـلـدانيون قـبل آلآف السنين يومَ لم تـكـن رسالة الرب السماوية قـد وصـَـلـَتْ بعـد ، لم يقـبلوا بالفـراغ الزمني ولا باللاوجـود العـشوائي ولكـن عـبقـريّـتهم دفـعـتهـم إلى تأويل إرتباط حـياتهم بما حَـولـَهـم بقـوى مجـهـولة فإخـتـلقـوا لأنفـسهم آلهة جـبارة في قـدرتها سامية في معانيها منطقـية في هـويّـتها فـنــَسَـبوا كل مظاهـر الكـَون إليها ، وإن هـذه الذهـنية المتوقـدة ذكاءاً فـتحـتْ أمامهـم آفاقاً واسعة قادتـْهم إلى إكـتـشاف أسرار الطبـيعة في عـلم الفـلك وقـوانينه مثلاً ، إلاّ أنَ بعـض السُـذ ّج والبُسطاء راحـوا يصِفـونهم بالمنجّـمين وهـم يعـرفـون الحـقـيقة ولكـن نور الشمس الباهـر قـد أعـماهم . ولما جاءت رسالة ربنا يسوع المسيح كانوا أهـلاً لها وإسـتساغـوها دون عـناء ، فـكانـت الأمل الذي ملأ هاجـسهـم الفـطري وإعـتـنقـوها رغـبة ومحـبة وإيماناً . اليوم ، الكـلـدانيّون مفـعـمون بالإيمان بالرب يسوع ، فـهـو نبراسهـم وطريقـهم وحـياتهم وكـفـَـته ترجـح عـلى أية كـفة أخـرى وطـموحـهم الأبـدي هـو الحـياة الأبـدية وكـل الإعـتبارات الأخـرى تـتلاشى إزاءها ، إلاّ أنّ متـطلبات الحـياة عـلى الأرض لها شأن آخـر ومقايـيس أخـرى لابـدّ من إحـتسابها والتعامل معـها لأنـنا نعـيشها وهي التي تجـعـلنا نعـتز بما عـنـدنا وعـنـد أجـدادنا .
ولابـد مرة أخـرى من وقـفة إجلال وإكـرام للرجال الرجال مؤسّـسي إتحادنا ( الإتحاد العالمي للكـتـّاب والأدباء الكـلـدان ) الذين يـبعـثون النشوة في نفـوسـنا اليوم ، والأمل في مستـقـبلنا غـداً . إنهم فـريق عـمل متجانس في أفـكاره ومتآلف في مشاعـره متحـمّس في أدائه فـفـيهم الأقـلام الشابة المَـبريّة حـديثاً نحـتاجـها في مقـدمة المواكـب لخـطـها الرفـيع ، وبـينهـم الأقـلام التي جـرّبتْ الكـتابة وإخـتبرتــْها نحـتاجـها خـميرة للحـياة ، فـليـباركـهم الرب جـميعاً.