المحرر موضوع: الأم كنز لا يفنى  (زيارة 1405 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ehab2005

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 412
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأم كنز لا يفنى
« في: 00:21 21/03/2006 »
الأم كنز لا يفنى
   
إن أول ما يحب الإنسان في حياته ويتعلق به هو الأم بشكل غير أرادي. ثمّ ينمو هذا الحب ليتوزع ويتفرع منه على بقية أعضاء العائلة عبر المركز الأم مع التطور التدريجي لنشؤه العائلي. فيبدأ ليحب أباه إخوته وأخواته... ثمّ الجّد والجدّة والعم والعمة والخال والخالّة....الخ، ومع ازدياد توسع دائرة التعارف العائلي المحيطي يزداد نمو هذا الحب ليبرعم باتجاه الجيرّة وأبنائها في الزقاق وهكذا نحو أبناء المحلّة والحي, ثمّ المنطقة - القرية أو البلدة الصغيرة ثمّ يبرعم هذا الحب حباً يسمى وفق نواميس الحياة والمجتمعات ليتمثل في حب العائلة الكبيرة. إنّ هذا النمو في حب الطفل أو الإنسان المتجذر المتمركز في الأم, مثله في ذلك مثل النبتة النامية من البذرة المزروعة في التربة... عندها قد تصلح عطاءاً أو لا تصلح ... فأن صلحت فيؤتي صلاحها بالطبع خيراً مع تطور نموها وما تبلغها من النمو ... وإن لم تصلح  فلا يرتقب خيراً منها لأنها لا تتمكن من أن تؤتي بأي نمو يؤتي بالثمر أو على الأقل ظلا ًمقبولا ًحتى على التربة التي نبتت منها، وفساد البذرّة في التربة من أصلها هو أسوء الأحوال. فمن هنا  يمكننا القول كذلك, أن الذي صلح تجذر نمو حبّه في (أمه) فأنه سوف يديم هذا الحب مهما بعدّ عنها أو قرّب أو غاب عنها أو حضّر وبأساليب مختلفة  تعتمد بالدرجة الأساس على المقدار المكنون من الحب في نفسه والمتجذر في الأساس في الأم، وكذلك ينطبق الحال في حبّه للآخرين من أفراد العائلة وأبناء الزقاق والمحلّة  والبلدة وكل الذين حوله. فمن هذا المنطلق  أصبح من الممكن التعبير قولاً وببساطة علمية (أن الذي يحب أمه وبقيّ على حبها فأنه من المؤكد سيحب أباه وأخوته جميعاً مهما اختلفوا معه في درجات تبادل حبهم إليه وكذلك يسري حبه مع أبناء المحلّة والحي والبلدّة والوطن... حتى يشعر بالارتياح لكل ما يحفظ لنفسه ويؤمن صون موجودات مكوناته).

فمن ضمن الاحتفالات التى يوجه إليها العالم اهتماما خاصا هو "يوم الأم أو عيد الأم" وعلى الرغم من    اختلاف هذا اليوم في تاريخه وعاداته من بلد لأخر على مستوى العالم إلا أنه هناك اتفاق عالمي على الاحتفال به.
   ففي هذا اليوم يجتمع الأبناء حول أحضان الأمهات حيث الحب والدفء والحنان ويشعرون بأنهم أطفال صغار حينما كانت أمهاتهم تمنحهم الحنان والغذاء. فيهدي كل ابن أمه فقيرا كان أو غنيا قبلة أو خطابا أو كلمة شكر، وحتى هؤلاء الذين فقدوا أمهاتهم فإن قلوبهم في هذا اليوم لا تكف عن التضرعات والصلوات التي تطلب الرحمة والغفران للقلب الكبير الذي أحب وأعطي دون مقابل.
ففكرة عيد الأم فكرة قديمة قدم التاريخ فقد كان الفراعنة ينسبون الابن لأمه. أو والدها، وكان المصري القديم عندما ينحت لنفسه تمثالا يحرص علي نحت تماثيل لزوجته وأولاده لوضعهم من حوله. ففكرة العائلة والأمومة كانت دائما هدفه، ولنقلب معا صفحات التاريخ ونعود إلي الماضي البعيد إلي أكثر من ستة آلاف سنة حيث تخيل الفراعنة السماء أمً تلد الشمس كل صباح، وكانوا يطلقون علي السماء الربة نوت، بالإضافة إلى ذلك فإن عددا كبيرا من آلهة الفراعنة كان من الأمهات مثل إيزيس، ونفتيسن ونوت، وتفتوت، ولقب قدماء المصريين الأم بـ نيف بر، ومعناها ربة بيت.
 نبذة تاريخية عن عيد الأم
يزعم بعض المؤرخين أن عيد الأم كان قد بدأ عند الإغريق في احتفالات عيد الربيع، وكانت هذه الاحتفالات مهدات إلى الإله الأم "ريا" زوجة "كرونس" الإله الأب، وفي روما القديمة كان هناك احتفال مشابه لهذه الاحتفالات كان لعبادة أو تبجيل "سيبل" أم أخرى للآلهة. وقد بدأت الأخيرة حوالي 250 سنة قبل ميلاد المسيح، وهذه الاحتفالات الدينية عند الرومان كانت تسمى "هيلاريا" وتستمر لثلاثة أيام من 15 إلى 18 مارس .
وفي نهاية حديثنا هذا نود أن نقول أن الأم مدرسة .. بل هي نور الدنيا ونور الوجود ... بها يفتح الطفل عينيه... وبها يبدأ خطواته الأولى فهي خير معين له في حياته واليتيم من الأم أصعب من اليتيم من الأب فهي نبع الحنان فكيف إذا اختفى النبع وبار، لذا حرصت على الاهتمام بالنبع لأنها لن تعطى إلاّ طيباً وإذا طاب النبع طاب الزرع والزهر فهنيئا لك أيتها الأم .
فالأم نور بل ضياء .. الأم صانعة الأحلام .. صانعة الطعام .. صانعة الأبناء .. صانعة السعادة ..  صانعة الخير والحب والمعروف.. صانعة الثقة في أبنائها وزوجها . صانعة السلام .. صانعة التفاؤل والود والأمل في قلوب الجميع فلك منا كل خير وود وحب وكنز لا يفنى أبداً فعلينا أن نحافظ علية ونبذل حياتنا من اجله.
الأب إيهاب نافع البورزان
بغداد 21/3/2006