المحرر موضوع: "لنتجاوز الصعاب من اجل الحكم الذاتي" ـ الجزء الثاني ـ  (زيارة 864 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عوديشو ملكو

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 28
    • مشاهدة الملف الشخصي
الوسطية مفتاح للصعاب (10)
"لنتجاوز الصعاب من اجل الحكم الذاتي"
ـ الجزء الثاني ـ
عوديشو ملكو آشيثا

[الاجدر بكافة الفصائل والكنائس والاحزاب والمؤسسات ان تلتف حول قرار منح الحكم الذاتي وتشكر القيادات الكردية على ذلك].
اردنا ان ننطلق من هذه النقطة والتي كانت خاتمة للجزء الاول, لكتابة الجزء الثاني من هذا المقال. والمخصص لمسألة (عدم الاهتمام بالواقع المحيط ومكامن المصلحة).
الكل يعرف بان اجداد "الكلدان السريان الآشوريين" هم مبتدعي اول حضارة في العالم وهم صناع اول واكبر الامبراطوريات عرفها الشرق في حينها. فكانت امبراطورية سرجون الاكدية هي التي علمت البشر نظام الحكم المركزي, وانهت نظام دولة المدينة في بلاد الرافدين الجنوبي. وكانت الامبراطوريات الآشورية هي التي علمت البشر نظام تعبئة القوة وكيفية استعمالها. والامبراطورية الكلدية (بابل الثانية او بابل نبوخذنصر الكلدي) هي التي انهت الحكم الوطني في العراق واتاحت الفرصة امام الاحتلالات المتعاقبة للبلاد ولقرون طويلة. حيث ان عمر هذه الامبراطورية لم يتجاوز الاربعة وسبعون عاماً فقط.
ولكن الرقاد على ظلال تلك الصروح الجدوّية العملاقة, لا يجدي نفعاً ايها الاخوة. هلاّ تلاحظون انكم تتبارون في صنع جدود عمالقة لانفسكم, هاملين, غافلين واقع الامة, بعيدين عن التفكير بمستقبل ابنائكم, وعن المصالح والمكاسب العامة, دائرين ظهوركم..!!
نعم الواقع والمصلحة, قبل قومنة المذاهب وتأجيج نار الطائفية التي لم تخمد بعد منذ ان وطأت اقدام المبشرين والمرسلين الغربيين ديار الشرق والديار الآشورية خصوصاً.
ما الفائدة من تجزئة المُجَزأ اصلاً, نحن في عصر التحالفات الكبيرة على مستوى الدول والقارات والمجاميع البشرية الكبيرة ذات الاصول الحضارية المختلفة, وفي عصر التحالفات الحزبية داخل الوطن الواحد والشعب الواحد! وفي عصر الحوارات والتفاهمات الدينية السماوية والوضعية ايضاً. ولا نغالي لو قلنا ها نحن قد اصبحنا على عتبة الدولة الكونية, تربطها المصالح الاقتصادية قبل كل شيء.
امام هذا كله وغيره الكثير, مازال اخوة لنا يقرؤون المعادلة بصورة معكوسة ومن طرفها الاخر, ويصرون على اقامة الحواجز وزرع الالغام على الخطوط المذهبية والطوائفية والمكانية واللهجوية الفاصلة بين ابناء امة ضعيفة انتشر فتاتها في اكثر من اثنتين واربعين دولة! تنخر في عظامها المذهبية والتحزب والقومنة على التوالي:-
فكانت المذهبية الشغل الشاغل لعباقرة هذه الامة ولقرون طويلة في الوقت الذي كانت ابناء هذه المذاهب جميعاً بمثابة نعاج مسمنة يشتهيها الناظر, من غاز ومغتصب وحتى عابر سبيل! وفي الامس القريب غزت ديار الامة الافكار الحزبية المقلدة لغيرها من احزاب الشعوب والامم الاخرى في الجوار, مقلدة اياها في كل شيء حتى في اسلوب الكلام وايداء الحركات لقادتها! فتحزب الشباب وانتشرت البغضاء وبدأت حرب الكانتونات الداخلية من (كنسية وعشائرية ومذهبية ومناطقية... الخ) وتراشق الناس كل بما يملك من عدة واداة...! ولكن لصالح من يا ترى..!! أو لنقل من كان المستفيد ايها الاخوة.!!؟
هل فكرت الاحزاب القومية منها والمذهبية والعلمانية في الاستفادة من فرص تغير موازين القوى في الداخل؟ هل حافظت, بل حاولت الحفاظ على الوشائج الداخلية لابناء الامة, هل شعر قادة تلك الاحزاب بانهم واحزابهم اجزاء صغيرة من جسم الامة, وليس العكس.. وهل.. وهل.. وهل..؟  
وفي العقد الاخير من السنين وتحديداً بعد سقوط النظام في بغداد
عام / 2003. ظهرت الرغبة في الادعاء بالقومية داخل الامة الواحدة وتأجج سعيرها على يد بعض رجال الله. وكتب وناظر فيها من كان قريباً اليهم, او من كانت قد اغرقته ذاته المناطقية والبلدانية والمذهبية على حساب الامة, اي من يشعر بالانتماء الى القرية والكنيسة! اكثرمن انتمائه الى الامة والوطن...!!
ولا يخفى عن جمهور المختصين والباحثين, الدور الذي لعبه المنتفعين والمتربصين بالامة من الداخل والخارج في اشعال نيران المذهبية, وبعدها التحزب وزوبعة القومنة, كل ذلك لاضعاف الامة وسلب قرارها الوطني والقومي والحضاري والثقافي معاً.
هكذا تدهور الحال الى أسوأه, الى درجة احتار حتى الاصدقاء في تفسير هستيريا هذا الشعب ووباء هذه الامة, فمنهم من تجنب حتى ذكرها, ومنهم من استعمل اسمها الاصيل الامة الآشورية وآخر سطّر اسمائها المذهبية من دون (واو العطف), وآخرون كانوا يعطفون بحالها فكثروا (الواوات) المجزءات,وكانها ينقصها التجزأ..!! وكثرت النظريات, وظهرت التفسيرات والتأويلات, وصارت الملامة والاتهامات توزع وبسخاء على كل من يختلف عن (فلان) في الرأي والبصيرة! حتى وان كان ذلك الرأي وتلك البصيرة تخدم ولا تضر!!.
لا بأس ما دام الامر صادر من (فلان) ذو المذهب الفلاني, فلا بد من الاصطفاف بوجهه واتهامه بالتهمة (الفلانية) وبقدر ما كانت مقززة ومقرفة فهي (أحسن), هذا هو الواقع المذهبي, والاصطفاف القومي, والانتماء الحضاري لابناء الامة في هذه الايام – العصيبة ايها الاخوة –
وفي جوف هذه التجزئة توجد تجزءات واجتهادات عديدة, فلو سمحتم لنا ايها الاخوة والاصدقاء وابناء الامة ان نسلط ضوءاً على ما هو عليه ابناء الكنيسة الكاثوليكية (الكلدانية) اليوم في العراق والمهجر. هذه الكنيسة الكبيرة! والتي طلب رعاتها قبل شهرين او اكثر, وكغير عادتهم. طلبوا في بيانهم الختامي اعتبارهم من الان فصاعداً قومية مستقلة عن باق فئات الشعب الآشوري – وهذا حقهم – فالقومية شعور, وليست عرق – جنس – كما تريد بعض القوميات في المنطقة ان تكون. على افتراض ان هولاء الاباء يشعرون بذلك حقاً.
 ولكن لو درسنا واقع حال ابناء هذه الكنيسة التي صار عمرها حوالي قرن ونصف من تاريخ الاعتراف العثماني بها. لوجدناهم مصطفين في اربعة صفوف او اكثر, فمنهم من هو مع المجلس (الكلداني السرياني الآشوري) ويؤمن بوحدة الشعب والحضارة والتاريخ والمصير ويعمل من اجل الحكم الذاتي!. ومنهم من يدعي القومية الكلدانية والباقي الى الهلاك! ويفتخر بان اجداده الكلديين الغزاة والخونة المتحالفين مع العدو الميدي, كانوا سبباً في اسقاط الحكم الوطني العراقي في نينوى! ومنهم من يشعر بانه كردي ويتميز عنهم في الدين فقط – فهم اسلام وهو مسيحي – ومنهم من يشعر بانه من اصول عربية جزيرية..! ومنهم من يفضل ان يعيش مسيحياً متنازلاً عن الهوية القومية والخصوصية الحضارية لصالح القوي – الحاكم -... ومنهم من فقد هذه وتلك بسبب طول فترة الاغتراب وانقطاع التواصل مع الاهل والوطن..!!.
هذا حالنا وواقعنا جميعاً ايها الاخوة – ومن دون مزايدات – والان علينا ان نتفحص المحيط بنا, ونستقصي مكامن المصلحة – للذين مازال شعور الامة ووحدة الشعب ومصلحته تنبض في عروقهم.
ففي قراءة اولية للصورة التي يبدو عليها الوطن ومكوناته, يظهر ان جميع الاطراف ليست راضية بالآخر, ولكن جميعها لا يستطيع التفرد ونفي الاخر! ومن هنا كانت نسخ ومسودات متتالية من التصورات والمقترحات قد ظهرت ومازالت, عن العراق وما سيؤول اليه! فاين مكاننا نحن من كل هذا؟ واين تكمن مصالحنا بل حقوقنا القومية والوطنية بين طيات هذه الصورة المشوشة!! ان الاجابة ايها الاخوة لصعبة بل شبه مستحيلة, ولكن الاستعداد والتحسب ومراقبة الحالة واغتنام الفرصة...الخ كلها سهلة وفي متناول اليد! بشرط ان نكف عن غريزة النهش بالآخر من ابناء قومنا! ولاتفه الاسباب! واحياناً لمجرد الشك في ان (فلان) ميوله هي كذا! وليست كذا!. وبشرط ان تؤجل بعض معضلاتنا كالصراع على التسميات وتأويل الحقائق التأريخية حسب المشتهى!! الى حين.
وليكن هدفنا الاول والاخير (الان) الحكم الذاتي الكامل وعلى
جميع الاراضي التي نسكنها الان بغض النظر عن جميع الاعتبارات
الداخلية – المتعلقة بنا – والخارجية المتعلقة بالاطراف السياسية والعرقية والدينية العراقية. علينا ان نقول للجميع: "نحن بحاجة الى ارض آمنة, ومن حق وواجب الحكومتين الفدرالية وحكومة الاقليم توفير الارض لانها ارضنا – لاننا عراقيين– دون شك. ولاننا مصدر خير وعمل وأنموذج الاصالة والانتماء الحضاري لهذا البلد ودون منازع"!.
عندها نكون قد خطونا الخطوة الصحيحة الاولى نحو الهدف. اما الخطوة الثانية فهي القبول بالآخر في بيت الامة, ووضع شعارات التحزب والتمذهب جانباً. لان التحزب والتمذهب وافكار القومنه سيكون لها ارض ثابتة, وشعب يتفاعل ويتطور عليها – عندما تكون مسألة الحكم الذاتي للامة قد تحققت وصارت واقعاً ملموساً -.
والخطوة الثالثة والاهم في مضمار السير الشاق نحو مشروع الحكم الذاتي, هي عدم الغاء الآخر, والبداية من الصفر او نقطة الشروع, لكل مكون او مذهب او... في هذه الامة.
فان الذين عملوا في هذا المجال وماتوا في سبيل هذا الهدف! هم ابطال. والذين مازالوا يعملون, وقد قطعوا شوطاً طيباً في ذلك وعلى رأسهم الاستاذ سركيس آغاجان الذي استطاع وبمشيئة الله, وارادته الصلبة, وتفهم القادة البرزانيين في حكومة الاقليم مشكورين الوضع الآشوري الصعب من حيث       – مكوناته في بيته – ومن حيث علاقاته مع جيرانه ونظرة الآخر اليه هم ابطال ايضاً.
فكان القرار البرلماني الخالد في منح الحكم الذاتي للكلدان السريان الآشوريين في جميع اراضيهم الواقعة داخل الاقليم!. من صنعة ايديهم, وعصارة ضميرهم الحي! ومن اجل تفعيل هذه الحالة الطيبة, لا بد من الالتفاف حول هذا الرجل – السيد سركيس آغاجان –, ولا بد من التأييد والتصويت للقائمة المؤمنة بمشروع الحكم الذاتي الشامل الكامل للامة داخل الاقليم وخارجه, قائمة الشعب (الكلداني السرياني الآشوري). لانها قائمة كل الشعب, وعملت وسوف تعمل من اجل كل الشعب.
ومن الله التوفيق.